|
المتاهة الكبرى في ( اليهوديه - المسيحيه - المندائيه – الاسلام ) – 1 -
سامي المنصوري
الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 23:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المتاهة الكبرى في ( اليهوديه - المسيحيه - المندائيه – الاسلام ) – 1 -
هذه المقالات ليس من تأليفي وانما مقتضبات واقتباسات من بطون الكتب والمقالات والنشرات والابحاث لكتاب آجانب ومستشرقين وعرب منهم المسلم او المسيحي او لا ديني والعلماني بهذه الصوره جمع مقال عام شامل بصوره حياديه ومعتدله لتوضح التاريخ الديني والجغرافي – اذا كنت ديني عقائدي لا تقرأ المقال لانه عكس هواك
المقدمة الأناجيل: تعقّد المتاهة.. وإحراق خريطتها.. تشتت من جديد.. فرق، مذاهب، طوائف ونحل.. يهمنا منها.. اليهودية المسيحية ملامح خيط في المتاهة.. الأبيونية ورقة بن نوفل ومحمد.. ضوء في نهاية المتاهة.. عودة إلى بداية المتاهة للقبض على أول الخيط.. معنى لقب المسيح.. الخيط يتفرع إلى اثنين داخل المتاهة.. "يسوع" المسيح ليس "عيسى" ابن مريم.. أم "يسوع" ليست مريم.. وأيضاً ليسوع أخوة.. وبعد أن صُلب يسوع لمطالبته بالملك.. خلفه أخاه يعقوب.. "بولس" تائه في المتاهة.. بَحَثَ عن مصدر فوقع على شخص آخر.. النصارى وإنجيل "عيسى" ابن مريم تجميع الخيوط لنسج الإنجيل الضائع.. إنجيل عيسى ابن مريم ملاحظات لابد منها.. تحليل مضمون إنجيل عيسى ابن مريم.. وحقيقة ما حدث.. الرجل الغامض X الأب الحقيقي ليحيى وعيسى.. وتقدير نسبه.. متى تمت عملية الاضطجاع و أين.. الفارق الزمني بين "عيسى" ابن مريم وبين "يسوع" ابن يوسف.. قصة حياة عيسى ابن مريم.. هل من بقايا خيوط في المتاهة؟.. المسيح (الممسوح بالدهن) البرص (شفاء المرضى) التحريم (وتحليل ما حُرّم) المائدة (أكل من السماء) العداوة والبغضاء والخلاف (حول ابن الله) كيف انتهى الخلاف.. من فاز وما مصير الخاسر.. إلى أين آلت الأمور.. وماذا جرى مع شعب إسرائيل الذين باتوا يهوداً.. تجميع بقايا الخيوط لنسج ما يُقارب تتمة "إنجيل عيسى ابن مريم" تتمة "إنجيل عيسى ابن مريم" تحليل مضمون تتمة إنجيل عيسى ابن مريم.. وحقيقة ما حدث.. تفرعات ودهاليز المتاهة.. استخلاص قصة الله، وقصة "الرب" عبر أجيال من المتاهة.. ورقة ومحمد وعلمهما بوجود المتاهة.. مصطلحات يمكن تفسيرها بشكل تقريبي: الابن السادس للرجل الغامض X .. المرميّ في أحدى دهاليز المتاهة.. المزيد من التفاصيل حول ابن الرب (عيسى) اعتماداً على "سفر الحكمة".. عيسى المسيح وأوهام يوم القيامة في أسفار غير قانونية.. يحيى (يهيا) ويوحنا المعمدان.. خيط جديد يتفرع لاثنين في المتاهة.. معضلة ورود الاسمين: "يهيا" و "يهانا" في المصادر الصابئية المندائية مصطلحات وهوامش مندائية قصة يحيى "يهيا".. وكشف خفاياها في المتاهة مريم (مرياي) تروي قصتها.. وأحلامها.. "إشو" (عيسى) وقصته في المصادر الصابئية المندائية.. "يهوه" (أنش أثرا) يروي قصته.. "يهوه".. المزيد والمزيد.. "هيبل زيوا": "عيسى"، "بعل" و "هابيل".. متاهة داخل المتاهة.. تثنية.. حول "أن يأتي بمثله.."
قصة الله في المتاهة..
المقدمة: في هذا الموضوع سنكشف عن التاريخ الحقيقي لثلاثة أديان بضربة واحدة.. الدين اليهودي، الدين المسيحي والدين الإسلامي.. لنبيّن حقيقة المخفي خلف قصصهم المثالية.. ولنقوم بتقديم حل واقعي ومنطقي للمتاهة التاريخية التي أضاعوا البشرية بها.. اعتمدنا هنا على مجموعة كتب كمصادر للمعلومات.. استفدنا بشكل كبير من أفكار بعض الباحثين.. سنبين فضل فكرة كل باحث على موضوعنا هذا عند التطرق إلى الفكرة التي عالجها.. حاولنا الاعتماد على المصادر العربية قدر الإمكان حتى في المترجم عن الانكليزية أو الفرنسية، كي لا نقع في مطب التلاعب في الترجمة، فتظل بذلك مسؤولية الدقة في الترجمة عائدة على المترجم وليس على شخصنا، لاسيما أن النصوص الأصلية (الأناجيل) هي ليست لا إنكليزية ولا فرنسية.. لنصل في النهاية إلى ترجمة عن ترجمة عن ترجمة.. فيزداد بذلك التحريف أو التشويه أو التلاعب عمقاً وقد يكون التغيّر فادحاً.. لذا، فقد اخترنا منهجاً مختلفاً: حاولنا أخذ عدة ترجمات عربية عن مصادر مختلفة (فرنسية أو إنكليزية) والتي بدورها ترجمت بأساليب مختلفة عن الأصل المتاح لها بلغات أخرى.. ليكون بهذا ما وصلنا من مضمون مشترك ومتوافق باللغة العربية - دون الصياغة اللغوية - هو المضمون الأقرب للأصل.. لنصل في هذا الموضوع إلى المضمون التقريبي (باللغة العربية) للإنجيل الضائع.. إنجيل يحل المتاهة الكبرى التي ضاعت فيها الحقيقة، وساد فيها تشتت وتشعّب الأديان والمذاهب والطوائف اليهودية، المسيحية والإسلامية.. الأناجيل: تعقّد المتاهة.. وإحراق خريطتها.. لنفهم شيئاً عن الطقوس المسيحية وعن الأناجيل المسيحية المعتمدة لابد لنا من العودة إلى بداية تعقّد المتاهة.. فبعد حوالي 300 سنة من "يسوع" المسيح.. تعددت الروايات والقصص.. فكان لابد من محاولة لضبط التشتت وتنظيم المصادر (مع بعض الخلط بين الآلهة وفرض الآراء بحسب النفوذ لتثبيت الأهواء..).. فكان مجمع نيقية 325 م: > المصدر: خياطة، نهاد، الفرق والمذاهب المسيحية (منذ البدايات حتى ظهور الإسلام)، دار الأوائل، دمشق، الطبعة الأولى، 2002، ص84 و85 - مستفيداً من المصدر: محمد عطاء الرحيم، عيسى يبشر بالإسلام، ترجمة فهمي م، شما، دمشق، 1990، ص157 و160. الخلاصة: ضاع الدين المسيحي في المتاهة الناتجة عن تعدد الأناجيل.. ومن ثم تم إحراق وإتلاف خريطة المتاهة من قبل القيمين على الدين المسيحي.. قيمين لا يملكون: لا العلمية.. لا المصداقية.. ولا المنهجية الصحيحة.. للتحقق من أسس الدين أو حقيقة قصة "يسوع".. فرسموا ديناً على أهوائهم.. واعتمدوا أناجيل غير مضمونة الصحة.. والأنكى من ذلك أنهم قرروا إتلاف ما تبقى من الأناجيل.. فتلف ما تلف ونجى ما نجى.. تشتت من جديد.. فرق، مذاهب، طوائف ونحل.. يهمنا منها.. اليهودية المسيحية: لغاية الوصول إلى الدين الإسلامي وكشف الخيط الرابط بينه وبين المسيحية.. كان لابد من تتبع تلك الطوائف التي انتشرت في الجزيرة العربية.. لنصل إلى "اليهودية المسيحية": > المصدر: خياطة، نهاد، الفرق والمذاهب المسيحية (منذ البدايات حتى ظهور الإسلام)، دار الأوائل، دمشق، الطبعة الأولى، 2002، ص76- مقتبساً عن المصدر: بوكاي، موريس، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة، ترجمة ونشر دار المعارف بمصر، بلا تاريخ، ص74 (على لسان الكاردينال دانيلو Danielou ). ملامح خيط في المتاهة.. الأبيونية: لنكن أكثر تحديداً.. فحتى مصطلح "اليهودية المسيحية" يشتمل على طوائف.. ولكن هدفنا الدقيق هو: الأبيونية: <<يندرج تحت عنوان اليهودية - المسيحية جماعة الأبيونية، وهم قسمان: أولاهما تعتبر يسوع مجرد إنسان عادي بلغ مرتبة الصلاح بفضل تنامي شخصيته. وُلد من مريم وزوجها مثل أي مولود آخر. ألح على التمسك التام بأحكام الشريعة. وهذه الجماعة لم تكن تؤمن بالخلاص بواسطة المسيح وحده، أو الاقتداء به. والثانية تؤمن بأن يسوع المسيح ولد من عذراء والروح القدس، لكنهم لم يؤمنوا بأن له وجوداً سابقاً، وهو - بالتالي - ليس إلهاً، وليس هو الكلمة والحكمة. يتمسكون بحرفية الشريعة، ويرفضون رسائل بولس، ويعتبرونه مرتداً عن الشريعة. والإنجيل الذي يعتمدونه هو "إنجيل العبرانيين". يراعون السبت وبقية الطقوس اليهودية، لكنهم يحتفلون بقيامة المسيح من بين الأموات.>> المصدر: خياطة، نهاد، الفرق والمذاهب المسيحية (منذ البدايات حتى ظهور الإسلام)، دار الأوائل، دمشق، الطبعة الأولى، 2002، ص77 - مستفيداً من المصدر: فياض ومنصوري، النصارى، دار أسامة، دمشق، 1998، ص31 و47. <<وهناك الغنوصيون اللذين يتفق معظمهم على أن يسوع إنسان فان يوحي إليه، ولكنه ليس بإله. بعضهم يقول : لم يُصلب.