أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سجاد الوزان - الثقافة البصرية بين التغييب والترهيب والاستعادة















المزيد.....



الثقافة البصرية بين التغييب والترهيب والاستعادة


سجاد الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 22:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نص افتتاحي :
عندما تكون الثقافة في مجتمع هي وليدة استهلاك منتجات الثقافات الأخرى وبلا وجود لغة مخالطة تداخل الثقافات، يعني إن ذلك المجتمع وتلك الثقافة ليست حقيقية نابعة من فكر إنسان ذلك المجتمع، ولا يمكن أن يكون ذلك المجتمع هو أصل تتفرع منه عدة ثقافات لتثمر الثقافة بشجرة معرفية تخوض مخاض المبادلة والمخالطة، دون الوقوع بسلطة الفعل والانفعال التنقيعي وذوبان الثقافة الأصيلة .

ما هي الثقافة ؟
إن من أصعب ما يواجه الثقافة العراقية، ومن ضمنها البصرية هو مشكلة عدم وجود تعريف شامل وواضح لمصطلح الثقافة بمفهومه العام، فعندما أشار "أينشتاين" في تعريفه للثقافة وهو : ( أن تعرف شيئاً عن كل شيء )، فهذا التعريف هو تعريف شامل، ولكن شموله من ناحية الثقافة الفردية والوعي الفردي، فهذا التعريف يكون مهم وصحيح من ناحية العقلية الفردية وثقافتها، ولكن ينتهي هذا التعريف وما يقابله بهذا المعنى عندما نريد دراسة ثقافة مجتمعية وبصورة عامة، لأن من مشاكل الثقافة العراقية هو إنها ليست ثقافة جمعية واجتماعية وتكون منتشرة بحدود متساوية بين جميع أفراد المجتمع، لذا فسيكون التعريف صعب للغاية، ومهما وضعنا تعريفاً وقلنا بأنه شامل ومستوعب لماهية الثقافة، سيأتي باحثٌ آخر ومفكرٌ آخر ويشخص النقص فيه .
ولكن ما يميز الثقافة العراقية والعربية هو إنها مرتبطة بلغة قوية موحدة يتغنى بها الجميع وبلا استثناء، ورغم إن ثقافة اللغة أخذت بالانحدار، وأخذت تعاني الغيبوبة إلا إنها تبقى المنقذ الوحيد والذي نتمسك به في سبيل إعادة الثقافة العربية والعراقية وبالخصوص البصرية، ولكونها أحد منابع اللغة الأصيلة، وكونها أحد الحواضر والحواضن التي ساهمت بحفظ اللغة وتدوينها وتدويرها وتداولها .
لذا فالثقافة تلك السمة البارزة لكل مجتمع، ولأفراد ذلك المجتمع، فأي سلوك مهما كان هو وليد ثقافة ذلك المجتمع وثقافة أفراده، ولكن لا يمكن أن تكون الثقافة عندما ترتبط بالسلوك الفردي الشاذ، أن نجعلها ثقافة مطلقة تأطر وتختزل ثقافة أمة وشعب ومجتمع وبيئة، فذلك يعني هدم مباني ثقافية جمعية أنتجت تغيرات معرفية على حساب شواذ لا يمت للثقافة والسلوك والمعرفة بصلة، سوى إنه أحد الأفراد القمعيين والانتهازيين الذي يريدون تدمير البنية المعرفية والثقافية لتلك الأمة وذالك المجتمع وهذه البيئة .

قالوا في البصرة :

