|
خريطة المتاهة الكُبرى - في اليهوديه المسيحيه الاسلام - 1 -
سامي المنصوري
الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 02:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خريطة المتاهة الكُبرى - في اليهوديه المسيحيه الاسلام - 1 -
في تصريحات تخيّليّة لشخصياتها
هذه المقالات ليس من تأليفي وانما مقتضبات واقتباسات من بطون الكتب والمقالات والنشرات والابحاث لكتاب آجانب ومستشرقين وعرب منهم المسلم او المسيحي او لا ديني والعلماني بهذه الصوره جمع مقال عام شامل بصوره حياديه ومعتدله لتوضح التاريخ الديني والجغرافي – اذا كنت ديني عقائدي لا تقرأ المقال لانه عكس هواك
1 – ملكي صادق: أنا "ملكي صادق" كبير كهنة "إيل" (الله) في "شاليم" (أور شليم).. وأعرف طقوس عبادته الكنعانية؛ هو الثور المقيم في غرفته الثامنة فوق السموات السبع، هو كهلٌ أشيب، والد "يم" و"عناة" وزوجته "إيلات"، وهو رئيس مجمع اللآلهة.. ولديّ في "شاليم" رقوقاً باللغة المندائية، تروي بعضاً من أساطير "إيل" الثور وأساطير بقيّة الآلهة الكنعانية والرافدية وقصص التكوين والخلق وقصة "هابيل" (هاب إيل) و "قابيل" (قاب إيل) والطوفان.. وقد أتاني "أبرام" (إبراهيم) فعلّمته عن دين إلهي رب السموات "إيل"، فآمن به وعبده واختاره إلهاً له وقدّم لي العشر من ماله.. 2 – أبرام (إبراهيم) : أنا "أبرام" (إبراهيم) الراعي الذي كان بلا نسل.. قابلتُ "ملكي صادق" كبير كهنة "إيل" في "شاليم" (أور شليم)، فآمنتُ بالإله "إيل" وعبدته، وقدّمتُ لكهنته عُشر مالي.. آمنتُ بـ "إيل".. وأقسم أنني أسمع صوته يكلّمني دون أن أراه.. قطعتُ لحم غرلتي لظني بأنها سبب عقمي.. عدتُ وسمعتُ صوت "إيل".. وعدني "إيل" الثور بنسلٍ وبأرضٍ أستقرّ بها شرط أن نقطع لحم غرلتنا، أنا وجميع نسلي.. فبات الختان يميّز نسلي.. رغم أنني لم أسمع من "ملكي صادق" أن "إيل" يفرض الختان على عبيده.. أسميتُ ابني البكر "اسماعيل/إسمعيل" (اسمع إيل) لأنني أسمع "إيل" وهو يسمع لي ويستجيب لدعواتي.. وكدتُ أن أذبح ابني لمجرّد أن "إيل" الثور طلب مني ذلك.. وبتُّ, من كثرة ما شاع عن حواري وكلامي مع "إيل" الثور, أُدعى بـ "خِلّ إيل" أي صديق "إيل" فبات لقبي "الخليل" (خِلّ إيل).. 3 – اسماعيل/إسمعيل (اسمع إيل): أنا "اسماعيل" ابن "ابراهيم" من جاريته "هاجر".. عبدتُ إله أبي "إيل" الثور.. الذي كان أبي يسمع صوته ويكلمه وقد استجاب لدعواته على ما قال.. فأسماني "اسماعيل/إسمعيل" (اسمع إيل).. لكنّ أبي ابراهيم، ورغم حبه لي، طردني وأمي نزولاً عند رغبة زوجته "سارة"، حتى لا أزاحم ابنها "اسحاق" على ميراث أبي.. تم طردي وأمي.. فعطشتُ وجرت أمي كالضائعة بين الصفا والمروة تبحث لي عن ماء.. حتى شربتُ من ماء زمزم.. حافظتُ على عبادة إله أبي ابراهيم، وأورثتُ عبادة "إيل" لنسلي، وختنتُ الذكور منهم على عهد أبي ابراهيم.. 4 – اسحق (اسحاق): أنا "اسحاق" ابن "ابراهيم" من "سارة" (ساراي).. عبدتُ "إيل" الثور إله أبي ابراهيم.. ولدت امرأتي توأماً هما "عيسو" و"يعقوب".. كبرتُ وضعف بصري فخدعني ابني الثاني "يعقوب" فحصل على بركتي وقد ظننتُ أنه "عيسو" البكر.. 5 – عيسو: أنا "عيسو" ابن "اسحاق".. أنا البكر الحقيقيّ.. ولدتُ قبل "يعقوب" أخي التوأم.. لكن أخي خدعني مرتين.. مرّة عندما قايضني وأنا جائع، فبعته بكوريتي مقابل الطعام.. والمرّة الثانية عندما استغلّ غيابي للصيد فأخذ بركة أبي الضعيف البصر، مدعياً أنه أنا.. حقدتُ على أخي "يعقوب" فهرب من وجهي.. أنجبتُ العديد من الأولاد وأورثتهم حقدي على أخي "يعقوب".. وكان "قورح" أكثر أبنائي حقداً على عمه "يعقوب".. حين عاد "يعقوب" وطلب الصلح رقّ قلبي فسامحته.. 6 – يعقوب: أنا "يعقوب" ابن "إسحاق".. الابن الذي وُلدَ لسوء حظه بعد أخيه التوأم "عيسو".. وسُمّيتُ بـ "يعقوب" لأنني كنتُ ممسكاً بعقب "عيسو" عند الولادة.. بقيتُ طوال عمري أحمل في اسمي دليل سوء حظي.. يعقوب.. يعقوب.. التالي للبكر.. التوأم الثاني.. أفلا يحق لي أن استخدم عقلي ودهائي لأكسر نحسي.. فعلتها بدهائي.. قايضتُ أخي "عيسو"، الجائع بعد عودته من الصيد، على بكوريته مقابل الطعام.. وخدعتُ أبي "اسحق" (إسحاق) الضعيف البصر فأخذتُ بركته عوضاً عن "عيسو" وقد ظنني أبي أنني "عيسو".. ثم هربتُ عن وجه أخي.. تزوجتُ وانجبتُ إثنا عشر ابناً.. ثم أصابني الحنين.. فقررتُ العودة إلى مضارب أبي "اسحق" وأخي "عيسو".. وأرسلتُ أمامي كل قطعاني هدية لأخي عسى أن يرق قلبه فيصفح عني.. ولكن، قبل لقائي بأخي، ظهر لي شخصٌ في الليل وصارعني حتى طلوع الفجر.. ولكنّه لم يقدر أن يصرعني، قضربني على حقّ فخذي (خصيتيّ).. وطلب أن أتركه لأنه قد طلع الفجر.. لكنني لم أطلقه.. أظن أنّه "إيل".. طلبتُ منه أن يباركني حتى أُطلقه.. ففعل وأطلق عليّ لقب "إسرا إيل".. بعدها اجتمعتُ بأخي "عيسو" وصفح عني.. 7 – قورح ابن عيسو: أنا "قورح" ابن "عيسو".. "عيسو" المخدوع.. وأنا وارث الحقد.. أقسم أن أنتقم من عمي "يعقوب".. حين قرر "يعقوب" العودة إلى مضاربنا، وأرسل أمامه كل قطعانه هدية لأبي "عيسو"، شعرتُ بأنّ قلب أبي بات رقيقاً وأوشك على الغفران والصفح، فانطلقتُ لمواجهة عمي "يعقوب" في عتمة الليل.. صارعته حتى طلوع الفجر.. لكنني لم أقدر أن أصرعه، فضربته على حقّ فخذه (خصيتيه).. وحين اقترب بزوغ الفجر قررتُ الهروب حتى لا يتعرّف على وجهي فيعرف أنني أنا "قورح" من صارعه، لاسيما أنه سيصل في اليوم التالي إلى مضاربنا.. لكن عمي "يعقوب" لم يتركني.. بل وطلب مني أن أباركه!!!.. أظن بأنه قد خرف ويعتقد بأنني "إيل" متجسداً.. لقد سلب "إيل" عقله.. لم لا.. باركته حتى يطلقني قبل طلوع الفجر.. وأسميته "إسرا إيل" (المسلوب بإيل).. ثم عدتُ إلى مضاربنا، وشاهدتُ بأمّ عيني عناق "عيسو" أبي لـ "يعقوب" عمي وقد تصالحا.. حقاً أنتَ قدّيس يا أبي "عيسو".. كان يجب أن تُسمى بـ "عيسو مار".. ولكن.. تباً.. لن يموت الحقد في قلبي.. وسأورثّه لابني "إيثامار" (عيسى/عيسو مار).. وسأعلّمه كيف ينتقم من أولاد "يعقوب" وأحفاده من جيل إلى جيل.. فكما ظنّ عمي "يعقوب" أنني "إيل" متجسداً.. فليخدعنّ أولادي وأحفادي أولاد "يعقوب" وأحفاده، عسى أن يصبح أحد أحفادي "رباً" و إلهاً لأولاد وأحفاد "يعقوب" (إسرا إيل).. 