>> المصدر: خياطة، نهاد، الفرق والمذاهب المسيحية (منذ البدايات حتى ظهور الإسلام)، دار الأوائل، دمشق، الطبعة الأولى، 2002، ص73 - مستفيداً من المصدر: Michael Baigent, Richard Leight and Henry Lincoln, THE HOLY BLOOD AND THE HOLY GRAIL, London, 1982, P. 344. الأبيونية.. الأبيونية.. وتحديداً قسمها الثاني.. والتي تؤمن (كرروا من بعدي وبصوت مرتفع): << تؤمن بأن يسوع المسيح ولد من عذراء والروح القدس، لكنهم لم يؤمنوا بأن له وجوداً سابقاً، وهو - بالتالي - ليس إلهاً..... والإنجيل الذي يعتمدونه هو "إنجيل العبرانيين".....>> ولكن ما تاريخهم وأين تواجدوا في الجزيرة العربية؟.. فلنقرأ: <<حيث بدأ التبشير النصراني نتيجة لهجرة النصارى المبكرة إلى جزيرة العرب، ويرى بعض المؤرخين أن أول هجرة نصرانية بدأت عام 70 م بعد تدمير أورشليم، ثم توالت الهجرات كلما حصل اضطهاد في فلسطين، وهجرات نصرانية ويهودية. وهجرات مجموعات عقائدها مزيجاً من اليهودية والنصرانية وجدت سبيلها إلى جزيرة العرب مثل الأبيونيين والناصريين والكسائيين. فالأبيونيون جماعة من قدماء اليهود المتنصرين، معتقداتهم مزيج من اليهودية والنصرانية، وهم يعتقدون بوجود الله الواحد خالق الكون، وينكرون رأي بولس الرسول في المسيح، ويحافظون على حرمة يوم السبت. وبعضهم آمن أن المسيح بشر وأنكر الصلب، وأن الذي صلب هو غير المسيح وقد شبه على من صلبه. والناصريون اعترفوا بألوهية المسيح وحافظوا على شريعة موسى، أما الكسائيون فقد كانوا يحافظون على الختان وحرمة يوم السبت، وكانوا يتوجهون بصلاتهم نحو بيت المقدس، ويعتقدون بوجود إله واحد وباليوم الآخر وبالملائكة.>> المصدر: العودات، حسين، العرب النصارى (عرض تاريخي)، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، الطبعة الأولى، 1992، ص 47 و48 - مستفيداً من المصدر: علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت، 1970، 6/ ص634 - 636. مرة ثانية كرروا من بعدي وبصوت مرتفع: << فالأبيونيون جماعة من قدماء اليهود المتنصرين، معتقداتهم مزيج من اليهودية والنصرانية، وهم يعتقدون بوجود الله الواحد خالق الكون، وينكرون رأي بولس الرسول في المسيح، ويحافظون على حرمة يوم السبت. وبعضهم آمن أن المسيح بشر وأنكر الصلب، وأن الذي صلب هو غير المسيح وقد شبه على من صلبه.....>> ولنستذكر عن "الأبيونية في قسمها الثاني" وبصوت مرتفع من المصدر (خياطة، نهاد، الفرق والمذاهب المسيحية): << والإنجيل الذي يعتمدونه هو "إنجيل العبرانيين".....>> ورقة بن نوفل ومحمد.. ضوء في نهاية المتاهة.. ولنستذكر مجدداً عن "الأبيونية في قسمها الثاني" وبصوت مرتفع من المصدر (خياطة، نهاد، الفرق والمذاهب المسيحية): <<والإنجيل الذي يعتمدونه هو "إنجيل العبرانيين".....>> والآن لنسأل: هل تعرفون "ورقة بن نوفل"؟.. إن كنتم لا تعرفوه فابحثوا عنه (كتاب مفيد: قس ونبي لأبو موسى الحريري).. أما من يعرفه فليتابع معي.. هل كان أبيونياً؟.. أي إنجيل كان يعتمد؟.. هل هو "إنجيل العبرانيين"؟.. لنقرأ: <<ورقة بن نوفل بن أسد: وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والإنجيل وكان يكتب الكتاب العربي، والكتاب العبراني من الإنجيل.>> المصدر: العودات، حسين، العرب النصارى (عرض تاريخي)، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، الطبعة الأولى، 1992، ص 49 - مستفيداً من المصادر: (موجز ابن هشام، اليعقوبي وابن الأثير). الآن فعلى من لم يربط بعد بين "الأبيونية في قسمها الثاني" و القس "ورقة بن نوفل" و "محمد" أن يقرأ كتاب "قس ونبي" لـ "أبو موسى الحريري".. وأيضاً لزيادة وضوح العلاقة بين محمد ودين النصارى فلنقرأ ما يلي: <<وروى بعض الإخباريين أن الرسول وضع يده في الكعبة على صورة مريم العذراء والسيد المسيح عندما أريد إزالة الصور من جدرانها، وتحطيم الأصنام. ويروي ابن الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي عن هذه الحادثة الرواية التالية: فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله البيت فأرسل الفضل بن عباس بن عبد المطلب فجاء بماء زمزم ثم أمر بثوب فبلّ بالماء وأمر بطمس تلك الصور فطمست. قال ووضع كفيه على صورة عيسى بن مريم وأمه عليهما السلام وقال: امحوا جميع الصور إلا ما تحت يدي فرفع يديه عن عيسى بن مريم وأمه....>> المصدر: العودات، حسين، العرب النصارى (عرض تاريخي)، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، الطبعة الأولى، 1992، ص 51 - مستفيداً من المصدر: شيخو، لويس، النصرانية وآدابها، دار المشرق، بيروت، 1989، ص117 (نقلاً عن الأزرقي ص111). ولنزيد أخيراً الحديث عن عائشة : " ثم لم ينشب ورقة أن توفى، وفتر الوحي" عودة إلى بداية المتاهة للقبض على أول الخيط.. معنى لقب المسيح.. معنى لقب "المسيح": نجد في التوراة: أمر الرب موسى أن يمسح أخوه هارون وأولاده بالدهن ليتقدسوا ليكهنوا للرب.. سفر الخروج (28 : 40 و 41 ؛ 30 : 30 ؛ 40 : من 12 وحتى 15) و سفر اللاويين (8 : 12 و 13 ومن 22 وحتى 30) و سفر العدد (3 : من 1 وحتى 4). ثم انتقلت طقوس المسح بالدهن من كونها مخصصة للكهنة، لتتم ممارستها على الملوك: <<ودرجت العادة لدى بني إسرائيل منذ بداية المُلك عندهم بأن يُكرّس كل واحد من ملوكهم لخدمة الله عند تبوّئه العرش عن طريق مسح رأسه بالدهن، بحيث يصبح "مسيحاً للرب" ولذلك أصبح لقب "المسيح" يُطلق على ملوك إسرائيل، وخاصة ملوك يهوذا من سلالة داود. وبعد زوال مملكة يهوذا، أصبح كل واحد من المُطالبين بعرش داود، في نظر أتباعه في الأقل، مسيحاً منتظراً تُعقد حوله الآمال لإحياء المُلك الإسرائيلي الضائع. وثمة ما يشير إلى أن المطالب بعرش إسرائيل كان يُطلق عليه لقب "نَسِيء" بمعنى "رئيس" أو "أمير" (انظر، مثلاً، النص العبري لسفر حزقيال 34: 24 ؛ 37: 25 ؛ 44: 3 ؛ 48: 22).>> المصدر: الصّليبي، كمال، البحث عن يسوع (قراءة جديدة في الأناجيل)، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى، 1999، ص18 و19. الخيط يتفرع إلى اثنين داخل المتاهة.. "يسوع" المسيح ليس "عيسى" ابن مريم.. هنا نتبنى فكرة الفصل بين "يسوع" المسيح المطالب بالملك وإعادة مملكة داوود.. وبين "عيسى" ابن مريم.. والفوضى التاريخية الناتجة عن غلطة "بولس الرسول" (لم يكن من تلاميذ يسوع ولم يقابله قط) والتي نتج عنها الدين المسيحي المعروف حالياً.. كتاب "البحث عن يسوع" لـ كمال الصليبي مرجعاً داعماً.. أم "يسوع" ليست مريم.. لنقرأ في إنجيل يوحنا (إنجيل معتمد): "وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية. فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه يا امرأة هوذا ابنك. ثم قال للتلميذ هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته" إنجيل يوحنا (19 : من 25 وحتى 27) <<وكان يوحنا - وهو الذي عمّر أكثر من غيره من تلاميذ يسوع بعشرات السنين، كما سبق - يعرف، هو وغيره من التلاميذ، أن اسم أم يسوع لم يكن مريم، في حين كان المسيحيون قد أصبحوا مقتنعين مع مرور الزمن، لسبب ما، بأنها كانت تدعى مريم.... فذكر يوحنا أم يسوع من دون أن يسميها حتى لا يثير ضجة حول الموضوع، لكنه في الوقت ذاته أشار بوضوح إلى أن مريم كان اسم خالة يسوع ليفيد ضمناً بأن مريم لم يكن اسم أمه، من دون أن يصرح بذلك.>> المصدر: الصّليبي، كمال، البحث عن يسوع (قراءة جديدة في الأناجيل)، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى، 1999، ص84. وأيضاً ليسوع أخوة.. <<ويستفاد من إنجيلي متى (13 : 55) ومرقس (6 : 3) أن يسوع لم يكن له أخ واحد فحسب (وهو المسمى يعقوب، والذي التقى به بولس في أورشليم مرتين)، بل كان له ما لا يقل عن أربعة أخوة هم: يعقوب، وسمعان، ويوسي (حسب إنجيل مرقس، ويوسف حسب إنجيل متى)، ويهوذا. وذلك عدا الأخوات.>> المصدر: الصّليبي، كمال، البحث عن يسوع (قراءة جديدة في الأناجيل)، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى، 1999، ص49. وبعد أن صُلب يسوع لمطالبته بالملك.. خلفه أخاه يعقوب.. <<ويتبين من رسالة بولس إلى أهل غلاطية (1 : 18 - 19 ؛ 2 : 1 - 9) أن بطرس شارك يعقوب أخا يسوع في تدبير أمور "الكنيسة" بأورشليم بعد تنصيب يعقوب رئيساً عليها.>> المصدر: الصّليبي، كمال، البحث عن يسوع (قراءة جديدة في الأناجيل)، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى، 1999، ص81. الخلاصة: "يسوع" المسيح المطالب بالملك وإعادة مملكة داوود.. فشل في دعوته فصُلب.. ثم خلفه أخاه "يعقوب" في المطالبة بالملك (لكونهم من نسل داوود).. واسم والدة "يسوع" ليس "مريم".. ولكن هنا يبرز السؤال: من أين أتى اسم "مريم"؟ من أسقط اسم أم "عيسى" على أم "يسوع"؟
