أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - لا عذراوات في بلدي














المزيد.....

لا عذراوات في بلدي


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 29 - 07:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البعض سيعتقدني أمزح و لكني جادة جداً في عنوان هذه الفقرة..جادة جداً لو كنت أتحدث بمنطق المتأسلمين "السفلي" و الذي لا يكف عن إبهارنا و مفاجأتنا كل يوم بفتوى لا تقل غرابة عن سابقتها..بعض تلك الفتاوي يثير الضحك و البعض الآخر يثير الغثيان و البعض الآخر تقف منه مصدوماً عاجزاً حتى عن تفنيده.

كان أول ظهور لفتاوي الجزء السفلي-حسب ما أذكر-في المذهب الوهابي..فكانت صاعقة فتوى عدم جواز الخلوة الشرعية مع الخيار أو الموز لأن وجودهما أمام الفتاة سيجعلها تشتهي ارتكاب الفواحش!!..و كأن الفتيات على أهبة الاستعداد الدائم للزنا و لكنهن فقط ينتظرن الفرصة لأن تسنح..متجاهلين-من يصدرون تلك الفتاوي-أننا بكل بساطة عاشقات من الطراز الأفلاطوني..فالنساء ولدنَّ ليعشقن الروح و لا يكترثن كثيراً لتفاصيل جسد المعشوق..و لكنه الفكر المُغرق في الشهوانية و المقترب من المملكة الحيوانية و الذي سيطر على أولئك الأشخاص ليرون النساء متخمات بالشبق الجنسي الذي يشغل عقلهن ليل نهار.

و لكننا لم نكد نتخلص من فتاوي الموز و الخيار و الخضراوات حتى تم تشريع فتوى معاشرة الجثة حسب الشريعة الإسلامية!!..و هنا سأتوقف قليلاً..فلو كانت النساء مغرقات في الشبق الجنسي كما يصورنا رجال الدين هل كنا سنطالب يوماً بمثل تلك الفتوى؟؟..البعض سيقول أن الفتوى جائزة شرعاً مرفوضة منطقاً..و لكني سأرد عليهم بأن أقول أن ورود الفتاوي يكون في الغالب استجابة لضغط شعبي و مطالبة بها..فلن يصدر أي شخص فتوى لم يطالبه بها إلا شخص واحد بل سيصدر الفتوى عندما يتزايد السؤال عن شرعية الأمر المسؤول عنه..و هكذا نجد أن من أصدر فتوى جواز معاشرة جثة الزوجة استجاب فعلياً لمطالبات شعبية ذكورية بتشريع الأمر و عدم تحريمه..مطالبات تكشف لنا أننا أصبحنا نحيا في عالم عربي يقول أنه مسلم يقضي جلَّ يومه في التفكير في جزئه السفلي و لا شيء سواه.

هنا عندما نتوقف مع هذه الفتوى نجد أنها تجاوزت الخط الآدمي لتغرقنا في مملكة الحيوان الغير ناطق على اعتبار أننا حيوانات ناطقة..وجود تلك الفتوى في ظل انهيار الأمة أخلاقياً يرسل رسالة حضارية لجميع من يقرأ تاريخنا و حاضرنا بأننا فعلياً أمة لا تفكر إلا في فتاوي القسم السفلي منها..و حتى أن فكرت بإصدار فتاوي تتعلق بالجزء العلوي فذلك يكون لقطع عنق أو إهدار دم من تجرأ و أستخدم جزءه العلوي فيما يفيد.

آخر أنواع تلك الفتاوي التي تثير البكاء الضاحك هي فتوى تحريم الجلوس على الكراسي..و أنه زنا بالجن الذين-حسب الفتوى- ينتهكون عذرية بناتنا و هن جلوس عليها..و حسب ذلك المنطق فصاحبة الفتوى تقذف ملايين الفتيات من المحيط إلى الخليج بالزنا..فلا عذراوات لدينا و كلنا ثيبات ندعي العفة و الطُهر!!.

و في الغد القريب سيظهر لنا رجل ملتحي يدعي أنه داعية ليخبرنا أن كل من أمسكت قلم-و القلم مذكر-فقد زنت..و لهذا سيخرج جميع الآباء بناتهم من المدارس ليحصنوهن من الفاحشة..فتمتلئ البيوت بملايين الفتيات اللواتي حُرمن من التعليم فقط لأنهن وقعن في غرام غير عفيف من وجهة نظر شيوخنا "الغير" أجلاء" مع القلم!!.

و لو إستمرينا "افتراضيا" في السير على طريقة التفكير "السفلية" تلك لشيوخنا لكان أغلب نساء العالم العربي يجب معاقبتهن بعقوبة الرجم "التوراتية الأصل" لارتكابهن الفواحش..فكل مذكر يشاركني حياتي هو شريك آثم في جريمة الزنا المزعومة..من القلم إلى الكرسي إلى الخيار إلى الموز إلى الكمبيوتر المحمول إلى الجوال إلى و إلى و إلى...

و هكذا يصل بنا شيوخنا "الغير" أفاضل إلى عنوان ما كتبت و هو أنه "لا عذراوات في بلدي"..و حينها سأتساءل:"و ماذا بعد!!؟؟"...



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كان الله رجلاً
- اغتصاب سلفي
- أولويات مريم العذراء
- بضعة رجال عُقماء
- الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 3
- الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 2
- الإلحاد في اليمن..اختيار يُحترم أم رِدة لا تُغتفر؟؟ - 1
- أن تكون جنوبياً فهذا يعني
- الرسول عاشقاً
- مُنادي الرب -قصة-
- في بلد العُميان
- 3..2..1..أكشن
- أحبكِ و كفى -قصة-
- ردة الله
- القُبلة الأولى
- القافلة تسير و نحن ننبح
- بين ساقيَّ أنثى
- خطيئةٌ بلا حواء
- تباً لدين محمد*
- اغتصاب بالتراضي!!


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - لا عذراوات في بلدي