8 – بنيامين: أنا "بنيامين" ابن "يعقوب" (إسرائيل) الأصغر.. أحبُّ أولاده الاثنا عشر إلى قلبه، خصوصاً بعد غياب ابنه الحبيب "يوسف".. التقيتُ بأخي يوسف وقد أصبح ذا شأن في أرض مصر (مصرايم).. فرحلنا أنا وإخوتي وأبي إلى مصر (مصرايم) وأقمنا في أرض جاسان.. أصبحتُ كاهناً لـ "إيل" الثور هناك، وباتت الكهانة محصورة في نسلي.. وذلك بطلب من أبي "يعقوب"، إذ أنه كان يفضلني على جميع أخوتي، رغم أنه كان يحب يوسف أيضاً، ولكنّ يوسف كان قد تزوّج من مصرية هي "أسنات" بنت "فوطي فارع" كاهن "أون"، فخشي "يعقوب" ألا يُحسن أبناء المصريّة طقوس عبادة "إيل" الثور وقد نشأوا وكبروا في مصر.. فباتت الكهانة من نصيبي ومن نصيب أولادي.. 9 – إيثامار ابن قورح: أنا "إيثامار" ابن "قورح" ابن "عيسو".. أسماني أبي على اسم جدي الذي كان يُجلّه ويُقدّسه.. فكان اسمي "عيسى مار" (عيسو مار).. وحمّلني أبي حقد أبيه تجاه "يعقوب" ونسله.. أنا أعلم من أبي "قورح" أن "يعقوب" يظنّ أن "إيل" يمكن أن يتجسّد ويصارع ويتكلّم وجهاً لوجه مع البشر.. فقررتُ الذهاب إلى "شاليم" (أور شاليم) مقرّ عبادة وكهانة "إيل"، لكي أعرف المزيد عن هذا الإله "إيل" الذي عبده جدي الأكبر إبراهيم.. وصلتُ إلى "شاليم" والتحقتُ بكهنتها.. وتقدّمتُ في الكهانة.. وأسميتُ ابني "العازار" (إيل عازار).. الذي بدوره تقدّم في الكهانة.. وأورثته حقدي على أولاد "يعقوب" كما أورثني إياها أبي عن أبيه "عيسو".. 10 – العازار (إيل عازار) ابن إيثامار: أنا "العازار" (إيل عازار) ابن "إيثامار" (عيسى/عيسو مار).. أصبحتُ كبير كهنة "شاليم" (أور شليم).. تعلّمتُ كل شيء عن "إيل" وباقي الآلهة من الرقوق المندائية الموجودة في "شاليم".. أعرف كل الطقوس الدينيّة من الرشامة (الوضوء) إلى الصباغة (العماد).. كما وأعرف جميع أساطير الآلهة الكنعانية والرافدية وقصص التكوين والخلق والطوفان.. أنجبتُ في "شاليم" ابني "يهوه" وأورثته حقدي على أبناء "يعقوب" كما أورثني إياه أبي وأجدادي.. وقد كان "زكريا" الذي من نسل "بنيامين" ابن "يعقوب" يستشيرني في زيارته لـ "شاليم" لكونه كاهن "إيل" بين شعب "إسرائيل"، فأعطيه المشورة لأنني كبير كهنة "إيل" في "شاليم" (أور شليم).. وساهمتُ بالتغطية على فعلة ابني "يهوه" بزوجة "زكريا".. حين بات الانتقام من نسل "يعقوب" قيد التنفيذ.. 11 – يهوه: أنا "يهوه" أو "أهيه" ابن العازار كبير كهنة "شاليم" (أور شليم).. تجمّعت بين يديّ جميع عناصر الانتقام.. حقد موروث عبر الأجيال، معرفة بجهل أبناء "يعقوب" عن حقيقة "إيل" وظنهم بأنه يمكن أن يتجسّد كبشريّ، منصب أبي "العازار" (إيل عازار) ككبير كهنة "شاليم" وسلطته حتى على أحفاد "بنيامين" ابن "يعقوب" ومنهم "زكريا" كاهن "إيل" بين شعب "إسرائيل".. وأيضاً فوق كل ما سبق، أنا أعرف كل شيء عن الرقوق المندائية وطقوس وعبادات الآلهة ومنها "إيل" رئيس المجمع.. بدأتُ الانتقام بأن أقمتُ بين شعب "إسرائيل" في أرض مصر.. في بيتٍ منعزل (المندي).. وأطلقتُ انتقامي ووجّهته نحو "زكريا" كاهن "إيل" لدى شعب "إسرائيل".. كانت نقطة ضعفه أنه لم ينجب نسلاً بعد.. وقد تقدّم في العمر.. أما امرأته "أنشبي" فلم تكن عاقراً.. فضاجعتها على أنني "إيل" المتجسّد.. فأنجبت مني ابناً ذكراً.. أسميتُه "يحيى" (يهيا) على اسمي "يهوه".. وأخذتُ المولود وأنشأته في "شاليم" تحت رعاية أبي "العازار"، وعلّمته أنا وأبي كل شيئ عن الرقوق المندائية والطقوس المتبعة في "شاليم".. كما وضاجعتُ "مريم" (مرياي) ابنة عمرام (عمران) وهي الفتاة المراهقة المنذورة لخدمة الهيكل والتي يكفلها "زكريا"، وقد خدعتُها بأن قُلتُ لها بأنني "جبرائيل" (جبرا إيل) رسول "إيل" لأهبها مولوداً من عند "إيل".. فأنجبتُ منها ابناً ذكراً.. أسميته "عيسى" (إشو) على اسم جدي الأكبر "عيسو" حامل الحقد.. وكذلك ضاجعتُ "اليشابع" زوجة هارون أخو مريم.. فأنجبتُ منها ذكرين من صلبي، وقد كان لها ذكرين من صلب هارون، فأسميتُ الذكرين اللذين من صلبي، "العازار" على اسم أبي، و"إيثامار" (عيسى/عيسو مار) على اسم جدي، كما وضاجعتُ أم "اليشابع" وأنجبتُ منها ذكراً أسميتُه "قورح" على اسم أحد أجدادي.. وبعد حوالي عشرون سنة قررتُ أن أُخرج شعب "إسرائيل" من أرض مصر (مصرايم) حتى أنصّب نفسي ملكاً ورباً في وسطهم.. فاخترتُ موسى أخو هارون ومريم ليقوم بالمهمة.. فخدعته كما خدعتُ الآخرين.. فظن أني إله متجسّد أظهر له وأكلّمه وهو الذي كان يرعى غنم حميه "يثرون" الملقّب بـ "رعوئيل" (رعو إيل) كاهن "إيل" في مديان.. فطلبتُ من موسى العودة إلى أرض مصر (مصرايم) لإخراج شعب إسرائيل.. وفي طريقه إلى أرض مصر قابلته وأردتُ قتل ابنه جرشوم بحجة أنه غير مختون على عهد ابراهيم.. ولكن طلبي لقتله كان في الحقيقة حتى لا يرث أبيه موسى في النبوة لي وحتى لا يطالب بحقه في الكهانة والسلطة بعد أبيه.. لكن "صفورة" زوجة موسى سارعت فقطعت غرلة ابنها جرشوم بصوّانة، ثم قايضتني على حياة ابنها بأن أضاجعها.. فقبلتُ.. وقلتُ لها إن أنجبت مني ذكراً فلتسميه "اليعازر" على اسم أبي.. طلقها موسى وأعادها إلى بيت أبيها "رعوئيل".. أخرجتُ شعب إسرائيل من أرض مصر (مصرايم) بمساعدة هارون وموسى.. وأوهمتهم بأنهم عبروا بحر سوف، وهو بحر سماوي تعبره النفس.. ووصل شعب إسرائيل إلى قرب "شاليم" فأقاموا هناك وأنا ملك وربٌّ إلهٌ بينهم.. ثم جاء "يحيى" (يهيا) إلى مكان إقامتنا، فهرعت إليه "أنشبي" أمه ولاقته.. فطلقها "زكريا"، مصرّاً أن "يحيى" ليس من صلبه.. فقطع بذلك كل أملٍ له ولـ "يحيى" بالكهانة.. فغابت الكهانة عن نسل "بنيامين" إلى الأبد.. أنزلتُ على موسى وهارون توراتي التي استقيتها من الرقوق المندائية في "شاليم" بعد أن أضفتُ عليها ما جعلني إلهاً في وسط شعب إسرائيل.. ولكن حين كنتُ على جبل سيناء (طور سنين) أُنزل الوصايا والشرائع على موسى، علمتُ بأنّ شعب إسرائيل قد صنعوا تمثالاً من الذهب على شكل ثور ليعبدوا "إيل" الثور.. فحنقتُ عليهم وعاقبتهم ومنعتهم عن عبادة "إيل" الثور.. فأنا "يهوه" إلههم الوحيد لا شريك لي.. ولكن سمحتُ بإرسال تيسٍ تقدمة لـ "عزازيل" (عزاز