"بولس" تائه في المتاهة.. بَحَثَ عن مصدر فوقع على شخص آخر.. النصارى وإنجيل "عيسى" ابن مريم: بداية دخل المتاهة "بولس الرسول" (لم يكن من تلاميذ يسوع ولم يقابله قط) فضاع وخلط بين "يسوع" و"عيسى".. ثم أضاع الجميع معه.. كيف حدث هذا؟.. فلنقرأ ما كتب "بولس" بيده: رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية (1 : من 13 وحتى 18): "فإنكم سمعتم بسيرتي قبلاً في الديانة اليهودية أني كنتُ أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها. وكنتُ أتقدم في الديانة اليهودية علي كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنتُ أوفر غيرة في تقليدات آبائي. ولكن لما سرّ الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه فيَّ لأبشّر به بين الأمم للوقت لم أستشر لحماً ودماً ولا صعدتُ إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقتُ إلى العربية ثم رجعتُ أيضاً إلى دمشق. ثم بعد ثلاث سنين صعدتُ إلى أورشليم لأتعرف ببطرس فمكثتُ عنده خمسة عشر يوماً." ولنبرز هنا في كلام "بولس" الجملة التالية: " للوقت لم أستشر لحماً ودماً ولا صعدتُ إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقتُ إلى العربية... لماذا ذهبتَ إلى العربية يا "بولس"؟.. وماذا وجدتَ في العربية يا "بولس"؟.. لنقرأ رأي "كمال الصليبي": <<يستفاد من "العهد الجديد" بأن أتباع يسوع "الناصري" عُرفوا في أورشليم بـ "شيعة الناصريين" أو "النصارى" (Nazaraioi) (أعمال الرسل 24 : 5) قبل أن يتسموا "مسيحيين" (Christianoi) للمرة الأولى في أنطاكية (أعمال الرسل 11 : 26). وكان مذهب "النصارى" يسمى "الطريق" (hodos كما في أعمال الرسل 9 : 2)، أو "طريق الرب" (hodos tou kuriou كما في أعمال الرسل 18 : 25؛ قابل مع التسمية الإسلامية للمذاهب الصوفية بـ "الطرق"، وبالمفرد "طريقة").... ويبدو أن مذهب النصارى الذي هو "الطريق" كان مركزه أصلاً في "العربية" (أي بلاد العرب) قبل أن تنتقل به جماعة يسوع إلى فلسطين. وعندما تبيّن لبولس - وهو اليهودي المتعلم، والفريسي أصلاً - بأن يسوع هو المسيح بالفعل، لم يشأ أن يتوجه من دمشق إلى أورشليم ليتلقى المعلومات عن مذهبه من أتباعه النصارى الذين بقوا هناك، وهم الذين كانوا "عاميين" و "عديمي العلم" (أعمال الرسل 4 : 13) ، بل توجه فوراً إلى "العربية" ليقف على حقيقة أمر "الطريق" من مصدرها الأصلي. ويبدو أن ما وجده بولس في "العربية" وعاد به إلى دمشق هو "الرقوق" (membrana) التي يتحدث عنها في الرسالة الثانية التي بعث بها من سجنه في روما إلى "الابن الحبيب" تيموثاوس، في أواخر حياته، إذ يقول (2 تيموثاوس 4 : 9 - 13) "بادر أن تجيء إليّ سريعاً.... لوقا وحده معي.... الرداء الذي تركته في ترواس (مقاطعة بغرب الأناضول).... أحضره [معك] متى جئت، والكتب أيضاً، ولاسيما الرقوق." يتضح من هذا الكلام أن بولس كانت لديه "رقوق" مهمة يعتمد عليها كأصول لتبشيره بـ "المسيح يسوع" ثم بـ "يسوع المسيح"، مهما كان مصدر هذه الرقوق. وهي التي كان لوقا وتيموثاوس، في الأقل، من بين أتباع بولس، على علم بوجودها. ولعل هذه "الرقوق" بقيت موجودة بعد وفاة بولس إلى حين، فاستُخدمت كمصادر في كتابة الأناجيل ثم ضاعت، أو أُتلفت.>> المصدر: الصّليبي، كمال، البحث عن يسوع (قراءة جديدة في الأناجيل)، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى، 1999، ص107 - 109. هل هذه الرقوق هي إنجيل الأبيونيين؟ أو ما يسمى "إنجيل العبرانيين"؟ إنجيل "عيسى" وليس إنجيل "يسوع"؟ عيسى ابن مريم.. ليس يسوع.. هل اختلط عليك الأمر يا "بولس"؟.. هل قمتَ بإسقاط اسم أم "عيسى" على أم "يسوع"؟.. هل أخذت قصة ولادة "عيسى" وإنجيله "إنجيل العبرانيين" فمزجته بقصة "يسوع" والروايات عنه (أناجيله)؟.. <<في سورة النساء من القرآن (الآية 157) أن الحديث عن قتل اليهود لـ "المسيح عيسى ابن مريم" (وليس لـ "يسوع") ما هو إلا ظن مشكوك ومختلف فيه، إذ إنهم "ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم". ومن وجوه الشبه بين "يسوع" بالآرامية "يشوع") و"عيسى" هو الاسم إذا ما كتب بالأحرف اليونانية الخالية من حرفي الشين والعين، بحيث يصبح من الممكن كتابة الاسمين، مع لاحقة المذكر اليونانية للاسماء، بشكل واحد وهو Iesous. ولعل المصدر الآرامي الذي يتحدث عن عيسى ابن مريم (وليس عن يسوع بن يوسف النجار) كما يتحدث عنه القرآن ما كان إلا إنجيل "شيعة النصارى" من بني إسرائيل، ومن هذه الشيعة يسوع وأتباعه. والمعروف عن هؤلاء النصارى أنهم كانوا يتبعون شريعة موسى، مثلهم مثل اليهود، لكن كان لهم أيضاً إنجيل خاص بهم مكتوب بالآرامية تشير إليه الكتابات المسيحية القديمة. وهو إنجيل لم يعثر عليه إلى اليوم، ربما لأن الكنيسة المسيحية "الرسولية" أتلفته في وقت ما. ولا بد أن ورقة بن نوفل، وهو القس النصراني الذي عاصر بداية الإسلام بمكة، كان يعتمد هذا الإنجيل الآرامي بالذات. إذ يرد في صحيح البخاري أن ورقة كان يكتب من الإنجيل بـ "العبرانية"، بمعنى الآرامية في مفهوم ذلك العصر. ويبدو مما سبق أن هذا الإنجيل الآرامي كان يقول عن عيسى ابن مريم ما يقوله القرآن تقريباً، أو ربما تماماً.>> المصدر: الصّليبي، كمال، البحث عن يسوع (قراءة جديدة في الأناجيل)، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى، 1999، ص115 و 116. توضيح الصورة المتبقية من خريطة المتاهة: "بولس الرسول" (لم يكن من تلاميذ يسوع ولم يقابله قط) هو من سلك الدرب الخاطئ في بحثه عن حقيقة "يسوع" فضاع في المتاهة حين خلط بين "يسوع" و"عيسى" لتشابه الأسماء.. فعثر على "إنجيل العبرانيين" الذي يتحدث عن ولادة "عيسى" من العذراء مريم.. ثم عاد وقد حمل معه نسخة من "إنجيل العبرانيين" على شكل رقوق.. وقابل التلاميذ وأخبرهم بما عرف.. فاختلط الأمر على أغلب التلاميذ.. وشاعت قصة الولادة من العذراء مريم على أنها قصة ولادة "يسوع".. كتب بعض تلاميذ يسوع أناجيلاً.. أحدهم أخذ من أحداث الولادة "العجائبية" لعيسى على أنها ليسوع ولكن مضيفاً ومتصرفاً: إنجيل متى.. وفعل كذلك مساعد "بولس الرسول" ولكن متقيداً بمضمون الرقوق ومتصرفاً في دمج الشخصيتين: إنجيل لوقا.. عدا التلميذ "يوحنا" الذي لم يقع في الخطأ فألمح أن اسم أم يسوع ليس "مريم" ولم يتطرق لأحداث الولادة المشكوك بها: إنجيل يوحنا.. وأيضاً إنجيل مرقس قد أغفل الولادة هو الآخر.. وأما الأناجيل الغير المعتمدة: ما وصلنا منها ناجياً من الإتلاف فقد أخذ بعضها من قصة الولادة "العجائبية" للعذراء مريم.. فنقل ما نقل (عن الرقوق كمصدر) وحوّر ما حوّر، وأضاف ما أضاف..... فجاءت النتيجة أن مجموع عمليات النقل والتعديل والدمج والتحوير والإضافة جعلت من المتاهة أكبر وأعقد وأصعب حلاً..