فمما قاله علي (ع) من كتاب له بعد فتح البصرة : (وجزاكم الله، مِنْ أهلِ مِصْرِ، عَنْ أهلِ بَيتِ نبيكمْ، أَحْسَنَ مَا يَجْزِي العاملين بطاعته، والشَّاكرين لنعمته، فقد سمعتم وأَطعتمْ، ودعيتم فأَجبتم) (1).
ومما نقله صاحب البحار وزعيم الشيعة العلامة المجلسي من خطبة طويلة للإمام علي (ع) يقول : (( ... يا أهل البصرة إن الله لم يجعل لأحد من أمصار المسلمين خطة شرف ولا كرم، إلا وقد جعل فيكم أفضل ذلك، وزادكم من فضله بمنة ما ليس لهم، أنتم أقوم الناس ... وقارؤكم اقرأ الناس، وزاهدكم أزهد الناس، وعابدكم أعبد الناس ... وشريفكم أشرف الناس خلقاً، وأنتم أكرم الناس، وأقلهم تكلفاً لما لا يعنيه ... وصغاركم أكيس الأولاد، ونسائكم أقنع النساء، وأحسنهن تبعلاً، سخر لكم الماء يغدو عليكم ويروح صلاحاً لمعاشكم، والبحر سبباً لكثرة أموالكم، فلو صبرتم واستقمتم لكانت شجرة طوبى لكم مقيلا ... )) (2) .
وقال الجاحظ : العراق عين الدنيا، والبصرة عين العراق .
وقال اليعقوبي : البصرة كانت مدينة الدنيا، ومعدن تجارتها وأموالها .
ففيها استنبط علم النحو ووضع كما قال أبو محمد القاسم الحريري، ففيها ابتدع ميزان الشعر، وما من فخر في المعارف، إلا ولها حظ فيه، ويد تمسك بها ذلك .
وقال أبن بطوطة : وأهل البصرة لهم مكارم الأخلاق، وإيناس للغريب، وقيل إن لأهل البصرة حق بأن يفتخر بأربعة كتب على أهل الأرض، العين للخليل، والنحو لسيبويه، والحيوان للجاحظ، والقراءات لأبي حاتم .
وتراث علماء البصرة ومفكروها شاهد كبير على عظمة هذه الحاضرة من أمصار العرب والمسلمين، والتي ساهمت بتشكيل أسس الثقافة العربية والإسلامية، من خلال الجاحظ والخليل، وغيرهم الكثير .
فعند ملاحظة ومتابعة فكر هؤلاء العباقرة، من أمثال الجاحظ وغيره، دلالة واضحة على البيئة والحاضنة المتصفة بعبقريتها ومعارفها وغزارة فكرها، فقد نشأ هؤلاء في وسط مفحم بالأدب والشعر والمضاربات العلمية، من فقه وعلوم القرآن والمناقشات والأطاريح، وهذا بطبيعة الحال يعكس الصورة الثقافية المتميزة بتعدديتها وغزارتها وأصالتها الثقافية .
وقد كان المستشرقون مهتمون كثيراً ببيئة البصرة الثقافية وكونها حاضرة علمية من حواضر التاريخ العربي والإسلامي، فقد كان الأستاذ بيلا منكباً على دراسة الأدب العربي، حتى كان موضوع أطروحته (البيئة البصرية وتكوين الجاحظ)، وترجم كتاب البخلاء إلى الفرنسية .
ويقول في كتابه (أصالة الجاحظ) : كان الجاحظ بصري المنشأ، ولا يخفى على أحد ما للبصرة من خصائص ومميزات تميزها عن الأمصار الأخرى وخاصة عن شقيقتها الكوفة، فشكلته البصرة وصورته إلى حد أنه يعد أكبر ممثل وأصدق مرآة لشخصية المصر العراقي العظيم في القرن الثالث الهجري (3) .

الثقافة البصرية وبنيتها المعرفية (اللغة والثقافة) :

