|
السيد حسن الطباطبائي :سيرة و ذكريات..
احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 00:21
المحور:
المجتمع المدني
بسم الله الرحمن الرحيم السيد حسن الطباطبائي :سيرة و ذكريات..
احمد الحمد المندلاوي
**هو آية الله السيد حسن السيد عباس السيد حسين الطباطبائي(قدس سره الشريف)،المولود في كربلاء المقدس1332هـ- 1913م،وهو عالم فَـــذٌّ،ووكيل المجتهد الأعلم في قضاء مندلي، وقد تولى هذا العمل الجليل بعد وفاة عمه آية الله السيد محمد القمي (قدس سره الشريف) عام 1946م،درس العلوم العربية وفروعها وما يتبعها من العلوم النقلية والعقلية في مدينة النجف الأشرف على أيدي علمائها الأفذاذ،وبعد ما أنَهى دراسته،وأخذ إجازته العلمية جاء الى مدينة مندلي ليشارك،ويساعد عمه السيد القمي (قدس سره) في أموره العلمية و العملية إذ أنّ الرجل لشيخوخته،وكبر سنه ترك الوعظ والإرشاد الى الشاب السيد الحسن،وقد قام بالمهمة خير قيام، وتزوج كريمة عمّه المذكور،وسار على نفس النهج وعين الطريقة،وأمسى بذلك هو المرشد والمصلح والإمام والخطيب والواعظ والقائم بالأمور الشرعية في الجامع الكبير الكائن في محلة السوق الصغير أو جميل بيك ،والمسمى شعبياً (بازار بويجك) ، والذي يحتوي على قاعـة كبيرة مع مكتبة عامرة مرتبطة بمكتبات الإمام محسن الحكيم (قدس سره) ،وكان للسيد الحسن أبي إبراهيم الذي يجيد ثلاث لغات محلية:(العربية،و الكوردية،والفارسية)،ديوان معمور في الجامع يرتاده الناس من العصر حتى الليل، يعلّم الناس بلغاتهم أمور دينهم ودنياهم وينصحهم ويرشدهم لما فيه خيرهم وصلاحهم، وكنا آنذاك طلبة نحضر مجالسه ودروسه،وكان حسن التعامل معنا،وتظهر عليه علائم الإنشراح والرضى بملاقاتنا معه، ونطرح بعض مسائل النحو و الرياضيات،وكان ضليعاً في علم العروض،بل كان شاعراً أيضاً باللغة الفصحى والعامية،وأنا شخصياً كنت أعرض على حضرته قصائدي الجديدة في الستينات لا سيما أشعاري في مدح أهل البيت (عليهم السلام)،ويبدي عليها ملاحظات دقيقة في العروض بكل لطف ووقار بعد استحسان القصيدة، ثم يسألني عن البحر الذي كتبت عليه القصيدة و الزحافات و الضرورات الشعرية التي استخدمتها في القصيدة،وأتذكر من تلك القصائد التي نقّحها لي بقلمه الشريف قصيدة في رثاء أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(ع)،كان مطلعها: مالي أرى الكونَ قد ضاقت به الشُهُبُ ومـادَتِ الأرضُ، والوديانُ والكُثُبُ والشّمسُ فِي برجِها غضبى يُسـاورُها أنْ تُحرِقَ الكونَ لولا اللّوحُ والكُتُبُ وكان يُلقّب شعبيّاً في القضاء بـ(آغا حسن،أو آغا سيد)،وكان (قدس سره) محبوباً من قبل الخاص والعام، ومحترماً من قبل الجميع وله مكانته في ربوع قضاء مندلي بناحيتيه قزانية، وبلدروز،وذلك بالنظر لمحاسن أخلاقه، وحسن مداراته للناس تراه مسموع الكلمة، ويرتاد الإجتماعات الشعبية،ويشارك الناس في أمورهم الدينية والدنيوية، ويقيم مجالس العزاء الحسيني في الجامع الكبير،كما و يحضر جميع المجالس الحسينية المقامة من قبل الأهالي في بيوتهم،بل يتقدم مواكب العزاء بنفسه مما يضفي على تلك الجموع