|
الاخوان سرقوا الثورة و مرسي حصان خاسر
بودريس درهمان
الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 15:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"الاخوان سرقوا الثورة" و "مرسي حصان خاسر" هذا الحكم ليس حكما صادرا عن صاحب المقال بل هو حكم صادر من الثنائي القوي بداخل الولايات المتحدة الامريكية المذي يتشكل من كاتب الدولة الامريكي في الخارجية "جون كيري" و كاتب الدولة في الدفاع السيد "شاك هاكل". الاول صرح وقال :"الاخوان سرقوا الثورة" و الثاني أضاف: "مرسي حصان خاسر". تصريحاتهم هذه موثقة من طرف الادارة الامريكية و هي تصريحات جاءت معاكسة لتوجهات رئيسهم المباشر الذي هو الرئيس اوباما لأن هذا الاخير رسم تقديرات وردية لمسار الاخوان في مصر و رسم تقييمات مثالية لتصرفات "مرسي". خلال الحوارات و البرامج و النقاشات التي واكبت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريكية و التي ادت الى فوز الرئيس اوباما بمنصب الرئاسة في الولاية الاولى اتذكر ان احد المؤرخين الالمان انتقد بحدة برنامج الرئيس اوباما و ذهب حد وصفه بالبرنامج الايديولوجي الغير واقعي، انذاك لم افهم خلفيات و مسببات ذاك الحكم و لكن اليوم و بعد انقضاء ولاية و نصف من فترة رئاسة اوباما يتضح ان المؤرخ الالماني كان على حق و كان يعي ما يقول. الديمقراطيون الامريكيون حاليا ليتجاوزوا المرحلة الايديولوجية للرئيس اوباما يراهنون على ولاية رئاسية ثالثة و لكي يتحقق لهم ذلك يعملون بكل ما اوتوا نقل سياسة الرئيس اوباما التفكيكية من المرحلة الايديولوجية الخالصة الى المرحلة العلمية الواقعية القائمة على استثمار المعطيات الناضجة و الإيجابية، و بحكم ان الرئيس الامريكي أوباما استنفذ حقه في الولايتين الرئاسيتين فالديمقراطيون بالضرورة يكونوا قد دفعوا برئيس الديبلوماسية الامريكية جون كيري و حتى بكاتب الدولة في الدفاع تشيك هاكل للأخذ بزمام المبادرة و التعامل مع الامر الواقع و ان اقتضى الامر : "شق عصى الطاعة على الرئيس اوباما" الذي بسبب ايديولوجيته الصارمة حتى زوجته بدأت تاخذ منه مسافة كبيرة. هناك من يؤكد بان "شق عصا الطاعة" على الرئيس اوباما، حصلت لما أقدم جون كيري على عدم احترام تقديراته لعملية استيلاء الجيش المصري على السلطة، حيث صرح يوم الاربعاء 20 نونبر2013 أمام أعضاء المجلس الاستشاري للأمن الخارجي الأمريكي و ضدا على توجيهات الرئيس اوباما قائلا:"الاخوان سرقوا الثورة" و اثناء هذا الحديث أشار الى ثوار ميدان التحرير و لم يشر قط الى متظاهري رابعة العدوية المناصرين للإخوان المسلمين. خلال هذا الحديث قال رئيس الديبلوماسية الأمريكية " هؤلاء الصغار في ميدان التحرير لم يحركهم أي دين أو أيديولوجيا بل كل ما كان يحركهم هو البحث عن فرصة تعليم ووظيفة ومستقبل.. و لا يريدون حكومة فاسدة تحرمهم من ذلك كله". الرئيس اوباما يبدو انه كان لديه موقف مساند و لا مشروط للإخوان المسلمين بحكم انهم هم الاكثر تنظيما و الاكثر قدرة للسيطرة على الوضع. في حين جون كيري كرجل ميدان لم تكن لديه نفس التقديرات التي حددها الرئيس اوباما في رسالته التي أصدرها مباشرة بعد استيلاء الجيش المصري على السلطة خلال شهر اكتوبر الماضي و التي حدد فيها موقف الادارة الامريكية من الجيش المصري و التي تقتضي تعليق جزء مهم من المساعدات العسكرية للجمهورية المصرية بسبب الانقلاب العسكري على تيار الاخوان المسلمين. جون كيري ليس وحده من يتبنى هذا الموقف اتجاه الاخوان المسلمين و اتجاه الرئيس المصري المخلوع "مرسي" بل يتقاسمه معه كاتب الدولة في الدفاع الامريكي تشاك هاغل الذي ذهب الى حد اعتبار ما اقدم عليه الجيش المصري تصحيح للمسار السياسي و اعتبر الرئيس المصري المخلوع "مرسي" "حصان خاسر". الثنائي، كاتب الدولة في الخارجية الامريكية السيد "جون كيري" و السيد "تشاك هاغل" وزير الدفاع الامريكي هما مستقبل السياسة الجديدة للإدارة الامريكية التي تسعى الى معالجة مخلفات المرحلة الايديولوجية للرئيس