أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سامي ابراهيم غطاس - ثورة شعب .. شبّ على الطوق















المزيد.....

ثورة شعب .. شبّ على الطوق


سامي ابراهيم غطاس

الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 14:56
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


* اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
* بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي

* هل يستوعب الشعب الفلسطيني هذا الدرس كغيره من الشعوب

تساءلنا لعدة سنوات ... هل قرأت الشعوب العربية هذه الابيات من الشعر الثائرة على الظلم ؟.(اذا الشعب يوما أراد الحياة ،فلا بد أن يستجيب القدر ) .أم أنّ هذه الابيات ،مرّت عبر الاثير متجاوزة سماء الدول العربية ، لأن الحكام العرب ،سبقوا اسرائيل في بناء القبة الحديدية، لتمنع الامواج الاثيرية التي تحمل هذه النبرات، المعبّرة عن هذه الكلمات من اختراقها؟ ام ان وزراء التعليم والثقافة في الدول العربية ،حذفوا هذه الكلمات من قاموس التعليم ،ومن كتب الادب والشعر في تلك البلاد ؟لا ،فانني أسأل نفسي، كيف انتقلت هذه الروح الى سيد درويش ليتغنى بحب بلاده ويقول (بلادي بلادي، لك حبي وفؤادي . . .) وكيف توارثت الروح الثورية من جيل الى جيل ،حتى وصلت الى احمد فؤاد نجم ،والشيخ امام ،و الى جيل من الفنانين ،الذين انتقدوا فساد الحكام وفساد السلطة وعفونة الحكم ، في أفلامهم ،والى جيل الشعراء مثل عبد الرحمن يوسف ،الذي نادى باسقاط نظام حسني مبارك قبل سنوات ،لذلك نرى ان الثورة كانت تغلي في عروق هذه الشعوب. تتوارثها اجيالا بعد اجيال وتزداد النقمة على الظلم والظالمين. والحقد على الفساد والفاسدين. والثورة على البطالة والجهل والفقر والمسببين له .

* الشعب يمهل ولا يهمل

مرت سنين طويلة ،منذ القضاء على العروش. الا ان العروش جددت عهدها بتنصيب المقربين والموالين للسلطة ،وانتشرت عادة التوريث من اسد سوريا، الى مبارك مصر، الى قذاف ليبيا، الى صالح اليمن، وغيرهم. كأننا عدنا الى زمان السلاطين والمماليك. ازداد الغضب ،ومرّت السنين تتلوها السنين ،ونحن في انتظار الشرارة التي ستنطلق،لاعلان الثورة على عهد الفساد المستشري، حيث ليس من الطبيعي ان يسكت شعب على هدر حقه، وسرقة خيراته، ودحره الى اسفل درجات التقهقر والتأخر والاندحار. فقد آمنّا دائما ان الشعب يمهل ولا يهمل. وان لصبره على الضيم حدودا ،وانه يتربص لإتيان الفرصة السانحة كي يطيح بظالميه، وانه يتحضّر لأي لحظة ممكن ان يندفع فيها الى امام، ولا شيء يوقفه، الا اعلان النصر.

* هل حان وقت الثورة

يبدو أن الشعوب العربية متفاوتة في التنظيم الحزبي ،أو الانضمام لأحزاب سياسية أو جبهات ،تمتلك قاعدة شعبية عريضة تكون قد حضّرت لمثل هذا اليوم ، ولا هي جاهزة لرسم الطريق المفصل، ووضع الخطوات الملموسة يوما بعد يوم. كما قال لينين في ثورة اكتوبر 1917 ". على الثورة ان تحرز كل يوم نصرا جديدا أكبر مما سبقه" ففي ظرف تونس ومصر وغيرها من هم على الطريق،لنا أمل في أن الشعب القادر على الانتفاضة، فهو قادر ان يولد من يمكن ان يقود هذه المطالب ،ويحمي تلك المكاسب، فان تقوم هذه الثورة العفوية المباركة ،وتبدأ بتلمس طريقها والسير البطيء الى امام، خير من الاستمرار في الاستكانة والاستسلام للظلم والظالمين. لان الانتظار يطول ويطول ،والفرصة التي سنحت ،قد لا تتكرر قريبا. ومع هذا ، فهناك ما يدفع الى الاطمئنان، فهناك جزء من المبادرين للاحتجاجات ،التي تطورت ،من يوم الى يوم الى ثورة شعبية عارمة ،من اكتسب خبرة شعوب اخرى تخطت هذه المراحل،ودرجت على درب الديمقراطية والتطور، ورسمت على علمها مبادئ الثورة الشعبية المرتكزة الى مطامح الشعب ومصالحه ،هذا ما يعطي بصيصا من امل حيث نادى الثائرون بالحرية والديمقراطية وتوفير فرص العمل لملايين الشباب والحفاظ على كرامة ابناء الوطن والتي جابت كل مدن ومحافظات تونس تنشد " اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" فعلى هذا الاساس فلا بد ان يرحل كل من مارس الظلم ، وجثم على صدر هذا الشعب كل هذه السنين . وما أن حققت ثورة تونس مطلبها الأول ،برحيل بن علي حتى قام ثوار مصر ،مستلهمين ومستوعبين الدرس ،فقامت المظاهرات والحناجر تهتف " بلادي بلادي، لك حبي وفؤادي..... " ورفعت بكل فخر واعتزاز العديد من المطالب السياسية والاجتماعية، والحياتية، الى جانب صور زعيم مصر والعروبة والقوى المتحضّرة ،"جمال عبد الناصر". كأنها تريد ان تلفت انظار الفئة الظالمة ، خلال فترة حكمها ،محاولة تغييب نظام عبد الناصر الذي اسقط الملكية . واليوم تهدف ثورة الشباب ، الى اسقاط نظام التوريث ،الذي أعاد الى أذهان الشعب عهد الملوكية . عندما انطلقت المظاهرات تجوب شوارع مدن ومحافظات تونس ،وفيما بعد مصر ارتفعت شعارات كنا نقرؤها حسبما تظهر على شاشة التلفزيون ، وكما ينقلها المراسلون ، فهي تدعو الى ايجاد فرص عمل للاجيال الشابة والخرّيجين الذين يجوبون البلاد بحثا عن عمل ، ومنهم من يضطر الى مغادرة بلاده ، لأن الابواب قد اغلقت تماما في وجوههم ولن يجدوا ضالتهم في بلدهم . كما دعوا الى رفع أجور العمال والموظفين التي لا تسد الرمق ، والتي تساوي العدم ، وتقودهم من فقر الى فقر ومن جوع الى جوع ، في الوقت الذي يسرق فيه الحاكمون مال هذا الشعب ، وخيرات هذا البلد .وليس صدفة ان عائلة ومقربي زين العابدين بن علي ملكت مليارات الدولارات التي خزّنتها في بنوك اوروبا وكذلك عائلة مبارك وزلم السلطة الحاكمة ، من وزراء ورجال أعمال مقربين الى الوزراء. هذه ليست ادعاءات الثوار ، وانما حقائق اثبتتها الاوراق الرسمية وبيانات من البنوك والدول التي اودعت بها هذه الملايين من المليارات الى جانب الاراضي والمشاغل والعقارات.
كما دعت الى ضمان الحق الديمقراطي في الانتخاب، والامتناع عن التزوير في الانتخابات كما حدث مؤخرا في مصر. وهذا الحدث هو الذي عجّل على اندلاع الثورة. ومن ضمن الحق الديمقراطي، حرية الرأي والتعبير . وحرية الانضواء تحت راية احزاب سياسية غير مكبلة بقيود الحزب الحاكم وسلطته وهيمنته وبطشه ، كما دعوا الى القضاء على الفساد الذي انتشر في كل بقعة وزاوية، واسترداد اموال الشعب المنهوبة ، من زلم الحكم السابق الذي فرض حياة " الشحدة والرشوة على المجتمع باكمله" والاهم والمهم ، قضت نهائيا على رغبة كل حاكم في العالم العربي الذي كان يحلم بتوريث ولي عهد له، وتحضير ابنه ليتسلم العرش بعد عمر طويل".