تجميع الخيوط لنسج الإنجيل الضائع.. هدف هذا الفصل هو البحث عن محتوى إنجيل النصارى (الأبيونيين) الذي يتحدث عن عيسى ابن مريم والمكتوب بالآرامية أو بالعبرانية (مصدر رئيس للقرآن عن طريق ورقة بن نوفل) واشتقاق مضمونه مما تبقى من المصادر الأخرى (أناجيل مقتبسة منه وقد تكون جزءً منه وقد تكون تحويراً عنه..) بالمقارنة مع المُقتبس المباشر (القرآن): المصادر المقتبسة منه (وقد تكون جزءً منه وقد تكون تحويراً عنه..): إنجيل لوقا (إنجيل معتمد)، إنجيل يعقوب، إنجيل متى المنحول، إنجيل الطفولة المنحول إلى توما، إنجيل الطفولة العربي، إنجيل الطفولة اللاتيني و إنجيل مولد مريم المنحول. المُقتبس المباشر: القرآن. وسنذكّر هنا بما أوردناه في مقدمة هذا الموضوع: "حاولنا الاعتماد على المصادر العربية قدر الإمكان حتى في المترجم عن الانكليزية أو الفرنسية، كي لا نقع في مطب التلاعب في الترجمة، فتظل بذلك مسؤولية الدقة في الترجمة عائدة على المترجم وليس على شخصنا، لاسيما أن النصوص الأصلية (الأناجيل) هي ليست لا إنكليزية ولا فرنسية.. لنصل في النهاية إلى ترجمة عن ترجمة عن ترجمة.. فيزداد بذلك التحريف أو التشويه أو التلاعب عمقاً وقد يكون التغيّر فادحاً.. لذا، فقد اخترنا منهجاً مختلفاً: حاولنا أخذ عدة ترجمات عربية عن مصادر مختلفة (فرنسية أو إنكليزية) والتي بدورها ترجمت بأساليب مختلفة عن الأصل المتاح لها بلغات أخرى.. ليكون بهذا ما وصلنا من مضمون مشترك ومتوافق باللغة العربية - دون الصياغة اللغوية - هو المضمون الأقرب للأصل.. لنصل في هذا الموضوع إلى المضمون التقريبي (باللغة العربية) للإنجيل الضائع.." وسنضيف أيضاً توضيحاً لهذا المنهج: نحن بحاجة لقاسم مشترك (توافق في الرواية) حول مضمون ما، يأتينا من مصدرين مختلفين على الأقل لتثبيت صحة كون هذا المضمون هو المضمون الأصلي المنقول منه من قبل كلا المصدرين.. كل قاسم مشترك يرد في كلا المصدرين هو مُعتمد وكل تناقض أو تباين هو تعديل محتمل عن المضمون الأصلي إذاً لا يُعتمد.. المصدر الثابت (هو دوماً مصدراً للمقارنة والتحقق لكونه مقتبساً مباشراً عن طريق ورقة بن نوفل) هو المُقتبس المباشر: القرآن.. المصدر الثاني المتغير (يتم فيه المقارنة مع القرآن لإيجاد القاسم المشترك، قد يتم المقارنة بين ثلاث ترجمات عربية لنفس المصدر للوصول للمضمون وليس للصياغة) هو المصادر المقتبسة من الإنجيل الضائع (وقد تكون جزءً منه وقد تكون تحويراً عنه..): إنجيل لوقا (إنجيل معتمد)، إنجيل يعقوب، إنجيل متى المنحول، إنجيل الطفولة المنحول إلى توما، إنجيل الطفولة العربي، إنجيل الطفولة اللاتيني و إنجيل مولد مريم المنحول. بعد بحثنا ومقارناتنا استطعنا استنباط المضمون الأكثر قرباً لجزء مهم من الإنجيل الضائع لعيسى ابن مريم.. قد يكون الإنجيل الأصلي يحوي معلومات أكثر مما توصلنا له ولكنها حالياً ما تزال مجهولة لغياب مصدر ثاني للتثبت من صحتها.. لنقل أن ما توصلنا له هو الحد الأدنى للمضمون الصحيح لإنجيل عيسى ابن مريم وذلك لتلف وغياب أي مصادر أخرى (سندرج في الملاحق المصادر كما وصلتنا والأقسام المستفاد منها).. بناء على ما أسلفنا، نقدم لكم هذا المضمون للإنجيل الضائع لعيسى ابن مريم:
إنجيل عيسى ابن مريم قصص في الإنجيل منقولة عن التوراة (لا تهمنا هنا كثيراً لكونها لا تتطرق لعيسى مباشرة ولكن سنذكرها بإيجاز): المصادر: القرآن (سور مريم و الأنبياء و يونس.. وغيرهم) والتوراة. إبراهيم كان نبياً صدّيقاً، دعا لعبادة الله والكف عن عبادة الآلهة الأخرى، ثم اعتزل قومه، ووهبه الله إسحاق ويعقوب ابن إسحاق وكان كلاهما أنبياء. إسماعيل كان صادق الوعد وكان نبياً رسولاً. موسى كان مخلصاً وكان نبياً رسولاً وكلمه الله وأخاه هارون الذي كان نبياً أيضاً. ولادة مريم ودخولها الهيكل: المصادر: القرآن (سورة آل عمران) وإنجيل يعقوب (ثلاث ترجمات مختلفة) وإنجيل متى المنحول (من النت) وإنجيل مولد مريم المنحول (من النت) وإنجيل لوقا (1 : 9). تعلم أنها حبلت، فنذرت وقالت: رب، إني نذرت لك ما في بطني أياً يكن، ليخدمك طول حياته، فتقبله مني. بعد أن وضعت، وعلمت أنها أنثى، أسمتها مريم. تقبلها أيها الرب، وباركها. دخلت مريم الهيكل، وكانت تحصل على رزقها من عند الرب. وكفلها زكريا، بعد أن وقع عليه اختيار قرعة الرب ممن تقدموا بعيدانهم ليكفلوا مريم. زكريا والبشرى بيحيى: المصادر: القرآن (سور آل عمران و مريم و الأنبياء) وإنجيل لوقا. في الهيكل دعا زكريا الرب أن تكون له ذريّة. وهو يصلي، سمع زكريا صوتاً يبشره، من عند الرب، بابناً اسمه يحيى، عظيماً أمام الرب، مصدقاً، باراً، تقياً ونبياً من الصالحين. فقال زكريا، كيف يكون لي هذا وأنا شيخ متقدم في أيامي وامرأتي عاقرٌ. قال، يفعل الله ما يشاء. قال، أظهر لي عجيبة. قال، ها أنت تكون صامتاً إلى ذلك اليوم، لا تكلم الناس إلا بالرمز والإيماء. خرج زكريا إلى قومه وأومأ إليهم أن يسبحوا، وأتم هو أيام تسبيحه في الهيكل. بشارة مريم بعيسى: المصادر: القرآن (سور آل عمران و مريم و الأنبياء و التحريم) وإنجيل لوقا وإنجيل يعقوب (ثلاث ترجمات مختلفة) وإنجيل متى المنحول (من النت) وإنجيل مولد مريم المنحول (من النت). صوت من عند الرب يكلم مريم، ويقول لها إن الرب ميزها واصطفاها على جميع النساء. ويبشرها بأنها ستحبل بكلمة الرب، وستلد ابناً يدعى عيسى، وسيكون عظيماً. فقالت، كيف يكون لي هذا وأنا لم يمسني رجلاً. قال، كل شيء عند الله ممكن، فإن شاء يقول له كن فيكون. فقامت مريم واختلت بنفسها بعيداً عن قومها. وظهر لها روح من الله وظللها، وهو كملاك على هيئة بشر. فخافت مريم منه واضطربت، فقال، أنا رسول الرب لأهبك غلاماً مقدساً. قالت ليكن كما يشاء الرب. ولادة يحيى وتسميته: المصادر: القرآن (سورة مريم) وإنجيل لوقا. ولما ولدت امرأة زكريا، سُمّي المولود يحيى، ولم يكن قد سُمّي أحد في عشيرته بهذا الاسم. ولادة عيسى: المصادر: القرآن (سور آل عمران و المائدة و مريم) وإنجيل يعقوب (ثلاث ترجمات مختلفة) وإنجيل متى المنحول (ثلاث ترجمات مختلفة) وإنجيل الطفولة العربي وإنجيل الطفولة المنحول إلى توما (من النت) وإنجيل الطفولة اللاتيني. حبلت مريم ورحلت بعيداً عن قومها. تعبت مريم وجلست قرب نخلة. تكلم الطفل عيسى أن تحصل مريم على ثمر النخلة وأن تنبع الماء من تحتها، فأكلت مريم وشربت. قوم مريم يلومونها لفعلتها. يتكلم الطفل عيسى في مهده فيشهد بأنه نبياً رسولاً لله. وكان عيسى مباركاً، حكيماً صالحاً وباراً بوالدته مريم. عجائب الطفل عيسى: المصادر: القرآن (سورتي آل عمران و المائدة) وإنجيل الطفولة المنحول إلى توما (ترجمتين مختلفتين) وإنجيل الطفولة العربي وإنجيل متى المنحول (من النت). كان الطفل عيسى يصنع طيوراً من طين، ثم يجعلها طيوراً حية. وكان يشفي المرضى والبرص ويحي الموتى.
