|
البحث عن يسوع الناصري
سامي المنصوري
الحوار المتمدن-العدد: 4349 - 2014 / 1 / 29 - 17:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذه المقالات ليس من تأليفي وانما مقتضبات واقتباسات و ملخصات واستنتاجات من بطون الكتب والمقالات والنشرات والابحاث من مصادرها كيفما وردت لكتاب وباحثين أجانب ومستشرقين وعرب منهم المسلم او المسيحي او لا ديني والعلماني وغيرهم بهذه الصوره جمع مقال عام شامل بصوره حياديه ومعتدله - انا لا اعتمد للمراجع البحثيه على الكتاب العقائديين و المتطرفين في الاديان والمذاهب والملل لان الشيعي متعصب والوهابي متعصب والمسيحي الارثوذوكسي متعصب الخ الخ والغرض من المقال ليس اظهار عيوب الديانات بل اظهار وجهات النظر المختلفه كلن حسب معتقده دون تدخل مني و لمقارنة الاديان مع بعضها البعض ومع الحضارات السابقه والاساطير والحكايات في قديم الزمان - لتوضح معنى الديانات واصولها تجريدا من تدخل الخالق الاله الله ولتؤكد ان الاديان بشريه الصناعه بالصوره والصوت والمنطق لا غير - أنا باحث في التاريخ و الاديان و الكائنات الفضايه اذا كنت ديني عقائدي متطرف الفكر لا تقرأ المقال لأنه عكس هواك
تحليل واستنتاجات وتعليقات وحوار و ردود
سأحاول في هذه الموضوع طرح فكرة الأصل التاريخي لقصة يسوع المسيح و سأركز على استقراء القرائن والإشارات المتوفرة لدعم فكرة كون يسوع الحقيقي هو أحد المعلمين الغنوصيين الكبار. و ملاحظة تأثر أفكاره بالثقافة الهيلينستية التي كانت منتشرة حوله و طبيعة العلاقة بينه وبين اليهود وفيما إذا كان يسوع يهوديا أصلا
لن يتطرق الموضوع كثيرا لتعريف الغنوصية وأفكارها وشخوصها .. كذلك سأحاول الاختصار في اقتباسات الآيات من الكتاب المقدس حسب الضرورة يتوجه الموضوع للقراء الذين لديهم اطلاع مبدئي عن الغنوصية أو عن الأفكار الموازية للقصة المسيحية. يدخل قراء شيفرة دافينشي ضمن هذا الإطار
سيركز البحث هنا على أربع نقاط رئيسية: ميلاد يسوع العلاقة مع اليهود انجيل يوحنا مريم المجدلية حكاية أخرى لحياة يسوع
المصادر: الوجه الآخر للمسيح – فراس السواح Holy Blood, Holy Grail - Michael Baigent Mary Magdalene, Bride in Exile - Margaret Starbird
ميلاد يسوع : و سيكون السرد هنا معكوسا أي الفكرة التاريخية اولا ثم غلقاء نظرة على المصادر الدينية.
رغم أن القصة الدينية تجعل مكان ميلاد يسوع في بيت لحم اليهودية قرب أورشليم من المسلمات وهي بذلك تعطي المبرر لاعتبار يسوع المولود في اليهودية يهودياً من عائلة يهودية ومن ثم فنشأته وثقافته لا بد أن تكون يهودية . و بما أن معظم تحركات يسوع كانت في و حول منطقة الجليل بما فيها فترة نشوءه التي ذكرت باختصار في الأناجيل الرسمية المعترف بها ومن ثم نشاطه ودعوته وحياته كلها. فنرى أن إنجيل متى قد اقترح قصة مذبحة مواليد بيت لحم و فرار العائلة المقدسة إلى مصر ثم عودتها واستقرارها في مدينة تدعى الناصرة في الجليل. أما في قصة الميلاد عند لوقا فتعترف بالأصل الجليلي لعائلة يسوع ولكنه يجعل يوسف النجار وزوجته الحبلى بيسوع يقصدان بيت لحم بمناسبة الإحصاء العام للسكان بأمر الامبراطور اوغسطوس عندما كان كيرينيوس واليا على سوريا ولكون يوسف من بيت داوود فكان عليه القدوم ليكتتب في بيت لحم مدينة داوود و هناك وضعت مريم مولودها ثم عادت الأسرة لمدينة الناصرة في الجليل. و نعرف الآن من سجلات التاريخ الروماني أن الإحصاء الذي يشير اليه لوقا كان في سنة 6 ميلادية و بذلك يأتي ميلاد يسوع متأخرا عشر سنوات تقريبا عنه في متّى، الذي جعله في عهد هيرود الكبير المتوفي سنة 4 ميلادية وهنا نرى أن لوقا وقع في خطأ تاريخي. أو أنه تقصد تأخير ميلاد يسوع! خاصة أنه لم يذكر هيرود الكبير في قصته ولا مذبحة الأطفال.
ولو نحينا بيت لحم جانبا فسيرة يسوع ليس فيها أي رابط مع بيت لحم فهو مواطن جليلي من عائلة جليلية و لد وترعرع وعاش في الجليل وكذلك دعوته وتلاميذه. و لم يذهب إلى أورشليم سوى مرة واحدة حسب الأناجيل عدا أنجيل يوحنا الذي يذكر ذهابه لأورشليم ثلاث مرات.
أما المدينة المرشحة لتكون مكان مولده بدلا من بيت لحم اليهودية هي مدينة أخرى صغيرة في الجليل تحمل نفس الاسم. تاريخيا رغم أنه تم التعتيم عليها لفترة توجد مدينة تقع مقابل السفوح الشمالية الشرقية لجبل الكرمل اسمها بيت لحم. تؤكد نتائج التنقيب الأثري أنها كانت مزدهرة ومأهولة خلال حياة يسوع. تظهر هذه المدينة في مصور بطليموس العائد لسنة 160 م وبعد قيام دولة اسرائيل الحديثة عام 48 استوعبت حدودها بيت لحم مع معظم الجليل وتظهر الآن في خرائط اسرائيل.