يقول ميشيل فوكو : (إن قول الحقيقة يتطلب نوعاً من الشجاعة والقدرة لما تثيره معرفة الحقيقة من نتائج وخيمة على القائل وقد تؤدي به إلى الموت كما حدث لسقراط) .
طبعاً أنا لا أريد أن أموت كما حدث لسقراط، ولا أريد لأحد أن يموت، ولكن إن قول الحقيقة قد لا يعني بالضرورة هو الكشف عن شيء مبهم وغائب على الناس، فالثقافة والمعرفة هي حقائق واضحة يتسنى للجميع أن يسعى إليها وأن يقصد أثرها، ولكن متى نموت نحن كسقراط .
نعم سيحل علينا الموت كسقراط وغيره، عندما نؤسس لثقافة معرفية مرتبطة بحقيقة مطلقة، متناسين إن الثقافة هي نتاج تعدد مفاهيم لغوية، تتعدد ذهنياً لتتعقل فكرياً لتتعمم على أشخاص ذلك المجتمع، لتكون بالنتيجة اللغة وقوتها مناط قوة وثقافة ذلك المجتمع، فاللغة هي الوسيلة الوحيدة والقوية للتخاطب وتبادل الآراء بشكل يبعث روح الإنسانية بمعرفتها وثقافتها وفكرها .
ولذا يقول الدوز هكسلي (Aldous Huxely) : (إن الثقافة البشرية ، والسلوك الاجتماعي، والتفكير لا توجد في غياب اللغة)(4) .
فالثقافة ليست عملية تفكير صرف، وليست لغة صرف، وليست معرفة صرف، بل هي مفهوم لم يستقر يوماً بيد الباحثين والمفكرين، فهي تعني السلوك وثقافة ذلك المجتمع في عملية الفعل والانفعال مع مشروعية التطبيق السلوكي، كسلوك الفرد في ذلك المجتمع في الأخلاق، السلوك في التعامل، السلوك في التحاور والتخاطب مع الآخر، السلوك في كيفية التعامل مع أزمات ذلك المجتمع، سلوك الفرد بكونه قيمة نابعة من ثقافة قيمية، سلوك الفرد في كونه شجاعاً ونبيلاً وكريماً وحليماً وغير ذلك من السلوكيات، فهذه ثقافة سلوكية، وجدت نفسها تطبق بشكل ثقافة عملية في أحضان ذلك المجتمع، ليفتخر أفراد ذلك المجتمع بل وكل المجتمع بأنه يحمل أصالة ثقافية تبرز نفسها بسلوك الأفراد والشخصيات .
كما وإن الثقافة يجب أن تراعي متبنيات المعتقدات لذلك المجتمع، فالثقافة تعني بالضرورة ثقافة الدين بكونه محرك أول والمحرك الأقوى في الثقافة البصرية والعراقية بشكل عام، بل ويجب أن تراعي ثقافة التقاليد والأعراف الاجتماعية، فكما إن الثقافة البصرية والعراقية هي ثقافة دينية، فهي أيضاً تلتزم بتقاليد عشائرية لها أصولها وجذورها التاريخية، ومن الصعب والمجاهلة تعدي هذه الثقافات، لنصل إلى ثقافة الأعراف في الثقافة البصرية والعراقية، فمن الصعب أن الغي عرف اجتماعي يؤمن به الكثير من الناس، لحساب ثقافة بديلة ودخيلة وهي بنفسها أعراف عند ذلك المجتمع الدخيل بثقافته على ثقافتي العرفية .
وأجد من الجميل أن اعبر عن كلام أكثر وضوحاً بمجزوئة من مقال الكاتب "علي سعدون" والتي كانت بعنوان، الثقافة العراقية بعد التغيير الانفعال والأزمة، ليقول : (فالثقافة، بوصفها مفهوماً رجراجاً وغير مستقر، تصبح عند إضافة موضوعة ما، فيها أو عليها، مشكلاً من مشكلات الفكر الكثيرة، ومن ثم والحالة هذه، فنحن إزاء مشكلات اصطلاحية في بعض الأحيان في فهمنا للثقافة ابتداء ... ولا أدري لماذا ننفر أو نتجاهل مفهوم العقائد والتقاليد والأديان، بوصفها سمات رئيسية في ثقافة المجتمعات، فنتحدث عن ثقافتنا بوصفها أدباً وفناً تشكيلياً ومسرحاً وصولاً إلى الفنون الأخرى، بمعنى أننا ننحي العقائد الدينية والتقاليد والعرف المجتمعي، وهي محور ثقافة الفرد والمجتمع، في بلداننا المقموعة، ونحصر مشكلات ثقافتنا في همومها الأدبية)(5) .
لذا فالثقافة البصرية هي ثقافة تحمل في طياتها التعددية الدينية، والتعددية المذهبية، لننتقل إلى ثقافة التعددية الفكرية والمعرفية، لتكون بمفهومها العام ثقافة متوازنة حققت أهدافها على واقعها الاجتماعي، في حدود ثقافة التسامح والتقارب وقبول الآخر كآخر مهما كان ومن أين كان ولمن ينتسب .
فالشواهد التاريخية تبين لنا وجود ثقافات متبادلة بين مختلف المفكرين والعلماء في البصرة، ووجود نقاشات وحوارات علمية واسعة، تشكل جميعها الثقافة البصرية، والتعددية الثقافية للمجتمع العراقي، والأمة العربية، فيروى أنه كان في البصرة، التي تميزت بنشاطها الفكري الواسع والمتعدد آنذاك، مجلس يعقد بانتظام يضم عشرة من أشهر المفكرين والأدباء (لا يعرف مثلهم في الدنيا علماً ونباهة) وهم : الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب النحو(مسلم)، والحميري الشاعر(مسلم)، وابن نظير المتكلم (النصراني)، وابن راس الجالوت (يهودي)، وابن سنان الحراني (صابئي)، وعمر بن المؤيد (مجوسي)، وحماد عجرد (زنديق شعوبي)، وبشار بن برد الشاعر (شعوبي خليع ماجن)، وسفيان بن مجاشع (خارجي صفري)، وصالح عبد القدوس (ثنوي)، فكان يجتمعون فيتناشدون الأشعار ويتبادلون الأفكار والأخبار، ويتحدثون في جو من الود لا تكاد تعرف منهم أن بينهم كل هذه الفروق الدينية والمذهبية، فلقد ذهب هذا المجتمع العجيب المدهش – في صميم القرون الوسطى – مذهباً بعيداً في احترام كرامة الإنسان وتعميق الأخوة الإنسانية دونما نظر إلى دين أو طائفة أو اختلاف في الرأي (6) .