ملاحظات لابد منها.. حول إنجيل برنابا: في استنباطنا لمضمون إنجيل عيسى ابن مريم لم نعتمد على إنجيل برنابا كمصدراً للمعلومات، وذلك لكون نص إنجيل برنابا الذي وصلنا يحوي ذكراً لمحمد.. وهذا يدل (إن لم نكن نؤمن بالأعاجيب والتنبؤات - وهذا ليس منهجاً علمياً) أن كاتب هذا الإنجيل (في نصه الذي وصلنا) قد جاء بعد محمد واستفاد من القرآن كمصدراً لمعلوماته بالإضافة لأناجيل أخرى (بعملية اقتباس ودمج وتحوير وتحريف)، مستخدماً إنجيله كوسيلة لدعم فكرة أن محمد هو رسول الله، وبذلك فقد يكون كاتب إنجيل برنابا كتب إنجيله معتمداً على القرآن كمصدراً لاقتباساته، ما قد يوقعه في خطأ تأكيد أو تحوير أو تأويل معلومة واردة في القرآن رغم عدم وجودها في مضمون إنجيل عيسى ابن مريم، مما يجعله مصدراً مقتبساً عن القرآن ولكن بمنهج غير علمي ومبني على أهواء وأهداف مشكوك بها.. فهو بالتالي: مقتبِس (ولكن بتصرف مشكوك به) عن مقتبِس (القرآن) الناقل عن المصدر الأصلي الضائع وهو "إنجيل عيسى ابن مريم".. حول يوسف النجار: بناءاً على فرضية أن يسوع هو ليس عيسى ابن مريم.. يمكننا افتراض أن يسوع هو ابن يوسف النجار من أم مجهولة الاسم.. وهكذا لا نجد أي ذكر ليوسف في القرآن المقتبس مباشرة من إنجيل عيسى ابن مريم.. ما حتم علينا إغفال أي ذكر ليوسف في الإنجيل المستنبط.. واعتبار أن كل ذكر له في باقي الأناجيل المصادر هو مجرد محاولة من قبل المؤلفين للأناجيل بهدف التوفيق بين الشخصيتين (عيسى ويسوع) لجمعهما في شخصية واحدة (إحدى نتائج المتاهة).. وهذا ما يظهر في إسقاط شخصية كفيل مريم (زكريا) على يوسف، حيث ألبس كاتبوا الأناجيل حادثة قرعة الأقلام (العيدان) بهدف كفالة مريم على يوسف بدلاً من زكريا (كفيل مريم في القرآن).. حول تاريخ تواجد نسخ من إنجيل عيسى ابن مريم: نحن نعلم أن بولس الرسول قد حمل الرقوق معه من "العربية" حوالي 35 م.. وهذه الرقوق على الأغلب كانت تحوي نسخة من إنجيل عيسى ابن مريم.. وبقيت النسخة الأصلية التي نقل عنها (نسخاً أو ترجمةً) بولس رقوقه في "العربية".. وصل الكتاب (باللغة العبرانية) إلى يد ورقة بن نوفل، وهو إما الإنجيل الأصلي لعيسى ابن مريم أو نسخة عنه.. إذاً فنحن نعلم أن إنجيل عيسى ابن مريم (أو نسخ عنه) قد بقي دون أن يتم إتلاف كامل نسخه من ما قبل عام 35 م (لا نستطيع تحديد تاريخ سابق بدقة مؤكدة) وحتى مجيء محمد والدين الإسلامي.. وأما بعد محمد فلا دليا على بقاء أي نسخة من إنجيل عيسى ابن مريم.. حول العجائب في إنجيل عيسى ابن مريم: نحن حين استنبطنا إنجيل عيسى ابن مريم وتوصلنا للمضمون الذي كان مكتوباً فيه، قمنا بذلك بغض النظر عن صحة العجائب وحقيقة حدوثها من عدمه.. فتلك العجائب وإمكانية تصديقها من قبل القارئ تظل مرتبطة بإيمانه الديني بالعجائب والمعجزات.. فبنظرنا: إن الكاتب المجهول لإنجيل عيسى ابن مريم الضائع ربما عاين أو سمع أو نقل عن أصل أقدم، وربما بالغ أو أضاف أو حذف أو عدّل.. فهذا الإنجيل الذي استنبطناه هو - كما نتوقع - المضمون الذي كان بين يدي ورقة بن نوفل ووصل عن طريقه لمحمد.. وبالتالي فإن هذا الكاتب المجهول لإنجيل عيسى ابن مريم قد لا يكون ذو مصداقية ولا يمتلك المنهجية الصحيحة للتحقق من العجائب وصحة أو حقيقة حدوثها.. وسنقدم في الفصل التالي تحليلاً عقلانياً لمضمون الإنجيل ومحاولة منطقية لكشف حقيقة ما حدث..
تحليل مضمون إنجيل عيسى ابن مريم.. وحقيقة ما حدث.. قصص في الإنجيل منقولة عن التوراة (لا تهمنا هنا كثيراً لكونها لا تتطرق لعيسى مباشرة ولكن سنذكرها بإيجاز): إبراهيم كان نبياً صدّيقاً، دعا لعبادة الله والكف عن عبادة الآلهة الأخرى، ثم اعتزل قومه، ووهبه الله إسحاق ويعقوب ابن إسحاق وكان كلاهما أنبياء. (لا مشكلة منطقية فيها.. تبقى مرتبطة بصحة الزعم بالنبوة..) إسماعيل كان صادق الوعد وكان نبياً رسولاً. (لا مشكلة منطقية فيها.. تبقى مرتبطة بصحة الزعم بالنبوة..) موسى كان مخلصاً وكان نبياً رسولاً وكلمه الله وأخاه هارون الذي كان نبياً أيضاً. (كما زعم الأخوان بالاتفاق فيما بينهما.. فلا وجود للشهود على تكلم الله معهما أو مع أحدهما..) ولادة مريم ودخولها الهيكل: تعلم أنها حبلت، فنذرت وقالت: رب، إني نذرت لك ما في بطني أياً يكن، ليخدمك طول حياته، فتقبله مني. (لا مشكلة منطقية فيها.. تبقى مرتبطة بإيمانها..) بعد أن وضعت، وعلمت أنها أنثى، أسمتها مريم. (لا مشكلة منطقية فيها..) تقبلها أيها الرب، وباركها. (لا مشكلة منطقية فيها.. تبقى مرتبطة بإيمانها..) دخلت مريم الهيكل، وكانت تحصل على رزقها من عند الرب. (قد يكون مصدر الرزق هو ما يقدمه المؤمنون للهيكل..) وكفلها زكريا، بعد أن وقع عليه اختيار قرعة الرب ممن تقدموا بعيدانهم ليكفلوا مريم. (لا مشكلة منطقية فيها.. تبقى مرتبطة بصحة نسب نتيجة القرعة للرب..) زكريا والبشرى بيحيى: في الهيكل دعا زكريا الرب أن تكون له ذريّة. (لا مشكلة منطقية فيها.. تبقى مرتبطة بإيمانه.. ولكن يستفاد منها في توقع أن دعاء زكريا كان يتكرر.. وقد سمعه رجل ما في الهيكل فقرر استغلال هذه الظروف لتنفيذ مآربه التي ستتضح في المقطعين التاليين..) وهو يصلي، سمع زكريا صوتاً يبشره، من عند الرب، بابناً اسمه يحيى، عظيماً أمام الرب، مصدقاً، باراً، تقياً ونبياً من الصالحين. (يمكن نسب الصوت لذاك الرجل الذي كان مختبئاً في مكان قريب.. يستغل الرجل إيمان زكريا وتوقه لذريّة عظيمة كالأنبياء.. وذلك بهدف التستر على فعلة الرجل التي ستتضح في المقطع التالي.. أما عن اسم المولود وجنسه فسيتم تعليله في فقرة لاحقة من الإنجيل..) فقال زكريا، كيف يكون لي هذا وأنا شيخ متقدم في أيامي وامرأتي عاقرٌ. (بعد أن كان يعلم ذلك الرجل توق زكريا وزوجته لذريّة وذلك من تكرار دعاء زكريا.. اضطجع هذا الرجل مع زوجة زكريا - بخدعة سنفهم حبكتها حين سيكررها مع مريم في الفقرة التالية من الإنجيل - فحبلت زوجة زكريا من ذلك الرجل.. وبالتالي فهي لم تكن عاقراً وإنما العيب من زكريا نفسه.. واستغل ذاك الرجل تلك الظروف..) قال، يفعل الله ما يشاء. (الرجل يستغل إيمان زكريا بالله وبالعجائب..) قال، أظهر لي عجيبة. (الشك يعتمر قلب زكريا..) قال، ها أنت تكون صامتاً إلى ذلك اليوم، لا تكلم الناس إلا بالرمز والإيماء. (نحن لا نعلم في الحقيقة ما أجاب ذلك الرجل زكريا.. فلا يوجد شهود.. ربما وبخه على شكه وتوعده بإشارة من عند الله قبل ذلك اليوم كنوع من تركه لأوهامه حتى وقت غامض قد يمتد حتى ولادة زوجته.. فتغلب الإيمان عند زكريا على شكه وساهم في ذلك توقه لذريّة.. خشي زكريا المؤمن عقاب الله على شكه فصمت أو بح صوته أو أصابته أي حالة نفسية انعكست على صوته.. فظن زكريا أن هذه هي الإشارة..) خرج زكريا إلى قومه وأومأ إليهم أن يسبحوا، وأتم هو أيام تسبيحه في الهيكل. (لا مشكلة منطقية فيها.. تبقى مرتبطة بإيمانه..) بشارة مريم بعيسى: صوت من عند الرب يكلم مريم، ويقول لها أن الرب ميزها واصطفاها على جميع النساء. (نرجح أن ذات الرجل الذي خدع زكريا وزوجته هو من حاول إعادة الكرة مع مريم وبذات الطريقة.. تكلم معها مختبئاً في مكان قريب.. وبدأ غوايته بالمديح واللعب على إيمان مريم..) ويبشرها بأنها ستحبل بكلمة الرب، وستلد ابناً يدعى عيسى، وسيكون