أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سمير سلوم - سنا من شعاع قبل الفجر شرف البطولة وسرور الأكتشاف














المزيد.....

سنا من شعاع قبل الفجر شرف البطولة وسرور الأكتشاف


سمير سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1235 - 2005 / 6 / 21 - 11:30
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عندما كنت طفلا كانت عجائز النسوة في قريتنا تحكي لنا حكايا الابطال الغابرين فتزدحم مخيلتي بصور شتى ومشاعري بأحاسيس عديدة شوقآ لتلك الحقبة التي لا أرى لها شبيهآ على أرض الواقع 0 وعندما تفرج عني مخيلتي على بيادر الحصاد بين مدرجات الصخور وتحت شمس الواقع اللاهبة أقول هذا كان في الزمن القديم وإن بقي الحنين يشدني بقيد مبهم 0

وعندما كبرت أخذت الصحف تصفع عيني بعناوينها العريضة والاذاعات تلسع أذني بخطبها الحماسية والاغاني الثورية لتمجيد شخص بهلواني راض الناس أو ارتضوا أن يكونوا ذئابآ وكلابآ نابحة ومستشرسة كلما أراد لها معاويتها ذلك لأنهم لايستطيعون العيش بدون أبطال 0

وعندما بدأ وعيي بالتفتح بدأ ذوبان الأبطال من مخيلتي 0 كانت مياههم تجري في عروقي مزيجآ من الكراهية والحسرة ‘ كراهية لجهل الانسان البسيط الذي جعله جهله مطية طيِعة لذلك البطل الماكر 0 وحسرة تتساءل متى سيفتح الانسان عينيه ليرى الابعاد كما هي والالوان كما هي والاسماء كما هي 0 وعندما تتركني أحلامي أرجع الى دفء كهفي المشعشع تحدثني خبرتي: كن طويل البال فالانسان نومه ثقيل وما عليك الا الانتظار فربما صادفت شهابا أو أولع أحدهم عودآ ثقابآ 0

وبعد أن تجاوزت الخمسين لاح ضياء شمعة فراحت أفواه من هنا وهناك تنفخ بها بعضهم يريدها فاتحة نار قوية تدفء وتنير وبعضهم يريد اطفاؤها بعد أن أخفيت قرابة خمسين سنة خوفآ على وحدة الظلام الوطنية 0

على لهب تلك الشمعة رأ يت بطلآ حقيقيآ يقوم من القبر ينفض عنه غبار الاقبية التي أحتجز بها باحث تذوق خمرة الصدق فأدمنها ‘ فراح يجوب الامكنة شرقآ وغربآ سائلأ هذا ومنقباً في ذاك حتى التقى هذا البطل الحقيقي ‘ البطل الذي لم تصنعه الدعاية ولم يحطمه الاعلام ‘ البطل الذي قهر سيرك الجزرة والعصا ‘البطل الذي تمرد على تعصب القرون والقرود وركل كرسي الاستئثار الاستنمار ورآى في الصدق قولآ وعملآ كل مايلزم ليحيا رافع الرأس موفور الكرامة وليترك لورثته بطاقة انتماء الى صف الشرفاء الذين يسكنون القلوب والعقول ولا يلعقون الاحذية لنيل كرسيٍ نخره سوس الرذيلة وجلله عار الظلم 0 بطل ٌ إنسانٌ عاديٌ مجبولٌ من ألم وأمل وعزيمة 0

ألمٌ على ذلك الدرك السفلي الذي إنحدرت إليه أمته عبر مئات السنين 0

وأمل بنهضتها من الرقاد الطويل بعد أن احمرَ أفقها مؤذنآ بإقتراب النهار 0

وعزيمة لا تكل قدت من صخر الارادة لتحقيق ماآمن به 0

كان الضوء يزداد توهجآ والرؤية أكثر وضوحآ وأخذ غبار الظلام ينقشع عن فارسين يمسك أحدهما بيد الآخر بمحبة وأعتزاز[ أحمد السياف وجمال باروت ] تتلاعب على شفاههم إبتسامة النصر الذي لايموت بموت الجسد ؛ فهنا شرف الموقف وهناك سرور الاكتشاف في تناغم يغري الذواقة بتناول وجبة من ذلك الطعام الذي يسمن ويغني من جوع الخواء 0

كانت البطولة والسعادة تقتربان لدرجة أصبحتا بمتناول اليد ‘ فلجمال باروت الشكر على ماقدم ولأحمد السياف نحني الرأس إحترامآ ؛ لأنهما جعلا من البطولة الحقيقية أناس من لحم ودم لها ملامح كملامحنا واسماء كأسمائنا يسكنون مدننا ويتكلمون لغتنا 0

اقتربا منا لدرجة جعلتنا نشعر بقرابتهم لا قرابة تلك الخرافات النخرة 0

فصمود أحمد السياف ولا بطولة عنترة العبسي 0

وصدق أحمد السياف ولادهاء معاوية وصاحبه عمرو بن العاص 0

وثبات أحمد السياف ولا تقلب الاشعث بن قيس 0

وكفاف أحمد السياف ولا بذخ هارون الرشيد و أحمد بن طولون 0

وهزيمة أحمد السياف ولا نصر الحجاج بن يوسف الثقفي 0

النهاية



#سمير_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سمير سلوم - سنا من شعاع قبل الفجر شرف البطولة وسرور الأكتشاف