وكما نذكر ما قاله فقيه البصرة الإمام الحسن البصري آنذاك، عندما اختلف معه تلميذه واصل بن عطاء حول بعض المسائل الفكرية، وحتى اعتزل مجلس أستاذه، وأقام مجلساً فقهياً مستقلاً عن أستاذه في مسجد البصرة، فعندها قال الإمام الحسن البصري وبلا إقصاء ولا إنكار لذلك التلميذ : (اعتزلنا واصل)(7)، ليولد مذهب فكري جديد هو مذهب المعتزلة .

وكان فيها من الخطباء والقضاة، مما اشتملت لهم محاسن الكلام ونواعمه وتلقيحاته الكلامية، حتى قال رؤبة مادحاً بلال :
فأنت يا ابن القاضيين قــاض *** معتزم على الطريق ماض
فكان من الخطباء : سوار بن عبد الله أول تميمي خطب على منبر البصرة، ثم خطب عبيد الله بن الحسن، وولى منبر البصرة أربعة من القضاة، فكانوا قضاة أمراء : بلال، وسوار، وعبيد الله، وأحمد بن رباح، وكان بلال قاضياً بن قاض بن قاض (8).
بل وكانت تتميز البصرة، بكونها تحتضن عدد من الزهاد والنساك، وكثقافة موجودة فيها مرتبطة بالثقافة الدينية، من أمثال عامر بن عبد قيس، وبجالة بن عبده العنبريان، وعثمان بن أدهم، والأسود ابن كلثوم، ومن بني منقر : جعفر وحرب ابنا جرفاس، كان الحسن يقول : إني لا أرى كالجعفريين جعفراً، يعني جعفر بن جرفاس، ومن النساء : معاذة العدوية امرأة صلة بن أشيم، ورابعة القيسية، حتى قال الراجز في الزهد :
من عاش دهراً سيأتيه الأجل *** والمرء توَّاق إلى ما لم ينلْ
ـــــــــــــــــــــــ الموت يتلوه ويليه الأمل ــــــــــــــــــــ
وقال آخر :
لا يغرَّنك عشاءٌ ساكنٌ *** قد يوافي لمنيّات السحَر (9).
لذا فكانت الثقافة البصرية منتجة ومتنوعة، وتمتاز بثرائها الأدبي والفكري والديني، فكانت العقل المنتج، وكانت الأدب المتميز، وكانت الدين الواعي، وكانت الفكر المتجدد، فلم تعش السكون، ولم تعرف الركود، ولم تعرف الإقصاء والتطرف، فكانت مثال للتعدد الثقافي والفكري والديني والمذهبي .

أزمة الثقافة البصرية بين التغييب والترهيب :

إن الثقافة البصرية حالها حال أية ثقافة عانت آهات الحروب وصراعات الأحزاب والمذهبية والتطرف وغياب عملية الوعي الاجتماعي والفردي لفترة طويلة وليست بالهينة، والتي يجب أخذها بنظر الاعتبار قبل أن نتهم هذه الثقافة كمثيلتها في الثقافة العراقية، التي تكدست فيها هموم السنون، وعوامل الصراعات والتخندقات، وعقلية الفكر التعسفي والقمعي والدكتاتوري وعقلية الرجل الواحد – وباقي الناس خواء -، فكل هذا لا يمكن أن نتجاوزه بسهولة، كما ولا يمكن أن نبقى نعيشه دائماً وبسهولة، ولا بد لهما من أن يفترقا مع تقدم الزمن الممزوج بتقدم الثقافة ونتاجاتها، وتنوع عناصرها ومواضيعها، ونحن ما زلنا نريد أن نعيش (آهات أم أجويسم) بلا أن نصنع ثقافة تشكل موانعها القوية اتجاه هذه الآهات من أن تتكرر، ونريد أن نعيش آهات (بيت القزويني) بلا أن نصنع عائلة قزوينية جديدة بل وأفضل، ونريد أن نعيش آهات (محلة أبو الحسن والسيمر) بلا أن نصنع الجيل الجديد من أبطال ومثقفي هذه المناطق، فلا عويل ينفع اليوم ولا صمتٍ ينطق الثقافة، ولا بكاء ينحب الثكلى ولا مال يرجع القتلى، بل هي الثقافة وحدها، والوعي وحده، والمعرفة وحدها، تستطيع أن تشكل هويتنا الجديدة في إطار حضارتنا وأمصارنا وتاريخنا وعقولنا، فنحن نريد أن نصنع هيكلة البنية المعرفية الكبروية، لنتعدى صغروياتها ونكباتها، ونكتب للتاريخ إن الثقافة لا تصنع النفوس المضطربة، بل تصنع الأحياء المفكرة، والإنسان العملاق بفكره وتأملاته وتاريخه وحضارته، ومزج كل ذلك بعالم الحداثة والتطور والحياة العصرية وكما قيل :
(حضارة في تاريخ قد مضى، لا تعني بالضرورة وجود إنسان تلك الحضارات).
وخيرهم من مزج تاريخ الحضارة بفكر الحاضر والعصر الآني، لتكون الهوية تكاملية بثقافتها وفكرها ومعارفها وعقليتها، ولا تنقطع أبداً، لتعيش في ما بعد نكران الذات والوطن والبيئة والعرف والعشيرة وغير ذلك .

