أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - اسئلة..واجوبة...في الابداع..والرغبة















المزيد.....

اسئلة..واجوبة...في الابداع..والرغبة


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1236 - 2005 / 6 / 22 - 09:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" قرأت محاضرة حول الإبداع لأحد المشايخ وأتى بمقارنة من ضمنها المجتمع العراقي يذكر فيها هل نمتلك وفرة من المفكرين والأدباء كالمجتمع العراقي ؟
" ذكر أيضاً خاصة بالنسبة للنساء في السعودية هنا أقول الملاحظ جلياً أن المجتمع العراقي والحمد لله مجتمع ناهض بفكره بوعيه خسر ما خسر من أهل وراحة..ولكن عقله ما زال يبدع رغم الظروف التي كان عليها أيام النظام البائد هذا نتاج لماذا بإعتقادكم؟
" هل يستطيع الإنسان لوحده أن يكتشف ما به من إبداع؟ أم هناك انطلاقات أخرى يستطيع من خلالها الفرد أن يملك الإبداع؟

كيف نمتلك الإبداع
الألم…ملاذ مترع للإبداع…الألم…الشعور باللاانتماء لهذا العالم…يولد الإبداع…إذا ما توفرت المقومات المساعدة…قيم التحضر والمعرفة…والعراق منذ أكثر من ألف عام مركز المعرفة…والآلام..والفتوح والتحرر.. والاحتلال ؟ ، والغزوات المتعاقبة عليه شكلت نمطا خاصا من البناء الاجتماعي تمحور على نكران شرعية الدولة والاعتماد على الذات كمشرع..؟
هذا ما أعطى ثقة عالية بالنفس والاعتماد على الذات لدى طيف واسع من المثقفين العراقيين … وكذلك المصريين ( لتشابه الظروف الاجتماعية إلى حد معين ) .
والمعرفة المستفيضة المتنوعة..إلى جانب الثقة بالذات بقدرتها على إبداع الصحيح الجديد..إذا ما توغلت إلى بواطن اللاشعور في أي فرد في العالم …فإنها تعطيه زخما مناسبا للإبداع.
فلا يكفي أن تتألم كي تكون مبدعا…وإنما أن تتعلم..وتتفكر..طويلا في المفردات التي تعلمتها..بحيث ترسم صورة جديدة عن الواقع غير التي تعلمتها
وهي بالضبط تشابه عملية الهضم التي يقوم بها جسم الإنسان للطعام…فعلى اختلاف ألوانه ومركباته العضوية والكيماوية..فانه في النهاية يحوله إلى بروتينات خاصة ببناء البدن من نواقل عصبية وشحوم وأنسجة عضلية وغيرها .
كذلك الإبداع…فهو ليس خلق من اللاشيء كما يتصور البعض..إنما هو إعادة صياغة المعارف بأطر جديدة اعتمادا على طاقة الوعي الباطني ..بعد أن يقوم اللاشعور بتفكيك هذه المعارف..اعتمادا على طاقة..المعاناة..في الحياة اليومية..لان المعرفة بلا معاناة..لا تستوجب تفكيك المعارف..وإنما نسخها طبق الأصل وإعادة تطبيقها في الحياة العامة..بما يحجر التاريخ..ويسدل الستار على ورق المؤرخين في رفوف الذهب ويجعل منه مقدسا لا يمكن التجاوز عليه..؟؟
الإبداع ( الحقيقي الكامل ) وبصراحة شديدة..لا يقدس سوى الإبداع نفسه

هل الملل يأتي على أثر الفراغ ؟ هناك من يعمل ومنهمك في عمله مثلاً لديه ملل في الحياة الزوجية ملل من العمل...؟؟
هل هذا تابع بحسب الأهداف ما هو الهدف من ما أقوم به ويقوم به الآخرون؟
الهدف…هو شيء نحبه…نحبه…لان داخلنا…والداخل شيء لا نفهمه يحبه..!!!!
ولذلك...فأي نوع من الملل ( ضديد الإبداع ) إنما يتأتى من ..إشباع الميول التي لا نفهمها...ونسميها الحب ..فالحب..نتوهم في البداية بأنه مطلق لاتحده الحدود..لكن ما أن يدخل هذا الحب في اختبار الحياة الزوجية حتى يبدأ الملل؟
لماذا؟
لان الولع والحب في البداية كانا بدوافع داخلية غير مفهومة...وكل ماهو داخلي غير مفهوم...خارج عن إطار السيطرة...وكل ماهو خارج عن إطار السيطرة...غير دائم البقاء...ويزول من حياتنا بسهولة...وقد يذهب الحب بسبب ذلك ولا يعود أبدا..؟؟
كذلك ينطبق الحال على العمل...فالكثير منا كان يحلم بان يكون طبيبا على سبيل المثال..لكنه بعد فترة من ممارسة الطب...لا يجد نفسه على شيء..؟؟
وتذهب كل أحلامه وتصوراته السابقة أدراج الرياح..ويكتشف..انه كان عليه أن يكون محاميا...ويندم أيما ندم على ذلك؟
هل كان سينجح بالفعل لو كان محاميا..؟؟
أحب توم كروز...نيكول كدمان...وبعد سنين اكتشف انه يحب سواها لماذا ؟
الجواب ببساطة ...إن حبه كان ميلا غير مفهوم...خارج عن السيطرة..وحبه للأخرى هو الآخر خارج عن السيطرة... إذن...سيمل من كل نساء الوجود...حتى حور العين في الجنة...لان ميوله خارجة عن السيطرة...مثل الفرس الجموح ...؟؟
كذلك المحامي...يود بعد فترة لو كان بحارا...أو رائد فضاء ..!!!
لأنه يجري وراء ميول تسيطر عليه ولا يفهمها ..ومع كل ذلك...فهو يتوهم ..بأنه قصد الصواب...وسيحقق طموحه...ولكن هيهات ؟