وقد جاء ذكرها باسم بيت لحم أفراته نسبة لمنطقة أفراته التي تقع فيها كما جاء في يشوع 9:15 وكانتفي نصيب سبط زبولون و ذكرت مرة أخرى في نبوءة في سفر ميخا 2:5. واستعارها متى في انجيله وحولها إلى بيت لحم اليهودية1: 5-6
سفر ميخا: أَمَّا أَنْتِ يَابَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، مَعَ أَنَّكِ قَرْيَةٌ صَغِيرَةٌ بَيْنَ أُلُوفِ قُرَى يَهُوذَا، إِلاَّ أَنَّ مِنْكِ يَخْرُجُ لِي مَنْ يُصْبِحُ مَلِكاً فِي إِسْرَائِيلَ وَأَصْلُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ الأَزَلِ…
الإنجيل بحسب متى فِي بَيْتِ لَحْمٍ بِالْيَهُودِيَّةِ، فَقَدْ جَاءَ فِي الْكِتَابِ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَابَيْتَ لَحْمٍ بِأَرْضِ …
والان نرى كيف تبدو الجليل في حياة يسوع تاريخيا تشير الدلائل الآركيولوجية والتاريخية أن صلات الجليل السياسية والثقافية كانت أوسع مع الساحل الفينيقي وسوريا منها مع المناطق الفلسطينية . في عصر الحديد الأول الذي شهد وجود مملكتي السامرة ويهوذا بقيت الجليل على عزلتها عن مناطق الهضاب الفلسطينية و لا يوجد حتى الآن دليل على صلات ثقافية مع جارتها السامرة بقدر التأثير الواضح للمؤثرات الفينيقية خصوصا من مملكة صور على الفخاريات والآثار المكتشفة. و يبدو فيما بعد أن الجليل قد وقعت تحت سيطرة السامرة وصور خلال فترات مختلفة لاحقة كذلك تأثرت كثيرا بالحملات الآشورية والسبي الذي أثر ديمغرافيا على المنطقة.
خلال العصر الروماني تهلينت الجليل و فينيقيا والسامرة ومعظم المدن الأخرى وتنوع التركيب الإثني لها بسبب تاثير السبي الآشوري السابق و تطعمت ديانتها الكنعانية بالكثير من العناصر الدينية الإغريقية والهيليستينية و لم تحتوي الجليل إلا على جالية يهودية قليلة العدد حتى مطلع القرن الثاني قبل الميلاد و ظل الجليليون يعتبرون اليهود جسما دخيلا سارعو لمحاولة التخلص منه عندما ثارت مقاطعة اليهودية على الحكم السلوقي .. و تتابع الأحداث التي نقرأ بعضها في سفر المكابيين الأول5: 14- 23 وتقع المدينة تحت سيطرة اليهود ويفرض الدين اليهودي عليها مطلع القرن الأول قبل الميلاد
بعد دخول الرومان إلى سوريا و بعد استيلائهم على أورشليم عام63 ق.م انسلخت الجليل عن اليهودية و عاد الجو الديني إلى الطابع المتنوع الذي سادها في السابق و بنيت المعابد وعادت الآلهة لمسرح الحياة الدينية ، وهكذا لم تقع الجليل تحت السيطرة اليهودية إلا فترة بسيطة بحدود أربعين سنة و لم يبق من اليهود سوى قلة لم تعتبر يهودا أرذوثوكسا
في هذه الظروف ولد يسوع و عاش طفولته وشبابه و بشر برسالته الأممية الجليلية و كان أتباعه جليليون ولم يذهب لليهودية إلا في آخر رحلته حيث قبض عليه وصلب و أسرته قد تكون على الديانة الكنعانية أو من أسرة تهودت قبل جيلين و استمرت على يهوديتها بحكم العادة أو وهذا المرجح أن تكون أسرته من أتباع جماعة دينية روحانية مثل الأسينيين و هذا يفسر لنا ولادته و زيارة الرعاة أو المجوس له يوم ولادته ثو اختفائه حتى ظهوره المفاجئ في الثلاثين من عمره لبدء رسالته. مع أنه ظهر عندما كان في الثانية عشر في مشهد منفرد يظهر فيه بلاغته وفصاحته التي يتعلمها خلال تربيته الدينيى الأسينية الغنوصية والتي تؤهله فيما بعد ليكزن معلما عند بلوغه الثلاثين من العمر .
في الإنجيل: يبدو واضحا قبل كل شيء أختلاف سلسلة النسب الخاصة بيسوع بين متى ولوقا ورغم كل ذلك فالسلسلة لا معنى موضوعي لها حيث أنها سلسلة تنتهي أو تبدأ بيوسف النجار الأب غير الجسدي ليسوع. هذا على فرض صحة نسب يوسف ليسوع كما بينا في الفقرات السابقة عن الأسرة الجليلية.
أما القصة نفسها فهي أخطر المدخلات اليهودية في الانجيل. والتي رسخت الأصل اليهودي ليسوع باعتبار اسرة يسوع يهودية من بيت لحم اليهودية وليست أسرة جليلية متهودة. و يذكر متى قصة المجوس الذين يأتوه ويقدموا له الهدايا. ثم يربط بين ولادته و نبوءات العهد القديم كعادته في انجيله و يذكر اللآية المشار إليها أعلاه بخصوص بيت لحم اليهودية و قد اشرنا للفرق بينها وبين بيت لحم الجليلية في أفراته والتي ذكرها العهد القديم في سفر ميخا. ثم تأتي قصة هرب العائلة لمصر بسبب مذبحة الأطفال التي يقودها هيرود في بيت لحم ثم عودتهم بعد وفاة هيرود وثم نزوحهم للجليل حيث سكن يسوع وعائلته مدينة الناصرة و هنا يبتكر متى نبوءة لم ترد في أي موضع من أسفار العهد القديم عندما قال:" فسكن فيها ليتم ما أوحي للأنبياء فقالو: أنه ناصريا يدعى" و قصة ذبح الأطفال لها أيضا بعد لاهوتي يهودي يقدم يسوع وكأنه موسى الجديدو قصة ولادة موسى معروفة. حيث ينجو من ذبحه على يد الفرعون كما ينجو يسوع. ثم يستمر متى في محاولة أثبات مطابقة نبوءات التوراة على أحداث قصة يسوع.