ومن أصعب ما واجه الثقافة البصرية على مر هذه الحقب الزمنية والتاريخية، هي كم الحروب التي حدثت على أرضها، نتيجة الواقع الجغرافي لموقعها ومساحتها وسكانها، فلا توجد ثورة إلا وللبصرة حظٌ فيها، ولا حرب إلا وللبصرة نزف فيها، ومن الواضح لدينا إن أي مدينة أو بلد يعاني الحروب، يعاني بالضرورة مخلفاتها وآهاتها وموتها وجهلها وعدم تفريقها، بين الطبيب واللبيب، وبين التاجر والفاجر، وبين الناسك والساحر، فكل معني فيها، والكل منقاد إلى ذلها .
وهذا ما أحدث ركوداً فكرياً وثقافياً، وهذا ما أمات الإنتاج الثقافي، ووفر وسائل الحجب نحو القراءة والمطالعة والاشتغال بمشاكلٍ جما عدت في مقام الأولى، مع افتراقها في الواقع عن ذلك المقام وغير ذلك، بل وأحدث عزلتاً شبه كاملة عن كل ما كان يجري من تطور أفكار وثقافات ومعارف في المحيط العربي والعالمي .
ورغم وجود نتاجات أدبية من (قصة ورواية ومسرح وفنون تشكيلية وشعبية) إلا إنها كانت منقطعة عن نظيراتها بما هي عليه من حداثة وتطور وانقلاب في المصطلح والتعبير وغير ذلك، كما وحدث انقطاع في تصدير الكتب والمجلات المختلفة، حيث كانت عملية الوعي تشكلها السلطة الحاكمة كيف ما تريد، نتيجة عزلها شبه التام للمجتمع ككل عن عملية التفكير والثقافة وغير ذلك وإشغال الناس بأمور العيش والمعيشة .
ونحن لا ننكر وجود بعض الأصوات الثقافية، ولكنها ومن الناحية الاجتماعية لا تستطيع لوحدها أن تصنع ثقافة شاملة وكاملة في المجتمع المغلق عن الثقافات الأخرى، وإذا ما أردنا أن نتجاوز مشكلة الحاكم المقبور، سنجد إن الثقافة اصطدمت بمشكلة أخرى بعد سقوط الصنم، وهي سلطوية الأحزاب والجماعات الإرهابية، ووصول المتطرفين الدينيين إلى سلطة القيادة والتسلط على الناس ومرة أخرى، فهذه كلها عوامل أدت إلى حدوث عملية تغييب للثقافة العراقية بصورة عامة، والثقافة البصرية بشكل خاص، بل وارتبط ذلك التغييب بعنصر الترهيب للثقافة الأخرى، والتعددية الثقافية، لتصاب الثقافة مرة أخرى بنكسة أكبر من الأولى متضمنة تغييباً وترهيباً وإقصاءً وحرماناً وقتلاً .
إلا إن هذه الفترة امتازت بتوفر الكتب والأفكار والانفتاح على الثقافة العربية والعالمية، إلا إن عملية الوعي الثقافي والمعرفي ما زالت فردية، وتعيش التفرد والاقتصار على أفراد معينين، إلا إن سكون الجماعات المتطرفة، وكثرة المثقفين البصريين وعودة الكثير من المغتربين، وانفتاح البصرة سريعاً بحكم موقعها على جميع الثقافات الأخرى جعلها تستعيد صحتها الثقافية شيئاً فشيئاً، ولكنها لم تصل وإلى الآن إلى كون الثقافة البصرية جمعية، وكون الثقافة للمجتمع بأكمله، وكون الجميع يشرب كأس التعددية الثقافية والكم المعرفي، قياساً بما هو موجود من ثقافة .
إلا إن هذا ومع كثرة المثقفين الحقيقيين والحاملين لِهم الثقافة في البصرة توجد معوقات كثيرة تعيق الثقافة البصرية والمثقف البصري من أن يكون منتجاً بدلاً من المستهلك للثقافات الأخرى، وبعضها مرتبطٌ به، والبعض الآخر مرتبط بالتخصيصات الحكومية للثقافة .

