|
ثورة الدماء السورية ( 5 - 5 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4345 - 2014 / 1 / 25 - 15:12
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
في الاونة الاخيرة بدات دور المعارضة السورية الذي يسمى بالمعتدلة تتراجع في الميدان ، بينما تقدم الجماعات الاسلامية المتطرفة و تنظيم القاعدة و هو ما اصبحت تشكل حاجزاً بالنسبة للولايات المتحدة فاي تغيير يطيح بالاسد سيفسح المجال امام الجماعات الاسلامية المتطرفة للسيطرة على سوريا لذلك لا تريد امريكا إن تخاطر بتقديم سوريا هدية للجماعات الاسلامية و تنظيم القاعدة ، و اصبحت تتريث كثيراً امام الحلول العسكرية في صالح الحلول السياسية . الولايات المتحدة و اسرائيل تميلان إلا إن يلعب النظام السوري الحالي دوراً رئيسياً في اي تسوية سياسية حتى لو لم يكن الاسد جزءاً من تلك التسوية ، إن اي تسوية من دون إشراك الاسد في تلك التسوية سيكون فيها مخاطر سياسية و امنية كبيرة بالنسبة لسوريا و كامل المنطقة . إن الإتفاق الامريكي الروسي على نزع الاسلحة النووية السورية عززت من فرص إتفاق امريكي روسي على عقد مؤتمر جنيف 2 من اجل البحث عن إمكانية وضع نهاية للازمة السورية التي اصبحت عبء إقليمي و دولي للعديد من الدول لذلك اصبح لغة الحوار تسود بعد زمن طويل من ترجيح الحل الامني ، على الرغم من بدء اعمال مؤتمر جنيف 2 إلا إن فرص نجاح المؤتمر في وضع نهاية للازمة ما زالت ضعيفة جداً فهنالك العديد من العقبات التي ستعيق جهود التسوية و مخرجات المؤتمر في حال خرج المؤتمر باليات عمل لإنهاء الصراع لكن سيظل العديد من القضايا تمثل حجرة عثرة بالنسبة لعملية السلام منها تشديد المعارضة السورية على اهمية إن لا يشمل اي تسوية وجود بشار الاسد على سدة السلطة باعتبار إن الثورة السورية قامت من اجل الإطاحة به ، و هو ما سيعتبر بمثابة تراجع من اجندة الثورة لكن الاسد يعتبر إن ترشحه في اي انتخابات مرهون برغبة الشعب السوري و هي شرط ليس قابل للتفاوض و يتفق معه في ذلك كل من روسيا و ايران ، لكن يجب إن لا يكون بقاء الاسد في السلطة من عدمه عقبة امام حقن دماء السوريين ، فيجب إن يكون هدف المعارضة السورية هي تغيير السياسات و ليس الاشخاص ؛ بالنسبة للنظام السوري فلقد كانت تشترط على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 إيقاف كافة اشكال الدعم المقدم لما تسميه بالجماعات الارهابية و تنظيم القاعدة لكن من الواضح إن شرطها هذا وجدت اذاناً صاغياً من قبل الاطراف الدولية حيث سبق للولايات المتحدة إن اوقفت الدعم العسكري عن بعض المجموعات العسكرية المتقاتلة في سوريا و كذلك فعلت بريطانيا و تراجعت فرنسا عن لهجتها المتشددة تجاه النظام السوري الذي كان يدعم بقوة التدخل العسكري و تركيا ايضاً ادركت إن تلك الحرب لها ستدخلها في مصاعب امنية و إقتصادية جمة و هو ما يشير إن الموقف الغربي يشهد تراجعاً ملحوظاً . شكلت مسألة مشاركة إيران في المؤتمر قضية عويصة حيث تارجحت مواقف العديد من الدول حول اهمية مشاركتها في المؤتمر و رفض المعارضة السورية مشاركة إيران في المؤتمر بينما إشترطت الدول الغربية الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا قبول إيران بضرورة تشكيل حكومة توافقية في الفترة الانتقالية و الموافقة على مخرجات جنيف 1 لكن ايران رفض المشاركة في المؤتمر باي شرط مسبق و حتى اللحظات الاخيرة من إنطلاق اعمال مؤتمر جنيف 2 كان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد قدم دعوة لإيران للمشاركة في المؤتمر لكن ضغوط امريكية ادت الى سحب الدعوة بالاضافة إلا إن مشاركة إيران كانت ستؤدي إلى إنهيار المؤتمر قبل إنعقادها بعد إن ربطت المعارضة السورية مشاركتهم بسحب الدعوة من إيران و هو ما حصل فعلاً . إيران جزء اصيل من الصراع الدائر في سوريا لذلك اعتقد إن إستبعادها من المشاركة في اعمال المؤتمر لم يكن موفقاً ، لكن لن تعيق مشاركتها في تنفيذ مخرجات المؤتمر طالما سوريا و روسيا ستوافقان عليه . مع بدء اعمال مؤتمر جنيف 2 إتجهت الانظار نحو سويسرا لعل خاتمة اعمال المؤتمر سيشهد مخرجات ربما تنقل الازمة السورية في إتجاه التسوية السياسية ، إمكانية خروج المؤتمر بخطط ينهي الازمة ضئيلة جداً ما لم يتوافق الاطراف الاقليمية المؤثرة في الازمة على ضرورة إنهاء العنف من سوريا ، إن خروج الاطراف الاقليمية مختلفة حول مخرجات جنيف 2 سيضعف اي عمل نحو التسوية ؛ إن عملية السلام السورية تحتاج إلى إرادة حقيقية من قبل النظام و المعارضة فمثلاً الاشتراط على ضرورة رحيل الاسد قبل القبول باي تسوية شرط تعجيزي و تركز اكثر على الاشخاص