أما عند لوقا فالقصة طويلة أكثر منها عند متى و فيها عدد من الاختلافات المهمة واللافتة للنظر. منها الدور الذي لعبه يوسف النجار في قصة متى والذي يكاد يكون ثانويا عند لوقا حيث تلعب مريم الدور الرئيسي في القصة و لا يذكر لنا كيف عرف يوسف بحملها بعد أن رأت الملاك المبشر في يقظتها كما لا نعلم ردة فعله ثم نجدهما في أورشليم قادمين من الجليل للإكتتاب في الإحصاء. كما ذكرنا فلوقا يجعل الجليل موطنا للعائلة. وبما أن الاحصاء السكاني المذكور حدث سنة 6 ميلادية في عهد كيرينيوس اي بعد وفاة هيرود بعشرة أعوام فلا مجال عند لوقا لذكر قصة هيرود وذبحه للأطفال ولا هرب العائلة لمصر. المجوس الذين رأو النجم في المشرق و جاءو يسوع بالهدايا يتحولون إلى رعاة عند لوقا و هم بعد ذلك يخبرون بماقيل لهم عن المولود والملاك والنجم دون خوف من هيرود و مذبحته التي ليس لها اي أثرفي قصة لوقا.
أما ذكر النبوءات التوراتية فيكاد يختفي إلا من مواضع قليلة
فالموضوع يقدم رؤية وقراءة لا دينية لقصة المسيح و كلنا يعرف أن من عارض القصة الرسمية المسيحية كثيرون و منذ زمن بعيد جدا و حتى في القرون الأولى للمسيحية. و استمر الحال في العصور القريبة عند الكاثاريين مثلاً و أخيرا اصبح الموضوع ممكنا للدراسة بعيدا عن التاثير الايديولوجي و العنفي احيانا لنصرة هذا الراي أو ذاك.
فيما يخص الإكتتاب. لم استطع أن أحصل على اي مصدر اكاديمي تاريخي يذكر وجود اكتتابين المصادر المسيحية فقط تذكر ذلك كحل لمشكلة الفارق الزمني بين ماذكره لوقا ومتى وطبعا بعض المواقع الدينية تتهم من يسال هذا السؤال بالقراءة السطحية وأن الكتاب المقدس يفسر و يكمل بعضه الخ ... على الأقل مما وقع بين يدي من كتب أو مقالات لبعض المؤرخين والباحثين لم ار اي مصدر تاريخي يذكر اكتتابين حتى الآن ناهيك ان يكون الأول في 3 ق م. هناك من يذكر اكتتابا محتملا بحدود 16 او 17 ق.م قام به كيرينيوس لكنه لم يكن واليا على سوريا وقتها بل كانت مهمته الأحصاء وهذه نظرية خاصة في قراءة احداث العهد الجديد مع العلم ايضا انه لا يوجد ما يشير تاريخيا لحدوث هذا الاكتتاب او الإحصاء. اما الإحصاء الثاني في 6 م فهو ما ذكره يوسيفوس ويبدو متفقا عليه من المسيحيين غيرهم.
أما بالنسبة لوقوع بيت لحم في نصيب زبولون فهذا هو النص الذي يوجد في الكتاب المقدس في سفر يشوع: نصيب سبط زبولون 10وَجَاءَتِ الْقُرْعَةُ الثَّالِثَةُ لِسِبْطِ زَبُولُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ، فَكَانَتْ حُدُودُ مِلْكِهِمْ عِنْدَ سَارِيدَ، 11إِذِ اتَّجَهَتْ حُدُودُهُمْ غَرْباً إِلَى مَرْعَلَةَ وَوَصَلَتْ إِلَى دَبَّاشَةَ فَالْوَادِي الْمُقَابِلِ لِيَقْنَعَامَ. 12ثُمَّ دَارَتْ مِنْ سَارِيدَ شَرْقاً حَوْلَ تُخُومِ كِسْلُوتِ تَابُورَ وَعَبَرَتْ إِلَى الدَّبْرَةِ حَتَّى بَلَغَتْ صُعُداً إِلَى يَافِيعَ. 13وَمِنْ هُنَاكَ اتَّجَهَتْ شَرْقاً إِلَى جَتَّ حَافَرَ فَعِتِّ قَاصِينَ، وَاسْتَمَرَّتْ إِلَى رِمُّونَ وَنَيْعَةَ، 14الَّتِي الْتَفَّتْ حَوْلَهَا الْحُدُودُ نَحْوَ الشِّمَالِ إِلَى حَنَّاثُونَ حَتَّى انْتَهَتْ عِنْدَ وَادِي يَفْتَحْئِيلَ 15فَضْلاً عَنْ قَطَّةَ وَنَهْلاَلَ وَشِمْرُونَ وَيَدَالَةَ وَبَيْتِ لَحْمٍ. فَكَانَتْ فِي جُمْلَتِهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. 16هَذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ زَبُولُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مِنَ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا.
نعم لقد كان هناك خطأ مني في نقلي لرقم الاية . وأعتذر عن ذلك كذلك أنه لم يذكر افراته لكن هذا لا يغيرماجاء في ميخا حيث ذكرها و قال انها المكان الذي يخرج منه الملك .كذلك وجود بيت لحم واحدة في يشوع في نصيب زبولون يرجح انها هي بيت لحم افراتة خصوصا انها كانت حية ومزدهرة. سنحاول هنا أن نلقي الضوء على نقطتين رئيسيتين هما علاقة يسوع باليهود من خلال قراءة الإنجيل وقصصه معهم وثانيا طبيعة الرسالة اليسوعية العالمية وما نقرأه فيها من تأثيرات غنوصية أو يهودية و لنبدأ في هذا البحث لا بد أولاً من تقديم بسيط و سريع حول سمات الفكر الغنوصي العامة. وهذا الموضوع من المهم طرقه قبل الاستمرار في تحليل العلاقة بين يسوع المسيح واليهود. تشكل الفكر الغنوصي
عقب موت يسوع مباشرة نشأت العديد من الفرق الفكرية و والدينية المختلفة في التوجهات ولم تتشكل الآيديولوجيا المسيحية الرسمية إلا عبر صراع طويل بين تلك الفرق. كان الإنشقاق الأوضح والأقدم بين كنيسة اورشليم (كنيسة الختان) والتي فرضت على أتباعها عادة الختان اليهودية و بقي فهمها لتعاليم يسوع متأثرا بالآيديولوجيا اليهودية التوراتية وبين كنيسة الأمم التي تأسست بتأثير تعاليم بولس الرسول و امتدت على مساحة كبيرة من أنطاكيو وىسيا الصغرى إلى روما. وحررت أتباعها من شريعة الختان و تخلصت من الكثير من سلطة الآيديولوجيا التوراتية. انتهى هذا الصراع لصالح كنيسة الأمم التي رسخت أقدامها واستقرت معتقداتها في نهاية القرن الثاني الميلادي والذي نتج عنه صياغة الشكل المبكر من قانون الإيمان المسيحي والذي لا يزال حتى اليوم القاسم المشترك بين الكنائس. ونظمت الكنيسة نفسها في هيكلية مراتبية يشرف عليها ثلاث شرائح كهنوتية هم الأساقفة والقساوسة والشمامسة واعتمدت الكتاب المقدس المكون من الأناجيل الأربعة والرسائل وغيرها مما شكل ما يعرف بالعهد الجديد المتداول والمعترف به حتى يومنا هذا.