معوقات وحلول الثقافة البصرية والجنوبية :
كما يقال خطأ الفنان ليس بالضرورة أن يكون هو نفسه خطأ الفن، فالفنان متعلقٌ بمدى استيعابه للفن، فإن أخطأ الفنان، فذلك يعني الخطأ نتيجة الاستيعاب ومدى الإحاطة بعلم الفن، وليس الخطأ عارضٌ على علم الفن نفسه .
ومما يقوله أفلاطون في جمهوريته على لسان ثراسيماخس في معارضته لأدلة سقراط فيقول : (أفتدعوا من أساء معالجة المرضى طبيباً باعتبار إساءته؟ أو تدعو من أخطأ في الحساب محاسباً باعتبار خطأه؟ من المؤكد أننا نقول إن الطبيب أخطأ، وأن المحاسب أو الكاتب مخطئ ... وعليه فبأدق معاني الكلم – لأنك تحاجُّ بالتدقيق – لا فني يخطئ كفني، ومن خطئ فقد خطئ لنقص علمه بالفن، فلا يكون فنياً في حال خطأه)(10) .
لذا فاليوم الكثير من الأخطاء ترتكب في المجتمع البصري نتيجة خمول دور الثقافة المجتمعية ودور المثقف التنويري، وحتى أخذت تسود سلطة العشيرة والقبيلة ورجل الدين والسياسة والتطرف السياسي، حتى أفرز ذلك الواقع ثقافات خاطئة نوجزه بعدة محاور :
1. ذوبان الناس في ثقافة رجل الدين، وليس في نفس الدين، حتى جُعل رجل الدين قيمة للثقافة، وليس عنصر من عناصر التنوير الثقافي والإرشاد، فأندك قسم من أفراد المجتمع بتلك الثقافة المنقوصة، وغابت سائر الثقافات .
2. قدسية شيخ العشيرة أو القبيلة، حتى أصبح أمراً وناهياً، وله سلطة يتحرك بها في إطار أفراد قبيلته وعشيرته .
3. التطرف السياسي الموجود في الثقافة العراقية بشكل عام ولد صراعاً ثقافياً سلبياً دائماً ما يلوذ بمصدر وحجية من المذهب ونصوصه .
4. انعدام المؤسسات الحقيقية والفاعلة التي تتيح للمثقفين الحقيقيين من أخذِ دورهم بشكل فعّال وعملي على الساحة البصرية .