عظيماً. (متابعة اللعب على الإيمان والنبوءة بمستقبل الوليد.. أما عن اسم المولود وجنسه فسيتم تعليله في الفقرة التالية من الإنجيل..) فقالت، كيف يكون لي هذا وأنا لم يمسني رجلاً. (لا مشكلة منطقية فيها..) قال، كل شيء عند الله ممكن، فإن شاء يقول له كن فيكون. (الرجل يستغل إيمان مريم بالله وبالعجائب..) فقامت مريم واختلت بنفسها بعيداً عن قومها. (على الأغلب تحت طلب الرجل، بعد انطلاء الخدعة على مريم واكتمال الغواية.. مكاناً بعيداً عن قومها اتفقا عليه، هو مكان اللقاء المرتقب..) وظهر لها روح من الله وظللها، وهو كملاك على هيئة بشر. (كما بدا في ناظري مريم المفتونة والمخدوعة..) فخافت مريم منه واضطربت، فقال، أنا رسول الرب لأهبك غلاماً مقدساً. (شكت مريم وخافت.. فتابع الرجل خدعته لاعباً على إيمانها..) قالت ليكن كما يشاء الرب. (تم ما تم..) ولادة يحيى وتسميته: ولما ولدت امرأة زكريا، سُمّي المولود يحيى، ولم يكن قد سُمّي أحد في عشيرته بهذا الاسم. (لا مشكلة منطقية فيها.. سوى أن الرجل الذي خدع زكريا وزوجته ومن ثم مريم هو من اختار الاسم للمولود.. وفعل ذات الأمر مع مريم.. تبقى المعضلة التالية: كيف علم أن المولودين سيكونان ذكرين ليسميهما في حواريه المنفصلين - في الفصلين السابقين من الإنجيل - مع كلاً من زكريا ومريم؟.. الحل المنطقي يكون بأنه لم يعلم.. ولكنه لم يتنبأ بجنسيهما ولا فرض الأسمين لا في حواره مع زكريا ولا في الآخر مع مريم.. فلا شهود على الحوارين.. وقد فرض الاسمين في حوارين تاليين.. ولكن تم دمج حوارين في الهيكل مع زكريا في حوار واحد.. حوار بعد الولادة تم فيه اختيار اسم المولود تم دمجه مع حوار ما قبل الولادة.. وتمت ذات عملية الدمج للحوارين مع مريم.. يبقى أنه يمكننا الاستنتاج - من الجملة الواردة في هذه الفقرة من الإنجيل - أن ذلك الرجل لم يكن من عشيرة زكريا، وأن اسم "يحيى" هو اسم قد يكون دارجاً في عشيرة ذاك الرجل.. وسنخصص الفصل التالي من موضوعنا لمحاولة تحديد شخصية هذا الرجل الغامض X وتقدير نسبه..) ولادة عيسى: حبلت مريم ورحلت بعيداً عن قومها. (لا مشكلة منطقية فيها.. لاسيما أنها خشيت الفضيحة..) تعبت مريم وجلست قرب نخلة. (لا مشكلة منطقية فيها..) تكلم الطفل عيسى أن تحصل مريم على ثمر النخلة وأن تنبع الماء من تحتها، فأكلت مريم وشربت. (على حد زعم مريم.. فلا يوجد شهود..) قوم مريم يلومونها لفعلتها. (لا مشكلة منطقية فيها..) يتكلم الطفل عيسى في مهده فيشهد بأنه نبياً رسولاً لله. (مبالغة أو اختلاق بهدف إضفاء نوع من العجائبية على الحادثة.. قد يكون تبناها من آمن بنبوة عيسى وصدّق زعم أمه مريم.. وذلك لغاية إخفاء الإثم الذي ارتكبته..) وكان عيسى مباركاً، حكيماً صالحاً وباراً بوالدته مريم. (لا مشكلة منطقية فيها..) عجائب الطفل عيسى: كان الطفل عيسى يصنع طيوراً من طين، ثم يجعلها طيوراً حية. (مبالغة أو اختلاق بهدف إضفاء نوع من العجائبية على قدرات عيسى.. قد يكون تبناها من آمن بنبوة عيسى.. لغاية إثبات نبوته..) وكان يشفي المرضى والبرص ويحي الموتى. (مبالغة أو اختلاق بهدف إضفاء نوع من العجائبية على قدرات عيسى.. قد يكون تبناها من آمن بنبوة عيسى.. لغاية إثبات نبوته.. وقد تكون نوع من المبالغة أو التصور العجائبي لحقيقة بسيطة هي كون عيسى قد عمل في الطب العربي وطب الأعشاب..) الرجل الغامض X الأب الحقيقي ليحيى وعيسى.. وتقدير نسبه.. بعد تحليل مضمون إنجيل عيسى ابن مريم في الفصل السابق.. توصلنا إلى مجموعة من النقاط قد تساعدنا على تقدير شخصية الرجل الغامض X الأب الحقيقي ليحيى وعيسى.. والنقاط هي التالية: 1 - هو رجل يمكنه التواجد في الهيكل.. و يتكلم اللغة العبرية (العبرانية).. لغة زكريا ومريم.. 2 - اسم "يحيى" كما اسم "عيسى" قد يكونا دارجين في عشيرة ذاك الرجل، أو يعنيان له شيئاً.. وهو ليس من عشيرة زكريا.. 3 - قد يكون ذاك الرجل يكن حقداً وعدم احترام لقدسية الهيكل وتجاه عشيرة زكريا وعائلة مريم ما دفعه لفعل فعلتيه.. ●-;- ومن النقطة الثالثة ننطلق في بحثنا: حتى نتفهم سبب حقد وعدم احترام الرجل الغامض X تجاه زكريا وزوجته وعائلة مريم سنبحث في شخصياتهم ونسبهم.. أما حول زكريا وزوجته فإن ما نعرفه عن شخصيتيهما أو نسبهما فيردنا من مصدر واحد غير كامل الموثوقية: "كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا و امراته من بنات هرون و اسمها اليصابات، و كانا كلاهما بارين امام الله سالكين في جميع وصايا الرب و أحكامه بلا لوم" إنجيل لوقا (1 : 5 - 6) ويمكننا معرفة نسب مريم من مصدرين مختلفين غير متناسقين على الإطلاق: المصدر الأول - من الأناجيل التي استفدنا منها لاستخلاص إنجيل عيسى ابن مريم لا نصل لنسب موثوق لمريم لكون كاتبيها حُرفوا وحُوروا في الخلط مع يسوع ابن يوسف.. ولكن سنبحث في النسب المذكور وهو: "نقرأ في سجلات أسباط إسرائيل الاثنى عشر أن يواقيم كان غنيًّا جدًا ويقدَّم لله قرابين مضاعفة، قائلا في قلبه: "لتكن خيراتي للشعب كلّه، من أجل مغفرة خطاياي لدى الله، ليُشفق الربّ عليَّ". وحلَّ عيد الربّ الكبير وكان أبناء إسرائيل يأتون بقرابينهم، فاحتجَّ راؤبين على يواقيم، قائلاَّ: "لا يحق لك أن تقدم قربانك، لأنك لم تنجب ذرية في إسرائيل".. وكانت امرأته حنة تعاني حزنًا مضاعفًا.." المصدر: إنجيل يعقوب (من النت) و "يواكيم يقود ابنته مريم إلى الهيكل." المصدر: إنجيل يعقوب (ترجمة أبو موسى الحريري) وأيضاً: " كان في إسرائيل رجل اسمه يواقيم، من سبط يهوذا، كان يرعى أغنامه، خائفًا الله في بساطة قلبه واستقامته، وليس له من همًّ آخر سوى همَّ قطعانه، التي كان يستخدم منتجاتها لإطعام الذين كانوا يخافون الله، مقدَّمًا قرابين مضاعفة في خوف الربّ، ومغيثًا المعوزين وكان يضع ثلاث حصص من خرافه، وأرزاقه وكلّ الأشياء التي يملكها؛ ويعطي واحدة للأرمل، واليتامى، والغرباء والفقراء؛ والأخرى للمنذورين لخدمة الله، ويحتفظ بالثالثة لنفسه وكل بيته. وقد ضاعف الله قطعيه (نتوقع بأنه خطأ إملائي ورد في الترجمة ونرجح أن المقصود "قطيعه") بحيث لم يكن هناك أحد يمكن أن يًقارن به في كلّ بلاد إسرائيل. وبدأ يسلك هكذا منذ الخامسة عشرة من عمره. وعندما بلغ العشرين من عمره، اتخذ امرأةً حنة، ابنة يساكر، التي كانت من نفس سبطه، من سبط يهوذا، من نسل داود؛ وبعدها سكن عشرين عامًا معها، لم يُرزَق منها أولادًا." المصدر: إنجيل متى المنحول (من النت)