إيل) بالإضافة إلى التيس المقدم لي.. أقمتُ في وسط شعب إسرائيل في خيمة مخصصة لي مع خدم لخدمتي.. أمرتُ بمسح أولاد هارون بالدهن ليكهنوا لي وقتلتُ ولديه اللذين من صُلبه "ناداب" و"أبيهو" وأبقيتُ على من هم من صلبي "العازار" و"إيثامار"، كما ومُسح "عيسى" ابني من مريم لكونه نُسب إلى خاله لغياب أب ظاهر له.. طردتُ البرص والمرضى من المحلّة وشددتُ على تحديد اللحوم المحلل أكلها.. لكن "عيسى" عمل على تطهير البرص والمرضى وحلل ما حرّمتُ.. نشب الخلاف بين أولادي المقيمين بين شعب إسرائيل.. خلاف على الأحقيّة في الكهانة وفي خلافة ملكي.. وقف "عيسى" و"قورح" مع جماعتهم في وجه "العازار" و"إيثامار" وجماعتهم.. في حين أن "يحيى" اعتزل الخلاف.. كاد الخلاف أن يفضح المستور ويُسقط عرشي.. فاخترتُ الوقوف إلى جانب "العازار" و"إيثامار" لأن أبيهما الظاهريّ هو هارون.. وفرضتُ على الشعب أن يعطوهم العشر من أموالهم لأنهم كهنة في وسطهم.. وتم اطهاد جماعة "قورح" و"عيسى" وأنصارهما.. فاعتزل "قورح".. وشاع أن "عيسى" هو ابن "إيل" لأن لا أب معروف له، كما وقد شاعت أقاويل تفضح كوني أباه، ما قد يزيد من خطورة كشف الخديعة التي قمتُ بها.. فبات "عيسى" يشكّل تهديداً لملكي.. طلبتُ منه الغياب على وعد بأن يملك في الدهر الآتي لكون الدهر الحالي مخصص لـ "العازار" و"إيثامار".. فأخبر "عيسى" أنصاره بضرورة غيابه وصعوده وأنّه سيعود فيقيم ملكه في الدهر الآتي يوم يقوم من مات منهم ويحاسب هو من اطهدهم.. ثم غاب "عيسى" عنهم.. تشتت بعض أنصار "عيسى" فانضمّ قسم منهم لجماعة "يحيى" مع مريم.. وبقي قسم آخر منعزلين على أمل عودته.. ولما استقرّ الأمر تخلصتُ من هارون وسلّمتُ ابني "العازار" الكهانة.. وبات بذلك انتقامي كاملاً في الجيل الثالث والرابع من حقد "عيسو" على "يعقوب".. انتقمتُ لـ "عيسو" بأن ملكتُ وتألّهتُ وحصرتُ الكهانة في نسلي يحكمون شعب إسرائيل.. 12 – زكريا: أنا "زكريا" كبير كهنة "إيل" في وسط بني "إسرائيل" في أرض مصر (مصرايم).. توارثتُ الكهانة عن آبائي بدءاً بـ "بنيامين" ابن يعقوب.. تواصلتُ مع "العازار" كبير كهنة "إيل" في "شاليم" (أور شاليم) ومنه أخذتُ المشورة.. عمّرتُ ولم أنجب من يخلفني في الكهانة.. وكفلتُ مريم (مرياي) ابنة أختي لتخدم في الهيكل، فحبلت من غير زواج.. كما و حبلت زوجتي "أنشبي" قبل مريم، رغم أنني لم أقترب منها منذ أكثر من عشرون عاماً.. فلم أعترف بالمولود.. تمت الولادة في "شاليم" لكي نخفي الفضيحة، وتركناه هناك تحت رعاية أبيه الحقيقي "يهوه" الذي أسماه على اسمه "يحيى" (يهيا).. عضضتُ على الجرح حتى ظهر "يحيى" عن عمر اثنا وعشرون عاماً.. حين كنا قد خرجنا وشعب إسرائيل من أرض مصر (مصرايم) وأقمنا قرب "شاليم".. هرعت "أنشبي" للقاء ابنها فأعادت فتح الجرح.. فطلقتها.. وحين انتقلت الكهانة إلى "العازار" ابن هارون اللاويّ (من سبط لاوي)، باتت الكهانة التي من نسل "بنيامين" في طي النسيان.. وتركتني "أنشبي" و"مريم" ورحلتا مع "يحيى".. فأقمتُ آخر عمري في وسط شعب إسرائيل ذليلاً مُهاناً ممتنعاً عن الكلام.. 13 – أنشبي: أنا "أنشبي" زوجة "زكريا" كبير كهنة "إيل" في وسط شعب "إسرائيل".. تزوجني زكريا الشيخ (أبا صابا/ الأب الشيخ) وأنا في ريعان شبابي، عسى أن أُنجب له ذكراً يخلفه في الكهانة.. فبتُّ الملقّبة بالشيخة (أليصابات) وأنا اليافعة.. هجرني زوجي مرتين.. مرّة حين بات متقدّماً في العمر ضعيفاً في الجماع، ولم أنجب له مولوداً يخلفه في الكهانة.. فاتهمني بالعقر.. ولم يقترب مني أكثر من عشرون سنة.. والمرة الثانية حين حبلتُ بـ "يحيى" (يهيا) من "يهوه".. فأظهرتُ أني لستُ بعاقر.. لكنّه لم يطلّقني كي يستر الفضيحة.. بل دفعني لآن أنجب ابني "يحيى" بعيداً عن شعب إسرائيل.. فولدته في "شاليم" (أور شاليم).. وأسميته على اسم أبيه "يهوه".. وأخذه أبوه "يهوه" ليربيه ويعلّمه.. وعُدتُ مع زكريا إلى أرض مصر (مصرايم).. وظللتُ معه وخرجنا مع الخارجين من أرض مصر.. وأقمنا قرب "شاليم".. إلى أن طلقني حين هرعتُ لملاقاة ابني "يحيى" الذي عاد لي بعد غياب دام اثنتين وعشرون عاماً.. فهجرتُ زكريا وشعب إسرائيل ورحلتُ مع ابني "يحيى" وجماعته.. 14 – عمرام (عمران): أنا "عمرام" أبو الأنبياء الثلاثة هارون وموسى ومريم.. لم يذلّني سوى ابنتي "مريم" (مرياي) التي كانت تخدم في الهيكل فحبلت من دون زواج.. وإن قالت إن ابنها هو من "جبرائيل" أو هو ابن الرب.. فهل أصدقها؟!.. أذللتني يا ابنتي.. أذللتني.. فتهمة الزنى لن تفارقك حتى مماتك وإن رحلتي بعيداً بعد غياب "عيسى" ابنكِ.. 15 – هارون: أنا "هارون" (هرون) ابن "عمرام" (عمران) من سبط لاوي.. كلمني "يهوه" فأصبحتُ نبياً.. وقد تكلّم "يهوه" أيضاً مع أخوتي موسى ومريم.. وحوّل إلهنا وعبادتنا من "إيل" إلى عبادة له.. أخرجنا من أرض مصر (مصرايم) وأمرنا ببناء خيمة مقدّسة له في وسط شعب إسرائيل.. وأنزل علينا شريعته ووصاياه.. لكن حين صعد إلى الجبل مع أخي موسى وطال غيابهما ظننتُ أنه غادرنا نهائياً.. فصنعتُ ثوراً ذهبياً رمزاً لـ "إيل" وعدنا لعبادته.. عندما عاد موسى و"يهوه" من الجبل حمي غضب "يهوه" لآننا عدنا لعبادة "إيل" الثور فعاقبنا.. ولكن رغم ذلك فقد منحني وأولادي حق الكهانة.. فتم مسحهم بالدهن ومعهم "عيسى" ابن مريم.. ولكنّه قتل ابنيّ الكبيرين "ناداب" و"أبيهو".. حزنتُ عليهما، ولكن ظل "العازار" و"إيثامار" ابنيّ الآخرين أحياء ولهم ونسلهم حق الكهانة.. "يهوه" من اختار اسميهما وهو من حصر الكهانة في نسليهما.. فتمت بذلك مشيئة "يهوه" بأن انتقلت الكهانة من نسل "بنيامين" إلى نسل "العازار" و"إيثامار" ابني من "اليشابع" زوجتي.. وحتى حين طالب "قورح" أخو زوجتي "اليشابع" و"عيسى" ابن مريم أختي بحقهم في الكهانة وقف "يهوه" إلى جانب ولديّ الذين ميّزهما عن جميع بني إسرائيل بما فيهم أنا.. وسرت أقاويل بين الناس بأن "العازار" و"إيثامار" ليسا من صُلبي وإنما هما من صلب "يهوه".. "العازار" (إيل عازار/ عزير) هو ابن الرب "يهوه" وليس ابني!!!.. اهتزّ إيماني وكياني.. وبتُّ كضائعٍ بين نظرات مَن حولي مِن الرامقين.. فطلب مني "يهوه" وموسى أن أُسلّم الكهانة لألعازار.. فرضختُ..