مهابة خاصة،لا سيما وفاة الرسول الأكرم (ص)،ويدلّ ذلك بوضوح على مدى إهتمامه بإحياء ذكرى أهل البيت (ع)،ومع هذا نراه لا يترك الأمر بالمعروف،والنهي عن المنكر في كل وقت وحين،والتفَّ حوله عدد غفير من الشباب المؤمن في بداية الستينات،مما حدا بالنظام البائد الى محاربته علناً بعد استلامهم للسلطة في 1968م،واعتقلوا عدداً من مريديه وغالبيتهم من طلاب الإعدادية والجامعات،واستشهد قسم منهم بأحكام صورية،وفي مقدمتهم الشيخ ناظم غلام المندلاوي،ونخبة طيبة من طلاب الجامعة منهم:صلاح أحمد عارف،ورعد خزعل خليفة،أما سيدنا الجليل فانكفأ في الجامع والبيت،ومنع من الإلتقاء بمحبيه ومريديه،وحتى منع من زيارة العتبات المقدسة،وزيارة أهله وأقربائه في كربلاء والنجف المقدّستينِ، فتوفي كمداً في ظروف غامضة أشبه بالشهادة في عام 1992م،وعند تشييع جثمانه الطاهر في بعقوبة إنفجر الناس غضباً على النظام البائد وممارساته اللانسانية ضد هذا العالم الربّاني الجليل،فقام بقمع المشيعين واعتقال عدد منهم،وبذا خسره المسلمون لا سيما أهالي مندلي الذي كان لهم أباً عطوفاً،ومرشداً قديراً،وعالماً زاهداً، فرحم الله سيدنا حسن،وأسكنه فسيح جناته،تاركاً وراءه ذريّة صالحة،وقلتُ في رثائه و أنا في المهجر: هوى نجمُ الفقاهةِ والعلومِ فأمسى القلبُ داراً للهمومِ وضاقَ الكونُ في عينيَّ طُراً بمـا فيـه اللوامعُ مـن نجومِ عليكم يا أبا ابراهيمَ دوماً بفيّاضِ الدّموعِ مع الوجومِ لقد لاقيتَ صعباً في التّوالي كجدِّكّ عاشَ ما بينّ الخصومِ بكيتُكَ في البعادِ دماً سخيّاً وأبقى الدّهرَ أبكي للقدومِ كما رثاه الشيخ أيوب يوسف سلمان و الأستاذ عباس يحيى وغيرهم.والسيد حسن يبقى في ذاكرتنا حيّاً مهما تقادم عليه الزمن لما كان يحمل من خصال حميدة و مواقف مبدئية ثابتة . احمد الحمد المندلاوي 1992م/المهجر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسامة
-
غنّت ملائكةُ المكارمِ ..
-
الكورد الفيليون في الركب الثقافي و الحضاري /2
-
بغدادُ ..لا الإرهابُ باقٍ..
-
فوهةُ الجمرِ..
-
دعيه في لججِ الآهاتِ..
-
أشدُّ الرّحال..
-
مرتع الأمراض..
-
بيبلوغرافيا فيلية/ القسم:3
-
بيبلوغرافيا مواد كوردية فيلية/ القسم :2
-
بيبلوغرافيا فيلية/ القسم:1
-
أضواء على الكورد الفيلية في العراق/القسم 2
-
أضواء على الكورد الفيلية في العراق/القسم 1
-
حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /4
-
يا عراقَ الفدا
-
و فاضَ الحقدُ من تلك الكبود..
-
والزّاهراتُ منِ النّجومِ تحوطُهُ..
-
حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /3
-
حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /2
-
بختياري:إحدى القبائل الكوردية العريقة
المزيد.....
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
-
مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا
...
-
اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات
...
-
اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
-
ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|