أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - ضرب الاوتار و فض الابكار













المزيد.....

ضرب الاوتار و فض الابكار


احمد الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 12:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التعبير الوارد في العنوان هو نصوص روايات نقلها قدامى المفسرين عن كبار الصحابة لوصف حالات اهل الجنة و كيف يقضون اوقاتهم ، و ماهو شغلهم الشاغل في الدار الاخرة حيث الخلود الابدي ، سيما ان لفظة الشغل الواردة في الأيه 55 من سورة يس جاءت بمعناها اللغوي المقابل للفراغ ، فأمتلاء الوقت بالعمل او بغيره هو الشغل ، و في معجم الفاظ القران فسر بأنه " شغل عظيم يلهيهم عما سواه " ، اذن اهل الجنة يقومون بعمل عظيم و هذا العمل بالتاكيد ممتع و مله عما سواه { ان اصحاب الجنة في شغل فاكهون } لكن ماهية الشغل مسكوت عنها و غير مصرح بها ، و هنا يزداد فضول الرواة لمعرفة حقيقة الشغل المذكور في الايه ، لان القاعدة تقتضي ان الشغل ينقطع بموت الانسان وهي مقتضيات دنيوية ، فأي شغل هذا الذي يقوم به اهل الجنة ؟ و الجواب عن ابن عباس ، و عبد الله من مسعود كما نقل عنهم الطبري و القرطبي و بقية ائمة التفسير : انه ضرب الاوتار وفض الابكار ، حتى وردت رواية عن ابن عباس ان شغلهم هو سماع الاوتار و هنا اعترض ابن ابي حاتم كما نقل عنه ابن كثير بان هناك غلط من المستمع و انما هو افتضاض الابكار .
لكن ما الذي دعا هؤلاء الاعلام الى نسبة هذه الافعال الى اهل الجنة وهم اناس مقدسون ، الامر الذي يجعل همهم الدائم هو افتضاض البكارى ؟
لعل الروايات الواردة في صفات الحورالعين و كثرة التزاوج منهن من قبل اهل الجنة جعلهم يفسرون الشغل بفض البكارة مع ملاحظة ان البكارة حالة ملازمة لهن كما نقل في الحديث "وهن اتراب ابكار عذارى كلما نكحت صارت عذراء لم يطمثهن انس قبلهم و لا جان " .
كما ان اعداد الزوجات للمؤمن ما مجموعه 4802 امرأة كما هو نص الرواية عن الامام الصادق الواردة في تفسير القمي :" المؤمن يزوج ثمان مائة عذراء و اربعة الاف ثيب و زوجتين من الحور العين ".
و هنا يسأل الروي مستنكرا : جعلت فداك ثمان مائة عذراء !!! يقول الامام : " نعم ما يفترش منهن شيئا الا وجدها كذلك "
فهذا الكم الهائل من الزوجات يجعل اهل الجنة في شغل دائم اذ لا وقت للقيام بعمل اخر .
يبقى السؤال عن ضرورة الخوض في هذه الابحاث وهي ميتافيزقيات غير خاضعة لسلطان الدليل ، و كل ما لدينا هي نصوص دينية حقائق كانت او مجازات يتوقف قبول او رفض محتواها على الاعتقاد بها او جحودها ، اذن ما الفائدة المرجوة من وراء ذلك ، هل لمجرد الاثارة و السخرية و النقد الديني ام ان هناك سر لابد من الوقوف عليه ؟
و الجواب على ذلك يتلخص في نقاط ثلاثة :
1- محاولة قراءة النصوص بواقعية اكثر لرفع الغموض الذي يلفها لئلا يقع الالتباس في فهم المراد الحقيقي من تلك النصوص .
2- روايات ثواب الاعمال و عقابها موضوعة من اجل الحث على فعل الخير و النهي عن الشر ، و هنالك مبالغة في الحث يتبعها مبالغة في الاجر او العقاب ’ فلابد من تمحيص تلك الروايات بحسب موازين الحديث ، فعندما يقال ان من زار مرقد الامام الحسين فله في كل خطوة الف بيت في الجنة هذا يكون دافعا للسواد الاعظم من الناس ان يزوروا المرقد مشيا على الاقدام للحصول على الحصة الاكبر من البيوت في الجنة ، و لا يصبح من العبث اذا ما عرضنا روايات الصدوق مثلا المكثر من تلك الروايات على ميزان الاعتدال في قبول الروايات .
3- و هي النقطة الاهم في كل ما سبق : فأن روايات الحور العين فيها ديناميكية محركة نحو الاستشهاد او الانتحار من اجل الفوز بعدد اكبر من الحور العين ، و المشاهد لمقابلات بعض الانتحاريين ممن قبض عليهم قبل الاقدام على الانتحار يجد انهم يحملون ايمانا راسخا لقنه اياهم خطباء السوء و امراء القتل بأنهم حال تفجيرهم لانفسهم سوف يسقطون بأحضان الحور العين، و كلنا شاهد ذاك الارهابي الاردني العضو في جبهة النصرة الذي سقط بأيدي الجيش السوري لكنه يظن انه بين افراد الجيش الحر فيسترسل في الكلام و يوضح ان اميره اخبره بانه لن يشعر بألم الانفجار و ما ان يفتح جفنيه حتى يشاهد ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لاخطر على بال بشر .
و من المضحك المبكي ان مواقع التواصل الإجتماعي تناقلت صورة لانتحاري أفغاني ينتمي لحركة طالبان حاول تفجير نفسه داخل سوق تجاري وسط مدينة كابل’ و بعد فشل المحاولة و تفتيشه من قبل خبراء المتفجرات عثروا على جسم معدني سميك مصنوع من مادة التيتانيوم مقاوم للانفجارات محيط بقضيبه الذكري. وعندما سأله ضابط التحقيق عن السبب أجاب بأنه يريد الحفاظ على قضيبه معافى عندما يهم بمضاجعة 72 حورية في الجنة.



#احمد_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ العبري : سرقة و اعادة صياغة و تسويق ... قراءة في ملح ...
- ماديبا .. الحب المطلق
- الدستور المصري .. انتكاسة جديدة للدين
- هرمنيوتيك القران و السنة
- حديث المحرم و محرمات الحديث
- العام الهجري الجديد .. و تطبيقات الايفون
- عيد الغدير و حكاية الايام الثلاث
- رحلة ذي القرنين الفضائية
- التداخل النصي بين الكتب السماوية و الاساطير /2
- التداخل النصي بين الكتب السماوية و الاساطير/1
- محمد اركون و المشروع البديل
- الطلاق والخلع : احكام فقهية جائرة
- اشكالية العلاقة الزوجية في شريعة الفقهاء
- تعليقات على العروة الوثقى ...العبادات النيابية و عدالة الله
- المنهج التكفيري عند سيد قطب
- المشروع الاسلامي في مصر ... فشل للنظرية و التطبيق معا


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الكناني - ضرب الاوتار و فض الابكار