16 – اليشابع: أنا "اليشابع" ابنة "عميناداب" وزوجة "هارون"، ولي منه ولدان "ناداب" و"أبيهو"، ولي أيضاً ولدان من "يهوه" الإله الجديد لشعب "إسرائيل"، هما "العازار" و"إيثامار".. نعم.. وأفخر بأن الإله الجديد لشعب إسرائيل قد ضاجعني وحبلتُ منه.. فولداي أيضاً هما أبناء الرب وليس "عيسى" ابن مريم فقط هو ابن الرب.. وإن لم يعلم بذلك زوجي هارون، فذلك خيرٌ له.. وأعلم أن "يهوه" لم يضاجعني فقط كما ضاجع مريم.. وإنما فقد ضاجع أمي.. فأخي "قورح" هو أيضاً ابن الرب.. فأيّ مجدٍ أكبر من مجدي.. أنا أم ابنيّ الرب وأخت ابنه أيضاً.. هو أبوهم وهو من اختار أسمائهم.. ولو لم يطالب أخي "قورح" بحقه في الكهانة ويتحالف مع "عيسى" ابن مريم ضد ولداي لما قضّ مضجعي شيئ.. ولكن خيراً فعل "يهوه" أن أنتصر لولداي ومَن هادوهما.. وبهذا أكون قد خسرتُ ولدين من هارون قتلهما "يهوه" وخسرتُ أخ نافس ولداي.. ولكنني ربحتُ أن جميع كهنة اليهود القادمين سيكونون قد انبثقوا من رحمي.. بأن بات حقّ الكهانة محصوراً في ولداي "العازار" و"إيثامار" ونسلهما من بعدهما.. فلتفخر يا بنيّ "العازار" بأنّك أيضاً ابن الرب وليس "عيسى" فقط هو ابن الرب.. واعلم أن اسمك هو من اختيار الرب "يهوه".. فأنتَ "العازار" (إيل عازار).. أستغربُ كيف أبقى "يهوه" على لفظ "إيل" في اسمك.. أفليس هو من حرّم عبادة "إيل" الثور.. أظن أن اسمك يجب أن يكون "عازار" (عزير) ابن الرب "يهوه".. 17 – موسى: أنا "موسى" ابن "عمرام" (عمران) من سبط لاوي.. هربتُ من أرض مصر (مصرايم) والتجأتُ إلى "يثرون"، الملقب بـ "رعوئيل" (رعو إيل) كاهن "إيل" في مديان، ورعيتُ قطيعه، وتزوجتُ ابنته "صفورة" فأنجبت ابني الوحيد الذي من صلبي وأسميته "جرشوم".. ظهر لي "يهوه" وكلمني فأصبحتُ نبياً.. وطلب مني أن أُخرج شعب "إسرائيل" من أرض مصر (مصرايم).. لكن وفي طريقي إلى مصر (مصرايم) مع زوجتي وابني "جرشوم" ظهر لنا "يهوه" وأراد قتل ابني الوحيد "جرشوم" لآنه أغلف.. وكان يجب أن أختنه لكونه من نسل ابراهيم.. لكنّ حميّ "رعوئيل" كاهن "إيل" في مديان لم يكن يمارس الختان من ضمن طقوس عبادة "إيل".. سارعت زوجتي "صفورة" فقطعت لحم غرلة "جرشوم" بصوانة، ثم قايضت "يهوه" بشرفها مقابل حياة ابننا "جرشوم".. وقفتُ مكتوف الأيدي.. إلهي ونبوّتي وابني وإخراجي لشعب إسرائيل من أرض مصر مقابل شرف زوجتي "صفورة".. فعلًت فعلتها وضاجعته وبات عريسها، فطلقتها وأرجعتها إلى بيت أبيها "رعوئيل".. تابعتُ طريقي إلى أرض مصر (مصرايم) وأخرجتُ شعب إسرائيل.. وبتُّ نبياً عليهم مع أخي هارون.. ولكن لم أنل شرف الكهانة لكوني بتُّ بلا زوجة ولا نسل، فجرشوم ظل مع أمه، وأما أخيه "اليعازر" الصغير ابن "يهوه" فلم أعترف به ابناً لي.. وباتت الكهانة محصورة في نسل هارون أخي.. نلتُ شرف النبوّة وتلقّي الوصايا والشريعة والتوراة من الرب "يهوه"، وشرف إخراج شعب إسرائيل من أرض مصر.. ولكن دفعتُ مقابل ذلك شرف زوجتي "صفورة" وفقدان الكهانة من نسلي.. وظللتُ على حالي ثقيل الفم واللسان، مجرّد نبيّ بالاسم ودون كهانة.. وحظي أخي هارون، طليق اللسان، بالنبوة والكهانة في نسله.. 18 – صفورة: أنا "صفورة" ابنة "يثرون" الملقب بـ "رعوئيل" (رعو إيل) كاهن "إيل" في "مديان".. تعرّفتُ على موسى في غربته بعد هروبه من أرض مصر (مصرايم).. فتزوجني وأنجبتُ له "جرشوم".. وحين طلب مني موسى الذهاب معه إلى أرض مصر ليخرج شعب "إسرائيل" من هناك، كما طلب منه إلهه، رحلتُ معه ومعنا ابننا "جرشوم".. فظهر لنا إله موسى الجديد المدعو "يهوه" ونحن في الطريق إلى مصر.. وأراد أن يقتل ابني "جرشوم" لأنه ذي غلف!!!.. أيّ بدعة هذه التي ابتدعها أحد أجداد موسى والمدعو "إبراهيم" بأن يقطع ونسله لحم غرلتهم!!!.. فأبي "رعوئيل" كاهن "إيل" في مديان ولا يوجد في طقوس "إيل" هكذا بدعة.. ويدعونها الختان!!!.. أيّ إله هذا الذي اخترته يا موسى؟!.. أفتبدّل "إيل" الثور بإلهٍ قاتلٍ للأطفال!؟!.. وقف موسى مكتوف الأيدي.. أفيقتل ابني "جرشوم"!!!.. تدخّلتُ وختنتُ "جرشوم" بصوانة، وقايضتُ هذا الإله الشرير "يهوه" بشرفي مقابل حياة ابني فوافق!!!.. أيّ إله هذا؟!.. وا موسى.. أتستبدل "إيل" الثور بإله يضاجع زوجتك مقابل حياة ابنك؟!.. ولكن موسى ظل صامتاً ثقيل الفم واللسان كعادته.. فضاجعتُ إلهه الجديد "يهوه".. فهمس "يهوه" في أذني: إن حبلتِ مني بمولود ذكر فسمّه "اليعازر" (إيل عازر).. أيّ إله هذا الذي يسمي ابنه باسمٍ يحوي لفظ "إيل" العظيم!!!.. ضاجعته وأنقذتُ ابني جرشوم من الموت على يد هذا الإله الشرير.. وبعد كل هذا.. صرفني موسى وأعادني إلى أبي "رعوئيل".. وأنجبتُ "أليعازر" (إيل عازر).. وحين اجتمعتُ مرّة ثانية بموسى، بعد خروجه وشعب إسرائيل من أرض مصر (مصرايم)، لم يرضى أن يعترف بـ "اليعازر" ابناً له.. فزاد ذلّي بابنٍ حرام في حضني.. كتمتُ حزني في قلبي وأنا ألعن موسى وإلهه "يهوه" الشرير..
