أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الصراف - لو انتصر الفقراء















المزيد.....

لو انتصر الفقراء


علي الصراف

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 00:54
المحور: المجتمع المدني
    


كما يعلم الجميع ان العراق هو بلد يطفوا على ثروات اهمها النفطيه و التي ارتفعت صادرات العراق الى مستوى جيد مقارنة بالاعوام السابقه كما انه من المتوقع ان رفع الصادرات النفطيه يزيد من دخل الدولة و الذي ينعكس ايجابا على الشعب و الذي يعاني اشد المعاناة من الفقر , فلا تزال الى يومنا هذا عوائل كثيره و التي تمثل اكثر من 4% و التي تعيش تحت خط الفقر .
ان واقع الحال المزري و المتجه الى مستقبل مجهول مهما كانت تطلعات السياسين و الشعب ايضا الى مستقبل مزدهر الى ان لا احد يستطيع التنبؤ بمستقبل العراق جراء الصراعات و النزاعات الطائفيه و السياسيه و حتى العرقيه و القوميه و التي تنعكس بالدرجة الاساس على الفقير اولا و قد لا تمس السياسين او قد تمسه قليلا في اخر المطاف , كما تضاف الى خلافات الساسه و الحكومة بصورة عامه ايضا هو ان ( نادرأ ) ما تجد موظف مسؤول يتسم بالشفافيه و النزاهه في العراق اذ ان حالات الفساد تستشري يوما بعد يوم و ليس من العجيب ان تجد الفساد ( جزء من تعاليم الدين و القيم الاخلاقيه و العادات العراقيه ) اذ ان الفساد بدل ان يكون حالة شاذه في المجتمع , اصبحت النزاهة حالة شاذه في المجتمع و ليس الفساد و القادم اسوء .
الا ان السؤال الاهم هل من الممكن ان يرتقي احد الفقراء في احد الايام ليكون رئيس وزراء العراق المقبل ؟ و كيف له ان يصل الى هذا المنصب ان كان فقيرا مهمشا يعيش في اطراف المدينه او داخل المدينه في احد ازقتها المتاهلكه , قريبا من بركة مياه اسنه او مياه امطار متجمعه , يفترش قليلا من الورق و ينام بصحبة الحيوانات الضاله متعرضا للبرد و الجوع و الامراض , و هل من الممكن ان تكوم احلامه برئاسة الوزراء في يوم من الايام ؟!
تنتشر في كل مدن العراق و حتى المدن النائيه المساجد و الحسينيات و التي تسمي ( بيوت لله ) و التي تغلق ابوابها و يمنع من دخوها طوال الليل ولا يسمح المبيت فيها ابدا حتى في اقسى الضروف و تحت اشد الضغوطات لا يسمح ذلك فبيوت لله مثلما تسمى لا تسمح للذين لا يملكون مأوى بالمكوث فيها على الاقل لليلة واحده للاحتماء من برد الشتاء او حرارة الصيف و الامراض على عكس شوارع العراق و ازقته فهي تكتض بالفقراء و المساكين و المعدومين و المهمشين و الذيين ينتشرون في الليل بالقرب من المحلات مفترشين الارصفه او بالقرب من مكبات النفايه .
هل من الممكن ان ينتصر الفقراء ؟
هو سؤال قد يطرح اي شخص يطلع على حالهم بصورة واضحه و يتعمق في حياتهم او تاريخهم , فمنهم من اصابه خلل في قواه العقليه جراء ما تعرض له في مسيرته في شوارع المدينه و منهم من اصابه ذلك جراء صدمة و منهم من تركه ذويه لاسباب ماديه او لمجرد شجار بسيط و منهم من تركه ذويه منذ سنين داخل مدينة لا يعلم ما هي ولا يعرف حتى اسمها او انه لم يراها طوال حياته , منهم من تركه ابنه داخل دار للمسنين و بعد عن تخلف عن دفع النفقات طرد منها و منهم و منهم و منهم الكثير و الكثير , و ان خرج احدهم ليلا الى شوارع المدينه يدور بين ازقتها سيجد الكثيرين منهم دون مأوى و هذا جزء من بلد كتب في دستوره ان الاسلام هو مصدر التشريع الاول و لا يطبق منه ( اينما تكونوا يدركم الموت ) .
ان انتصر الفقراء يوما و اعتلوا سدة الحكم و بدأ حياة تحت حكم الفقراء هل سيعامل الساسه و الحكومة بالمثل ؟ و هل من الممكن ان نجد اعضاء البرلمان يفترشون الارصفه ليلا و يتجولون في المدينة نهارا يبحثون عن لقمة العيش ؟ هم من الممكن ان نجد نجل رئيس الوزراء يلقى بوالده في احد دور الرعاية المجانيه و يتخلف عن دفع المستحقات و بعد اشهر نجد معاليه يتجول في شوارع المدينه بثياب رثه و جسم هزيل تنخره الامراض و التعب مثل العثه , و السؤال الاهم هل سيكون رد الفقراء على هذه المهزله و ان يكون شخص ما يتجول في المدينة دون مأوه ولا ينتفض منهم احد ؟ .
