|
هل حقا الصح في غير مكانه و زمانه خطأ ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 20:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هنا لا اتكلم عن الاكتشافات و الاختراعات الصحيحة التي ابتيلت بها اصحابها المكتشفين و المخترعين و ذهبوا ضحية المكان و الزمان الخطا الذي اعلنوا فيها عما اوجدوه و ما كانوا عليه من العقل السديد و الذهن المتقد المتقدم عن عصرهم و ما ارادوا ان يبشروا به الفرد و الجماعة من القول و الفعل و الراي و الموقف الصحيح . و لا اتكلم عن الفلاسفة الكبار الذين اعلنوا عما هم يعتقدوه و ما يتاملوه و ما ينتظروه مستقبلا، و ذهبوا من قبل المتسلطين ادراج الرياح. و لا انوي اصلا الكلام عن ما يمكن ان نسميها اليوم بالمعتقدات و الاديان و المذاهب و الافكار التي كانت على عكس الموجود الان و اُفنيت في وقتها بعد التغييرات و ان كانت صحيحا من الصميم وفق ما يهم الانسان و منظور ما لصالحه من كافة النواحي . اريد التكلم باختصار عن اليوم، و ها نحن نعيش في عصر التقدم التكنولوجي و الاختراعات الباهرة و مدى تواصل العالم وما انجزت و اخترعت من الوسائل التي هي لصالح البشرية، و يستفيد منها الجميع، العالم و الجاهل، الصغير و الكبير،الذكر و الانثى، الناس جميعا بعيدا عن الجنس و اللون و المكتسبات التاريخية المضرة اصلا من المعتقدات و الاديان و المذاهب و الافكار المفرقة لبني البشر. لنصغر الموقع و نتكلم عن ما موجود في منطقتنا بالذات، و ما ابتلي به الشعوب في المنطقة و نختصر المسافة ليشمل العراق فقط بكل ما فيه من الخصائص و الصفات المتناقضة و المتباينة و تاريخه المليء بالعبر و ما نعلمه من مقدرة و امكانية حضارته و ما وصلنا اليه، من منظور ماكان الصح و لم ينجح و ما هو الصح اليوم و لا يمكن ان يُعلن عنه و ماهو الخطا و انتشر و اكتسبه الاجيال، و ما ورثناه و نسير عليه لحد اليوم نتيجه خطا الانبثاق او الاعلان او الاكتشاف في الزمان و المكان و ظروف المرحلة التي وجد فيها. لو تكلمنا عن الجوانب كافة لاحتاج لبحوث و كتب عديدة، الوضع الاجتماعي و ما يعتقده و يسير عليه الشعب العراقي منذ قرون و ما نحن فيه نتاج تلك المكتسبات التي هم ما اكتشفوها بانفسهم او استوردوها او فرضت عليهم عنوة دون ارادتهم و اصبحت عادة و تقليدا او فكرا او معتقدا او توجها دون ان يعلموا اليوم انها غير اصيلة و دخيلة عليهم . ان التقاليد المختلفة المحسوسة و حتى بين قبيلتين او عشيرتين لها اسبابها الموجبة من جميع النواحي و في مقدمتها الاسباب التاريخية و التلائم الاجتماعي.ما نلمسه هو التوحد في امور سطحية و التفرق في امور عميقة مفيدة، و هذا ربما لن يكون له مبرر غير ما فرض عليهم من المحتلين بكافة انواعهم منذ الفتوحات الاسلامية و لحد اليوم . لو ننبش في ثنايا التاريخ بدقة لوجدنا الكثير مما كان موجودا وصحيحا في التركيب و الموقع وجاء في الزمان و المكان المناسب له و استمر لمدة معينة و اندثر نتيجة التحولات في التركيبة الاجتماعية و التغييرات التي طرات نتيجة تدخلات الاخر المحتل احيانا في المراحل الغابرة و الحديثة ايضا. هل يعقل ان لا نسمع بوجود قومية ما على ارض الرافدين في مرحلة من مراحل التاريخ و عاش اناس بعيدا اصلا عما تُدعى اليوم بالقومية او الدين او المذهب الذي ابتلي بهم الشعب العراقي في هذه المرحلة . و هل من المعقول ان نجد ان هذه الارض لم ينبت فيها ما يفرق الانسانية في عقود معينة من الزمن الجميل . و ان ابعدنا فترات الاحتلال الكثيرة و الغزوات