وهذه المعوقات وغيرها تتطلب تغييراً في القيم والنظم السائدة، والتنظيم الإداري والاجتماعي السائد في تلك المدينة التي تعاني من مشاكل كبيرة تعيق تمرير الثقافة بصفتها سمة حية تحي وتعيد الواقع المجتمعي وعناصره إلى وضعية الوعي والفهم والمدارك الحية، التي تستطيع استعادة الواقع الثقافي والعلمي لحضارة البصرة العلمية، وهذه المرحلة بحد ذاتها تتطلب نظريات سياسية وفكرية ورؤى دينية جديدة، تثقف الواقع حول لزوم وجود تعددية ثقافية واختلافات فكرية متعددة .
وكلما أتجه المجتمع نحو الاستقرار المعيشي والأمني كلما كان التحرك نحو مشروع ثقافي وعلمي جيد كان أفضل، وإنما دعوتنا إلى الثقافة بكونها جزء مهم في إيجاد الحلول للمشاكل الواقعية الموجودة، فمثلاً انعدام الثقافة الخلقية ولغة الحوار مع الآخر (ليكن طالباً، سائقاً، دينياً ...) من قبل أساتذة الجامعات يبرز أزمة جديدة في مدى صحة التوجه الثقافي للمثقف أو من ينتحل هذا العنوان، لأن الداعي إلى شيء يجب أن يكون على الأقل أفضل من المدعو، فتعارض الشهادة الجامعية مع ثقافة حاملها تعد من المشاكل الخطيرة والفاضحة لتخلف الواقع الثقافي بصورة كبيرة، وحيث إنه كان المرجو من أساتذة الجامعات أن يمارس دوراً أكبر في نشر عملية الوعي والثقافة بصورتها المختلفة، نجد الواقع خلاف ذلك، لنستدل إنه حتى المثقف لم يسلم من ظروف البيئة ومعوقاته حتى أخذ المثقف يتأثر كثيراً من باقي عناصر المجتمع .
ومن المشاكل التي تواجه الثقافة وتمريرها إلى المجتمع سليمة ومقبولة، هو إن المجتمع لا يريد أي ثقافة تتجاوز المقدس، وتتجاوز ظروفه التي كان يعيشها ظناً منه إنها تحارب مقدساته ولوحته اللاهوتية أو المذهبية، لذا فمتى ما استطاعت الثقافة وبدوره المثقف إقناع المجتمع بكون الثقافة حالة جدية في ربط الناس بحالة الوعي بما يدور حولهم، وبما يدور حول واقعهم، بل وإقناع المجتمع وأفراده المنعزلين والناكرين لها بكونها السلوك الجيد والمميز والسليم لبناء الفرد والأسرة والعشيرة والمدينة والوطن والمجتمع بصورة عامة، ليتسنى للجميع ممارسة دورهم الإنساني بكامل وجوده ومديات محتوياته، ليستوعب ذلك الفرد وبالنتيجة ذلك المجتمع دوره الحقيقي في الوجود والحياة، وما يجب عليه أن يمارسه من سلوكيات عملية اتجاه من يخالفه في الرأي والفكر والمذهب والدين والعشيرة والقومية واللون، ليكون المجتمع سليماً من جميع عوامل انحطاطه وتأخره وانهياره .
وكما يقول ابن خلدون في مقدمته يصف العلم والتعلم، بكونها ممارسات تقع على عاتق المؤسسة الفردية، لتنتقل في ما بعد لبناء المؤسسة الاجتماعية (وذلك إن الحذق في العلم والتفنن فيه والاستيلاء عليه إنما هو بحصول ملكة في الإحاطة بمبادئه وقواعده، والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من أصوله، وما لم تحصل هذه الملكة لم يكن الحذق في ذلك الفن المتناول حاصلاً .
وهذه الملكة هي في غير الفهم والوعي، لأنا نجد فهم المسألة الواحدة من الفن الواحد ووعيها مشتركاً بين من شدا في ذلك الفن وبين من هو مبتدئٌ فيه، وبين العالم الذي لم يعرف علماً وبين العالم النحرير، والملكة – أي ملكة العلم – إنما هي للعالم أو الشَّادي في الفنون دون من سواهما، فدل على أن هذه الملكة غير الفهم والوعي) (11).
لذا فالثقافة وملكة العلم تتحصل بالإحاطة بمبادئ الثقافة والعلوم، ولا يمكن رفض الثقافة ولا العلم لأنها ملكات يبحث عن الإنسان، وإنما تغيب نتيجة عملية تجهيل وترهيب للمعرفة والثقافة والعلوم، وليس لأن الإنسان والمجتمع لا يرغب بها، لأن الثقافة تجعل إنسان ذلك المجتمع حياً وواعياً ومنتظماً وسلوكياً وذو قيم سامية يتحرك ضمنها .
ولا تتم الثقافة ولا نشر العلوم بالمحاورة والمناقشة والاستماع إلى الفكر والرأي الآخر (وأيسر طرق هذه الملكة فتق اللسان بالمحاورة والمناظرة في المسائل العلمية فهو الذي يقرب شأنها ويحصِّل مرامها)(12)، والثقافة حالة تزيد من وعي الإنسان وتهيئ له ظروف ذكائه وفطنته (وحسن الملكات في التعليم والصنائع وسائر الأحوال العادية يزيد الإنسان ذكاءً في عقله وإضاءةً في فكره بكثرة الملكات الحاصلة للنفس، إذ قدمنا إن النفس إنما تنشأ بالإدراكات وما يرجع إليها من الملكات، فيزدادون بذلك كيساً لما يرجع إلى النفس من الآثار العلمية، فيظنه العامي تفاوتاً في الحقيقة الإنسانية، وليس كذلك)(13) .
لذا نرى إن المجتمع المدني الحضري يمتاز بثقافته وكياسة أبنائه أكثر من المجتمع البدوي وأفراده، ولا بد من أن تصل الثقافة إلى أكبر مساحة من المجتمع، ليكون المجتمع أكثر علماً وثقافتاً وكياسةً وذكاءً، ولكي نمنع جميع الفوارق الإنسانية والتي بدورها تنشأ عملية عنف مجتمعي من حيث لا نشعر بها .



