|
مفاجأة الرئيس السوداني
سامح الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 14:21
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
اعلن المشير الاخواني في السودان قبل اكثر من ثلاث ايام ان لديه مفاجاة للشعب سيلقيها عليهم في خطاب رسمي. وجاء اليوم الموعود هذا بالامس ، امام جمع امه عراب هذا النظام قبل الاختلاف وانقسام الاخوان المسلمين في السودان الى مؤتمرين مؤتمر وطني والاخر شعبي وفي حضور رئيس حزب الامة السوداني الصادق المهدي الذي كرمه المشير البشير في ليلة الاول من يناير وهو يوم استقلال السودان من الاستعمار الثنائي الانجليزي المصري وذلك بمنح السيد الصادق المهدي وسام النيلين هو ورئيس الحزب الاتحادي الدميقراطي السيد محمد عثمان الميرغني وهو تكريم غريب ومضحك في آن واحد لان الذي كرم هولاء هو نفس الرئيس الذي انقلب على حكم ديمقراطي جاء بانتخابات نزيهة وشكلت انذاك حكومة ائتلافية من ثلاث احزاب حزب الامة بقيادة المهدي والاتحادي بقيادة الميرغني والجبهة الاسلامية بقيادة الترابي. ومن الغرائب ايضا ان مدبر انقلاب البشير الاخواني الترابي كان مشاركا في حكومة ائتلافيه يرئس وزارتها صهره المهدي عموما كل تلك الاحداث الغريبة لا تحدث الا في بلد كالسودان. القى البشير خطابه امام هذا الجمع الذي قاطعه حزب البعث السوداني والمؤتمر السوداني والحزب الشيوعي السوداني. عموما جاء خطاب البشير ركيكا ولم يكن مبشرا حتى انه منذ الامس اصبح مصدر للتندر والاستهزاء من كثير من الناشطين الشباب في مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لان المفاجاة التي كان يتوقعها كل واحد هي اعلان وقف الحروب العبثية التي يشنها النظام الحاكم في السودان باسم الدين والجهاد الى اليوم في الجنوب الجديد اي منطقة جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وفي غرب السودان دارفور حيث يعيش السودانيين الان اوضاعا معيشية بالغة الصعوبة مع فساد مالي واداري مثبت في تقرير المراجع العام الذي يسلم للجمعية التشريعية كل عام و تنشره الصحف لكن دون ان تتم محاسبة مسئول واحد في ظل اقتصاد متدهور بسبب هذه الحروب والصرف عليها والاصرار الغريب على حسمها عسكريا رغم الهزائم التي منية بها قوات الحزب الحاكم في السودان من قبل ثوار ومناضلي الجبهة الثورية التي تضم قوى السودان الجديد والهامش السوداني متمثلة في الجيش الشعبي شمال وحركة تحرير السودان بجانحيها وحركة العدل والمساوة. ويبدو ان القوى السياسية السلمية حالمة في طرحها فالنظام منذ مجيئه قبل خمس وعشرين عاما وهو لم يطبق شعارا واحدا من شعارات الدولة الاسلامية التي يزعم انه جاء من اجلها . بل تدنى الوضع لاكثر من ذلك فاصبحت الدولة تدار بعقلية الجمعيات الخيرية حيث لا خطط ولا اهداف ولا برامج في مجالات التنمية والصحة والتعليم لان كل الصرف الان على الدولة الامنية وهنالك منظمات حكومية معظمها يديرها زوجات واخوان واخوات المسئولين تتبرع لبعض الشباب النشط في العمل الخيري ليقوم بمساعدة المرضى وشراء اجهزة طبية اذا ذهبت الان لمستشفيات السودان عليك في البدء السوأل عن اين تجد شباب شارع الحوادث فهم من يعينوا السواد الاعظم من الكادحين لشراء الدواء ودفع تكاليف الفحوصات الطبية وفي بعض الاحيان دفع رسوم الطبيب الاختصاصي والغريب ان وزير الصحة بولاية الخرطومم هو بروفسير مامون حميدة صاحب كلية خاصة لدراسة الطب ولدية عدة مستشفيات خاصة يديرها. ونفس الشئ التعليم شباب متطوع ايضا يقوم بجمع التبرعات لصيانة المدارس الحكومية وجمع الكتب المدرسيه لتوزيعها على التلاميذ. فليس هناك خطط وبرامج لادارة الدولة السودانية سوى مشاريع يعلن قيامها اما عن طريق التبرعات من المواطنين او الديون الخارجية في بلد ديونه الخارجية حسب اخر تقرير لصندوق النقد الدولي اتنين واربعين مليار دولار وهذا البلد رغم معاداته في العلن لامريكا ويبشرنا بدنو عذابها الا انه في كل عام يعلن عن تطبيق روشتة العلاج التي يوصفها له صندوق النقد وذلك برفع الدعم الحكومي عن السلع والخدمات ولا امل من شفاء الاقتصاد الا بتغيير جزري واعادة هيكلة الدولة السودانية التي دمرت وافقرت بسبب التمكين لمشروع الاسلام السياسي الذي لا زال ينتج في حروبات جهادية لاخضاع الكل بالقوة ومازالت المقاومة مستمرة من قبل الجبهة الثورية لاقامة دولة مدنية تكون المواطنة اساس الحقوق وليس العرق او الدين. رغم امتلاك النظام لترسانة حربية واستخدامه موارد الدولة وتسخيرها لهذه الالة.
#سامح_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاخوان المسلمون وتقية تغيير الاسم
-
السوداني وتهمة الكسل
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|