سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 09:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لاجل مواجه الفكر الدينى المتطرف
سليم نزال
فكر التطرف و الاقصاء فكر ذرائعى و تلفيقى بامتياز. انه يستغل البؤس العام من الانظمه الفاشله لكى يبرر ثقافه الارهاب و قطع الرؤوس, و لكى يقوموا بغسل عقول الجيل الجديد الناقم على الاوضاع. و ان اردت معرفه نمط تفكير الفاعل عليك ان ترى الفعل ذاته, كما فى الفلسفه اليونانيه القديمه فى العلاقه بين الشكل و المضمون .وضع متفجره فى ميترو لندن و قطع راس جندى بريطانى فى قلب لندن.ووضع متفجرات على سكه حديد فى مدريد و قبل ذلك الارهاب فى امريكا . اضف الى العشرات من هذه الاعمال الارهابيه فى امكنه عديده من العالم .منطقهم فى كل مره ذاته, بريطانيا احتلت بلاد المسلمين و اسبانيا فعت كذا و كذا و امريكا تفعل كذا و كذا .
و ذات الامر ينطبق على البلاد العربيه حيث يقولون ان النظام هنا او هناك قمعى, و كل ذلك لتبرير القتل و العنف .ما تعرضت له شعوب امريكا اللاتينيه من عنف من قبل الانظمه العسكريه هناك يفوق مئات المرات ما تعرضت له الشعوب العربيه .و لم يحصل رد فعل دموى بدائى و قطع روؤوس و لعبه كره القدم بها .و ما فعله الغرب ضد المنطقه العربيه من اضطهاد هو امر بسيط جدا مقارنه بما فعله الغرب فى افريقيا و الهند و الصين و اليابان و امريكا اللاتينيه .
ما الذى يحصل فى بلادنا انه يتم توظيف هذا التاريخ فى توليفه ثقافيه متطرفه لشحن الاجيال الجديده , لاجل جعل الصراع يبدو و كانه صراع ابدى بين المسلمين و الاخرين. و صراع بين هؤلاء المتطرفين مدعى الحقيقه المطلقه , و كل الاخرين المختلفين عنهم, الذين له رؤى دينيه مختلفه سواء من الدين نفسه او الاديان الاخرى. و طبعا اسرائيل هى المستفيد الاكبر من هذا التى تسوق نفسها الان على انها (فيلا فى غابه!) و التى تعمل على تصوير كفاح الشعب الفلسطينى من اجل الحريه كانه جزء من هذا التطرف .و التى بدات تسعى لتجنيد مسيحى فلسطين فى الجيش الاسرائيلى مستفيده من هذه الاجواء .
. هذا الفكر الاقصائى لكل ما هو مختلف عنه , هو نوع من امبرياليه ارهابيه عنصريه تملك وهم الاعتقاد انه وحده من يملك الحقيقه, و كل الاخرين كفارا. بهذا المنطق يصبح الجميع كفارا, مسيحيون كانوا ام زيديون ام شيعه ام علويون ام دروز ام سنه يختلفون عنهم فى التفكير .المحزن انهم نجحوا فى تفريغ الشباب من المشاعر الانسانيه بسبب شحن الكراهيه, بحيث فاقت مشاعر الكراهيه المبرمجه المشاعر الانسانيه الفطريه الموجوده عند البشر . الامر الذى يفسر ان يصلوا الى مستوى ان ياتى انتحارى ليفجر نفسه فى مدرسه اطفال فى باكستنان فقط قبل اسبوعين. و السبب فقط ان هؤلاء الاطفال لهم رؤيا دينيه مختلفه . لذا حان الوقت ان يقف الجميع من قوى علمانيه و ديموقراطيه و دينيه معتدله لمواجهة هذا الفكر الاقصائى المدمر .
فمواجه هذا الفكر باتت ضروره لا غنى عنها, لان تمدده و توسعه يهدد اوطاننا جميعا, و يقودنا الى حروب و صراعات لا تنتهى.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