أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - مطلوب راقصة لحفل جنيف2














المزيد.....

مطلوب راقصة لحفل جنيف2


سميح قرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يروى أن حريقاً شب في عش النمل فتجمع الأصدقاء والأعداء حول الحريق. فأما الصرصير فقد لجؤوا إلى إثارة النار وتأجيجها، فأسرعوا يغذونها بالأعشاب الجافة وهذه عادة متبعة عند الصراصير كما هو معروف، أما الغراب، فقد كذب ونافق بأنه طير سلام، وسيساعد في اخماد الحريق على أصدقائه النمل، فكان يحمل في مخالبة العيدان الجافة ويطير ويناور في السماء ثم يرميها على الحريق ظنناً أن الناس لايرون ذلك. وهكذا ظلت النار تشتعل في أعشاش النمل تأكل كل ماجمعته النملات من طعام وتقتلهم أيضاً.
عندما ينظر المرء إلى الحريق الدائر في سوريا، لايرى إلى الصراصير التي تغذيها بالنار وتقتل الشعب، إما الضفادع التي تنقنق، فلاوجود لها وإن حاولت وادعت أنها تحمل في فمها الماء لتطفئ الحريق.
منذ أن اشتعلت الثورة السورية وأوباما يصرح يوما ضد النظام السوري ويوما يتصنع الحياد حتى وصل إلى الكيميائي واعطاءه النظام السوري الطعم، فهدد وحرك بواخر وظن الناس أن هذا التهديد هو بمثابة تأنيب ضميرعلى معاناة الشعب السوري ورصدت محطات التلفزة جميعاً ساعة الصفر الذي اخذت تتمدد وتتقلص حتى رضي نظام الصمود والتصدي بتسليم كل مايملك من الكيميائي الذي دفع ثمنه الشعب السوري من قوته. وعرف الناس كذب كيري بعد أن هدأت عاصفته وانتهى الامر بأن يكفلوا منطقة آمنة للحبيبة المدللة إسرائيل. لكن استمرت البراميل المتفجرة واستمر القتل والتجويع. فكان هذا النوع من القتل مقبول، وهكذا صمت عاصفة التصريحات. فهل عرفتم الهدف من وراء التصريحات العنترية لأوباما ووزير خارجيته. تركوا حلفاء النظام يدعمون مايشاؤون ويقتلون ماارادوا. ماهي الخسارة التي يخسرها الغرب وامريكا من نقص عدد السكان في سوريا وتدميرها وتسويتها على الارض. تأتي أحيانا اشياء بنفسها دون عناء. فقد سقط الاتحاد السوفيتي دون خسارة رصاصة واحدة. وفي المشهد السوري، تتدمر دولة جارة لإسرائيل دون خسارة رصاصة واحدة من اسرائيل. فالاسلحة التي من الواجب أن تستعمل ضدها من واسطة النظام الممانع، يتوجه لصدر الشعب وسلاح حزب الله الذي ادعى المقاومة يتوجه إلى اعداء اسرائيل. ووجدت ايران وروسيا مايشغلها عن المشاكسات. فبعد كل هذه الاسباب، لماذا يرغم اوباما النظام السوري في التخلي عن السلطة.
والان وقد بدأ قطار جنيف2، وتبين أن نظام الممانعة سيستمر في القتل والتهجير والتدمير، دون التزامه بأي معاير انسانية، فهل يجب على الاخرين وقفه. فهو بمفهومهم يدمر وطنه وشعبه وهم لايخسرون شيئا سواء مات من السوريين 200 الف أو مات خمس ملايين. وأنا شخصياً اتشكك في كل نوايا الغرب وامريكا، لأننا نعرف تاريخهم الطويل، فقد ساعدت بريطانيا العرب على الاتراك، لكن بعد أن قسمت الوطن العربي بينها وبين فرنسا. وهنا يجب الاشارة إلى أن سواء ساعدت بريطانيا ام لا، فانهيار الدولة العثمانية كان قد تحقق لأسباب تاريخية. لكن عملت هذه القوى على التفاهم مع بعضها، فأعطت فرنسا لواء اسكندرون لتركيا كما هو معروف لترضيتها كونها تمثل قوة، فلاتستغربوا أن تعطي أمريكا سوريا كلها لإيران في سبيل تخليها عن النووي المهدد لإسرائيل. ولاتستغربوا أن تشيع ايران سوريا عن بكرة ابيها إذا استمر الائتلاف بتصديق الغراب في حل سياسي للمأساة السورية. سيتحول جنيف إلى اوسلوا آخر، تجلس الضحية مع القاتل على تخفيف القتل كما تفعل اسرائيل بعد عشرين سنة من اوسلو. فهي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية ومازالت تبني المستوطنات بثقة كبيرة.
والمضحك أن افتتاح جنيف2 كان مثل افتتاح اوسلو. حفل صحفي وإعلامي، ثم هدأ كل شيء لصالح إسرائيل. وماكان عليهم إلا أن يحضروا راقصة تحي حفل (حنيف2-اوسلو) كي تنبسط الناس وتفرفش كما يقول اخوانا المصريين.
أما الحصار المرعب الذي يفعله نظام الممانعة والتدمير والتجويع، فهذا أمر آخر خارج نطاق هذا الحفل الساهر الذي يحييه بانكي مون عراب السلام في سوريا.
ونهاية القول، أن نظرتي ليست سوداوية، بل واقعية. أما الحل الوحيد فهو في دعم الجيش الحر، لأنه من أتى إلى السلطة بالدبابة والمدفع، لن يرحل إلا بالقوة كما أتى.



#سميح_قرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون الكذب عارياً
- خريف نادي البطاركة
- الديك فوق الشجرة
- للشعوب إرادة وأمزجة
- الأغاني للعبد الجريح الدوماني
- بنطلون البعث: من الجاهز إلى التفصيل
- اجتمعوا مع من لم تتلطخ أيديهم بالدماء
- تعلموا من الجربا قرع الكف
- مجتمع - إذا لم تكن ذئباً..
- الائتلاف وخفي حنين بالانتظار
- ختيار.. لكن يفهم سياسة
- البيت الابيض: من الذئب إلى الخلد
- خبز وزيت كل مين على بيت
- النظام السوري واستيديو بَحْبِشْ
- بلا جنيف2 .. بلا بطيخ
- نكتة سياسية في زمن الكبت
- انقلابات العسكر بين مصر وسوريا
- جنيف 2 .. ام سايكوسبيكو 2
- الغارات الاسرائيلية على سوريا
- خطوط اوباما الحمراء


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - مطلوب راقصة لحفل جنيف2