العديدة التي تعرضت لها هذه الارض من قبل الشرق و الغرب لبقيت هذه الحضارة نقية و جميلة وهي كانت اصلا في مقدمة الحضارات الاخرى في العالم . لنعد قليلا الى زماننا هذا و نتكلم عن المواضيع الصغيرة التي تشغل افكارنا و نحللها من منظور الخلفية التاريخية لما كان عليها العراق في تاريخه الطويل العميق . اننا نجزم ونكتشف باننا في حضيض من كافة الجوانب و ليس هناك ما يمكن ان نقول بانه الصحيح و في المكان و الزمان الصحيح، و انما يمكن ان نجزم بان الخطا انتشر في وقت الذي الارضية له راسخة و واسعة و لم تسده لحد اليوم المقومات الجميلة الباطنة المتوارثة الموجودة في عقلية العراقي الاصيل و المهاضة للخطا . لنسال، هل من المعقول في ارض تاريخه يعود لالاف السنين ان يقتل فرد الاخر و يذبحه على فكر معين و توجه ما وهو يعيش على هذه الارض الطيبة الغنية من جميع النواحي الانسانية قديما، هل من المعقول ان ينتشر فكر و توجه و مفهوم معين ليس هدفه الا التفرق بين الناس و ابتعاد عامل الوحدة عنهم، هل من المعقول ان تكون هناك توجهات او مفاهيم ليست لها ارض نابته لها واليوم هي التي تسيطر على عقول الفرد العراقي، هل من المعقول ان نقول بشكل صريح ان يكون الخطا هو المسيطر في كافة مناحي حياة الانسان العراقي و هو لا يعلم بما هو فيه. هناك الكثيرون يعلمون اين الصح و ما هو و لكن الارضية غير مساعدة لهم للعمل عليها، و ان الصح لم يجد ما ما يزرعه من المكان المناسب و انما الخطا اوجد له الفسحة الكبيرة زمانا و مكانا من كافة النواحي الاجتماعية و السياسية و الثقافية، و احتل الخطا عقلية الناس بشكل عام الا قليلا و هم غير مؤثرين ايضا نتيجة ماموجود من السلطة بكافة انواعها السياسية و الاجتماعية و هي التي دائما تدفع الى ما تعتقده الناس بانه الصح، نتيجة الوسائل المتاحة لديها في كل زمان و مكان . اننا وصلنا الى حال ، حتى الصحيح لم يجرؤ ان يعلن عن نفسه و يخفي راسه بين الكم الهائل من الاخطاء المسيطرة، لانه لم يجد له ما ينجحه في التجسيد و الترسيخ على ارض الواقع . لنقوله بعظمة لساننا انه زمن الخطا و ليس الصح، و الصح الموجود المختفي اصلا ان اخرج راسه من الجحر المدفوع فيه سوف لن يرى الا الزمان و المكان غير المناسبين وبه يتحول الصح خطأً جسيما .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكادحين و الحملة الانتخابية في العراق
-
لماذا غض الطرف عن فساد رئاسة اقليم كوردستان ؟
-
الحياة تستحق الحب و الانسانية
-
ايهما المحق المالكي ام البرزاني
-
طلب الاستئذان من ايران لتشكيل حكومة كوردستان
-
طال الزمان بنا و لم نصل
-
انقذوا خانقين قبل فوات الاوان
-
هل السلطة الكوردستانية اهل لادارة الاقليم ؟
-
هل من منقذ للوضع العراق الحالي ؟
-
طبيعة العلاقات التركية مع اقليم كوردستان
-
الغباء في ادارة اقليم كوردستان مترامي الاطراف
-
هل شخصية المجتمع الكوردستاني تدعم تاسيس الدولة ؟
-
سيطرة نفوذ تركيا و ايران على مناطق الحزبين في اقليم كوردستان
-
اين وصلت الاخلاق و السياسة في اقليم كوردستان
-
من المنفذ الحقيقي لاغتيال الصحفي كاوة كرمياني
-
الى الراي العام الكوردستاني
-
ماوراء استمرار الاغتيالات في اقليم كوردستان
-
الارادة والاخلاص اساس تحقيق اي هدف مهما كان صعبا
-
تنسيق الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة التغيير من ضرورات ال
...
-
التوافق يفرض نفسه على نتائج انتخابات برلمان كوردستان
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|