لم تكن كنيسة الختان الخصم الأقوى لكنيسة الأمم حيث ظهرت في الفترة الإنتقالية بين القرن الأول والثاني حركة مسيحية راديكالية هي الغنوصية والتي بحدود منتصف القرن الثاني الميلادي بدأت تتشكل ككنيسة غير منمطة عقائديا و بدون مراتبية. وقد انتج الغنوصيون كتبهم وأناجيلهم الخاصة التي قالو أنها اعتمدت الفهم الأصيل لتعاليم يسوع المسيح المبثوثة في الأناجيل الأرثوذوكسية وبنفس الوقت تحتوي تعاليم أخرى سرية بثها يسوع في تلاميذه. وتلعب شخصية يسوع الروحاني الذي يمدهم بتعاليمه دورا أساسيا في تلقي الوحي والتواصل معه وبشكل يشبه ما حدث لبولس من لقائه مع يسوع الذي أدى به لدخول المسيحية وتحوله إلى رسولها للعالم. ويعتقد الغنوصيون أن هذا التواصل مع يسوع أو المصدر الإلهي عموما ليس حصرا على التلاميذ بل يمكن أن يحدث لأي شخص يتلقى تلك الروح المعرفية العلوية. فأساس الخلاص في الغنوصية هو المعرفة وليس الشريعة أو الإيمان بالخلاص لوحده. والغنوصيون يرون أنهم يتواصلون من خلال بصيرتهم وليس كمن وقف عند ظاهر التعاليم من غير العارفين. المعرفة الغنوصية تقود لمعرفة النفس ومعرفة الطبيعة الإنسانية ومصير الإنسان وفي أعمق مستوياتها معرفة ألله. عند ذلك تتحرر الروح من سيطرة الجسد والعالم المادي لتعود لعالمها النوراني الذي انبعثت منه. الكنيسة الأرثوذوكسية ترى أنه لا أحد يصل إلى الله إلا بالكنيسة الرسمية التي تشكل وسيطا أما الغنوصية فترى كما جاء في انجيل توما
قال له تلاميذه : دلنا على المكان الذي أنت فيه ، وسنسعى لايجاده . فقال لهم : مَنْ له أُذنان هنا فخير له ان ينصت . هناك نور داخل الانسان النورانى ، وهذا النور ينير جميع العالم . فان لم يُنِر ْ، فانه ظلام
وهو هنا يوجه السائل للنظر والبحث في ذاته ليكتشف النور الداخلي .
والجهل هو نقيض المعرفة وهو سبب البؤس الإنساني .. والبعث والقيامة عند الغنوصيين ليس بعث الأجساد والحياة بل هو استفاقة الروح على حقيقتها وهو ما لايحققه إلا العارفون. يقول يسوع في توما أيضا
قال يسوع: ستزول هذه السماء ، وستزول التي فوقها . الموتى لم يعدوا أحياء ، والأحياء لن يموتوا.
إله الغنوصيين وإله العهد القديم
إن الله الذي يبحث عنه الغنوصي في أعماق نفسه ليس يهوه صانع العالم المادي الناقص المليء بالشرور. بل هو الآب النوراني الذي لا يحيط به اسم أو وصف وهو الذي بشر به يسوع ودعاه الآب و لم يسمه بأي من أسماء الألوهة التوراتية. و لعل أهم ما يميز الغنوصية اعتقادها أن عالم المادة الذي نعيش فيه ليس من صنع الله بل من صنع إله أدنى مرتبة هو إله التوراة يهوه. والذي يوازي أنجراماينو الشيطان عند الزرادشتية. ويصورونه بمزيج من شكل الأفعى والأسد ويجلس على عرش يحيط به معاونون له من قوى الظلام. ويطلق الغنوصيون على هذا الإله اسماء مثل إله العالم، يلدابوث ، بسكلاس وأحيانا يهوه أو الديميرج وهي من أصل يوناني معناها الصانع.
وحسب اعتقادهم فأن هذا الإله رغم أنه صنع الإنسان من المادة الا انه أخذ روحه من نور الأعالي المسروق وحبسها في الجسد المادي.
فالعالم الذي نعيش فيه ليس طيبا وحسنا لأنه ظهر للوجود نتيجة سقوط في عالم الإلوهة شبيه بسقوط إبليس. مما قاد لتكون العالم المادي المظلم الذي صنعه الديميرج بجهل وصلف وتعدي على الإله النوراني الأعلى. لذلك جاء عالما ناقصا فيه الألم والمرض والموت. ز من هنا يرفض الغنوصيون هذا العالم ويرفضون إلهه ومتطلباته التي تبقيهم في حالة السقوط وتمنعهم من الإنعتاق.