نظرية الفرس الجموح
الأصح..أن اسميها فرضية الفرس الجموح ..البرية التي لم تروض بعد وتكون صالحة لركوب الإنسان ..؟؟
فلو افترضنا إن الرغبة عبارة عن فرس برية ...والعقل...هو راعي البقر الذي يحاول ترويضها....فان كل بني الإنسان ( تقريبا ) عبارة عن رعاة بقر فاشلين...بمرتبة الشرف..؟؟
لا احد يروض هذه الفرس...التي تتحرك إلى الأعلى والأسفل مضطربة ومعكرة صفو حياتنا ..مما يؤدي...إلى النتائج التي نلاحظها....جحا وحماره..؟؟
وقصة جحا الذي حمل الحمار على ظهره بدلا من أن يركب ظهر الحمار معروفة أيضا ..فاغلب بني الإنسان اليوم عبارة عن فرسان تركبهم خيولهم ...وإنا لله وإنا إليه راجعون ؟؟
لو وقع الحب...والولع..بالأشياء تحت السيطرة...فان النموذج البشري يتحول إلى السوبرمان الحقيقي الذي حلم به فلاسفة التاريخ...ولعل ( فرس ) إنسان الحضارة المعاصرة أكثر اضطرابا...وفارسنا اليوم اقل خبرة وقوة في السيطرة عليها من إنسان الماضي..؟؟
هل إن الحب...والولع...والهواية...والرغبات التي تقع تحت السيطرة حلم ٌ لن يتحقق أبدا أم إن ذلك ممكن..اليوم أو في المستقبل ؟
الإنسان…منشغل اليوم…بعلوم الرقميات…والطاقة..والسلاح والسيطرة…ولم تصل الحضارة البشرية إلى النضج الكافي بعد لتهتم…بدواخل النفس البشرية…لكنه في النهاية..سيكون مضطرا..إلى خوض معركته مع…الفرس البرية المتوحشة…وستظهر مناهج أكاديمية لترويضها ( حسب قناعتي الشخصية ) في المستقبل…حسب الحاجة الملحة إلى ذلك…والحاجة أُم الاختراع .

السؤال حتى أبلور صياغة جديدة وحياة أفضل مالذي أعمله حتى تنضج الأهداف…؟؟

لكي تنضج الأهداف………وجب علينا أن نحبها…والمشكلة إن الحب شيء من الداخل لا نعرفه…حيث إننا لا نعرف متى نحب ومتى لا نحب…لذلك…فالدخول إلى فضاء الداخل الإنساني هو الحل الأمثل…الذي يجعلنا نحب الطرق التي يرسمها وعينا الظاهري…بمعنى…أن نختار الذي نحبه..فلا نحب بدوافع غير معروفة كالتي تجري لكل الناس..؟؟

الدخول إلى دواخل النفس البشرية...وترويض الفرس ؟

هذا الموضوع بالتحديد...يحتاج إلى مقال خاص به
هل تعتقد أن بعض الأمراض النفسية كانت مسيرة البداية معها بالملل وما هي الأمراض النفسية التي من الممكن أن يجلبها الملل؟
الكآبــــة… قد يساعد الملل في تكريسها..خصوصا لدى الأشخاص الخياليين …والملل قد يساعد في تثبيت بعض الأمراض والاضطرابات السيكولوجية..لكن لا اعتقد بأنه يكون عاملا مباشرا في ذلك .


