رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 20:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بشكل كبير تساهم الناس في ظلم أنفسها لأن معظمهم اعتادوا وتربوا وتثقفوا على ثقافة المخلص وثقافة المنقذ والبطل الهمام الذي سوف يأتي في يوم من الأيام من اجل أن ينقذهم ويخلصهم من الظلم ومن كل مستبد، وهذا الموروث التاريخي موجود وما زالت معظم الشعوب في الشرق باختلاف أديانهم ومعتقداتهم حتى هذا اليوم يعتقدون في ذلك الوهم الكبير، الذي لم ولن يأتي، ومع ذلك إن محترفي السياسة وتجار الأديان المنتفعين أصحاب المصالح الشخصية وأصحاب المرض النفسي يعملون بكل جهد على استمرار هذا الوهم حتى يظل مترسخ عند الأغلبية من الشعوب من اجل أن ترضخ الناس للأمر الواقع من فقر واستبداد، وعلى النقيض من ذلك الفقر والاستبداد ينهبون هؤلاء اللصوص والمنافقين من تجار الدين في ثروات البلاد حتى أصبح عند معظم الناس عمى عن الحقيقة وتحولت الناس بدل من أن تدافع عن حقوقها أصبحوا يدافعون عن اللصوص وعن المستبدين لهم ويقتلون في بعض وينكلون في بعض ويتوعدون لبعضهم البعض ولم يفكروا ولا مرة في حقوقهم في الوطن، حقوقهم في العيش مثل البشر، وان العدل لن يأتي ويمشي في الشوارع ويبحث عن الفقراء والمحتاجين في المجتمع ولن يتوقف الظلم بوهم المنقذ المعشش في عقول الأغلبية ولن يشبعوا هؤلاء اللصوص والمنافقين من أكل حقوقكم وحتى السخرية منكم وقتل من يرشدهم نحو حقوقكم الطبيعية في الوطن، فكروا أن التغير في عقولكم منذ قرون مضت والناس تعيش على أمل ليس له وجود، قرون مضت والأغلبية تنتظر إصلاح الحال عن طريق إصلاح ديني أو سياسي ولم ينصلح الحال، والعيب طبعا ليس في الدين المنزل من عند الله العيب في الناس التي تصدق كذب المنافقين الذين يتفقون مع حكام ظالمين أفاقين آكلين السحت يتلاعبون بهم يمين وشمال، والوقت يمر وتضيع حقوق أجيال، وضاعت من قبل حقوق أجيال أخرى، والأغلبية من الناس لم تتعلم بعد ولم تفهم اللعبة التي تحاك ضدهم من أجل أن يظلوا فقراء تابعين خاضعين منتظرين مخلصهم الأمين، وأمين قد مات منذ سنين، وما يحدث في دول الجحيم العربي خير دليل، إرهاب وقتل أبرياء واغتصاب نساء، وأصحاب المعالي الكلاب الحكام ومن يغني لهم يجلسون في القصور يتفرجون على الناس، وهم المستفيدون، ليس الشعوب التي لو كان عندها شجاعة نحو حقوقهم في ثروات الأوطان من أرض وموارد وكل شيء في الوطن، لو كان عندهم شجاعة ما وصل بهم الحال بهذا الشكل المخزي، يعيشون على الفتات ويكتبون الشعر في الكلاب وينتقمون من بعضهم البعض بحجج الدين، والحقيقة معظمهم من الكاذبين بسبب الظروف الطين والعيشة الطين فاليأس امتلكهم حتى تحولوا مجرمين غير قادرين عن التميز بين الصالح والطالح ولا مستقبل واضح لهم انتهي .
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