وهكذا نرى أن الغنوصية حلت مشكلة وجود الشر في العالم بطريقة مبتكرة وجديدة على الفكر الديني التقليدي خصوصا الإبراهيمي. فهذا العالم لم يخلق إلا من المادة التي أصلها الشر وإلهها الشرير هو يهوه غله التوراة الصلف الذي يجهل العالم النوراني ويتربع على العرش في الكون الذي صنعه متفاخرا" أنا الرب ولا إله غيري إله غيور" ويؤمن الغنوصيون أن هذا العالم وإلهه مصيره الدمار وكذلك الإنسان مالم يتعرف على النور السماوي في داخله الذي يحرره ويمنحه البعث. و هذه المعرفة هي ما يجعل الإنسان طيبا وخلوقا وليس إداء الطقوس والعبادات التي ليست في حقيقتها إلا خضوعا ليهوه وتعاليمه الماديو وتطبيقا أعمى لشرائعه. بينما لا يطلب الآب الروحاني الأعلى سوى أن يعرف الإنسان نفسه و يتلمس منابع الخير وهو بذلك سيخلصه ويعيد روحه إلى بيتها في الأعالي.
أما المسيح فهو يلعب دورا هاما في الفكر الغنوصي ....
فالمسيح هبط من السماء الروحانية لا ليضحي من أجل تخليص البشرمن الخطيئة ، لكن من أجل أن يفتح بصيرتهم للمعرفة التي تنتمي لله الحق وليس ليهوه ولذلك قال يسوع لليهود كما جاء في إنجيل يوحنا (وهو إنجيل رسمي سيأتي بحثه بتفصيل أكثر فيما بعد) «أَنْتُمْ لاَ تَعْرِفُونَنِي، وَلاَ تَعْرِفُونَ أَبِي. وَلَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً»
وفي نفس الإنجيل يقول: 22فَأَخَذَ الْيَهُودُ يَتَسَاءَلُونَ: «تُرَى، مَاذَا يَعْنِي قَوْلُهُ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَى حَيْثُ أَكُونُ؟ هَلْ سَيَنْتَحِرُ؟» 23فَكَانَ رَدُّهُ: «أَنْتُمْ مِنْ تَحْتُ. أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. وَأَنَا لَسْتُ مِنْهُ.
ويستمر ليقول فَقَالُوا لَهُ: «نَحْنُ لَمْ نُوْلَدْ مِنْ زِنَا! لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ هُوَ اللهُ ». 42فَقَالَ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لأَنِّي خَرَجْتُ مِنَ اللهِ وَجِئْتُ. لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 43لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كَلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تُطِيقُونَ سَمَاعَ كَلِمَتِي! 44إِنَّكُمْ أَوْلاَدُ أَبِيكُمْ إِبْلِيسَ، وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَعْمَلُوا شَهَوَاتِ أَبِيكُمْ. فَهُوَ مِنَ الْبَدْءِ كَانَ قَاتِلاً لِلنَّاسِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ خَالٍ مِنَ الْحَقِّ! وَعِنْدَمَا يَنْطِقُ بِالْكَذِبِ فَهُوَ يَنْضَحُ بِمَا فِيهِ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذِبِ! 45أَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ، لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي. 46مَنْ مِنْكُمْ يُثْبِتُ عَلَيَّ خَطِيئَةً؟ فَمَا دُمْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لاَ تُصَدِّقُونَنِي؟ 47مَنْ كَانَ مِنَ اللهِ حَقّاً، يَسْمَعُ كَلاَمَ اللهِ. وَلكِنَّكُمْ تَرْفُضُونَ كَلاَمَ اللهِ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللهِ
يتفق الغنوصيون مع المسيحيين في تاريخية حادثة الصلب لكنهم يؤكدون أن موته على الصليب ليس سوى مظهر خادع وهم بذلك ينكرون القيامة الجسدية لأنها تحمل في طياتها مباركة للجسد المادي.
ومن أهم مصادر الفكر الغنوصي التي وصلتنا نصوص نجع حمادي ونرى في بعضها استخدام لشخصيات من العهد القديم خصوصا من سفر التكوين حيث الخلق وذكر الآباء الإسرائيليين و في هذا السياق يقدمون نقدهم بين تلك القصص والشخوص ابتداءا من آدم و بين الإله الديميرج خالق العالم المادي.
للمزيد حول الأناجيل والنصوص الغنوصية يمكن العودة للمقال الذي كتبه الزميل سواح : http://www.ladeeni.net/pn/-print-Article89.html
كيف يبدو يسوع الغنوصي
يقول بيجنت في كتابه "الدم المقدس والكأس المقدسة" أن الأناجيل الأربعة التي بين أيدينا اليوم كانت نتاج عملية تحريرية طويلة حيث دونت باليونانية بين عامي 70 و110 للميلاد و عزيت لبعض تلاميذ المسيح مثل متى ويوحنا وأشخاص آخرين عملو مع الرسل ورافقوهم مثل مرقس ولوقا وقد خضعت هذه النصوص للكثير من التنقيح حتى استقرت بشكلها الحالي الذي اعتمدته الكنيسة الأرثوذوكسية التي كانت ترسخ أقدامها بقوة أمام خصومها من الفرق والكنائس الأخرى.
وعندما تحول الإمبراطور قسطنطين للمسيحية أمر بإتلاف جميع ما يتعارض مع كنيسته من مؤلفات ثم شكل من رجال الدين لجنة كلفها باعداد نسخ جديدة ورسمية من الكتاب المقدس المعتمد وكان ذلك بحدود عام 331 ولم يكن أمام اللجنة الكثير من المصادرحيث أن الحصول عليها لم يكن متيسرا لندرتها خاصة لو عرفنا أن سلف قسطنطين دوقليانوس قد أمر بإتلاف جميع الكتب المسيحية في آخر حملة رسمية له ضد المسيحية عام 303 م و من ضمن مافقد الكثير من الوثائق التي كانت موجودة في روما نفسها و قد لعب هذا الظرف دوره لقسطنطين واللجنة التي ألفها لتنقيح ما وجد من وثائق وبالتالي إعطاء العالم الصورة الأخيرة التي يعرفها عن يسوع... ص 328
رغم ذلك فالأناجيل الرسمية حافظت بطريقة ما على بعض الملامح في شخصية السيد المسيح التي رسمتها والتي تتميز بصبغة غنوصية واضحة. وسنحاول هنا أن نستجلي بعض علامات تلك الشخصية. ونبدأ بقصة الشيطان الذي أراد أن يختبرالسيد المسيح بعد اعتماده بالماء على يد يوحنا المعمدان وهي من أهم الحوادث في هذا البحث.