بخصوص القناعة الإنسان القانع ببساطة الواقع هل هناك قناعة سلبية وإيجابية إن كان ذلك ما هو تأثير السلبية؟
القناعة بالماديات هي القناعة الإيجابية..لكن إلى حد معين..والقناعة بالمعرفة والثقافة..هي القناعة السلبية التي تولد..عدم قناعة مادية..!!
والسؤال هنا كيف يتولد الإبداع عند الأشخاص البسطاء..؟؟
الذين اعتادوا أن يروا الحياة بمنظار استسلام ورضوخ من المسئول الأول عن مثل هؤلاء؟ هل المجتمع..أم.. الشخص نفسه ؟ المؤسسات والدوائر المعنية بذلك ؟
لا أحد مسئول عن هؤلاء…وبدون هؤلاء لن تقوم الحضارة؟
فلو تحول كل المجتمع إلى مبدعين..انتهى التاريخ وما عاد للوجود الإنساني في هذه الحياة أي قيمة ؟
إن وجود البسطاء في المجتمع...مقدر ومقصود...من قبل المؤسس الأول للطبيعة...الله العزيز الحكيم ...فبهم تبنى أركان الحضارة...وهم الذين يحولون مناهج المبدعين إلى حقيقة ...في ارض الواقع .
لكن..افتقار المجتمع إلى الحد الأدنى المطلوب من المبدعين..فذلك إنما يعود للمجتمع نفسه..والمجتمع العربي بصورة عامة معروف بقيم المحافظة..والإقتداء بالموروث..وهي تناقض الإبداع كماً ونوعا …لأنها لا تسمح بإعادة صياغة الماضي إلى حاضر جديد..تحت مختلف الطوائل والمسميات .
فعلى الرغم من إن مسيرة المجتمع البشري هي جملة من كسر الحواجز..والقيود والتحرر..إلا إن آخر القيود...هو الإبداع ..وليس بمقدور البشر التحرر منه اليوم كفاصل ...فئوي..أخير بين البشر ..!!
ففي ماضي التاريخ...كان هناك أحرار وعبيد...وتمكن الإنسان من استعباد الآلات...فاستغنى عن عبودية البشر وأول من اكتشف الوقت الملائم لتحرير العبيد هو أبراهام لنكولن...لكن..ظهرت رتبة أخرى من العبودية....وهي العمالة في بواكير عصر النهضة...وحاول ماركس تحرير هذه الطبقة...وبصراحة...كانت رؤاه مستعجلة بعض الشيء فلم يكن الوقت مناسبا لنداءه المشهور ( يا عمال العالم اتحدوا ) ، ولعل رؤاه في تدرج الاشتراكية وصولا إلى عتبات المجتمع الشيوعي لدليل واضح على انه كان يدرك إن الوقت لم يكن مناسبا بعد ..؟؟
وبالفعل سيأتي اليوم الذي يكتفي الإنسان من الإنتاج الآلي...ويتحرر العمال... ويدخل الجنس البشري عهد الاقتصاد وربما النظام الشيوعي...لكن ستظهر نمطية أخرى من الاستعباد.....إنها الفوارق الذهنية...في آخر أيام التاريخ...بين المبدعين وغير المبدعين ؟
فهل ستتمكن التكنولوجيا في نهاية المطاف..من تحويل كل البشر إلى مبدعين ... منتجين...يستغني فيه كل شخص عن الآخر ...ولا يحتاج للدولة...ولا حتى للنظام ...؟؟
إنها..بالفعل آخر أيام التاريخ...حيث تسكت الأقلام...مع إن الحياة لن تزول...لكنها تخرج عن إطار تصوراتنا...ومن الحماقة..التكهن بما سيجري بعد ذلك ؟



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نشعر بالملل ؟
- امريكا راعية الارهاب
- التامل..والاسترخاء......والدخول الى فضاءات العقل البشري
- بابل......والتوراة.......وما خلف هذه النظارات ..؟؟
- للاستاذ كامل السعدون مع التحية.......تعرف الحقيقة بعديد وجوه ...
- التحكم عن بعد..بين بابل القديمة..والقرية العالمية المقبلة... ...
- الباراسايكولوجي والاحلام……السايكوفيزيا الحلقة الثالثة
- التخاطر...والسايكوفيزيا - الحلقة الثانية
- مشاكل الديمقراطية في العالم العربي....العراق والجهاد الاكبر
- - التخاطرالتلباثي......في اطار السايكوفيزيا- الحلقة الاولى
- الصحافة العربية في زمن العولمة
- جيل الحقيقة
- رواية: سيرة مناضل في سبيل الجمهورية سيرة مناضل في سبيل الجمه ...
- العمال في عالم المستقبل ...رؤية سياسية في اقتصاد المستقبل ال ...
- سيرة مناضل في سبيل الجمهورية - الحلقة الأولى : ضياع في غابات ...
- منظومة المعرفة البشرية والعقل الكوني
- ما هي حقيقة القانون..؟؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - اسئلة..واجوبة...في الابداع..والرغبة