محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 21:45
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
يقولُ بعضُ الأدباءِ أن النثرَ يتأتى فيه من الفصاحَةِ والبلاغة مالا يتأتى في الشعر ، لأن الشعر يُضَيِّقُ نطاقَ الكلام ، ويمنع القولَ من انتهائه ، ويصده عن تصرفه واتمامه ، وقد استشهدوا على ذلك بفصاحة وبلاغة القرآن الكريم .
لكننا نعلم جميعاً أنَّ معظم براعَةِ العرب في الشعر ، وقد حكى عن المتنبي أنه كان ينظر في المصحف الشريف من آنٍ لآخر ، وهذا دليل على أنه وجد في كلام الله من الفصاحَةِ والبلاغةِ الكثير .
وبالطبع نظم القرآن الكريم يزيد عن كلِّ نظم ، لأنه كلام الله ، لكن من الطريف ومن المضحك أن نجدَ كلاماً لمن حاولَ تقليد َ القرآن الكريم فخرج بكلام مضحك خالٍ من كل بلاغة وذوق ، ودعنا أخى العزيز نذكر أمثلة مما نسبت إلى مسيلمة الكذاب ، فمنها :
1- حدث خلاف وقع بين قوم أتوه من أصحابه ، فقال لهم : " والليل الأطخم ، والذئب الأدلمْ ، والجزع الأزلمْ ، ما انتهكت أسيد من محْرم " ! .
2- وقال أيضا : " والليل الدَّامِس ، والذئبِ الهامِس ، ما قطعت أسيد من رطْب ولا يابس " !
3- وكان يقول : " والشاء وألوانها ، وأعجبها السّود ، وألبانها ، والشاة السوداء ، واللبن الأبيض ، إنه لعجب محض ، وقد حرم المَذق ، فما لكم لا تجتمعون " ! .
4- وكان يقول : " ضِفدَع بنت ضِفدَعَين ، نِقّى ما تنقين ، أعلاك في الماءِ وأسفلك في الطين ، لا الشارب تمنعين ، ولا الماءَ تكدرين ، لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ، ولكن قريشًا قوم يعتدون " !
5- وكان يقول : " والمبديات زرْعًا ، والحاصِداتِ حَصْدًا ، والذاريات قمحًا ، والطاحِناتِ طحْنًا ، والخابزاتِ خبزا ، والثاردات ثَرْدا ، واللاقمات لقْما ، إهالةً وسمْنًا ، لقد فضلتم على أهل الوبر ، وما سبقكم أهلُ المَدَر ، ريفكم فامنعوه ، والمُعْترَّ فآووه ، والباغى فناوئوه ."
6- وقالت سَجَاحُ بنت الحارث بن عقبان ـ وكانت تتنبأ ، اجتمع مُسَيْلمه معهاـ فقالت له : ما أوحى اليك ؟
فقال : " ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى ، أخرج منها نسمة تسعى ، ما بين صفاق وحَشا" !
7- قالت وما بعد ذلك ؟!
قال : أوحى إلىَّ : " إن الله خلق النساءَ أفواجًا ، وجعل الرجالَ لهن أزواجًا ، فنولج فيهن قعْسًا إيلاجًا ، ثم نخرجها إذا شئنا إخراجًا ، فينتجن لنا سِخَالاً نِتاجًا " فقالت : أشهد أنك نبى !!
يقولون أن أبى بكر الصديق رضى الله عنه سألَ أقوامًا قدموا عليه من بني حنيفة ، عما يقول مسيلمة فقالوا بعض ما نقلنا ، فقال أبو بكر: سبحان الله ! ويحكم ، إن هذا الكلام لم يخرج عن ربوبية ، فأين كان يذهب بكم ؟! وبالطبع هذا الكلام لا بلاغة ولا بديع ولا منطق ولا ذوق فيه .
والى الغد ان شاء الله
بقلم/ مـاهر عبد الواحـــــد (نشر بتصرف).
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