|
الخارطة السياسية السورية3
إسماعيل أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1236 - 2005 / 6 / 22 - 09:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الانقسامات التي دبت في أهم الأحزاب السورية
سوف أتناول بإيجاز أمهات الأحزاب السورية بحسب تاريخ التأسيس، وهي: الحزب الشيوعي، جماعة الإخوان المسلمين، حزب البعث العربي الاشتراكي، الاتحاد الاشتراكي (الناصري)، حركة الاشتراكيين العرب. وهذه هي أهم الأحزاب على الساحة العربية السورية ذات التواجد المعاصر، إضافة للأحزاب الليبرالية الحديثة والأحزاب الكردية
أولا الحزب الشيوعي:
تأسس الحزب الشيوعي السوري عام 1924 على يد فؤاد الشمالي، ثم أصبح خالد بكداش - أول شيوعي في التاريخ العربي- رئيسا له عام 1935، انشق عنه رياض الترك بعد دخوله الجبهة الوطنية التقدمية عام 1972، واحتفظ باسم (الحزب الشيوعي –المكتب السياسي-) والذي تحول هذا العام (2005) إلى حزب الشعب الديمقراطي، كما تعرض جناح بكداش (الذي ترأسه أرملته وصال فرحة اليوم) لانشقاق آخر قاده يوسف فيصل عام 1983، وكلا الحزبين الشيوعيين السوريين يحتفظان بنفس الاسم في إطار الجبهة الوطنية التقدمية! وهناك جناح رابع قاده صهر (وصال فرحة) بعدأن أقيل من الحزب، وسماه (مجموعة قاسيون). الخلاصة: أصبح اليوم الحزب الشيوعي أربع تنظيمات بثلاثة أمناء عامين مختلفين، اثنين منهما انقادا لإغراء السلطة وواحد في المعارضة والرابع...
ثانيا جماعة الإخوان المسلمين: تأسست جماعة الإخوان المسلمين في سورية عام 1945 على يد المؤسس الدكتور مصطفى السباعي، وفي عام 1949 ترك الجماعة الرجل الثاني في التنظيم، محمد المبارك بشخصه وانضم إلى الكتلة الدستورية. وفي عام 1953 انشق تكتل تزعمه أبو الخير العرقسوسي وعبد الفتاخ الغندور، ففصلوا من الجماعة، وعاد بعضهم فرادى فيما بعد وتلاشى تنظيمهم من الساحة، وفي عام 1970 انشق الإخوان إلى تنظيم دمشق يرأسه عصام العطار، وتنظيم حلب يرأسه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وفي عام 1975 شكل عبد الستار الزعيم تشكيلا عسكريا يدين بالولاء للشهيد مروان حديد ولكن هذا التنظيم ظهر عمليا من خلال أحداث المدفعية عام 1979. وقد تبرأت جماعة الإخوان من الحادثة، غير أن أفراد الطليعة أصروا على أنهم: (الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين)! عام 1986 انشقت الجماعة إلى تنظيمين حلبي بقيادة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وحموي بقيادة عدنان سعد الدين، ثم توحد التنظيمان لاحقا عام 1992 ولا يزال التنظيم موحدا حتى اليوم، بعد ان تسرب منه أعداد ذات وزن وكفاءة! الخلاصة: تعرض تنظيم جماعة الإخوان المسلمين لا نشقاقات وتصدعات عابرة لكنها تلاشت جميعا، وها هو التنظيم بعد ستين عاما من التأسيس تنظيما موحدا بمراقب عام واحد، ولم تنجح السلطة باستقطاب أي تنظيم إخواني منشق.
ثالثا حزب البعث العربي الاشتراكي:
تأسس حزب البعث العربي عام 1947، كما تأسس الحزب العربي الاشتراكي عام 1948، واندمج الحزبان تحت اسم: حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1952. "انقسم حزب البعث بعد الانفصال إلى عدّة كتل وكان السبب الأساسي هو الموقف من قضية الوحدة وخروج سورية منها، وكذلك الموقف من نظام الانفصال " حيث أصبحت هناك كتلة القيادة القومية ( عفلق-البيطار) وهي مع الوحدة وضد الانفصال، ومن باب الاحتجاج على هذا أعلنت خلايا الحزب في الأطراف الأخرى عن تشكيل قيادة قطريّة (رياض المالكي، إبراهيم ماخوس، …)، وهؤلاء كانوا يعتبرون الجماعة الأساسية هي تلك التي لم تحلّ نفسها في أثناء الوحدة، أما أكرم حوراني فكان يرفع شعار: الديموقراطية قبل الوحدة،"ومنذ تلك الآونة أصبحت جماعة أكرم حوراني تعتبر نفسها قسماً مستقلاًّ داخل حزب البعث، مع العلم أنّه أصبح لها تنظيمها المستقل منذ آيار 1962م! وفي عام 1962انفصل عن حزب البعث سامي صوفان مؤسسا لحركة الوحدويين الاشتراكيين كتنظيم موال لجمال عبد الناصر، وكان لها موقفها ضد انفصال سورية عن مصر كليّاً ". في 13 تشرين الثاني 1970 انشق صلاح جديد ونور الدين الأتاسي وصلاح جديد مشكلين ما عرف بحزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي، وتم اعتقال رموز هذا الجناح بانقلاب حافظ الأسد، أما إبراهيم ماخوس وزير الخارجية فتمكن من الوصول إلى الجزائر حيث عمل طبيبا جراحا في أحد مستشفياتها. وماخوس هو رئيس هذا الحزب في الوقت الراهن. وقد اختار حزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي النهج الماركسي اللينيني، وهو عضو اليوم في التجمع الوطني الديمقراطي المعارض داخل سورية. الخلاصة: انقسم حزب البعث العربي الاشتراكي إلى تنظيمات عدة تتجاوز الخمس تنظيمات، لا يزال منها على الساحة اليوم ثلاثة تنظيمات، منها واحد قاد انقلاب سورية ولا يزال ينعم بالنفوذ المطلق حتى اليوم!