تبدأ القصة بـ ...
– لوقا 3 و4 21وَلَمَّا تَعَمَّدَ الشَّعْبُ جَمِيعاً، تَعَمَّدَ يَسُوعُ، وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي، انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ، 22وَهَبَطَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ مُتَّخِذاً هَيْئَةً جِسْمِيَّةً مِثْلَ حَمَامَةٍ، وَانْطَلَقَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ كُلَّ سُرُورٍ! »
فالأله تجلى ليسوع بهيئة الحمامة تعلن عن رمزية مهمة تميز هذا الإله عن إله العهد القديم الذي لم يتجلّ ابدا في أسفار العهد القديم بهيئة حمامة لا لشعبه ولا لأنبياءه فهو كان يتجلى في ظواهر عدائية عنيفة كعمود الدخان امام موسى وجماعته في الصحراء نهارا وعمود النار ليلا وفي الأوبئة والأمراض التي أرسلها على المصريين و النار الآكلة في جبل سيناء ودخانه يصعد كدخان الآتون. والرعود والبروق عندما كان يعلن شريعته للشعب المختار.والعاصفة وقصف الرعد عندما خاطب أيوب. أما الحمامة ففي ديانات الشرق القديم كانت رمزا للحب والخصب والطبيعة المعطاء كثيرة الخير. وفي العبادات السرانية كانت رمزا للإنخطاف الروحي في لحظات الكشف والإستنارة. ومن خلالها اعلن إله يسوع عن نفسه كإله محبة لا إله غضب
16لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 17 (يوحنا 3)
….. ونستمر لنقرأ
"أَمَّا يَسُوعُ، فَعَادَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَاقْتَادَهُ الرُّوحُ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً، وَإِبْلِيسُ يُجَرِّبُهُ، وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً طَوَالَ تِلْكَ الأَيَّامِ. فَلَمَّا تَمَّتْ، جَاعَ. 3فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى خُبْزٍ». 4فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَاِئلاً: «قَدْ كُتِبَ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ!» 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ، [color=darkblue]وَأَرَاهُ مَمَالِكَ الْعَالَمِ كُلَّهَا فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، 6وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ السُّلْطَةَ عَلَى هَذِهِ الْمَمَالِكِ كُلِّهَا وَمَا فِيهَا مِنْ عَظَمَةٍ، فَإِنَّهَا قَدْ سُلِّمَتْ إِلَىَّ وَأَنَا أُعْطِيهَا لِمَنْ أَشَاءُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي، تَصِيرُ كُلُّهَا لَكَ!» 8فَرَ دَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلاً: «قَدْ كُتِبَ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ، وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ!» 9ثُمَّ اقْتَادَهُ إِبْلِيسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى حَافَةِ سَطْحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى الأَسْفَلِ 10فَإِنَّهُ قَدْ كُتِبَ: يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ، 11فَعَلَى أَيْدِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ، لِئَلاَّ تَصْدِمَ قَدَمَكَ بِحَجَرٍ». 12فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلاً: «قَدْ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلهَكَ!» 13وَبَعْدَمَا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ، انْصَرَفَ عَنْ يَسُوعَ إِلَى أَنْ يَحِينَ الْوَقْتُ"[/color]
فابليس الذي يجربه عرض عليه ممالك العالم والسلطان لأنه سلم له يريد أن يجعله لمن يشاء. وهنا نحن أمام احتمالين .. فأما أن ابليس لا يعرف أن يسوع هو الله وابن الله ليعرض عليه ما يملكه يسوع أصلا و لا يوجد أي إغراء أو امتحان في هذه الحالة بل أن يسوع يكون هو من خدع ابليس ولا معنى للتجربة كلها. ولا يمكن أن يكون يسوع الإله نفسه هو من أعطى ابليس هذه السلطة لكي يعرضها ابليس عليه وبذلك يختبر الإله نفسه !!!!!!! أو ان ابليس فعلا يملك السلطان وممالك العالم ويملك القدرة في اي يعطيها من يشاء وهذه بالضبط صفات الديميرج إله العالم وخالقه الذي رفض يسوع السجود له وأعلن انتهاء سلطته على المؤمنين بالآب السماوي الاعلى.
وفي يوحنا 12 نقرأ .. 31الآنَ وَقْتُ الْحُكْمِ عَلَى هَذَا الْعَالَمِ! الآنَ يُطْرَدُ سَيِّدُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً! 32وَحِينَ أُعَلَّقُ مَرْفُوعاً عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيع .... 30لَنْ أُكَلِّمَكُمْ كَثِيراً بَعْدُ، فَإِنَّ سَيِّدَ هَذَا الْعَالَمِ قَادِمٌ عَلَيَّ، وَلاَ شَيْءَ لَهُ فِيَّ. 31إِلاَّ أَنَّ هَذَا سَيَحْدُثُ لِيَعْرِفَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَأَنِّي مِثْلَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَلُ
….. وفي مشهد المحاكمة اعلن المسيح ان كل سلطة دنيوية تستمد قوتها من هذا الإله كما في حواره مع بيلاطيس الحاكم الروماني الوارد في يوحنا أيضا
10فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلاَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَةً أَنْ أُطْلِقَكَ، وَسُلْطَةً أَنْ أَصْلِبَكَ؟» 11فَأَجَابَهُ يَسُوعُ «مَا كَانَ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَةٌ قَطُّ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيَتْ لَكَ مِنْ فَوْقُ. لِذلِكَ فَالَّذِي سَلَّمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيئَةٌ أَعْظَمُ...»
إن الغنوصية هي النظام الديني الوحيد الذي يطابق بين الشيطان وإله هذا العالم. رغم وجود آلهة شيطانية في ديانات أخرى لكن لم يكن بينها من يعتقد أن خالق العالم المادي وإلهه شيطاني.