من وجهة نظري ان الفقراء ان اعتلوا سدة الحكم فهم اعلم الناس بحال الشعب و باحتياجاته و متطلباته و السبل و الطرق لمعالجة المشاكل المستعصيه منذ سنين و لم يستطع اي من الساسه او قادة البلد حل هذه المشاكل , اذ ان الجشع الحكومة اصبح اليوم لا يفرق بين شخص و اخر فالجميع في حماية الارهاب تحت سلطة الدولة في قانون ركيك و جهات تنفيذ حكم الاعدام بحق الشعب متعدده يسلم منها ذو النفوذ القوي و يكون الفقير فقط ضحيتها .
لو انتصر الفقراء فلا وجود للفقراء بعد اليوم , لو انتصر الفقراء تجد التواضع في قادة البلد , لو انتصر الفقراء فلا وجود للارهاب اذ ان الارهاب يتغذى على الجشع و المال و السلطه و لا وجود لهذه الصفات داخل الفقراء , لو انتصر الفقراء تعود ارصفة المدينه الى مكانتها الطبيعيه و هيبتها فلا حاجة بعد انتصارهم لافتراشها فقد خصصت لسير المواطن لا لنومه .
ولكن السؤال الاهم , كيف للفقراء ان ينتصروا و كيف سوف يسمح لهم بدخول العملية السياسيه و اي من الاحزاب سوف توافق على انتشال شخص معدوم من الرصيف الى البرلمان مباشرة , و حتى ان اجمع الفقراء على توحيد الصفوف و الدخول الى الانتخابات بقائمة موحده تحمي الفقير و تساعده على العيش بكرامة داخل وطنه لا العيش بذل و ندم على وجوده على هذه الارض فكيف لهم ان يقوموا بتمويل حملتهم الانتخابيه في حينها , هل يملك الفقراء اغطية فائضه لتوزيعها على المواطنين و حثهم على انتخابهم ؟ ام يملك الفقراء الاموال لتوزيعها على المواطنين ؟ ام يملكون الصلاحيات لتوزيع قطع اراضي ؟ ام يديرون دوائر الدوله لتوزيع الحوافز على الموظفين قبيل الانتخابات ؟ او قد يملك الفقير الصلاحيات لتوزيع الايفادات على موظفيه كي يعيدوا انتخابه ؟ و ان كان يملك كل ذلك فليس هو المقصود من كلامي .
و بالطبع هناك من يردد المقوله المشهوره " أطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت فان الخير باق فيها , ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت فان الشح باق فيها" الا ان جميع الموازين في العراق قد اختلفت و منذ زمن بعيد , معضهما تغير لما تقتضيه المصلحة الخاصه و لا شك ان هذه المقولة اليوم لا تعني شيئا اذ ان الواقع هو ما يخالف كل مفاهيم المقوله .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الرغم من النسب التي تطرحها دوائر الدوله في نهاية كل عام عن مستوى الفقر و الذي حسب تقاريرهم تكون بانخفاض في كل سنة عن سابقتها الا ان الفقر اصبح اليوم مستشري في العراق و ليس فقر في الحالة الماديه و المعيشيه فحسب , فقد استشرى ايضا فقر الانتماء و فقر الدين و فقر الاخلاق و فقر الشعور بالمسؤولية و فقر حب الوطن و فقر احترام القانون و فقر مساعدة الاخرين و فقر النزاهه و فقر المصداقيه المصداقيه و كل هذه الانواع من الفقر لا تطرح الدولة نسبتها مع نسب الفقر المعيشي بل انها تتغاضى عنها كونها جزء لا يتجزء من حياة المواطن العراق و لا يوجد حل او علاج لهذه الانواع .



#علي_الصراف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمان سنوات من الاستغباء !!
- سباق ( القبه ) , في طريق الانتخابات البرلمانيه المقبله
- القانون فوق الجميع ... الا هم !
- خمسون يوما من السواد
- الأنتماء ...... لمن ؟؟
- شذوذ , من نوع أخر
- تقاتلوا , لم اعد اهتم
- منابركم , عمائكم ... تقتلنا
- خطباء التحريض
- المرأة بين الظلم و الظالم
- الطائفيه السياسيه
- تجار الدين


المزيد.....




- اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م ...
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...
- وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم ...
- عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الصراف - لو انتصر الفقراء