انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ..صفات المؤمنين اوائل سورة البقرة3

شاهر الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 21:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

نواصل القراء الاعزاء تدبرنا فى ايات القران الكريم من اوائل سورة البقرة

( الم ( 1 ) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ( 2 ) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ( 3 ) والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ( 4 ) أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ( 5 ) )

تتحدث الايات الخمس الاولى عن صفات المؤمنين المتقين الموقنين .وليس عن صفات اى مؤمن والسلام ايمانا ظاهريا سطحيا لا عمق فيه ولا تدبر ولا احسانا ولا تفعيلا ولا معايشة للواقع العصرى

ذلك الكتاب لا ريب فيه ....
من البديهيات عند تقديم اى كتاب فى اى فرع من فروع العلم والمعرفة ان يعرف كاتبه او مؤلفه بمحتوى الكتاب الذى سيقدمه ...وما هى ابوابه وموضوعاته وابحاثه وابوابه وفصوله ..لذا لا ينبغى ان نقول ان محمد الفه لان القران نزل منجما اى على فترات ووفق احداث محمد ذاته لم بخطط لها ... . .لكننا هنا امام مفدمة مختلفة تماما عن هكذا تقديم ...المقدمة تبين وتوضح لمن انزل هذا الكتاب . الذى يجب على من يقرأه ان يقرأه وهو صافى النية والسر والطوية .لتصل اليه معانيه الجلية .وتمس شغاف قلبه ووعيه وتنير بصيرته ..اما الذى يدخل عليه وهو شاك فيه مرتاب مسبقا ...يقراه لينقده وليبحث فيه عن اخطاء ليفنده فلن يستفيد منه شيئا ..بل سيضله ..لانه وقتها سيكون دخل عليه بهواه وعقله البحث المادى الذى لا يؤمن الا بما يراه ويلمسه ويحسه بحسه المادى ....فاى انسان هكذا منهجه فى الحياة .اى لا يؤمن الا بما يراه فقط فلن يستفيد منه ولن يفهمه ابدا...يفعل هذا وهو يتصور انه اتبع الحق والعقل .والواقعية ..والحقيقة انه تخلى عن عقله ..لان الايمان بالرؤية ليس ايمان كما سبق وقلت مرارا وتكرارا
لذا ينكره الملحدون لانهم ماديون جدا ..وليس عندهم استعداد وجدانى او منطقى ليتعاملو مع الحياة والوجود برؤية اعلى وابعد مما يرونه ويلمسون ويحسونه بل مبدأهم الشك ...حتى قبل ان يقرأو الرسالة

هدى للمتقين
هدى اى نور وهداية ودلالة على طريق الحق والخير والسعادة والسلام ...لمن ؟؟
للمتقين . ..طب.يعنى ايه ..متقين؟
المتقين .من التقوى ..والتقوى اى الحماية والحفظ وطلب الامن والامان والسلامة فى الحياة من شئ ما...وبناءا عليه .يزيد القران فى تعريفنا بهم وبعقيدتهم ومنهجهم فى الحياة ومنطقهم الايمانى فيقول عنهم :

1 الذين يؤمنون بالغيب...اى بما لا يرونه .اعتمادا على العقل والتدبر والمنطق والبداهة او ايمانك وتصديقك لمن اخبرك ويقينك باخلاقياته وامانته وصدقه من خلال معاشرتك له طوال سنين طوال ...وهذا ما تميز به محمد صلوات الله عليه فى قومه من قبل بعثته ..

2ويقيمون الصلاة.. هناك فرق بين ان نقول فلان يصلى وفلان يقيم الصلاة ..فاقامة شئ اى بناؤه وانشاؤه والتخطيط له واتباع منهاج محدد فى اقامته .من حيث تحديد الهدف ومراحل بنيانه وانتهاؤه .وكل من يكون هكذا اداؤه فى الصلاة من حيث حسن اداؤها والتركيز فيها والخشوع اثنائها يكون باقى اعماله فى الحياة مثل هذا من حيث التركيز والنظام والاحسان

3 ومما رزقناهم ينفقون ....والرزق ليس فقط المال كما يعتقد البعض ..لا ...فكل نعم الحياة هى رزق .العلم رزق ..الاخلاق رزق الصحة رزق ..العمر رزق ..جميع جوارح واركان النسان رزق ....وانفاق هذه الارزاق يعنى استخدامها فيما ينفع الانسان وينفع الناس كلهم ..كل حسب ما رزقه الله ..فمن علم علم او تعلمه .فانفاقه هو تعليم الناس .ومن رزق مال وفير فانفاقه استثماره فى الخير وفى المقاصد المباحة عموما ..وهكذا

4والذين يؤمنون بما انزل اليك وما تنزل من قبلك وبالاخرة هما يوقنون
اذا .القضية واحدة ..وهى فضية الايمان عامة بوجود خالق لهذه الحياة .ووجود كتب سماوية قبل القران وامم مؤمنة...ووجود يوم للحساب .. .كرمانة ميزان لضبط ميزان الحق والعدل . فى هذه الحياة...
اذا هذا الكتاب رسالة لاى انسان مهما كان عقيدته السابقة .فان كانت سماوية .وطهر قلبه ..ونقاه من كل ما سوى الله الواحد الاحد ..فسوف يفهم مراد الله فى القران ..ويتفق مع اخيه المسلم ..الانسان .فى المفهوم العام لمعنى الاسلام

5اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون
من كانت هكذا اوصافه وايمانه ويقينه . ومنهجه التفكيرى المنطقى فى الحياة واستعداده للايمان بما لا يراه اعتمادا على الفكر والتدبر فى كتاب الحياة .وبالبداهة والفطرة الانسانية ..ليس للايمان بالغيب فى حد ذاته ولكن لان هذا الايمان له تداعيات ستنعكس بشكل اكيد على حياة وسلوكيات الانسان المؤمن ذاته وبالتالى على مجتمعه وبيئته .. ويكون لها اثار ايجابية كبيرة من حيث نشر السلام والمحبة ومبادئ لحق والعدل والمساواة بين الجميع
هذا فى حال فهم الايمان فهما صحيحا وطبق تطبيقا صحيحا غير لبس فيه ولا انعكاس.لمعانيه
هؤلاء هم الفالحون ..الناجحون ..فعلا ...هؤلاء هم من يطبقون هدى ربهم ومنهجه فى الحياة ..حقا وصدقا
هؤلاء هم من جاءو بالصدق .وصدقوا به
هؤلاء هم الفائزون .فى الدنيا والاخرة
ونواصل تباعا
والسلام عليكم
فقط اسمحو لى ان اغلق باب التعليقات ليس تعاليا ولا عدم رغبة فى الحوار .ولكن حتى يتسنى لى الاسراع فى الشرح .اكثر ..وحتى افوت الفرصة على المعلقين الغير مسئولين والذين لاهم لهم سوى تشويه الصفحات والموضوعات بتعليقات لا تصح ولا تليق بهذا الموقع ولا هذا المحور .
وباذن الله سوف افتح باب التعليقات كل 3 او اربع مقالات للاجابة على اى سؤال يطرحه القراء الاعزاء

#شاهر_الشرقاوى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات