أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - ثورة الدماء السورية ( 2 - 5 )















المزيد.....

ثورة الدماء السورية ( 2 - 5 )


كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 00:35
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كما سبق و اشرنا إن الازمة السورية بدات مثلها مثل بقية الثورات التي ضربت المنطقة العربية و كان ينبغي لها إن تستمر سلمية كما تم الامر في مصر و تونس لكن لكل دولة تركيبتها الخاصة و نموزجها التي تختلف من دولة لدولة ، فعائلة الاسد تحكم سوريا منذ 1970م بدءاً بحافظ الاسد و بشار الاسد الذي ورث السلطة في العام 2000م بعد وفاة والده وهو ما يشير إلى إن السلطة في سوريا اصبحت ملكاً لعائلة الاسد و ربما كان بشار يرغب في توريث الحكم لواحد من افراد العائلة و الامر ليس غريباً بالنظر الى الانظمة الحاكمة في العديد من الدول العربية لذلك لا اظن إن مثل هكذا افكار لم تراود بشار فطالما هي ديدن العديد من الدول العربية ، لكن دائماً ياتي الشعب بما لا يشتهيه عقلية السلطة ، فإذا كان بشار يفكر في التوريث فلا بد إن تلك الاحلام لم تعد تزوره بسبب تلك المتغيرات التي لم تكن في الحسبان و على الرغم من وقوفه القوي والذي لا يتزحزح فإنه يبحث عن مخرج امن للخروج من تلك الازمة ، لكن يظل السؤال الذي يطرح نفسه هل الذي يحدث في سوريا ثورة ؟ الوضع السوري يقبل العديد من التسميات بما فيها الثورة ! لكن لم تعد ثورة شعبية وحدها فالعديد من العناصر الخارجية دخلت في تلك الازمة و لم يعد بالامكان تسميتها بالثورة بل هي حرب اقليمية يدار داخل الاراضي السورية ، و نهاية تلك الحرب سيحدد شكل المنطقة و مستقبلها و تركيبتها .
على الرغم إن العديد من الدول التي تساهم في الازمة السورية يسبق مؤتمراتهم الصحفية دوماً الوضع الانساني للاجئين السوريين إلا إن كل تلك الدول لا يوجد احد يهتم بوضع نهاية للحرب حتى يعود المواطن السوري لمنزله الذي هجره قسراً ليبحث عن الامان لدى دول الجوار بينما تلك الدول تستمر في التزمر على الضغوط التي تواجهها ببقاء هولاء اللاجئين في اراضيها ، المعارضة السورية تتحدث إن النظام فقد شرعيته و إنه لا يمثل السوريين و الدولة السورية بينما النظام السوري تنظر للمعارضة المسلحة باعتبارهم مجموعة من الارهابيين لكن في حقيقة الامر لا يوجد من الطرفين من يستحق تمثيل الشعب السوري ، فالاراضي القليلة التي تسيطر عليها المعارضة لا يوجد فيها مواطنين ليمثلهم و في المقابل غادر معظم السوريين اغلب الاراضي السورية بحثاً عن الامان المفقود في كامل الاراضي السورية ، وفقاً لمنظمة الإغاثة الانسانية – اللجنة الدولية للانقاذ إن الشرق الاوسط يواجه كارثة إنسانية كبيرة نتيجة للحرب في سوريا و دعت اللجنة في تقرير لها الى استجابة اكبر في مواجهة هذه الازمة ، واصفة رد الفعل الدولي على الازمة الانسانية بانه غير كاف و تشير الارقام الى ان نحو مليوني شخص شردوا من منازلهم في سوريا و في التقرير الثاني لوكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الاونروا ) الذي صدر في اكتوبر من العام السابق 2013م و الذي يحمل عنوان ( حرب على التنمية ) و بحسب التقرير ، فإن أكثر من ثلث سكان البلاد قد فروا من منازلهم و أحيائهم ، و أكثر من النصف يعيشون في حالة من الفقر و لقد ادى الحرب الى تفاقم معاناة المواطنين حيث ان اكثر من نصف القوة العاملة عاطلين عن العمل فيما فقد اكثر من 2.33 مليون شخص عملهم و فقد الاقتصاد السوري 103.1 مليار دولار منذ بداية الازمة في العام 2011م بينما توقع التقرير انهيار النظام الصحي حيث اصبح 40% من المستشفيات العامة خارج الخدمة و إن 63 % من المستشفيات قد اصيبت بالاضرار ؛ الازمة السورية يمثل تحدي للمجتمع الدولي حول مدى استجابته وتعامله الايجابي مع مختلف الازمات على مستوى العالم ، إن الازمة السورية اليوم تشبه الاجتياح الامريكي للعراق باسباب واهية منها وجود اسلحة كيميائية ثبتت فيما بعد إنها غير موجود وتم تغيير الرواية ليكون الهدف من الغزو هو إزاحة نظام الديكتاتور صدام حسين لكن امريكا لم تستطيع خلق نظام ديمقراطي بل تم تبديل نظام ديكتاتوري ( صدام حسين ) بنظام ديكتاتوري اخر ( نوري المالكي ) ، لكن إختلاف الديكتاتورين هو إن صدام كان مشاكساً بينما المالكي مطيع و هو الجزئية المهمة جداً و لا يهم إنتهاك حقوق الانسان ! و اليوم يعيش العراق اسوأ انواع العنف و الارهاب ، الذين قتلوا منذ مارس 2003م اضعاف الاضعاف الذين قتلهم صدام حسين لكن هذا لا يجعل من نظام صدام الافضل باي حال من الاحوال لكن التدخل الامريكي لم تجلب الاستقرار و الديمقراطية بل زادت الاوضاع السياسية و الامنية سخونة .
المجتمع الدولي يتعامل مع الازمة السورية بإزدواجية عجيبة ، فلقد كان الحكومة السورية اول من تقدمت بطلب للتحقيق حول مزاعمها باستخدام المعارضة السورية للاسلحة الكيميائية في خان العسل إلا إن إجراءات وصول المحققين الدوليين تم ببطء شديد بعد إن طالب المنظمة الدولية بإجراء تفتيش موسع و هو ما رفضته الحكومة السورية ، عندما توصل الحكومة السورية لاتفاق مع المنظمة الدولية و قبل يوم من وصول فريق التحقيق خرج المعارضة السورية باخبار تشير الى استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية و خاصة غاز السارين في الغوطة الشرقية بريف دمشق و معظمية الشام و هو ما نفته دمشق بينما تصاعدت الضغوطات الدولية لدمشق بتوسيع دائرة التحقيق حول استخدام الاسلحة الكيميائية و استجابت دمشق لتلك الضغوط إلا آن التقرير الذي صدر حول استخدام الاسلحة الكيميائية لم يشير لاي احد من الطرفين من اطراف الازمة وعلى الرغم من إن المعارضة السورية إستطاعت إن تحصل على قبول دمشق بالتحقيق الموسع بالاضافة الى لفت نظر المجتمع الدولي لاستخدام دمشق للاسلحة الكيميائية بغض النظر عن المستخدم الحقيقي لتلك الاسلحة بالاضافة الى إن المعارضة و الاطراف الفاعلة التي تقف خلفها كانت تهدف إن يتدخل واشنطن بعد تلك التقارير حيث سبق لادارة اوباما إن اكدت إنها ستتدخل لو استخدام السوري الاسلحة الكيميائية لكن يبدوا إن املهم غاب من الموقف الامريكي الذي كانت اقل من ما توقعوا و هو مازاد من إحباط المعارضة السورية .
اعتقد إن الهدف من إثارة مسالة إستخدام الاسلحة الكيميائية كان نقل الازمة من صراع بين النظام السوري و حلفائه و المعارضة السورية و حلفائه الى مرحلة اخرى و هو تدخل البوليس الدولي في شخصية الولايات المتحدة لكن النظام السوري استفاد من تلك المسالة في صالحها ، فالتحزيرات الامريكية كانت تتكرر دوماً بعدم استخدام الاسلحة الكيميائية لذلك قدمت روسيا و سوريا مبادرة للتخلص من الاسلحة الكيميائية السورية و هو ما انقذ إدارة الرئيس باراك اوباما من التدخل العسكري في سوريا الغير معروف عواقبه و بموجب المبادرة الروسية فاز منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بجائزة نوبل للسلام للعام 2013م لكن من يستحق تلك الجائزة فعلاً ؟ اعتقد إن بوتين يستحق تلك الجائزة عن جدارة لولا تسييس تلك الجائزة فالرئيس اوباما حصل على تلك الجائزة بعد إن امضى في منصبه اقل من تسعة اشهر و لم يكن قد قدم شيئاً يذكر وهو ما يثير العديد من الاسئلة حول مدى مصداقية القائمين على امر الجائزة ؟ فكيف يحصل اوباما على الجائزة دون إن يقدم شيئاً للعالم ما عدا وعود جوفاء ؟ كنت اتوقع إن يتم منح الجائزة الى الرئيسين بوتين و اوباما إن لم يكن بوتين لوحده فالاول انقذ العالم من حرب كانت وشيكة على سوريا كان سيخلف المزيد من الضحايا و ماساة لن يُنسى كتلك التي سببها الولايات المتحدة دوماً في كل منطقة يدخلها لكن تردد الرئيس اوباما ادى لنجاح مبادرة بوتين إذن كيف تم منح منظمة حظر الاسلحة لكن ليس المهم من يحصل على النوبل لكن المهم هو إن الحرب تم تفاديها باعجوبة و لقد قامت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بمهمتها و اكدت إن الحكومة السورية إلتزمت بوعودها التي تقدمت بها و رحبت واشنطن بالتعاون السوري .

نواصل
كاتب و محلل سياسي مهتم بشؤون الشرق الاوسط



#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الدماء السورية
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 7-10 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 8-10 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 6-10 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 5-10 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 4-10 )
- إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي (2-2 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 3-10 )
- الحركة الشعبية .. الانهيار و المستقبل ( 2-10 )
- الحركة الشعبية الانهيار و المستقبل ( 1-10 )
- بروق الحنين و ايات شيطانية
- القمة الافريقية العربية الثالثة بالكويت
- إنتصر الوطن و ليس منطقة ابيي ( 1 - 2 )
- فشل الوساطة الافريقية في قضية ابيي
- ابيي ما بين التطلعات القومية والمصالح الانية ( 2-2 )
- ابرز مخرجات قمة كير و البشير
- قمة كير و البشير .. النفط و مواضيع اخرى و قضية ابيي
- جدل الانقلاب و الثورة في مصر
- رفع سقف الدين او ازمة مالية عالمية
- ازمة الموازنة الامريكية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - ثورة الدماء السورية ( 2 - 5 )