* دروس وعبر

من اجل أن تنجح الثورة ، يجب اعداد جداول زمنية مدروسة بدقة ،على الشعب أن يستوعبها وينتهجها . ومن اجل ان يستوعبها الشعب ، على الثورة اعداد هؤلاء الناس .أى بما معناه خلق الانسان العربي الجديد ، الثائر والمكافح المثابر، المعطاء ،الناشط الصاحي لما يدور حوله .كل ذلك يأتي أثناء العمل وبناء النظام الجديد .كلنا أمل أن ينجح شباب الثورة في هذه المهمة ، كما استطاع ان يمزج بين الشعارات الثورية، والمسار السلمي الهادئ ، وحتى عندما اعتدى رجال الامن المدججون بالسلاح عليهم، حافظواعلى رباطة جأشهم في شوارع القاهرة. غير أن رجال الامن ،كشفوا عن نفس وضيعة وخاصة عندما كانوا يجرون المتظاهرين على الارض وزاد من الوحشية البريرية عندما ما ركض رجل الامن وراء شاب يجره آخرون على طول الشارع ، وركله برجله كأنه حقق انتصارا، الى جانب المنظر المؤلم عندما دخلت جيوش جمال مبارك من خيالة وهجّانة ، يحملون العصي والسكاكين ، لارهاب المتظاهرين ، الا انهم ازدادوا ثباتا وحكمة. وعلى الفور شكلوا لجانا لحماية المتظاهرين من ناحية ، والبيوت من ناحية ثانية وللاملاك العامة من ناحية ثالثة ، خوفا من عصابات النهب والسلب التي تظهر في مثل هذه الحالات. هذه المجموعات التي تعيش كالعلق في المجتمع تنتهز كل فرصة لأنها لا تعيش الا على امتصاص دماء الآخرين . وكذلك ضد الجماعات التخريبية المنظمة التي دفعها الى الساحة جمال مبارك واحمد عز، المسؤولان عن الحزب الحاكم ، ظنًّا منهما بانهما يستطيعان اجهاض الثورة . فعملت قيادة الثورة ، على الحفاظ على أمن الناس ووحدة المجتمع التي تقود الى وحدة الشعب المتواجد في الساحات جنبا الى جنب، شبابا وصبايا رجالا ونساء. في وحدة ثورية خلاقة غلابة وترفعوا عن كل خلاف آني فئوي ، كما انه رافق مسيرة الثورة ،الاعلان في ساحات المظاهرات عن تشكل احزاب جديدة مما يدل على عدم اختمار الزخم السياسي في مصر. فعلى الرغم من سلبية هذا الامر ، الا انه من الممكن ان يكون مؤشرا ايجابيا. حيث من الممكن ان تختلف الآراء وسبل التفكير في انتهاج الطرق المختلفة الى تحقيق الهدف الواحد. شرط ان يكون هذا الاختلاف تحت سقف واحد، حيث نتعلم كيف يحترم الواحد منا رأي الآخر. ونتعلم كيف نتحاور على اساس سماع الرأي واسماع الرد. ونتعلم كيف نستنفد ، وسائل الايضاح والتنوير ونحتكم في نهاية المطاف الى قواعد الديمقراطية الحقة. وان نضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل المصالح . فهذا الدرس الاول والاخير الذي على القيادات قبل غيرهم أن يتعلموه . وفي هذا الأطار يجب على الشعب الفلسطيني ، الرازح تحت أعتى احتلال ، والذي عليه ان يتعامل مع اخبث رجالات السياسة. عليه ان يتخلص قبل فوات الآوان من التعصب المبني على مصالح فئوية وحزبية ضيقة لدى فتح الثورة وحماس المقاومة. هذا الخلاف الذي من الممكن ان يضيع مكاسب الشعب الفلسطيني ويخسر في نهاية المطاف قضيته العادلة. فعلى الشعب الفلسطيني، ان يختار الطريق الثالث ويضع القيادة الفلسطينية امام خيارين . اما ان تتراجع عن الذاتية والمصالح الفئوية والحزبية لكل فريق وتلتفت الى مصالح الشعب العليا. في تحقيق انهاء الاحتلال، واحقاق الحلم الفلسطيني بدولته المستقلة. والا فعلى الشعب الفلسطيني ان يفرض قيادة ملتزمة بالثوابت الاساسية ، هذه القيادة المتواجدة يوميا في الشارع الفلسطيني ، والتي تتمثل بتحالف المستقلّين وحزب الشعب واليسار من الفئات الاخرى والحركات الشعبية الاخرى والغيورين من احزاب السلطتين التي لم يلوثها فساد الحكم ولا اغراءاته. فعلى القادة المخلصين الذين اعلنوا اكثر من مرة عدم رضاهم من الوضع القائم التحرك بسرعة لأقامة جبهة شعبية ثورية تقدمية تقود الشارع الفلسطيني الى الطريق السليم ، لانهاء الانقسام الذي اضعف الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية ، وادى الى تمادي حكام اسرائيل في عدم احترام رغبة ، وارادة الشعب الفلسطيني والتعامل معه باستخفاف واستهتار ، وتوسيع رقعة اعتداءاته على حقوق ومصالح الفلسطينيين . ان توحيد الصف الفلسطيني ، يرفع من شأنه في المحافل الدولية ، ويؤدي الى اتخاذ خطوات متسارعة في طريق حل القضية الفلسطينية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واستيفاء شروط اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.



#سامي_ابراهيم_غطاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سامي ابراهيم غطاس - ثورة شعب .. شبّ على الطوق