وكذلك: "نشأت الطوباوية والمعظَّمة مريم الدائمة البتوليّة، من سلالة داود الملكية ومن عائلته، وُلدت في مدينة الناصرة، وتربت في أُورشليم، في هيكل الربّ. وكان والدها يُسَمَّي يواقيم وأُمها، حنة. وكانت عائلة أبيها من الجليل ومن مدينة الناصرة؛ ولكن عائلة أُمها كانت من بيت لحم.... وحدث عندما اقترب عيد التكريس أن يواقيم صعد إلى أُورشليم مع بعض الأفراد من سبطه، وكان إيساشار (Issachar)، في ذلك الوقت، رئيسًا للكهنة." المصدر: إنجيل مولد مريم المنحول (من النت) المصدر الثاني - من القرآن بكونه المقتبس المباشر من إنجيل عيسى ابن مريم.. مريم هي ابنة عمران واسم أخيها هارون (سورة آل عمران 35 و سورة مريم 28) المقارنة بين المصادر والحل: في محاولتنا للتحقق من نسب كل من زكريا ومريم ارتأينا أن نبدأ باستعراض الأسماء الواردة في كل المصادر علنا نعثر بينها على روابط.. وها هي الأسماء: زكريا - ابيا - هرون (هارون) - اليصابات - يواقيم (يواكيم) - راؤبين - حنة - يهوذا - يساكر - إيساشار - عمران. بعد استبعاد اسم "داود" لكونه محاولة مكشوفة لزج نسب "يسوع" في نسب "عيسى" قام بها كاتبا إنجيل متى المنحول (من النت) وإنجيل مولد مريم المنحول (من النت).. ومع الورود المتكرر لـ "أسباط إسرائيل" (أولاد يعقوب - الملقب بـ "إسرائيل" - الاثني عشر وذريتهم) في المصادر المختلفة، توجب علينا البحث في أسماء هذه الأسباط وذريتهم.. فتوصلنا للتالي (التوراة مصدراً رئيسياً): زكريا أكثر من شخصية تقارب قصص الإناجيل: الأولى زكريا (المشير بفطنة) ابن مشلميا ابن قوري ابن يمنة اللاوي كان بواب خيمة الاجتماع بيت الرب بيت الخيمة أيام داود الملك، وكذلك ورد اسم "يحيى" وكان بواباً لتابوت العهد في الخيمة أيام داود الملك (سفر أخبار الأيام الأول) وهو الخيار الأكثر منطقية من بين من يحملون اسم زكريا.. والثاني هو والد: "يحزيئيل بن زكريا بن بنايا بن يعيئيل بن متنيا اللاوي من بني اساف كان عليه روح الرب في وسط الجماعة" (سفر أخبار أيام الثاني).. والثالث كان كاهناً: "و لبس روح الله زكريا بن يهوياداع الكاهن فوقف فوق الشعب و قال لهم هكذا يقول الله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون لانكم تركتم الرب قد ترككم" (سفر أخبار أيام الثاني).. والرابع: النبي زكريا ابن عدو أيام الملك زربابل ابن شألتئيل (سفر عزرا).. وأيضاً: النبي زكريا ابن برخيا ابن عدو وهو النبي الذي أتته كلمة الرب برؤية (سفر زكريا).. يهوياقيم (تشابه ظاهر مع يواقيم أو يواكيم) وهو الابن الثاني ليوشيا (ابنه الأول يوحنان) من نسل الملك داود.. ومن نسله آخر ملوك مملكة داود: زربابل وشالتيئيل ابن يكنيا ابن يهوياقيم.. (سفر أخبار أيام الأول) حنة زوجة رجل يدعى ألقانة (قد يكون ألقانة ينسب بعد أجيال لقورح ابن يصهار (أو عميناداب) ابن قهات ابن لاوي ابن يعقوب - حسب سفر الأيام الأول 6).. ولدت حنة صموئيل بعد أن تضرعت ونذرت مولودها للرب لأن رحمها قد أُغلق.. وصموئيل ابن حنة هو النبي الرائي أيام داود وهو من مسح أول ملوك إسرائيل بالدهن المدعو شاول ومن بعده داود فبات ملك إسرائيل يدعى المسيح.. (سفر صموئيل الأول) هرون (هارون) أخو موسى ومريم وهم ابناء عمرام (عمران) ويوكابد (زوجته)، وعمرام (عمران) هو ابن قهات ابن لاوي ابن يعقوب (إسرائيل) ابن إسحق (إسحاق) ابن ابراهيم.. رأوبين و يهوذا و يساكر من أبناء يعقوب (إسرائيل) ابن إسحق (إسحاق) ابن ابراهيم.. أليصافان (تشابه محتمل مع أليصابات) ابن عزّيئيل ابن قهات ابن لاوي ابن يعقوب (إسرائيل) ابن إسحق (إسحاق) ابن ابراهيم.. أو ألبصافان ابن فرناخ من سبط زبولون..(سفر العدد) أليشابع (تشابه ضعيف ولكن محتمل مع أليصابات) بنت عميناداب أخت نحشون (تنسب لسبط يهوذا..) وهي زوجة هرون (هارون) أخو موسى ومريم.. وبالتالي فيربطها علاقة قربى مع مريم.. (سفر الخروج) ألياب (تشابه محتمل مع أبيا) ابن حيلون، وهو رأس لبيت (سبط) زبولون، بعد أن تم تقسيم بنو إسرائيل تحت رايات بأعلام (فرق) لبيوت آبائهم (أسباط إسرائيل) في فترة موسى وهارون.. (سفر العدد) أبيا أكثر من شخصية: أبيا (من بني العازار أو ايثامار ولدا هارون) أحد رؤساء بيت الله الأربع وعشرون أيام الملك داود (سفر أخبار الأيام الأول) وهو الخيار الأكثر منطقية من بين من يحملون اسم أبيا.. وأبيا (مرض ومات وهو غلاماً..) ابن يربعام الأفرايمي أيام رحبعام أبن سليمان أبن داوود الملك (ورد ذكره في سفر الملوك الأول)، وأبيا ابن باكر ابن بنيامين (سفر الأخبار الأول).. وأبيا ابن رحبعام ابن سليمان ابن داود الملك.. (ورد ذكره في التوراة (سفري أخبار الأيام الأول وأخبار الأيام الثاني) وفي المصدر الإنجيلي: إنجيل متى - مشكوك في النسب الذي أورده وذلك لمحاولته رسم سلالة ليسوع ابن يوسف تعود لداود الملك واختلاف هذا النسب مع نسب إنجيل لوقا..).. وأيضاً أبيا القاضي في بئر سبع وهو الابن الثاني لصموئيل (الرائي أيام داود) (ورد ذكره في سفر صموئيل الأول) وعلى ما يبدو أنها محاولة غير مؤكدة من قبل كاتب إنجيل لوقا للربط بنسب داود الملك.. النتيجة: يبقى اسم زكريا (تعددت الاحتمالات دون دليل واضح لتحديد الشخصية المطلوبة من بينها.. سوى أن الأقرب كاحتمال هو زكريا بواب الخيمة ومعه "يحيى" بواب التابوت أيام الملك داود..) الذي من فرقة أبيا (إن أهملنا التشابه المقبول نسبياً مع ألياب وفرقته ذات الراية.. وغياب الربط الواضح لشخصية من الشخصيات التي تدعى أبيا.. سوى أبيا - من بني العازار أو ايثامار ولدا هارون - وأبيا هذا كان أحد رؤساء بيت الله الأربع وعشرون أيام الملك داود..) واسم زوجة زكريا في إنجيل لوقا كان اليصابات (إن أهملنا التشابه المحتمل مع أليصافان)، واسم يواقيم (يواكيم) وزوجته حنة أبوا مريم حسب المصادر الإنجيلية.. تبقى هذه الأسماء ضائعة التفاصيل والترابط الحاسم (إن أهملنا التشابه الواضح بين قصة حنة والدة صموئيل وقصة حنة والدة مريم، ما يبرر إسقاط قصة أم صموئيل على قصة أم مريم في الأناجيل واستخدام نفس اسم الأم، وكذلك يسري الأمر على التشابه الظاهر بين يواقيم أو يواكيم مع يهوياقيم وهو من نسل داود الملك، ما يبرر استخدام اسم يهوياقيم (يواقيم أو يواكيم) كاسم لأبي مريم وذلك لإقحام النسب مع الملك داود في الأناجيل: محاولة مكشوفة لزج نسب "يسوع" في نسب "عيسى" قام بها كاتبوا الأناجيل).. أما عن اسم إيساشار (Issachar) فيبدو أنه مشتق من اسم "عيسى" (Issa) مع إضافة لاحقة شار (char) التي قد يكون لها معنى في اللغة الأصلية التي تُرجم عنها إنجيل مولد مريم المنحول.. في حين أن باقي الأسماء في المصادر الإنجيلية والقرآن تم إيجاد موقعها الزمني والتسلسلي المقبول في أنساب التوراة.. وهي: هرون (هارون)، عمرام (عمران)، رأوبين و يهوذا و يساكر.. وتشابه ضعيف مع أليشابع زوجة هرون (هارون) ولكنه تشابه مقبول من ناحية القربى مع مريم أخت هرون (هارون).. المحصلة: قبضنا على طرفي خيطين: 1. الأول يدور حول فترة الملك داود حين كان أبيا (من بني العازار أو ايثامار ولدا هارون) أحد رؤساء بيت الله الأربع وعشرون وكان زكريا بواب خيمة الاجتماع بيت الرب بيت الخيمة ومعه "يحيى" بواب تابوت العهد (سفر أخبار الأيام الأول).. وكانت حنة (حبلت بعد أن تضرعت ونذرت مولودها للرب لأن رحمها قد أُغلق) هي والدة صموئيل النبي الرائي (سفر صموئيل الأول).. وفي تلك الفترة لا نجد ذكراً لاسم "مريم" سوى التالي: "و بنو عزرة يثر و مرد و عافر و يالون و حبلت بمريم و شماي و يشبح ابي اشتموع." سفر أخبار الأيام الأول (4 : 17).. وهو ذكر غامض.. قد يدل على حذف ذو دلالة.. 