أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ثائر زكي الزعزوع - لماذا التنكيل بسوريا؟














المزيد.....


لماذا التنكيل بسوريا؟


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 1236 - 2005 / 6 / 22 - 11:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


مع إن سوريا نظاما سياسيا وقفت مع ما كان يعرف سابقا بالمعارضة العراقية وفتحت لهم أبوابها على مصاريعها، ودللتهم أيما دلال حتى تفوقوا في بعض المزايا على المواطنين السوريين أنفسهم، فساندتهم وساندت تكتلاتهم السياسية وصحفهم وبياناتهم، ورعت بكل ما أوتيت من قوة معارضتهم لنظام الرئيس السابق صدام حسين، حتى تحولت سوريا ملاذا لكل هارب من العراق وصارت نقطة العبور الأكثر اجتيازا للراغبين بالمغادرة إلى ما وراء البحار، لا نريد مناقشة أسباب تلك التصرفات السورية آنذاك، ولكن ما نريد ملاحظته هو الآتي: بعد السقوط المدوي لنظام صدام وتحول ما كان يعرف بالمعارضة إلى "نظام" جديد تبوأ مقاليد السلطة في بغداد، حتى انقلبت الأمور فبدل أن تكون سوريا شقيقة صديقة تحولت تلميحا وتصريحا إلى "عدو" يعمل جاهدا على تصدير الإرهاب والإرهابيين إلى العراق، وانسجم طرح الجهاز السياسي العراقي مع طرح بعض الأجهزة الإعلامية حيث كشفت حقائق مذهلة عن تورط السوريين في لعبة زعزعة الاستقرار السياسي وفي ذبح العراقيين، دون أن يقدم أصحاب الاتهامات أدلة إدانة واضحة اللهم إلا بعض التلفيقات التلفزيونية التي تضمنت تحقيقات مع أشخاص قيل إنهم تلقوا تدريبات الذبح والنحر في سوريا، والغريب أن آلة الإعلام السورية ردت ولكن ليس كما ينبغي، وكذبت ولكن على حياء وخجل تلك الادعاءات، حتى كادت تؤكد الاتهامات لسوء تصرفها، وعدم درايتها في الكيفية التي ينبغي أن تدار بها الأمور.
طبعا الهجمات المتلاحقة التي شنتها بعض الأقنية العراقية ترافقت مع هجمات شرسة من قبل الأجهزة الأميركية وعلى أرفع المستويات، بدءا بالرئيس الأميركي وانتهاء بأصغر سكرتير في إحدى السفارات الأميركية في دولة نائية.
وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ابتدأت حملة أخرى منظمة موجهة ضد سوريا من قبل التيارات السياسية المختلفة في لبنان، وفي الكثير من الدول الأوربية تندد بالاحتلال السوري للبنان وتتهم سوريا صراحة بالوقوف وراء عملية الاغتيال حتى انسحبت سوريا وفي وقت قياسي من لبنان بعد 30 عاما من الوجود السوري العسكري والأمني داخل الأراضي اللبنانية تنفيذا للقرار 1559 وعاد الجنود إلى ثكناتهم داخل الحدود، ولم يعد ثمة عسكري واحد في لبنان، ولم يعد لسوريا أي دور مباشر في الحياة السياسية اللبنانية، وهي التي كانت تتدخل في كل كبيرة وصغيرة، وبرزت هنا أيضا نقطة الضعف الهائل والغريب الذي تعاملت به آلة الإعلام السورية مع الحدث منذ لحظة الاغتيال، وحتى اكتمال الانسحاب فبدا الارتباك واضحا وجليا، وعدم التوازن كان المحرك الأساسي لعمل الأجهزة الإعلامية في حرب الرد على الاتهامات، حتى وإن كانت صائبة بعض الأحيان، فلم يلعب الإعلام دور المحامي في قاعة المحكمة، بل وقف موقف المتفرج، وحتى إنه كان من ضمن هيئة الاتهام من خلال بعض التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها بعض المسؤولين المخول لهم بالتصريح.
في مقالة له نشرت في مجلة المحاور كتب محمد منصور عن سوء الإدارة والتصرف داخل أروقة مبنى التلفزيون السوري عقب انهيار نظام بغداد، وكتب ياسين عبد اللطيف في موقع الحوار المتمدن الالكتروني "عن ضعف الإعلام السوري في مواجهة التحديات" في إشارة منه إلى الظرف الصعب الذي مرت به سوريا عقب اغتيال الحريري والكيفية التي تعاطى بها إعلامنا الوطني مع ذلك الحدث.
ولعل التطور الهائل الذي أصاب حركة الإعلام والاتصالات جعل من الصعب على المراقب الحيادي أن يغفر التقصير، فلا شيء صعبا، ولا شيء غير متاح بل لا شيء غير مباح، تماما كما في الحب والحرب، كل شيء مباح، وما بدا من تعاقب الهجمات التي تعرضت لها سوريا بأن البلد في حالة حرب، صحيح أن لا حشود عسكرية، ولا حاملات طائرات اتجهت إلينا لكن حربا باردة معلنة ومنظمة هي التعريف الصحيح للحالة الراهنة.
وحتى في أثناء انعقاد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا، فإن الناطقة باسم المؤتمر الوزيرة بثينة شعبان تجاهلت بعض الأسئلة التي وجهت إليها من قبل الصحفيين عن الفاسدين والمفسدين، ولم تكن شفافة وواضحة وصريحة كما كان الجميع يتمنون، ويؤملون أنفسهم.
لماذا التنكيل بسوريا؟ لعل السؤال الذي أردت طرحه في بداية مقالي هذا، ليس هو السؤال الذي أريد طرحه وأنا آتي على ختام مقالي، فالسؤال هو لماذا يعجز الإعلام السوري عن وقف حملة التنكيل أو الوقوف بوجهها بشكل سليم وصحيح، فسياسة التطنيش التي كانت في يوم من الأيام حلا عبر تجاهل ما ينشر، وكل ما يقال عن سوريا لم تعد سياسة مجدية، وأعتقد بأن المجدي والمفيد في هذه الحقبة هو إعلام صادق لا يخاتل ولا يلف ويدور، بل يشير إلى العلة، ويعترف بالخطأ في حال وقوعه، ويشير إلى الصواب لا على أنه إنجاز بطولي وشيء لم يسبقنا إليه أحد، بل على إنه ما يجب أن يكون.
فهل سنشهد مثل هذه المتغيرات ونحن في طور دمج المؤسسات، والاستعداد لإصدار صحف وملاحق ومجلات أم أننا سنبقى محافظين على ثوابتنا التي تعفنت لكثرة ما حافظنا عليها؟؟!!.




#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي تكون معارضا
- انتماءات
- كنا هناك... أذكر سلمى تماما
- فن تصريف الفجائع
- -المعارضة-سر وجود -النظام-
- -سوريا-ليست-سورية-
- ما هكذا يكون النقد ياأستاذ نصرة
- فلنفكر معا
- اعتصام وتفكير
- طهروا أبناءكم
- مامعنى رأيك؟
- بيانان الأخوان المسلمون ورفعت الأسد يدعوان للمصالحة الوطنية ...
- آخر أخبار الوطن
- نص المحو
- قاب فراغين
- فهرنهايت 11/9 سيد البيت الأبيض عاريا
- بيكاسو يدين (الحريـــة) الأميركية
- قصائد
- الروائية السوريةأميمة الخش: المفجع أن ثقافتنا باتت من الركاك ...
- حوار مع الفنان التشكيلي محمد غنوم


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ثائر زكي الزعزوع - لماذا التنكيل بسوريا؟