ملخص البحث :
إن السبيل إلى إرجاع الثقافة العراقية وبالخصوص البصرية، هو إعطاء دور كبير لعملية الوعي الثقافي والتي تقوم بها مؤسسات ثقافية يقف عليها مثقفون حقيقيون يفنون نفوسهم في خدمة الثقافة وتثقيف المجتمع، وإبعاد المثقف الوصولي التعبوي بممارسات الأنا والعمل من أجل الوصول إلى الشهرة والسمعة، والعمل على إذابة (الأنا) و (نحن) للمثقفين، وجعلها طائعة ومذابة في خدمة الفرد والمجتمع المتعطش للثقافة التي غابت عنه حقبة ليست بالقليلة من الزمن، كما وعاشت في أحظان عملية الترهيب فترة طويلة، والعمل على فتح دور نشر جديدة في كل محافظة وبالخصوص البصرة، ليجد المثقف والكاتب والمفكر المنتج في هذه المدينة وغيرها مجالاً واستقبالا لنشر أفكاره ونتاجاته الثقافية والعلمية والفكرية .
إن المثقف الذي يمارس التثقيف يجب أن يكون خبيراً بأنواع اللذات الثقافية، ليعرف الناس لذة الثقافة والوعي الحقيقي، حتى يكون حب الحكمة لذة يريد تذوقها جميع أفراد المجتمع ومنذ الصبا .


مصادر البحث :


(1): أنساب الأشراف، ج2، ص264 . ونفسه في نهج البلاغة، شرح محمد عبده، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، ج3، من كتبه (ع)، ص392 .
(2): بحار الأنوار ج32، ص378 .
(3): أصالة الجاحظ، تشارل بيلا، أستاذ الآداب العربية بالسريون، نشر دار الكتب، الدار البيضاء – المغرب، 1961و 1962، ص8 .
(4): سيكولوجية اللغة والمرض العقلي، عالم المعرفة، 145، ص143 .
(5): الثقافة العراقية بعد التغيير- الانفعال والأزمة -، علي سعدون، مجلة المنهج، العدد 24، ص47 .
(6): محمد عبد الرحمن مرحبا، أصالة الفكر العربي، منشورات عويدات، بيروت/باريس، 1982 ص9، بزيادة من قبل : د.عبد الحكيم الكعبي، التعددية الفكرية وشرعية الأختلاف، ص79 .
(7): د.عبد الحكيم الكعبي، التعددية الفكرية وشرعية الأختلاف،ص79 .
(8): البيان والتبيين، للجاحظ، تحقيق وتقديم فوزي عطوي، دار صعب بيروت، ج1، ص156، طبعة بمجلد واحد، بلا حاشية ولا تعليق .
(9): البيان والتبيين، للجاحظ، تحقيق وتقديم فوزي عطوي، دار صعب بيروت، ج3، ص482، طبعة بمجلد واحد، بلا حاشية ولا تعليق.
(10): جمهورية أفلاطون، نقله إلى العربية حنَّا خبَّاز، دار القلم، ص25 .
(11)(12)(13): مقدمة ابن خلدون، شرح وتقديم د.محمد الإسكندري، دار الكتاب العربي، ص398، ص400، 401 .



#سجاد_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدرة الكونية ( كتصور مفهوم وأزلية المادة ) The capacity of ...
- الهروب إلى الجحيم الإنساني ( الباطن يحترق )
- القدرة الكونية ( الصدفة وعلاقة المادة بالطاقة) The capacity ...
- القدرة الكونية ( مرجعها بين وجود المطلق ونسبية الموجود ) The ...
- موت الثقافة وانهزام المثقف ( العراق أنموذجاً )
- العقل العربي وتفكيك بنيته الفكرية (Arab mind and the dissoci ...
- العقل العربي وتفكيك بنيته الفكرية (Arab mind and the dissoci ...
- العقل العربي وتفكيك بنيته الفكرية (Arab mind and the dissoci ...
- نطالبكم بالنظر لما يجري في العراق والعالم العربي دمٌ ينزف، و ...
- العرب هوية جنسية : (Arabs sexual identity ) الأتهام وقبح الق ...
- الجريمة والعنف الاجتماعي (Crime and Social violence )
- الروح بين العالم العقلي ... العالم النفساني (Mental world… P ...
- الكون بين أزلية التفكير وإشكالية الوجود (niverse Between the ...
- الشباب بين مشكلة العقل وخطأ التفكير ( Young people between t ...
- النظرية العكسية ( Inverse Theory )
- التطرف الإسلامي ( Radicalism Islamic) أسبابه وعلله
- نظرية المعرفة عند العرب Epistemology when the Arabs
- الهوية العربية ...بين أزمة البحث عن الذات، والثقافات الدخيلة


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سجاد الوزان - الثقافة البصرية بين التغييب والترهيب والاستعادة