19 – مريم (مرياي): أنا "مريم" (مرياي) ابنة "عمرام" (عمران) وأخت هارون وموسى.. نذرني أبواي لخدمة الهيكل.. فكفلني خالي "زكريا" كبير كهنة "إيل" في أرض مصر (مصرايم).. وظللتُ حبيسة الهيكل.. إلى أن كلّمني الرب.. ووعدني بطفل نبيّ.. وطلب مني أن أذهب إلى "المندي" وهو البيت المبني على طرف مكان إقامة شعب إسرائيل في أرض مصر (مصرايم).. ذهبتُ إلى هناك، فظهر لي رجل قال أنه "جبرائيل" (جبريل – جبرا إيل) رسول من الرب ليهبني مولوداً.. فضاجعني وفضّ بكارتي.. وحين عدتُ إلى هيكل "إيل" الثور في أرض "جاسان" مكان إقامة إسرائيل في أرض مصر، رآني أبي عمرام (عمران)، فأنّبني وأهانني واتهمني بالزنى.. ولما انتشرت فضيحتي وبان الحمل عليّ هربتُ بعيداً عن أرض مصر (مصرايم) وأنجبتُ ابني "عيسى" (عيسو/إشو) الذي أسماه أبوه بهذا الاسم.. علمتُ فيما بعد أن أبا ولدي هو "يهوه" الذي أصبح إله وملك شعب إسرائيل.. وحين أصبح ابني "عيسى" ذو اثنتان وعشرون عاماً خرجنا مع شعب إسرائيل من أرض مصر (مصرايم) وأقمنا قرب "شاليم".. وبتُّ نبيّة كما هارون وموسى أخواي.. فـ "يهوه" يكلمنا و"يهوه" يُرشدنا و"يهوه" يحكم بيننا.. مُسح ابني "عيسى" مع أبناء "هارون" فبات مسيحاً.. وكان يشفي البرص والمرضى.. أولائك المنبوذين خارج المحلّة بأمر من "يهوه".. إبني النبيّ "عيسى" المسيح هو ابن الرب "يهوه".. أيّ فخر لي.. نسي الناس تهمة الزنى.. فما أسعدني.. ولكن حين طالب ابني "عيسى" المسيح بحقّه في الكهانة تغيّر كل شيئ.. انتصر "يهوه" لأبناء هارون، وقُتل قسم من أنصار ابني "عيسى".. وحين عارضتُ "يهوه" ووقفتُ في وجهه، مطالبة بحق ابننا الوحيد، طردني.. بل وبتُّ أحسب كبرصاء منبوذة بين المنبوذين خارج المحلّة.. طيّب ابني "عيسى" المسيح خاطري.. وا ابني الحبيب.. لماذا قررتَ الغياب؟!.. هل طلب منك أبوك "يهوه" ذلك؟.. وا قلبي المفطور على ابني الغائب.. وها قد عاد من هاد "ألعازار" و"إيثامار" من شعب إسرائيل بتذكيري وتعييري بتهمة الزنى.. هجرتُ شعب إسرائيل ورحلتُ مع "أنشبي" المطلّقة وابنها "يحيى" ومن معه وقسم ممن بقي من أنصار ابني "عيسى" المُغيّب.. وبتُّ ومن معي من أنصار (ناصورائيي) ابني "عيسى" المسيح على أمل عودته ليحكم ويكهن ويملك في الدهر الآتي بعد يوم القيامة.. وظللتُ أحلم أن يعود "يهوه" فينصرني ومن معي من ناصورائيي "عيسى" المسيح ابن الرب.. 20 – يحيى (يهيا): أنا "يحيى" (يهيا) ابن اليردنا (الماء الجاري) الذي زرعني في رحم أمي "أنشبي".. ولدتُ وكبرتُ وتعلّمتُ في "شاليم" (أور شليم).. تعلّمتُ طقوس الرشامة (الوضوء) والصباغة (العماد)، وكل قصص الآلهة الأثريين المذكورين في الرقوق المندائية في "شاليم"، منهم آلهة عبدهم الرافديون ومنهم آلهة عبدهم الكنعانيون.. تعلّمتُ وحفظتُ كل ذلك باللغة المندائية تحت رعاية "ألعازار" كبير كهنة "شاليم" و"يهوه" الذي يُدعى "انش اثرا" (الانسان الأثريّ) والذي رباني وعلمني كأنه أبي.. حين بلغتُ إثنان وعشرون عاماً كان "يهوه" قد أخرج بني إسرائيل من أرض مصر (مصرايم)، فأقاموا قرب "شاليم" (أور شليم) فنزلتُ إليهم والتقيتُ بأمي "أنشبي" لآوّل مرّة.. لكن "زكريا"، الذي كان الجميع يقولون أنه أبي، لم يعترف بأنني من صُلبه، وطلّق أمي "أنشبي".. خرجتُ من قرية "شاليم" (المحلة/ مكان إقامة شعب إسرائيل بالقرب من "شاليم") وأقمتُ قرب ضفة نهرٍ جارٍ (يردن) في البريّة، أعمّد (أصبغ) وأشفي المرضى وكل من أراد أن يصطبغ فيطهر، وأُعلّم ما تعلّمته عن الرقوق المندائية في "شاليم".. فأتاني المسيح "عيسى" (إشو) ابن مريم (مرياي) فعمّدته وعلّمته.. وعلمتُ منه بأن "يهوه" الذي رباني وعلّمني قد أصبح إلهاً وملكاً على شعب إسرائيل.. وقد ترك عبادة "إيل" وكل الآلهة المذكورين في الرقوق المندائية في "شاليم" وجعل من نفسه إلهاً ورباً أوحد!!!.. كيف تترك دين أجدادك يا "يهوه"؟!.. أنتَ لم تعد في نظري سوى أدوناي (أدون/سيّد).. لستَ بعد معلمي ولا أبي.. إن نفسك النورانيّة السامية (انش اثرا) قد تركت جسدك الذي بات أدوناي (السيّد).. لستُ على دينك بل إني صابئ به.. وسأعود إلى دين آلهة "شاليم" بعد أن اكتشفتُ حقيقة خداعك وعلمتُ بأن أنصار "عيسى" المسيح ابن مريم (النصارى) قد اطهدوا في وسط شعب إسرائيل الذين باتوا يهوداً.. اطهد اليهود من بقي من النصارى بعد أن غاب "عيسى" المسيح عنهم.. فانضمّ قسم من النصارى إلى من معي من الصابئة فكانوا الناصورائيين بيننا.. وانضمّ لجماعتي أيضاً أمّي "أنشبي" و"مريم" (مرياي) أم "عيسى" (إشو).. فرحلنا بعيداً عن اليهود.. علّمتُ الناصورائيين عن الرقوق المندائيّة فباتوا ضليعين في الديانة وطقوسها وآلهتها الأثيريّة.. وظللتُ، أنا المُقدّر والمبجّل بينهم، أصبغ (أعمّد) عند ضفاف الأنهار الجارية (اليردنا) حتى بلغتُ الرابعة والستون عاماً.. وتركتُ الناصورائيين من بعدي يحفظون طقوس الديانة الصابئيّة المندائيّة ورقوقها.. يتناقلونها بتكتّم وينتظرون عودة المسيح "عيسى" الذي باتوا يتحدّثون عن نفسه على أنها "هيبل زيوا" (حيّ بعل/ أو بعل الحيّ) المذكور في الرقوق المندائيّة باسم "هيبل" (حيّ بعل/ بعل الحيّ).. أما أنا فقررتُ الغياب أيضاً في وسط اليردنا (النهر الجاري) لأعود إليه كما أتيتُ منه.. تاركاً النصوص المندائيّة لمن بعدي.. تلك النصوص التي أعاد الناصورائيين تدوينها على الرقوق وأضافوا عليها قصتي وقصة نفس المسيح "عيسى" (هيبل زيوا)..
