|
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 9-10 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 23:14
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 9-10 )
كور متيوك الحقيقة المُرة هو إن مشروع السودان الجديد تحتاج الى تنقيح لانها مشروع حُلم لا يمكن تطبيقه في جسد مريض ، العديد من الافكار التي حوتها المشروع لا تصلح للحكم في الدول الافريقية لكن يمكنها إن تكون مشروع من اجل الوصول على السلطة و ربما تيقنت الحركة لذلك ، فالحرية لشعب جنوب السودان يقيد حرية النخبة الحاكمة بالتالي الافضل إن يكون الحرية للنخبة مع تقييد حرية الوطن ، العدالة تعني فقدان ميزة مهمة جداً و احد اركان الحكم في افريقيا و سيجعل من النخبة نخبة بلا إمتياز لذلك يجب اعادة تعريف مفهوم العدالة لتتواءم مع الديمقراطية الافريقية و هكذا .... الخ و الاخطر من ذلك كله هو إن الإبداع الفكري ممنوع يجب إن لا تفكر يجب إن لا تحلم و لا تتخيل كل ما لا يصرح به وزير الحقيقة كاذب و باطل فوزير الحقيقة هو الوحيد الذي يعرف الشي الخاطئ و الصحيح . في رواية مزرعة الحيوان بدات الاوضاع تتغير و بدات الخنازير تشرب الخمر فكان الحيوانات مذهولة حول الامر حيث إن الخمر ممنوع على الحيوانات لذلك خرجوا مرة اخرى لرؤية ماذا يقول الوصايا السبعة حول شرب الخمر فالوصية الخامسة كانت تقول : غير مسموح للحيوانات بشرب الخمر .. لحد الافراط . و الكلمتين الاخيرتين ( لحد الافراط ) ليست موجودة في الوصايا لكنها اضيفت اليه ، و لقد خصص لكل خنزير قدح من الجعة يومياً و كان نصيب نابليون هو نصف جالون يومياً كما تقرر ايضاً خفض جميع وجبات الحيوانات بالمزرعة ما عدا الخنازير و الكلاب و تم تبرير ذلك بان المساواة الكاملة تتنافى و مبدا الحيوانية Animalism – تغيرت الاوضاع في مزرعة الحيوان تغير كبير بعد الثورة فساعات العمل قد زادت و الوجبات اصبحت قليلة بالمقارنة مع تلك التي كانوا يتحصلون إليها في عهد حكم الانسان بالاضافة إن الخنازير اصبحت تمشي على اثنين ارجل الخلفية و هي تحمل السياط تجلد بها الحيوانات اثناء قيامهم بالعمل و كانوا يتذكرون الوصية الاولى التي تقول إن كل من يمشي على رجلين اثنتين إنما هو من الاعداء لكن ها هي الخنازير تمشي على رجلين اثنتين و ها هي السياط عادت مرة اخرى بعد نجاح الثورة و لقد كان الوصية السابعة يقول : إن كل الحيوانات سواسية لكنها اصبحت كالاتي : ( كل الحيوانات سواسية و لكن بعض الحيوانات اكثر مساواة بعضها لبعض ) و بذلك يكون كافة الاهداف التي قامت عليها مبدآ الحيوانية غير موجودة لكن الحيوانات كانت تفضل إن تحكم نفسها بنفسها دون إن يتدخل بني الادميين عديمي الفائدة و تعتبر كلمة ( بني الادميين عديمي الفائدة ) من ادبيات المذهب الحيواني ، لذلك كان لابد لهم إن يتحملوا كل ذلك الاستعمار الجديد من الخنازير ( إستعمار بلباس وطني ) إن الوصايا السبعة الذي سبق و اشرنا إليه في الحلقات الاولى من المقال اُنتهكت فالخنازير اصبحت تنام على الاسرة ( السراير ) و هذا يتنافى ما الوصية الرابعة بالاضافة إنهم اصبحوا يمشون على رجلين بينما الوصية الاولى يقول : كل من يمشي على رجلين إثنين هو من الاعداء بالاضافة الى ذلك كان الخنازير يصدرون قرارات بالاعدام دون اي محاكمات بينما الوصية السادسة يقول : على الحيوان إن لا يقتل حيوان اخر . لماذا يا تُرى ينبغي لنا آن نصدق إن الحركة الشعبية لن تختلف عن اي منظومة ثورية افريقية عملت من اجل استقلال بلادها لكنها تحولت فيما بعد الى مستعمر لها او إمتداد للمستعمر ؟ و اعتقد إن الحركة بحاجة للإجابة على اسئلتنا هذا قبل خوض صراعاتهم حول الانتخابات و حول الرئاسة ، و لماذا يمكن إن نستثني الحركة عن النموزج الزيمبابويي ؟ و لماذا يجب لنا الاعتقاد إنها ستكون مشابهة للنموزج الجنوب الافريقي ؟ و تلك الاسئلة سيجد الحركة صعوبة كبيرة لتوصيلها للمواطن الجنوبي و لعضويته . الن يكون ( تحرير ) الحركة الشعبية مثل ( إنقاذ ) المؤتمر الوطني و المعنيين متقاربتين فقط يفصل بينهم خيط رفيع سهل القطع ، لقد انجز الحركة الشعبية مهمته بنجاح كبير باستقلال البلاد لكن من حيث إدارة الدولة لم يحقق شيئاً ، كان نائب الرئيس واني ايقا يخاطب الموظفين قائلاً : " إن قبل مجئ الحركة الشعبية للسلطة و يقصد قبل العام 2005م كانت المرتبات تتاخر خمسة اشهر او اربعة احياناً " و ذلك في اشارة منه لتزمر الموظفين من تاخر المرتبات و يريد إن يشير إن الحركة حققت إنجازاً و في مناسبة اخرى للرئيس السوداني عمر البشير مخاطباً الجماهير الغاضبة بسبب رفع الدعم عن المحروقات و تردي الاوضاع الاقتصادية و المعيشية في البلاد قال : " قبل تولي الانقاذ للحكم لم يكن المواطن السوداني يعرف شيئاً إسمه الهوت دوغ لكنه اصبح يعرفه اليوم " و الاثنين يحاولان تبرير فشلهم في ادارة الدولة و خدمة الشعب ، فمشكلة المرتبات يعكس سوء إدارة الاقتصاد و الدولة فعندما يلجآ اي دولة للاستدانة فالغرض منه يكون لتغطية عجز في الموازنة او لتسريع نمو الاقتصاد او للقيام ببعض المشاريع التنموية لذلك يكون سداده على فترات مريحة يحقق الاهداف من اجله تم الاستدانة فكان ينبغي إن يبدأ السداد مثلاً بعد سنتين على اقل تقدير حتى يستعيد الاقتصاد عافيته و لكن بسبب نقص الخبرة اعتقد راسمي السياسات الاقتصادية بالبلاد إنهم يوفون بإلتزاماتهم و هذا صحيح لكن إستخدموا الطرق الخاطئة و ماذا لو توقف الانتاج النفطي مرة اخرى هل سيستمر الحكومة في عدم صرف المرتبات ؛ إن تلك الخطوة من وزارة المالية يشبه ما قام به البنك المركزي عندما إتخذت قرار تعويم الجنيه – و مرة اخرى نتساءل ماذا لو تحول ( تحرير ) الحركة الشعبية الى ( إنقاذ ) المؤتمر الوطني او ما يشبهه و ذلك بمساعدة الطفيليين الذين يلعبون دور الخبراء و ينتشرون بقوة داخل مراكز صنع القرار في البلاد . نواصل
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة الدماء السورية ( 3 - 5 )
-
ثورة الدماء السورية ( 2 - 5 )
-
ثورة الدماء السورية
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 7-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 8-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 6-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 5-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 4-10 )
-
إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي (2-2 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 3-10 )
-
الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 2-10 )
-
الحركة الشعبية الانهيار و المستقبل ( 1-10 )
-
بروق الحنين و ايات شيطانية
-
القمة الافريقية العربية الثالثة بالكويت
-
إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي ( 1 - 2 )
-
فشل الوساطة الافريقية في قضية ابيي
-
ابيي ما بين التطلعات القومية والمصالح الانية ( 2-2 )
-
ابرز مخرجات قمة كير و البشير
-
قمة كير و البشير .. النفط و مواضيع اخرى و قضية ابيي
-
جدل الانقلاب و الثورة في مصر
المزيد.....
-
العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب
...
-
ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا
...
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م
...
-
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح
...
-
باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا
...
-
شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
-
أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو
...
-
زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
-
مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|