و ليس على بنية المطالب الثورية ، إن رحيل الاسد ليس ضمانة كافية على إن سوريا ستستقر بل إن بقاء الاسد و القبول بها من كافة الاطراف يحقق الاستقرار اكثر و ذلك في حال تقديم الاسد تنازلات حقيقية يقنع بها المعارضة . إن خروج الاسد في الوقت الحالي من المشهد السياسي سيضعف الامال حول مستقبل باهر لسوريا لان الجماعات المتقاتلة في سوريا لها اهداف مختلفة و ليسوا جميعهم بالمتفقين حول اجندة معينة حول كيفية إدارة الدولة السورية ما بعد الاسد لذلك سيكون من الخطورة الدفع بالاسد خارج السلطة في الوقت الحالي ، إن إسرائيل التي تنظر للازمة السورية بعين الريبة تفضل بقاء الرئيس الاسد في السلطة لان رحيل الاسد ربما سيعجل بالنظام السوري بتقديم اسلحة متطورة لحزب الله في لبنان و هو ما سيشكل خطورة حقيقية بالنسبة لاسرائيل و تهدد امنها القومي لذلك هي تفضل بقاء الاسد بدلاً من صعود جماعات إسلامية مغمورة على سدة السلطة في سوريا ، كذلك الولايات المتحدة لم تعد متاكدة إن رحيل الاسد يحقق لها اهدافها الاستراتيجية في المنطقة بعد إن دخل تنظيم القاعدة في خط الازمة و التي لو إستطاعت الحصول الى مركز قوة في الدولة السورية الجديدة في إن تحول انظارها نحو اسرائيل التي تعتبر الهدف الاولى للجماعات الاسلامية المتطرفة ، بالاضافة إلا إنها ستشكل بؤرة لكافة الجماعات الاسلامية المتطرفة كما كان افغانستان معقلاً للارهابيين من قبل . إن اي تسوية تنتج من مؤتمر جنيف 2 لن تصمد و لن تجد حظها من التنفيذ ما لم تتخلى الدول الغربية الولايات المتحدة – بريطانيا – فرنسا بالاضافة الى الدول العربية التي تسعى من اجل الاطاحة بالاسد خاصة دول الخليج مثل قطر و السعودية من دعمهم للمعارضة السورية المسلحة حتى لو بلغ الامر درجة إيقاف الدعم عن تلك الجماعات لان إستمرار تقديم الدعم السخي للمعارضة السورية تجعلها تتمرس خلف مواقفها ربما للحصول على المزيد من الدعم او لتحقيق اهدافها بعيداً من عملية السلام ؛ و اعتقد إن السعودية سيكون شيطان التفاصيل امام تسوية القضية السورية فمن الممكن إن تخضع قطر للضغوط الامريكية و توجيهاتها لكن هل ستفعل السعودية ايضاً ذلك ؟ . إن الرئيس بشار الاسد فقد كل اسباب البقاء كرئيس لسوريا بعد كل تلك الدمار التي لحق بسوريا ، بالاضافة الى الانتهاكات الكبيرة لحقوق الانسان لكن كافة الاطراف من معارضة و حكومة يتحملان سوية ما الت عليه الامور ؛ إن نجاح عملية السلام متوقفة على الرغبة السورية حكومة و معارضة على تحقيق ذلك السلام اما إذا ظل المواقف الدولية تجد مكانة كبيرة لدى الطرفين فإن فرص تحقيق السلام ستتضاءل . كور متيوك كاتب و محلل سياسي مهتم بشؤون الشرق الاوسط
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة الدماء السورية ( 4 - 5 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 9-10 )
-
ثورة الدماء السورية ( 3 - 5 )
-
ثورة الدماء السورية ( 2 - 5 )
-
ثورة الدماء السورية
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 7-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 8-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 6-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 5-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 4-10 )
-
إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي (2-2 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 3-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 2-10 )
-
الحركة الشعبية الانهيار و المستقبل ( 1-10 )
-
بروق الحنين و ايات شيطانية
-
القمة الافريقية العربية الثالثة بالكويت
-
إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي ( 1 - 2 )
-
فشل الوساطة الافريقية في قضية ابيي
-
ابيي ما بين التطلعات القومية والمصالح الانية ( 2-2 )
-
ابرز مخرجات قمة كير و البشير
المزيد.....
-
لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف
...
-
أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
-
روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ
...
-
تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك
...
-
-العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
-
محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
-
زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و
...
-
في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا
...
-
النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
-
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|