21 – عيسى (إشو): أنا "عيسى" ابن "مريم".. نشأتُ دون أبٍ معروفٍ لي.. رمقني الناس على أني ابن زنى.. وقالت لي أمي، عندما كنتُ صغيراً، أني ابن "إيل".. حُسبتُ طوراً من بين أولاد خالي هارون ورُبيتُ معهم.. ودوّنتُ حيناً على سجل خالي موسى الهارب من أرض مصر (مصرايم).. لعبتُ بالطين.. وحلمتُ بأن أخلق منه طيوراً أنفخ فيها من روحي فتطير بعيداً عسى أن تهرب روحي من تهمة ابن الزنى التي تلاحقني.. نعم حلمتُ بخلق الحياة من الطين.. أفلستُ ابن "إيل" القادر على الخلق من الطين؟!!.. حين بلغتُ حوالي الثانية والعشرون من عمري خرجتُ مع الخارجين من أرض مصر (مصرايم).. تحت قيادة خالي موسى العائد.. خرجتُ، مع أمي مريم وخالي هارون وأولاده الأربعة وكل شعب إسرائيل، من أرض مصر (مصرايم).. وأقمنا قرب جبل سيناء (طور سنين).. فيما أسميناه بالمحلّة (حيث نُصبت خيام الخارجين من مصر).. صعد موسى إلى الجبل ليقابل إله جديد غير "إيل" قال أن اسمه "يهوه".. طال غيابه.. فصنع خالي هارون تمثالاً من ذهب لـ "إيل" على شكل ثور ("إيل" الثور) وبدأنا بعبادته وشكره على إخراجنا من أرض مصر (مصرايم).. ولما عاد خالي موسى حمي غضبه وغضب إلهه الجديد "يهوه".. فعاقبنا على عبادة "إيل"، وفرض علينا عبادة "يهوه" الذي أنزل على موسى وصاياه وشريعته وتوراته.. ومسح أبناء هارون بالدهن ليكهنوا له.. فمُسحتُ بينهم.. ولكن "يهوه" قتل ابني هارون الكبيرين وأبقى على "العازار" و"إيثامار".. قدّم هارون وموسى لشعب إسرائيل شريعة "يهوه"، وهي شريعة ظالمة للمرضى والمستضعفين وأبناء الزنى.. فتم طردهم، وكنتُ بينهم خارج المحلة.. هناك التقيتُ بـ "يحيى" (يهيا) الذي كان مقيماً قرب نهرٍ جارٍ (يردنا)، فعمّدني وعلّمني.. وعلمتُ منه كيف أشفي البرص والمرضى وأطهّرهم.. فاجتمع حولي البرص ذوي البشرة البيضاء الذين بتنا ندعوهم بالحواريين.. وعلمتُ من أمي مريم أن "يهوه" هو أبي وليس "إيل".. مما زاد من جرأتي.. فبتُّ أعلّم وأشفي المرضى وأشرّع وأحلل ما حرّم "يهوه" في شريعته التي أنزلها على موسى.. ولم لا؟!.. أفلستُ ابن الإله والرب "يهوه".. له شريعة الأقوياء الظالمة، ولي شريعة المستضعفين والمرضى والجوعى.. حللتُ أكل ما حرّم "يهوه"، فالحواريين من حولي جوعى.. حللتُ لهم أكل الجيف وأكل الطيور الجوارح التي تنزل من السماء على الجيف.. فكانت مائدة لهم من السماء.. وحين سمعتُ بأن "قورح" بات يُطالب بحقه في الكهانة والملك، وقفتُ في صفه.. واجتمع حولي من نصرني من الحواريين فباتوا نصارى.. وطالبنا أنا و"قورح" بحقنا في الكهانة والملك.. فكلانا على ما يبدو أبناء "يهوه".. لكن اطهاد أصابنا من قبل من هاد "العازار" و"إيثامار".. فقُتل قسم من النصارى.. تدخّلت أمي مريم لدى "يهوه" لنصرتي فنهرها وطردها إلى خارج المحلة لتقيم معي ومع جماعتي.. ثم استدعاني "يهوه" أبي.. وكلّمني بعقل وحكمة.. ووعدني بأن أحكم وأملك على شعب إسرائيل في الدهر الآتي بعد قيامة من مات من أنصاري النصارى.. ووعدني بأني سوف أحاسب من اطهدني وأنصاري.. ولكن يجب قبل ذلك أن أغيب وأنزل إلى العالم السفلي.. وهو سوف يُعيدني في يوم القيامة لأملك.. صدّقتُ كلامه.. فهو رغم كل شيء يظل "أبي" الرب و الإله.. فعدتُ وأخبرتُ من بقي من أنصاري بأني سأغيب عنهم وأني سأعود في يوم القيامة لأحاسب من اطهدني وأُقيم الموتى من أنصاري وأحكم وأملك في الدهر الآتي.. ثم تركتهم وذهبتُ وغبتُ على أمل العودة والمُلك.. 22 – قورح: أنا "قورح" ابن "يهوه" حقيقة وابن "عميناداب" بالظاهر كما قالت لي أمي.. ولكنني لم أُمسح كما مُسح باقي أبناء "يهوه"؛ "عيسى" و"العازار" و"إيثامار".. ولم أصبح كاهناً.. ولا ورثتُ أبي "يهوه" في مُلكه على شعب إسرائيل.. وكأنني أنا وحدي الابن المنبوذ.. لماذا يا أبي؟!!.. ألستُ من صُلبك؟!.. ألستُ أيضاً ابن الرب؟!!.. ثار غضبي.. فجمعتُ مَن أيّد حقي في الكهانة.. وتحالفتُ مع أخي "عيسى" المسيح ابن مريم وأنصاره النصارى.. لكنّ من هاد "العازار" و"إيثامار" من شعب إسرائيل اطهدونا.. وقتلوا أتباعي وبعض النصارى.. فأمسوا موتى وأصحاب الأخدود (الهاوية).. ثم غاب "عيسى" المسيح.. وانقسم من بقي من أنصاره.. قسم ذهب مع "يحيى" وباتوا ناصورائيين.. وقسم هربوا إلى جبل سيناء أو أقاموا في أماكن أخرى.. أما أنا.. المكسور الوحيد بلا جماعة وقد أبيدت جماعتي في الأخدود (الهاوية).. وباتت الكهانة محصورة في نسل "العازار" و"إيثامار" بعد أن أيدهما "يهوه"، وبات كل من حولي من شعب إسرائيل يهوداً.. أقسم أنني لن أيأس.. سأسعى لعودة عبادة "إيل" عوضاً عن "يهوه" أبي الظالم.. وسأحرّض أولادي وأولاد أخي "نحشون" ابن "عميناداب" على "العازار" و"إيثامار" أولاد أختنا "اليشابع" وعلى نسلهم من الكهنة.. عسى أن يأتي من نسلنا أنا وأخي "نحشون" من يملك على شعب إسرائيل، وتصبح له مسحته الخاصة الملكيّة، فيطوي أبناء "العازار" و"إيثامار" تحت جناحه، لتنحصر بهم المسحة الكهنوتيّة لـ "يهوه".. ويسيروا مع شعب إسرائيل تحت إمرته كملك ممسوح يعيد عبادة "إيل".. 23 – "العازار" (إيل عازار) (عزير): أنا "العازار" ابن "يهوه" حقيقة وابن "هارون" بالظاهر كما قالت لي أمي "اليشابع".. تزوّجتُ ابنة "فوطيئيل" (فوطي إيل) وأنجبتُ منها "فينحاس" الذي ورث كهانتي ومُلكي.. أما أوّل قصتي فكانت حين وُلدتُ في أرض مصر (مصرايم)، وخرجتُ أنا وأخوتي الثلاثة مع الخارجين من شعب إسرائيل من مصر حين قادهم عمي موسى وأبي هارون.. أقام شعب إسرائيل قرب جبل سيناء (طور سنين) وصعد عمي موسى إلى الجبل ليجلب لنا شريعة ووصايا "يهوه".. وحين طال غيابه ظن أبي هارون أن عمي موسى لن يعود، فصنع لنا من الذهب تمثال لـ "إيل" إله إسرائيل.. تمثال "إيل" على هيئة ثور (عجل) ذهبيّ.. لكن حين عاد موسى غضب وأمر بتحطيم التمثال كما طلب "يهوه".. فبات "يهوه" إلهاً وحيداً لشعب إسرائيل.. ومع هذه الحادثة (تمثال "إيل" الثور الذهبي) بدأ أبي هارون يفقد سلطته ودعمه من قبل "يهوه".. أقام "يهوه" بيننا.. وتمّ مسحي وأخوتي و"عيسى" ابن مريم عمتي لنكهن لـ "يهوه".. لكنّ "عيسى" أقام خارج المحلّة مع المرضى والبرص ولم يكهن لـ "يهوه".. وظل لـ "هارون" أبي صفة كهنوتيّة رغم تأنيبه بسبب تمثال "إيل" الثور.. ولكن "يهوه" قتل أخواي الكبيران "ناداب" و"أبيهو".. فانكسر قلب أبي هارون.. هل هذا عقاب "يهوه" لأبي "هارون" لأنه صنع تمثال "إيل" الثور؟!.. لم أفهم لماذا يقتل "يهوه" أخواي عقاباً لأبي.. لكنّ أمي "اليشابع" شرحت لي السبب.. هو ليس عقاباً.. ولكنّه قتلٌ لأبناء هارون الحقيقيّين وإبقاءاً على ابني "يهوه"، وهما أنا وأخي "إيثامار".. لا بل وإن "يهوه" هو الذي اختار اسمينا أنا وأخي.. صُدمتُ.. وحزنتُ.. وشعرتُ بأنني ضائع وابن زنى.. ولكن ماذا أفعل؟!.. هل أثور على أبي الحقيقي "يهوه" وأنصر أبي المخدوع "هارون"؟!.. أم أفخر بأني ابن الرب الإله "يهوه"؟!.. هل هو حقاً إلهٌ ورب؟!.. هل أعارضه فأموت كما حصل مع أخويّ الكبيرين؟!.. وفي غمرة تساؤلاتي بدأت أحداثٌ جديدة.. حيث تحالف خالي "قورح" مع "عيسى" ابن مريم للمطالبة بحقهم في الكهانة والسلطة التي مُنحت لأبي هارون ولي ولأخي.. سلطة الكهانة.. وجني العشر من أملاك شعب إسرائيل.. حدثت فتنة وقتل.. فوقف بعض شعب إسرائيل مع حقي وحق أخي وهادونا.. وحين نصرني أبي "يهوه" وأيّد حقي وحق أخي "إيثامار" في الكهانة، ليظلّ محصوراً في نسلنا، حزمتُ أمري.. وكففتُ عن تساؤلاتي الضائعة بين أبواي.. هو "يهوه".. أبي الحقيقي.. الرب الإله بعيون شعب إسرائيل.. ضامن حقي وحقّ نسلي في الكهانة والحكم والملك من بعده، وجني العشر من أملاك شعب إسرائيل.. هو "يهوه" مَن سأطيعه ولن أكسر له طلباً.. أعلنتُ له ذلك.. فبادلني الطاعة بالحقيقة.. وصارحني بأنّه أسماني على اسم أبيه "العازار" (إيل عازار) رغم أنّه بات يُفضّل حذف اسم الإله "إيل" من اسمي ليبقى اسمي "عازار" (عزير) ابن الرب.. لكن لم يشأ أن يكشف أمام شعب إسرائيل حقيقة أبوّته لي حتى لا تنفضح قصة كوني ابن زنى.. فأبقينا الأمر على حاله.. وعلّمني "يهوه" الكتابة والقراءة، أنا وأخي "إيثامار"، فكنتُ الأمين – مع أخي – على تدوين وحفظ التوراة والوصايا وشريعة أبي "يهوه".. ولكننا قررنا إخفاء كون الكهانة كانت في نسل "بنيامين"، وأخفينا قصة "يحيى" ابن "زكريا" حتى لا يأتي أحد أبنائه ليطالب بحقّه في الكهانة.. وقررنا إخفاء قصة "عيسى" ابن مريم وعدم تدوينها، خوفاً من عودته للمطالبة بحقه في الكهانة والمُلك، وخوفاً من كشف حقيقة أنه ابن الرب "يهوه".. فهو بلا أبٍ ظاهريٍّ له.. كما وتلاعبنا في تدوين نسب "قورح" وأخيه "نحشون" إبعاداً لهما عن سبط "لاوي"، حتى لا يُطالبا ونسلهما بحقّ الكهانة، كونهما من سبط "لاوي".. فجعلناهما من سبط "يهوذا".. ثم حان الوقت للتخلّص من أبي الظاهريّ "هارون".. فصعدنا إلى رأس جبل هور، وخلع عمي موسى ثوب الكهانة عن "هارون" وألبسني إياه بأمرٍ من "يهوه".. وتم هناك تصفية "هارون" المخدوع بعد أن نزل موسى.. عاونتُ أبي الحقيقي "يهوه" على قتل أبي الظاهريّ "هارون".. بكيتُ عليه.. وحزن وبكى كل شعب إسرائيل على هارون ثلاثين يوماً.. وبتُّ أنا كبير الكهنة.. وسألتُ أبي "يهوه": "ماذا أفعل إن متَّ أنتَ يا أبي؟!.. وهل يموت الرب "يهوه" إله شعب إسرائيل؟!".. فأجابني: "حين سيحدث ذلك فاكتم الخبر، وادفنّي في مكان مجهول.. لا تُعلم أحداً بذلك فتفقد سلطتك وكهانتك ومُلكك أنتَ وكل نسلك ونسل أخيك من بعدك.. ولتظلّ في نظر اليهود الذين هادوك وأخيك كاهن "يهوه" الذي يكلّمه وينطق بأمره.. ولتكن قراراتك وأوامرك كأنها مني.. أنا الرب الإله الحيّ في نظرهم.. واحفظ سرّي في نسلك.. فسلطتكم وملككم وكهنوتكم يظل حيّاً ما دمتُ بنظر اليهود حيّاً وما دام سرّي مكتوماً".. فعلتُ كما أمرني أبي "يهوه".. وحكمتُ وملكتُ وحفظتُ السر مدفوناً بعد أن دفنتُ "يهوه" الرب الإله الذي مات.. 24 – إيثامار (عيسى مار): أنا "إيثامار" الابن الأصغر لـ "هارون".. وكنتُ أظنّ أن اسمي يقدّس ابن عمتي مريم.. ولكنني اكتشفتُ أنني أحد أبناء "يهوه".. وأنه هو من اختار اسمي ليكون على اسم جدّه "إيثامار" (عيسى/عيسو مار)، والذي سُمّي بدوره تقديساً لجدّه "عيسو".. فكم من اسمٍ داخل اسمي!!!.. مُسحتُ من ضمن أولاد هارون فكهنّا لـ "يهوه".. قُتل أخواي الكبيران.. ثم نصرنا "يهوه" أنا وأخي "العازار" حين دبّ الخلاف على الكهانة بين أولاد "يهوه".. غُيّب "عيسى".. ونُبذ خالي وأخي "قورح".. فبتُّ وأخي "العازار" خليفي أبينا "يهوه" الشرعيين والوحيدين، ولنا ولنسلنا الكهانة من بعد هارون الذي تم تصفيته.. ساهمتُ في تدوين وحفظ التوراة والشريعة والوصايا.. وعلمتُ كم أخفينا من حقائق في تدويننا للتوراة.. وكم لعبنا في الأنساب حفاظاً على كهانتنا الحصريّة.. وقد كان "عيسى" ابن مريم هو أكثر مَن جهدنا لإخفاء وجوده أثناء تدوين التوراة.. ولكن كيف أخفي وجوده واسمه محفوظٌ ومُقدّسٌ في اسمي.. "إيثامار" (عيسى مار).. تباً للعبة الأسماء والأنساب، وأسماء الآباء و الأجداد التي تكشف كل جهودنا لإخفاء الحقيقة.. أيّ خطأ وقعتَ فيه يا "يهوه"!!!.. أما حسبتَ مخاطر افتضاح الاسماء وأصولها حين أطلقتَ علينا أسمائنا نحن أبنائك!؟!..
مرور الأجيال.. ننتقل هنا إلى حقبة زمنية لاحقة بعد مرور حوالي أربعة أجيال.. 25 - عالي: أنا "عالي".. ويعود نسبي إلى نسل "العازار" ابن "اليشابع" زوجة "هارون".. وأنا الآن كبير كهنة "يهوه" بين شعب إسرائيل.. بحكم حظ النسب وصلت الكهانة إليّ.. ولكنني وبحكم حظ الأقدار ودهاء "صموئيل" خسرتها من نسلي بعد أن مات ولداي الكاهنان "حفني" و"فينحاس".. كيف حصل هذا؟!.. أذكر حين كانت "حنة" تصلي في الهيكل كي يمنحها "يهوه" أو "إيل" ولداً.. وكنا قد تناقلنا، نحن الكهنة من زمن "العازار" و"إيثامار" وحتى زمني، أسرار حقيقة "يهوه" جدنا الأكبر.. ولكننا ساهمنا وعبر أجيال من الكهنة بالتوحيد بين "يهوه" و"إيل" حتى بات جميع اليهود يظنوهما واحداً.. وحين حبلت "حنة" وأنجبت مولودها أسمته "صموئيل" (صمو إيل).. ونذرته لخدمة الهيكل.. أنشأناه في وسطنا.. ولم نكن نظن أنه سيصبح نبياً لـ "إيل".. لا بل وسيتنبأ بخسارتي ونسلي للكهانة.. ما ظننتُ أن نبوئته ستتحقق.. ولكن حين حارب شعب إسرائيل الفلسطينيين (الفلشتيم) وهزمونا.. وقُتل ولداي "حفني" و"فينحاس" وأخذ الفلسطينيين (الفلشتيم) تابوت الرب.. شعرتُ بأنّ نبوءة "صموئيل" قد تحققت.. هل حقاً ضاع تابوت الرب، تابوت عهد جدي الأكبر "يهوه"!؟.. هل ضاعت كل إنجازات "يهوه"!؟.. هل ضاعت الكهانة من نسله!؟.. ضاعت في عهدي أنا كبير الكهنة "عالي"!؟.. وما قيمة حياتي بعد موت ولداي؟!.. هل هو إنتقام "إيل" الثور!؟!؟!.. 