أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - التكنولوجيا الاجتماعية














المزيد.....

التكنولوجيا الاجتماعية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 00:50
المحور: المجتمع المدني
    


كانت كل شعوب العالم في القرون الوسطى وما قبل القرون الوسطى لديها بطئ شديد بنقل التكنولوجيا الصناعية والتكنولوجيا الاجتماعية,وامتازت الشعوب القديمة بقلة التأثر والتأثير بالتكنولوجيا الاجتماعية ولم تكن ترغب أي أمة قديمة بتبديل دينها وعاداتها وتقاليدها بعادات وتقاليد قديمة وكانت لديها جميعا قاسم واحد مشترك وهو التمسك بالرموز الدينية وبالرموز الاجتماعية وكانت ترافق هذه الحالة حالة أخرى وهي أنهم ما كانوا ليقبلوا بتغيير النظم والمعتقدات الاجتماعية إلا بالحرب وبالقتال وحين تنتصر أمةٌ على أمةٍ أخرى يقومون على الفور بتغيير عاداتهم وتقاليدهم ويستبدلونها بعادات وتقاليد الأمة المنتصرة لذلك صدق ابن خلدون حين قال: المغلوب يقلد المنتصر.

وهنالك ظاهرة اليوم أكثر ضراوة من غيرها وهي أن سرعة التأثر بالتكنولوجيا الاجتماعية ترافقها سرعة التأثر بالتكنولوجيا الاجتماعية,وإذا كان التأثر التكنولوجي ضعيف جدا يصاحبه ضعف في نقل التكنولوجيا الاجتماعية وإذا كان التأثر بالتكنولوجيا الصناعية سريعا نجد التأثر بالتكنولوجيا الاجتماعية أيضا سريعا جدا,إلا عند العرب المسلمين الذين ما زالوا مصرين على نقل التكنولوجيا الصناعية ويطردون من عالمهم التكنولوجيا الاجتماعية,إنهم يتحدون الناموس الطبيعي الذي يسري على هذا الكون وهم لا يدرون أنهم يضرون بمصالح الناس وعواطفهم وأمزجتهم.

وكانت قديما كل شعوب العالم بطيئة جدا بنقل التكنولوجيا الصناعية والاجتماعية نظرا لضعف تقدم التكنولوجيا الصناعية, ولكن اليوم الوضع تغير بشكل كبير جدا حيث تظهر سرعة وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي بشكل مدهش وملحوظ وصناعات حديثة في أوروبا ما نلبث أن نراها في المدن العربية نظرا لسرعة الاتصال وتحقيق ثقافة التواصل الاجتماعي ولكنها حالة استثنائية جدا وأحادية الجانب وتعتمد فقط لا غير على نقل التكنولوجيا الصناعية دون نقل التكنولوجيا الاجتماعية,ويتمسك العرب المسلمون برموزهم الدينية والاجتماعية ويحيون حياة الماضي في كل شيء ويقيمون علاقات حميمية مع زوجاتهم بناء على توصيات من أرواح عمرها 1500 عام على أبلغ تقدير,ففي ظل التطورات الحديثة ظهر علماء وفقهاء وفنيون اجتماعيون جدد ولكن المسلمين يدفنون هؤلاء وهم على قيد الحياة من أجل أن يعيش الحاكم والجلاد والجهل والتخلف,ويرون أن العالم الغربي الأوروبي عدوا يخشى الحذر منه والتعامل معه على كل المستويات ويتهمون العالم الآخر ويظنون عليه بالعداوة وكل فكر تنويري يحسبونه تهديدا لرموزهم السياسية والدينية لذلك يقيمون مؤتمرات علمية من أجل المحافظة على الجهل والتخلف والفساد ويرفضون أقامة علاقات حميمية مع الرموز الحديثة إنها فعلا الطامة الكبرى.