فالشيطان الذي جرب يسوع ما هو إلا إله العهد القديم نفسه، وربما يكون الرسول بولس قد فهم لاحقا هوية هذا الشيطان المجرِّب عندما دعاه بإله هذ الدهرالذي يعمي أذهان غير المؤمنين في كورنثوس 4:4 الذين فيهم إله هذا الدهر قد اعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح
وهو بذلك استخدم أحد ألقاب يهوه في العهد القديم كما نقرأ في أشعيا 40
"اما عرفت أم لم تسمع، اله الدهر، الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا"27
هل يمكن أن يكون إله هذا الدهر هو من سلم يسوع إلى الصلب؟ جاهلا بقيمته الحقيقية وأن يسوع بموته على الصليب غلب هذا العالم وإلهه كما نرى في إنجيل يوحنا ...
11وَأَمَّا عَلَى الدَّيْنُونَةِ، فَلأَنَّ سَيِّدَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ صَدَرَ عَلَيْهِ حُكْمُ الدَّيْنُونَةِ. …. 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ، وَهؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي، 26وَقَدْ عَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ، وَسَأُعَرِّفُهُمْ أَيْضاً، لِتَكُونَ فِيهِمِ الْمَحَبَّةُ الَّتِي أَحْبَبْتَنِي بِهَا، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ .
ولنا وقفات أخرى مع ما جاء في إنجيل يوحنا ...
في الحقيقة لقد بقيت في الأناجيل أقوال كثيرة للمسيح تفصح عن شخصيته الفكرية، فهو لم يستخدم أي من أسماء الإله التوراتي أو صفاته أو ألقابه في الإشارة إلى إلهه الذي دعاه دوما بالآب والآب السماوي اب يسوع واب المؤمنين جميعا
في يوحنا:
وَالأَعْمَالُ الَّتِي أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي، هِيَ تَشْهَدُ لِي. …… أَيُّهَا الآبُ، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
ومتى...
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ، كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِلٌ!
إن كل الآلهة السابقة على يسوع كان لها أسماء معينة إلا إله الغنوصيين الذي لم يكن له اسم معين. فهم أشارو له دائما باسم الإله الخفي الأب النوراني الأعلى .....
و قد ركز يسوع أيضا على ثنائية النور والظلمة الذين يرمزان للآب النوراني في الأعلى والديميرج سيد العالم المظلم المادي.
ونقرأ أيضا في يوحنا
12وَخَاطَبَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً فَقَالَ: «أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلاَمِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»
..........
جِئْتُ إِلَى الْعَالَمِ نُوراً، فَمَنْ آمَنَ بِي لاَ يَبْقَى فِي الظَّلاَمِ. ..........
؟ فَالَّذِي يَمْشِي فِي النَّهَارِ لاَ يَتَعَثَّرُ لأَنَّهُ يَرَى نُورَ هَذَا الْعَالَمِ. 10أَمَّا الَّذِي يَمْشِي فِي اللَّيْلِ فَإِنَّهُ يَتَعَثَّرُ، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيهِ
وفي مقابل ملكوت الرب الذي يؤسسه يهوه على ارض الميعاد في فلسطين والتي ينزل بنفسه ليحارب بجانب شعبه لاحتلالها، فإن مملكة إله يسوع لا تنتمي إلى هذا العالم
35فَقَالَ بِيلاَطُسُ: «وَهَلْ أَنَا يَهُودِيٌّ؟ إِنَّ أُمَّتَكَ وَرُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ سَلَّمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» 36أَجَابَ يَسُوعُ: «لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. وَلَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ حُرَّاسِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. أَمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا». يوحنا 18
وهذا الملكوت لن يتأسس في زمن مقبل قي تاريخ الإنسان بل هو حاضر دائما في داخل المؤمن كما في لوقا 17
20وَإِذْ سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ؟» أَجَابَهُمْ قَائِلاً: «إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ لاَ يَأْتِي بِعَلاَمَةٍ مَنْظُورَةٍ. 21وَلاَ يُقَالُ: هَا هُوَ هُنَا، أَوْ: هَا هُوَ هُنَاكَ! فَهَا إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ فِي دَاخِلِكُمْ!»
ونتقدم لنقرأ بعض المصطلحات والصور التي رسمها يسوع لنفسه والمؤمنين والعالم .. ونرى في يوحنا 16
33أَخْبَرْتُكُمْ بِهَذَا كُلِّهِ لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فَإِنَّكُمْ فِي الْعَالَمِ سَتُقَاسُونَ الضِّيقَ. وَلكِنْ تَشَجَّعُوا، فَأَنَا قَدِ انْتَصَرْتُ عَلَى الْعَالَمِ!»
و 15…..
15لاَ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً بَعْدُ، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يُطْلِعُهُ سَيِّدُهُ عَلَى مَا يَفْعَلُهُ. وَلكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَطْلَعْتُكُمْ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي. 16لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ وَعَيَّنْتُكُمْ لِتَنْطَلِقُوا وَتُنْتِجُوا ثَمَراً وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، فَيُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِاسْمِي. 17فَبِهَذَا أُوصِيكُمْ إِذَنْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً.
18إِنْ أَبْغَضَكُمُ الْعَالَمُ، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي مِنْ قَبْلِكُمْ. 19لَوْ كُنْتُمْ مِنْ أَهْلِ الْعَالَمِ، لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ أَهْلَهُ، وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ أَهْلِ الْعَالَمِ، بَلْ إِنِّي اخْتَرْتُكُمْ مِنْ وَسْطِ الْعَالَمِ، لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ. 20اذْكُرُوا الْكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ أَهْلُ الْعَالَمِ قَدِ اضْطَهَدُونِي، فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُمْ؛ وَإِنْ كَانُوا قَدْ عَمِلُوا بِكَلِمَتِي، فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ بِكَلِمَتِكُمْ.
..وفي 17
14أَبْلَغْتُهُمْ كَلِمَتَكَ، فَأَبْغَضَهُمُ الْعَالَمُ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ. 15وَأَنَا لاَ أَطْلُبُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. 16فَهُمْ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. 17قَدِّسْهُمْ بِالْحَقِّ؛ إِنَّ كَلِمَتَكَ هِيَ الْحَقُّ
فيسوع عند يوحنا لم يأت ليدين العالم كما هو الحال في الأناجيل الثلاث الأخرى بل جاء ليخلص العالم ونقرأ في 12
47وَإِذَا سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ، فَأَنَا لاَ أَحْكُمُ عَلَيْهِ، فَقَدْ جِئْتُ لاَ لأَحْكُمَ عَلَى الْعَالَمِ، بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ.
