أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حوار بالأفكار وآخر بالحجارة














المزيد.....

حوار بالأفكار وآخر بالحجارة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار بالأفكار وآخر بالحجارة

طلب مني صديق أن أكتب عن الشريط المصور الذي ارسله لي والخاص بشيخ أحد الجوامع السورية*, وهو يمارس الرذيلة مع حفيدته !.. نعم مع حفيدته !.
كان واضحا أن الصديق يعاني من صدمة أحسست بشدتها وأنا اتابع كلمات رسالته التي أكد فيها عزمه على أن يغلق حسابه على الفيس بوك, ويقلل قراءاته وينشغل تماما بمهنته لكي يتلافى سماع أخبار كهذه, لكونها بدأت تأكل مما تبقى من رصيد ديني يريد ان يحافظ على بقاياه.
وكالعادة خشيت أن يتم دخول المعلقين على الحادثة دخولا سياسيا,أي أن يجري الربط العضوي ما بين الشيخ ومذهبه بدلا من أن يجري إعتبار الجريمة إثما محصورا بشخص مرتكبه.
وأجزم أن بعضا من مشاكلنا يكمن في حقيقة ان المتحاورين من الدين الواحد لا يدخلون إلى غرفة الحوار متسلحين بالأفكار, وإنما هم يدخلونها مسلحين بالحجارة, ساعين إلى نصر طائفي, لا إلى نصر ديني. وسيجعلهم ذلك يذهبون إلى معالجات تسقط ما هو شخصي على ما هو عام, وإلى تأسيس نظرية إجتماعية عامة من خلال حالة شخصية شاذة, اي الدخول إلى العام من خلال الإستثنائي, وإلى الطبيعي من خلال الشاذ.
وأجزم أيضا أن كثير من هفواتنا أو من ذنوبنا إنما يكمن في توظيف الأخلاقي لما هو سياسي فيكون التحريف مبنيا على نوايا مبيتة تستهدف الكسب الفئوي أو الطائفي على حساب الأخلاقي والوطني.
وفي غرفة الحوار بين شيعي وسني, إذا كان الهدف هو الغلبة الطائفية لا الدينية, سوف لن تفاجئنا كمية الحجارة المتطايرة بدلا من الأفكار المتحاورة, حينما يلجأ أحد المتحاورين وعلى السريع لقذف الآخر بحجر زواج المتعة, بينما يرد عليه الاخر بحجر زواج المسيار, بدلا من أن يتفقوا, من خلال حوار بالأفكار, لا بالأحجار,على مناقشة أية واحدة من تلك الممارستين بمنطق للدين المشترك قبل منطق الغلبة الطائفية.
وفيما يخص الحديث عن قصة ذلك الشيخ, أو عن اية قصة شذوذ وإنحراف أخرى أجد أن علينا أن نبحث بداية, وقبل ان نذهب لتأسيس نظرية إدانة لحالة ثقافية أو دينية أو سياسية عامة, عن ما إذا كانت واقعة الإنحراف التي يتحدث عنها الشريط ذات علاقة بالسلوك الشخصي لذلك لإنسان المنحرف, اي بإستعداداته الأخلاقية حصرا, ام أنها لم تكن لتظهر ما لم تكن حظيت بدعم وتشجيع من الفكر المتطرف أو غير المتطرف الذي يتبناه ذلك الشيخ. اي ما اذا الشذوذ قد تأسس على إنحراف عام أو هو محصور في دائرته الشخصية.
صحيح ان الإقتراب سيختلف في حالة هذا الشيخ عن إقتراب يتناول حكاية شخص عادي لأن حالة الشخص الأول تتجاوز كونها ذاتية فحسب, كما هي في الحالة الثانية, إلى كونها سلوكا يأكل بحدة من النموذج الذي يفترض ان يقدمه رجل الدين. لكن هل سيكون مسموحا أن تتجاوز سلبية الإقتراب هذه حدودها الشخصية ليكون المذهب هدف رماية وليس الشخص ذاته حتى ولو كان رجل دين.
لعل ذلك هو ما يحدث الآن بين العديد من المتحاورين الذين كأنهم ينتظرون الخطأ الشخصي لكي يؤسسسوا عليه نظرية عامة, فلو كان هذا الشيخ شيعيا لما حرمنا وجود عدد من الجاهلين او المتعصبين على الجهة السنية الذين يؤكدون على أن ذلك الشخص لم يكن ليمارس جريمته لولا أنه بن متعة, اما على الجانب الشيعي فالقضية بكل بساطة ستؤكد على أن الشيخ المنحرف هو بن زواج المسيار, والإنحراف هو في مذهبه, وليس في الشيخ نفسه كفرد بإستعدادات نفسية تهيئه لإقتراف سلوك منحرف مثله مثل اي مختل نفسي آخرغير معرف بهويته الدينية او المذهبية.
ولهذا حذاري من كلام الحق الذي يراد به باطل, وأقصد به هنا إستغلال مشاعرنا الأخلاقية, وذلك لتحقيق إنحيازات غير عادلة تخرج من مستوى الإدانة الأخلاقية الشخصية أو العامة لكي تدخل في مساحة الإدانة الموظفة لأغراض التنابز السياسي.
أن الدخول لدراسة وإدانة حالة لا أخلاقية يجب ان يكون دخولا أخلاقيا, والموقف أن ندين ما أقدم عليه ذاك الشيخ دون أن يأخذنا الترويج السياسي إلى واقعة النيل من مذهبه.
مع التطرف الأمر لا شك مختلف, لأن التطرف هو بحد ذاته حالة مختلة. اي ان الخلل هنا يبدأ عاما, اما السلوك الشخصي فهو إنعكاس للخلل العام نفسه. الحركة التكفيرية مثلا التي تحلل قتل الآخرين وتمارس الإرهاب وجرائم الإبادة ضد جميع الأديان والمذاهب الأخرى هي التي تهيأ البيئة الثقافية العامة للجريمة. وإذ تعتبر الثقافة الإسلامية المتوازنة قتل النفس الواحدة, بدون ذنب, كقتل الناس جميعا, فإن التكفيريين يتجاوزون هذه القاعدة الأخلاقية الأساسية التي شرع لها القرآن حين تحليلهم لقتل الأبرياء بشرعية فتوى التترس. ثم نراهم إضافة لذلك يزينون فعل إرتكاب هذه الجرائم ويشجعون عليها من خلال نشر ثقافة شاذة تقوم على اساس شحذ الغرائز الجنسية.
وفي النهاية ستجد ثقافة الإرهاب نفسها في خانة ليس فيها سوى الجنس والجريمة, فالقتل يصبح هنا الطريقة الأفضل للوصول إلى الجنة التي ستكون حصرا عبارة عن ليالي مجون متواصلة, فيها من الخمور أنهارا, وفيها من الحواري ما يصعب عدهن إلا بطريقة المتتالية الهندسية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* محمد قاسم النصوح احد شيوخ جوامع ريف ادلب الشرقي



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلوكيات مدانة .. في الموقف من النظام وداعش
- عن القاعدة والسنة وعن إيران والشيعة .. حوار هادئ في زمن عاصف
- حوار حول رجل إسمه عبدالجبار شنشل*.
- عامنا الجديد يبدأ في عرصات الهندية*
- في الربيع القادم سوف ألقاك خريفا
- الدبدوب والذبابة والطبيب والإرهاب
- في الحرب ضد الإرهاب
- كأسك يا وطن.. حول المعركة القادمة مع داعش
- يوم بال القرد على جثة وحش ميت
- مانديلا العراقي
- ضبطتك بالجرم المشهود
- طبيب الأسنان الذي غلب الثعلب
- المالكي.. حينما يكون طاقية إخفاء
- ومتى صار الوليد بن طلال ناطقا رسميا بإسم السنة
- بطل المرحلة الجديدة .. ذئب بفراء ثعلب
- الناصر* وقضية التغيير في العراق
- العراق حينما يتحول إلى قدر هريسة
- أين هي عمامة البطاط من عمامة علي
- إذا كان بيتك من زجاج فلا تضرب المالكي بحجر !
- عودة المالكي المفاجئة من واشنطن .. محاولة للقراءة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حوار بالأفكار وآخر بالحجارة