إن كل شعوب العالم تتأثر بالتكنولوجيا الاجتماعية ويقومون بتغيير عاداتهم ومعتقداتهم ودياناتهم بسرعة جدا ما عدى العرب المسلمون ذلك أنهم آخر من يعلم وآخر من يفكر بتغيير عاداتهم ومعتقداتهم,والسبب له مؤشران واضحان وهو بعدهم عن المجتمع الصناعي وتراجع نشر الكِتاب والكُتب التي تغير المعتقدات بناء على النظرية القائلة أن هنالك ثلاثُ أشياء تغير العالم وهي:المُناخ,الكتب,الثراء,والمُناخ يغير الطبائع والكتب تغير العقائد,والثراء يغير العادات والتقاليد,لذلك العربُ المسلمون يحاربون الكتاب,لذلك لا يوجد أي تغيير بالمعتقدات,ويحاربون الثراء أو تغير مستويات الدخل لكي لا يتحول المسلمون بعاداتهم وتقاليدهم إلى عادات وتقاليد حديثة.

وما زالوا يقعون تحت تأثير أنماط إنتاج تقليدية قديمة,هذه الأنماط تنعكس على سلوكهم وعاداتهم, فمثلا غياب المصانع ذات الأذرع الضخمة يقلل من أهمية المدينة ويحارب تغلغل الحياة العصرية في القرية والمدينة بحيث ما زالت المدن العربية الإسلامية تنتج غذاءها ودواءها بطرق قديمة جدا,فالرجال والنساء جميعا محرومون من الحياة العصرية,وأينما توجد حياة عصرية بتقنية زائدة يوجد معها حياة تكنولوجية بطرق زائدة عن حدها.

والسبب الثاني،هو أنهم يتأثرون بالتكنولوجيا بشكل بطيء نسبيا ليس كمثل الدول الأوروبية,وأنا كاتب هذه السطور ما زلت أذكر قبل 16 عاما حين ظهرت القنوات الفضائية كيف كانت الناس في مدينتي في الأردن تسأل شيوخ المساجد عن الستلايت أهو حلالٌ أم حرام,ولم يدخل الستلايت إلينا إلا بشق الأنفس بسبب الخوف أولا منه وثانيا بسبب أسعاره التي كانت مرتفعة جدا حيث لا يقدر أكثر من 90% من السكان على اقتناءه.

ويقول (آرنولد توينبي):استسلم العربُ في القرن التاسع عشر للتكنولوجيا الصناعية ولم يستسلموا للتكنولوجيا الاجتماعية الغربية,وهذا واضحٌ جدا من خلال أنماط الحياة والسلوك.زد على ذلك أن بقاء اللغة العربية على حاله دون تقدم وتطور اللغة العامية يجعل الأمة الإسلامية مدينة لسيبويه والكسائي وحدهما,فديننا الإسلامي عبارة عن سكراب(خردوات) قديمة,والشافعي وا[و حنيفة وأحمد بن حنبل ومالك بن أنس أيضا عبارة عن خردوات قديمة,وكتبنا كلها خردوات من الصعب أن تلمس في جوهرها روح الحياة العصرية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخلاق الجديدة
- سؤال منطقي
- خاطرة المساء2
- أنا أقوى رجل أردني
- كيف نواجه الظلم؟
- مذبحة بني قريظة
- أنا لست ضد الدين
- وضعنا سيء
- رقابة الرجال على ملابس النساء
- الفكر والمذهب الضعيف
- خطة يسوع
- الله يرحمك يا شارون
- أخطاء محمد الإملائية
- آه يا دنيا
- اليهود المساكين
- الشلاتيه والسرسريه
- في ناس بحللوا البول وبحرموا الخمر
- الإسلام مطلوب للعدالة الدولية
- إرهابيون يعيشون معي
- الإعلام العربي يغير حقيقة القضية الفلسطينية


المزيد.....




- اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م ...
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...
- وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم ...
- عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - التكنولوجيا الاجتماعية