اوباما. في نفس اليوم، أي يوم الاربعاء 20 نونبر2013 الذي أفصح فيه رئيس الدبلوماسية الامريكية صراحة عن تقديراته السياسية المعاكسة للرئيس الامريكي اوباما، في نفس اليوم نزل الثنائي الامريكي القوي، "جون كيري" و "تشاك هاغل" ضيوفا على عاهل المملكة المغربية جلالة الملك محمد السادس في اقامته الملكية بواشطن و صدر عن هذا اللقاء بلاغ من القصر الملكي حدد المواضيع المتناولة و الشخصيات الامريكية الرفيعة المستوى في الادارة الامريكية التي حضرت اللقاء. منذ ذلك اليوم، و في نفس اليوم تدهورت صحة الرئيس الجزائري بشكل غير مسبوق، لأن الاموال الطائلة التي صرفها على الاغراب لم تكفي لتغليب الباطل على الحق. السياسة الجديدة التي يتبناها الثنائي "جون كيري" و "تشاك هاغل" و التي تعتبر معالجة ميدانية لمخلفات المرحلة الايديولوجية للرئيس اوباما هذه السياسة لا تهتم بالحالة المصرية فقط بل تتعداها لتشمل الحالة السورية و الحالة العراقية و الحالة الايرانية بالإضافة الى الحالة الغير عادية ما بين المملكة المغربية و الجمهورية الجزائرية. ما هو مؤكد هو ان هذا الثنائي رغم بعض الاختلافات الطفيفة حول بعض وجهات النظر التي تخص بعض مناطق النزاع فهذا الثنائي العسكري يرفض رفضا باتا عملية انفصال الاقاليم عن اوطانها لدرجة انهما اعتبرا انفصال جنوب السودان عن شماله خطا ايديولوجي فادح. لهذا السبب وضعوا خطوطا حمراء لكي لا تنفصل احد المناطق السورية عن وطنها الام كانفصال شمال سوريا الكردي عن جنوبه و هم يرفضون هذا لأنهم يعلمون بان مكونات النصرة السورية لا تتوفر على اي مقومات للتعايش السلمي مع السكان الاكراد لشمال سوريا الذين خلال هذه الحرب نظموا انفسهم على شكل قوة مدنية مسلحة. الثنائي جون كيري وتشاك هاجل ثنائي عسكري قوي و جد محدد لتوجهات السياسة الخارجية الامريكية بل و موجه حتى لمواقف حلف الناتو بحكم ان كاتب الدولة في الدفاع الامريكي هو احد اعمدة هذا الحلف و هو الذي ساهم في وضع هذا الحلف على سكة جديدة مغايرة للسكة التي وضعه عليها المحافظون الجدد سواء بداخل الولايات المتحدة الامريكية او خارجها. كل المحللين لقناعات و توجهات كاتب الدولة الامريكي في الدفاع شاك هاجل يؤكدون بأنه من "اشد المنتقدين لجنون العظمة لدى المحافظين" و هو من "القلائل الذين يسكنهم الحنين لحقبة الحرب الباردة تلك الحقبة المباركة التي سمحت لكل من واشنطن و موسكو اقتسام العالم مناصفة بأقل التكاليف". عداوة كاتب الدولة الامريكي في الدفاع للمحافظين الجدد هي عداوة قائمة و ثابتة و هي عداوة يضاعفها رجل اخر يوجد على راس وكالة الاستخبارات الامريكية "سي اي ايه" جون برينان الذي يعتبر بان "ضعف الولايات المتحدة الامريكية تكمن في رعايتها للجهاديين"
#بودريس_درهمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل حكومة عبد الاله الثانية حكومة دستورية؟
-
أولويات الجلسة الثامنة و الستون للجمعية العامة للأمم المتحدة
-
الاسلام الجهادي هو عنصر تفكيك للدول
-
العوامل الاربعة للانفراج المقبل
-
متى كان للإخوان تصور للدولة؟
-
موسم الفرار من السجون
-
لماذا يصلح رئيس الحكومة ؟
-
حكومة بنكيران هي حكومة دستورانية فقط
-
هذا ما جناه دستور الاخوان
-
مطلب الانفصال عن الوطن الام غير متضمن في تشريعات الدول الديم
...
-
نظام سياسي مندمج أفضل من نظام سياسي لا هو بالفدرالية، ولا هو
...
-
أزواض الثانية النائمة في الصحراء من اجل صياغة وثيقة اطار لحم
...
-
النصوص التشريعية الغير ممعيرة دوليا و دخول العقل المعرفي للم
...
-
الحكم الذاتي خيار اوروبي بالقانون مرة أخرى
-
الرهانات الحقيقية هي الرهانات العلمية
-
المملكة المغربية و مسلسلات الاستنبات السياسي
-
زحزحة القارات في العلاقات الدولية الجديدة
-
آليات الخطاب في المجتمعات الغير ديمقراطية و كيفية تحويل اليس
...
-
التعليم العمومي بين الورثة و الممنوحين
-
المجتمع التاريخي و السوسيولوجيا الأمريكية
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|