26 - صموئيل (صمو إيل): أنا "صموئيل" (صمو إيل) ابن "القانة" (إيل قانة) من زوجته "حنّة".. والقانة أبي يعود إلى نسبين.. أولهما ظاهريّ على ما هو مدوّن ولكن مُحرّف ومتلاعب به من قبل الكهنة.. حيث يقولون أنه من نسل "أفرايم" ابن "يوسف" ابن "يعقوب".. أما نسب أبي "القانة" الثاني الخفيّ والذي تتناقله عائلتي، فيعود إلى "أسير" ابن "قورح" ابن "عميناداب" ابن "قهات" من سبط "لاوي".. يبدو أن مطالبة جدي الأكبر "قورح" بحقه في الكهانة أيام موسى هو سبب هذا التلاعب في الأنساب من طرف الكهنة اللاويين (من سبط "لاوي").. حبلت بي أمي بعد أن ظنت أنها عاقر، لأن لأبي القانة أبناء من زوجته الأخرى.. تضرّعت أمي لـ "إيل" كي تحبل فحبلت.. وأسمتني "صموئيل" (صمو إيل) ونذرتني لخدمة هيكل "يهوه" الذي كانت تظن – كما بعض اليهود – أنه هو نفسه "إيل".. خدمتُ في الهيكل حين كان "عالي" الذي من نسل "العازار" ابن هارون رئيساً لكهنة "يهوه".. حين كبرتُ وتعلّمتُ التوراة ميّزتُ بين "إيل" و"يهوه".. وعلمتُ بعض أسرار كهنة "يهوه" الذين كانوا من نسل "العازار" و"إيثامار".. ورأيتُ كيف أنهم كانوا يستغلون مناصبهم الكهنوتية المحصورة في نسلهم لأغراضهم الشخصية.. فكان أولاد "عالي" يضاجعون نساء شعب إسرائيل المجتمعات في باب خيمة الاجتماع، وكأن هذا بات شيئاً طبيعيّاً وطقسيّاً وحقّ لهم دون غيرهم، كونهم من نسل "العازار" أو "إيثامار".. مَن أعطاهم هذا الحق؟!.. هل هو "يهوه"!؟!.. شعرتُ بالحنق.. وميّزتُ بين شريعة "يهوه" وشريعة "إيل".. وقررتُ عبادة "إيل" دون "يهوه".. وبتُّ أشعر أن "إيل" كان يكلمني ويناديني كما كان يفعل مع جدّي الأكبر "إبراهيم".. وبتُّ نبياً لـ "إيل".. نبيّ "رائي" كما يُطلق على كهنة "إيل".. ولكن لا حق لي في الكهانة لأني من نسل ظاهريّ يعود لـ "أفرايم" ابن "يوسف" من زوجته المصرية "أسنات" بنت "فوطي فارع" كاهن "أون".. والكهانة باتت محصورة بنسل "العازار" و"إيثامار" منذ أيام "يهوه".. إذاُ فلأكن نبياً.. لم لا!؟.. أفليس للنبي الرائي سلطة أعلى من سلطة الكهنة؟.. قررتُ إعادة الأمور إلى نصابها.. فأشعتُ أن "إيل" أو "يهوه" – لا فرق عندي – يريد أن يقتصّ من أبناء "عالي" كبير الكهنة بأن يسحب منهم الكهانة وذلك لزناهم مع نساء شعب إسرائيل.. انتشرت نبوئتي.. وفي قتال بين شعب إسرائيل وبين الفلسطينيين (الفلشتيم) هُزم شعب إسرائيل.. وقُتل إبنا "عالي" كبير الكهنة.. مات إبنا "عالي" "حفني" و"فينحاس".. وأخذ الفلسطنيين (الفلشتيم) التابوت.. تابوت العهد لـ "يهوه"، تابوت الرب.. هل تحققت نبوئتي حقاً؟!.. أم كان لما أشعتُ الأثر المحبط بين شعب إسرائيل فهزموا؟!.. لا يهم.. المهم أن أثر كلامي وصل حتى إلى "عالي" حين سمع بموت ولديه فمات هو الآخر.. استعاد اليهود تابوت العهد (تابوت الرب)، لكن كهنتهم ما استعادوا بعدها كامل سلطتهم.. فبتُ أنا "صموئيل" (صمو إيل) النبي الرائي أقاسمهم السلطة.. قررتُ تنصيب ملك لشعب إسرائيل أكون أنا الملك الحقيقي من وراءه.. فينتهي بذلك ملك "يهوه" وكهنته في وسط شعب إسرائيل.. فكّرتُ بولداي الذين عينتهما قاضيان لإسرائيل، البكر "وشني" الذي لقبته بـ "يوئيل" (يو إيل) والثاني "أبيا"، ولكنهما كانا سيئي السمعة، وما كان نسبي الظاهريّ العائد إلى سبط "أفرايم" يسمح لي بذلك فما بالك بنسبي الثاني الخفيّ العائد لـ "قورح" ابن "عميناداب" صاحب الحق الشرعيّ بالكهانة ولكن المغضوب عليه بين اليهود وخصوصاً أنصار نسل "العازار" و"إيثامار".. كانت تلك مجازفة شديدة المخاطر ومفضوحة الغايات بالمطالبة بعودة الكهانة أو المسحة لنسل "قورح".. فاخترتُ شاباً من سبط "بنيامين"، ذلك السبط الذي أُخذت منه كهانة "إيل" (أيام زكريا) لتُمنح لسبط "لاوي" وأبناء "العازار" و"إيثامار" فتصبح كهانة لـ "يهوه".. حين اخترتُ الملك على شعب إسرائيل، لم أبحث عن ذكائه أو عن حكمته أو عن بأسه وشجاعته.. بل بحثتُ عن نسبه لسبط "بنيامين" وعن خشيته وطاعته لي وعن طوله الفارع.. فأخترتُ "شاول" ابن "قيس" ابن "أبيئيل" (أبي إيل) البنياميني.. أطول الفتيان، حتى أنه كان يُلقّب بـ "طالوت".. وابتدعتُ مسحة بالدهن كتلك المخصصة للكهنة ولكني جعلتها مسحةً ملكيّة.. وأوجدتُ ملكاً لإسرائيل بدل الرب "يهوه" وكهنته.. فبات "شاول" (طالوت) البنياميني ملكاً مسيحاً على شعب إسرائيل.. وكان "شاول" رعديداً فاختبأ بين الأمتعة يوم إعلاني أمام شعب إسرائيل بأنه بات ملكاً عليهم.. لكني كنتُ أشدّ من أزره بقولي إن "إيل" معه.. لم يرتضي كهنة "يهوه" وأبنائهم (من نسل "العازار" و"إيثامار") عن بدعتي وعن "شاول".. فلم يقبل كاهن "يهوه"، وهو "أخيّا" ابن "أخيطوب" من بنو "بليعال"، بشاول ملكاً ممسوحاً، وظلت كهانة "يهوه" في يد "أخيّا".. هم علموا أنني أقاسمهم سلطتهم بمسحتي الملكيّة تلك، وأنني أعيد لسبط "بنيامين" ما سلب منهم.. ولكن لا حيلة للكهنة أمام نبوتي.. ملك "شاول" (طالوت) مادام يطيعني.. ولما توقّف عن طاعتي بحثتُ عن آخر.. سبط "بنيامين" كانوا مع ملكهم "شاول"، فكنتُ بحاجة لندّ لهم.. فوجدتُ ضالتي في أبناء عمومتي البعيدين، أحفاد "نحشون" وجماعته التي مازالت تطالب بحق أخيه "قورح" ابن "عميناداب" في السلطة.. لم لا.. حان وقتُ المخاطرة.. فبعد أن قبل شعب إسرائيل بـ "شاول" البنيامينيّ ملكاُ، فلم لا يقبل بملك من أقرباء "قورح".. ملك من نسل "نحشون" أخو "قورح".. أبناء عمومتنا نحن القورحيين.. النحشونيين.. وجدتُ منهم "يسّى" ذو الثمانية أولاد.. لم أختر من أبناء "يسّى" الكبار مثل "أليآب" (إيل يآب) ولا "أبيناداب" (عميناداب: المسمى على اسم والد "نحشون" وأخيه "قورح").. بل اخترتُ أصغرهم حتى يسهل التحكّم به.. هو الغلام الراعي "داود" ابن "يسّى".. وهل هناك خيرٌ من فتى غلام لأحكم من وراءه؟!.. مسحتُ "داود" فبات مسيحاً ملكاً.. ودعمته حتّى يصل للملك على شعب إسرائيل.. ما أصبحتُ قط ملكاً.. ولكنني صانع الملوك وصاحب السلطان من ورائهم.. وأنا من أضعف سلطة كهنة "يهوه" لأصنع سلطة أقوى منها هي سلطة الملك الممسوح بالدهن بيدي وتحت يدي وباسم "إيل".. يتبع
#سامي_المنصوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المتاهة الكبرى في ( اليهوديه - المسيحيه - المندائيه – الاسلا
...
-
القطيعة الايديولوجيّة بين اليهود النصارى و العرب - إنجيل الع
...
-
الجذور الوثنية للديانات التوحيدية
-
وثيقة يوحنا الدمشقي المسماة الهرطقات
-
الدافع إلى التدين اليهوديه - المسيحيه
-
كاتب مجهول قصة الاسلام
-
عقيدة الثالوث
-
كتابك المقدس يختلف - نبذة عن التراجم
-
مختطفات اسلاميه ( 3 )
-
المسيحيه و مجمع نيقية
-
نداء الى كل مسيحي معتدل
-
انجازات الحكومه العراقيه للاردن الشقيق
-
ألانسان هو الأله
-
أحمد صبحي منصور و علي بن ابي طالب
-
علي بن ابي طالب برئ
-
الكعبه والقرآن في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي
-
الزرادشتيه و الاسلام
-
رساله الى المؤمنيين
-
أرض الميعاد في اليمن
-
في الماضي الصفحة السوداء للمسيحيّة
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|