ويمكن الاستمرار في رسم الصورة الغنوصية للسيد المسيح أيضا اعتمادا على إنجيل توماس الذي وبالرغم من عدم قبوله في الأناجيل الرسمية في العهد الجديد لكنه يحتوي على العديد من أقوال يسوع التي وردت في الاناجيل الرسمية أيضا. وانجيل توماس قد كتب أيضا في النصف الأول من القرن الثاني للميلاد اي قريبا من الفترة التي كتب فيها انجيل يوحنا. ورغم أنه لا يغرق في الغنوصية إلا انه ركز على عدد من الأفكار مثل معرفة النفس والبحث عن الله في الداخل كما أنه لا يحتوي على سيرة حياة يسوع بل على أقوال متفرقة لا يذكر مناسباتها. ويمكن الأطلاع على إنجيل توماس على هذا الرابط
و يجدر بنا ان نقتبس بعض الإشارات مما ورد في توماس فهاهو يسوع المسيح يبين اختلاف منظومته الدينية والفكرية عندما سأله التلاميذ
52 أربعة وعشرون نبياً تكلموا في إسرائيل، وكلُّهم تكلَّموا عنك. قال له تلاميذه:. قال لهم أنتم في غفلة عن الحيَّ الذي أمامكم وتتكلَّمون عن الأموات
وهنا يفصل نفسه عن النبوءات ومن أخبر بها ثم .. قال له تلاميذه: 53. هل الختان مفيد أم لا؟ قال لهم: لو كان مفيداً لكان أبو الأبناء أنجبهم من أمهم مختونين أصلاً. صار مفيداً من كل وجه بالحري الختان الحقيقي في الروح
ورده لا يخلو من سخرية يثبت بها مخالفته التامة لشريعة من شرائع اليهود وبتشكيك منطقي. ---------------------------------------------------------------------------------------
نسب يسوع
الأناجيل الرسمية وبالإضافة لسلسلة نسب يسوع التي اوردها لوقا ومتى كل بطريقته، وأرجع بها نسب يسوع إلى الملك داود فإنها تتابع هذه الفكرة من خلال دعوة يسوع بابن داود، وباللقب الآخر المرتبط به ملك اليهود. ولكن إذا تابعنا المواضع والمناسبات التي ورد فيها هذان اللقبان، لوجدنا أن يسوع لم يستخدم أيا منهما للإشارة إلى نفسه، وحتى قبوله للقب ملك أثناء المحاكمة فقد قبله بمعنى دقيق ومحدد يحول دون المفهوم الزمني للملك. يهوديا أوغير يهودي.
لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ.... الخ الآية المذكورة أعلاه من يوحنا. كذلك عندما حاولت الجموع قبل ذلك أن تنادي به ملكا هرب وتوارى عن أنظارهم- في يوحنا 6:
14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «حَقّاً، هَذَا هُوَ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ». 15وَعَلِمَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَخْتَطِفُوهُ لِيُقِيمُوهُ مَلِكاً، فَعَادَ إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.
أما لقب ابن داود أو ملك اليهود فقد استعمله لآخرون في الإشارة إليه. ونرى الآيات التالية:
وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ رَاحِلاً مِنْ هُنَاكَ، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرُخَانِ قَائِلَيْنِ في متى 9 الآيات 27: «ارْحَمْنَا يَاابْنَ دَاوُدَ!»
وعند مرقس 10
47وَإِذْ سَمِعَ أَنَّ ذَاكَ هُوَ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ، أَخَذَ يَصْرُخُ قَائِلاً: «يَايَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي!»
وفي 11….
10مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي! »
على أن يسوع قد علق على المسألة بما يشبه الحسم بشكل قاطع في ثلاث روايات متشابهة في الأناجيل الرسمية عندما قال:
في مرقس 12 .... 35وَتَكَلَّمَ يَسُوعُ فِيمَا هُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ، فَقَالَ: «كَيْفَ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ دَاوُدَ؟ 36فَإِنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ! 37فَمَادَامَ دَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ الرَّبَّ فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» وَكَانَ الْجَمْعُ الْعَظِيمُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ.
وكذلك عند لوقا في الإصحاح 20 ومن الآية 41...
41وَقَالَ لَهُمْ: «كَيْفَ يُقَالُ إِنَّ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ دَاوُدَ، 42فِيمَا يَقُولُ دَاوُدُ نَفْسُهُ فِي كِتَابِ الْمَزَامِيرِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي 43حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 44إِذَنْ، دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»
ووردت الحادثة نفسها عند متى 22 من الآية 41
41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ، سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَا رَأْيُكُمْ فِي الْمَسِيحِ: ابْنُ مَنْ هُوَ؟» أَجَابُوهُ: «ابْنُ دَاوُدَ!» 43فَسَأَلَهُمْ: «إِذَنْ، كَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً لَهُ إِذْ يَقُولُ: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبَّهُ، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَقْدِرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ أَنْ يُجِيبَهُ وَلَوْ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ، لَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ أَنْ يَسْتَدْرِجَهُ بِأَيِّ سُؤَالٍ
#سامي_المنصوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسيح في الكتب
-
المسجد الأقصى
-
عندما سرق الحجر الأسود
-
كورش في تراث ألاديان
-
التراث اليهوديّ
-
الصعاليك في شبه جزيرة العرب
-
قصة الخليقة والبعث والقيامه
-
أسطورة خلق أدم و الجنه
-
أسطورة شعب الله المختار - أصل التوحيد الإبراهيمي
-
الاساطير في الاديان
-
تأثيرات زرادشتية ( فارسية) في - الاديان – 4
-
تأثيرات زرادشتية ( فارسية) في - الاديان - 3
-
تأثيرات زرادشتيه في الا ديان – 2 -
-
تأثيرات زرادشتية ( فارسية) في - الاديان - 1 -
-
أساطير صينية ايضاً موجودة في القرآن
-
اساطير سرجون السومري و موسى 2
-
ألتناقض بين بولس و المسيح - 3 -
-
ألتناقض بين بولس و المسيح - 2 -
-
ألتناقض بين بولس و المسيح - 1 -
-
موسى و سرجون ألاكدي
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|