رابعا الاتحاد الاشتراكي (الناصري): الاتحاد الاشتراكي العربي تأسس في عهد الانفصال بتاريخ 18 تموز 1964 حين انصهر عدد من التشكيلات السياسية السورية الصغيرة والجديدة ذات التوجه الناصري في حزب واحد وهي: حركة القوميين العرب(هاني الهندي وجهاد الضاحي)، حركة الوحدويين الاشتراكيين(سامي صوفان) -الذي انفصل عن حزب البعث-، الجبهة العربية المتحدة(نهاد القاسم)، الاتحاد الاشتراكي السوري). ، وشكل الاتحاد مكتبه السياسي وانتخب السيد نهاد القاسم أميناً عاماً له... في عام 1965انتخب العقيد جاسم علوان أمينا عاما للاتحاد في الخارج (القاهرة) كما انتخب الدكتور جمال الأتاسي بعد تركه حزب البعث الحاكم أمينا عاما مساعدا في الداخل. خلال السنتين 1965 و1966 انسحبت حركتا الوحدويين الاشتراكيين والقوميين العرب من الاتحاد العربي الاشتراكي. في عام 1967 حدث انقسام داخل الحزب نجم عنه ظهور جناحين، الأول بزعامة جمال الأتاسي والثاني بزعامة اللواء محمد الجراح. وفي عام 1973 انشق فوزي الكيالي الذي أصر على البقاء في الجبهة الوطنية برغم المادة الثامنة من الدستور، وتحول جناح جمال الأتاسي إلى حزب معارض. في عام 1979 شكل الحزب المعارض التجمع الوطني الديمقراطي ضم إضافة إليه أربعة أحزاب سياسية يسارية، بينما بقي جناح كيالي في الجبهة الوطنية التقدمية، وقد ورث فوزي الكيالي أنور الحمادي فإسماعيل القاضي وآخرون وصولا إلى صفوان القدسي الأمين العام للاتحاد اليوم. في عام 1990: ضم الاتحاد باقي التنظيمات الناصرية الصغيرة ومنها التنظيم الشعبي الناصري الذي كان يقوده رجاء الناصر. الخلاصة: انقسم تنظيم الاتحاد الاشتراكي إلى أكثر من خمس تنظيمات أكثر من نصفها انضم للسلطة.
خامسا حركة الاشتراكيين العرب: أسس عثمان الحوراني عام 1938 الحزب العربي الاشتراكي، وقد تولى قيادته بعده أكرم الحوراني عام 1948، وسعى لدمجه بحزب البعث العربي سنة 1952، ووصل الحوراني إلى أن يصبح بشخصه نائبا لعبد الناصر ولكن على إثر خلافات الحوراني مع عبد الناصر وتوقيعه على وثيقة الانفصال، رفع الحوراني شعار: (الديمقراطية قبل الوحدة)، وهو شعار لم يتقبله البعثيون الناصريون، مما جعل الحوراني يعتبر نفسه وأنصاره قسماً مستقلاًّ داخل حزب البعث، ثم انفصل عن البعثيين في آيار 1962م مؤسسا لحركة الاشتراكيين العرب. انقسمت الحركة في عهد حافظ الأسد، فجناح منها دخل في جبهة النظام ويرأسه عبد الغني قنوت بينما انضم الجناح المعارض بقيادة عبد العني عياش إلى التجمع الوطني الديمقراطي. الذي يراسه اليوم المحامي حسن عبد العظيم. بعد وفاة (عبد الغني قنوت) منذ سنة، برزت مجموعة الدكتور عبد العزيز عثمان مع ابنه المهندس غسان عثمان التي انشقت في نفس العام مؤسسة حزب العهد الوطني الذي تأسس هذا العام ودخل بشكل مستقل في الجبهة الوطنية التقدمية. بينما احتفظ بالاسم الأمين العام المساعد (أحمد الأحمد) الذي أصبح أميناً عاماً رسمياً للحزب ، بعد اعتراف النظام به! لم يعترف النظام بانشقاق آخر في الحركة برز في نفس العام انفصل على إثره جناح (مصطفى حمدون) ، الذي يواليه المحامي الحموي (إدوار حشوة) الذي كان أميناً عاماً مساعداً ثانياً للحزب . ومن الجدير بالذكر أن (حمدون) كان خارج البلاد ومن الموالين للبعث العراقي . الخلاصة: انقسمت حركة الاشتراكيين العرب إلى أكثر من خمسة أحزاب أكثرها نجح النظام في إيقاعه بشرك الجبهة الوطنية. يتبع (الأحزاب الموالية)....
#إسماعيل_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخارطة السياسية السورية(2)
-
(1)الخارطة السياسية السورية
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|