2. الثاني يدور حول فترة زمنية مغايرة وأقدم تاريخياً.. حيث نسب مريم.. وهو التالي: مريم هي أخت هرون (هارون) وكلاهما ابناء عمرام (عمران) ابن قهات ابن لاوي (ومن أخوة لاوي: رأوبين و يهوذا و يساكر) ابن يعقوب (إسرائيل) ابن إسحق (إسحاق) ابن ابراهيم.. (من سفر خروج وسفر العدد وسفر أخبار الأيام الأول). ونجد أيضاً في التوراة أن "مريم" هي نبيّة أخت هارون و موسى وقد كلمها الرب هي وأخيها هارون أيضاً كما تكلم مع موسى.. سفر الخروج (15 : 20 - 21) و سفر العدد (12 : كاملاً). وماتت في برية صين في قادش ودفنت هناك.. سفر العدد (20 : 1). دون أي ذكر لزوج لها.. إذا فالرجل الغامض X الأب الحقيقي ليحيى وعيسى، قد يكون يكن حقداً وعدم احترام تجاه شخص ما من سلالة مريم السابقة تلك.. ●-;- ومن النقطة الثانية (اسم "يحيى" كما اسم "عيسى" قد يكونا دارجين في عشيرة ذاك الرجل، أو يعنيان له شيئاً.. وهو ليس من عشيرة زكريا..) نتابع بحثنا: بعد البحث في التوراة (من حقبة مريم وهارون وموسى وما قبل) عن أسماء تطابق أو توافق أو تشابه اسمي "يحيى" و "عيسى".. وقعنا على اسم يكاد يطابق "عيسى" وهو : "عيسو" ابن إسحاق وأخو يعقوب (إسرائيل).. أخوه التوأم ليعقوب.. أخوه المولود أولاً وكان يعقوب ممسكاً بعقبه (فدعي لذلك يعقوب).. "عيسو" البكر الحقيقي لإسحاق.. "عيسو" الذي خُدع من قبل أخيه يعقوب مرتين.. فأخذ يعقوب منه - خداعاً - البكورية وبركة إسحاق أبيهما.. عيسو الأخ الحاقد على أخيه يعقوب (إسرائيل).. سفر التكوين (25 : من 20 وحتى 34) و سفر التكوين (27 : كاملاً). كما ووقعنا على اسمين يشابهان بشكل ما اسم "يحيى" هما : "أهيه" و "يهوه".. وهما اسمان لواحد.. نقرأ في التوراة : "فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه حتى أنه يقال اليوم في جبل الرب يرى" سفر التكوين (22 : 14).. وهذا الاسم للرب "يهوه" لم يظهر سوى لاحقاً (في فترة موسى) ولكن عند تدوين التوراة تم استخدام اسم يهوه في هذا الموضع المبكر (في فترة إبراهيم) في سفر التكوين.. ونقرأ في التوراة عن أول ظهور لهذا الاسم : " فقال موسى لله ها أنا آتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم إله آبائكم أرسلني إليكم. فإذا قالوا لي ما اسمه فماذا أقول لهم. فقال الله لموسى أهيه الذي أهيه. وقال هكذا تقول لبني إسرائيل أهيه أرسلني إليكم. وقال الله أيضاً لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه إله آبائكم إله إبرهيم وإله إسحق وإله يعقوب أرسلني إليكم. هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور." سفر الخروج (3 : 13 و 14 و 15).. و" ثم كلم الله موسى و قال له أنا الرب. و أنا ظهرت لإبراهيم و اسحق و يعقوب بأني الإله القادر على كل شيء و أما باسمي يهوه فلم أُعرف عندهم." سفر الخروج (6 : 2 و 3).. ●-;- ومن النقطة الأولي (هو رجل يمكنه التواجد في الهيكل.. و يتكلم اللغة العبرية (العبرانية).. لغة زكريا ومريم..) نستنتج أنه من نسل إبراهيم فهو يتكلم لغتهم حيث أن أول ذكر لكلمة عبراني جاءت في التوراة على الشكل التالي: " فأتى من نجا و أخبر ابرام العبراني و كان ساكنا عند بلوطات ممراً الأموري أخي اشكول و أخي عانر و كانوا أصحاب عهد مع ابرام" سفر التكوين (14 : 13).. وأبرام هذا هو إبراهيم: " فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون اسمك إبراهيم لاني أجعلك أباً لجمهور من الأمم" سفر التكوين (17 : 5). فرضية محتملة لحقيقة شخصية الرجل الغامض X الأب الحقيقي ليحيى وعيسى.. وتقدير نسبه: هو رجل من نسل عيسو أخو يعقوب (إسرائيل) ابني إسحق (إسحاق) ابن إبراهيم.. ظل يحفظ في قلبه الحقد الموروث من جده "عيسو" على نسل "يعقوب (إسرائيل)".. يتكلم اللغة العبرية (العبرانية)، لغة أجداده.. واستطاع التواجد في الهيكل دون الشك بشخصيته.. على الأغلب هو نفسه من ادعى أنه الرب فكلم موسى، سفر الخروج (3 : 13 و 14 و 15).. أفرغ حقده الموروث فرد الصاع صاعين بأن خدع عدداً من الرجال والنساء من نسل "يعقوب (إسرائيل)".. وأنجب من نسائهم ولدين (على الأقل) أسماهما: "يحيى" على اسمه وهو "أهيه" أو اسمه كرب "يهوه"..و "عيسى" على اسم جده المخدوع حامل الحقد "عيسو".. زد على ذلك أنه جعل من نفسه رباً إلهاً لإسرائيل حين كلم موسى.. وألمح في كلامه مع موسى عن تاريخ الذنوب المقترفة مع جده "عيسو" وانتقامه من جيلهم: "ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات قائلاً. أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية..... لأني أنا الرب إلهك إلهٌ غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ" سفر الخروج (20 : 1 و 2 و 5).. وأيضاً ها هو يعيد تلميحه ثانية: "فاجتاز الرب قدامه ونادى الرب الرب إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء. حافظ الإحسان إلى ألوف. غافر الإثم والمعصية والخطية. ولكنه لن يبرئ إبراءً. مفتقد إثم الآباء في الأبناء وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع. فأسرع موسى وخرّ إلى الأرض وسجد." سفر الخروج (34 : 6 و 7 و 8).. ولنحصي الأجيال من حقد عيسو على يعقوب (إسرائيل) وصولاً إلى عمرام (عمران) وابنته مريم : 4 مريم ابنة 3 عمرام (عمران) ابن 2 قهات ابن 1 لاوي ابن يعقوب (إسرائيل) ابن إسحق (إسحاق) ابن ابراهيم.. وها هو الرجل الغامض X الأب الحقيقي ليحيى وعيسى قد افتقد ذنوب يعقوب (إسرائيل) في الأبناء في الجيل الثالث بأن أذل عمرام (عمران) بابنته، وفي الجيل الرابع في كل من مريم وهارون وموسى بأن اضطجع مع مريم وخدع أخويها ليعبدوه كرب إله هما وجميع شعب إسرائيل.. متى تمت عملية الاضطجاع و أين.. حين افترضنا حدوث عملية اضطجاع بين الرجل الغامض X مع زوجة زكريا كما مع مريم ابنة عمرام (عمران) وأخت هرون (هارون).. كان لا بد لنا من محاولة تحديد مكان وزمان وقوع هذا الجماع الذي غير مجرى حياة البشرية عامة والمؤمنين خاصة.. لاسيما وأن عملية الممارسة الجنسية بهدف الإنجاب تلك قد تمت في فترة معاصرة لموسى (لكون الرجل الغامض X قد تكلم شخصياً مع موسى ملمحاً لانتقامه من الجيل الثالث والرابع ..) وتحديداً في فترة الخروج من مصر.. ما يتيح لنا فرصة تحديدها مكانياً وزمانياً على وجه التقريب.. ولتحديد ذلك سنرجع لأول ظهور للرب (الرجل الغامض X) أمام موسى، نقرأ في التوراة في سفر الخروج (3 : من 1 وحتى 6) حيث نجد: "1 أما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان فساق الغنم إلى وراء البرية و جاء إلى جبل الله حوريب. 2 و ظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة فنظر و إذا العليقة تتوقد بالنار و العليقة لم تكن تحترق. 3 فقال موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم لماذا لا تحترق العليقة. 4 فلما رأى الرب أنه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة و قال موسى موسى فقال هأنذا. 5 فقال لا تقترب إلى ههنا اخلع حذائك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة. 6 ثم قال أنا إله أبيك إله إبراهيم و إله اسحق و إله يعقوب فغطى موسى وجهه لأنه خاف إن ينظر إلى الله.".. أما موسى فقد صدق كلام الرجل الغامض X المختبئ خلف العليقة وادعائه بأنه إله أجداده (لاحظ أنه عدد الأجداد من إبراهيم وحتى يعقوب - حيث يتوقف علمه بأنسابهم الدقيقة على ما يبدو - فلا ذكر ليوسف ولا لأسباط إسرائيل.. وهذا يتوافق مع استنتاجنا بأن الرجل الغامض X هو من نسل عيسو أخو يعقوب..).. أما عن أول ذكر للقاء بين الرجل الغامض X و هرون (هارون) فهو حسب التوراة في سفر الخروج (4 : 14 و 19 و 27 و 28) حيث نقرأ : "14 فحمي غضب الرب على موسى و قال أليس هرون اللاوي أخاك أنا أعلم أنه هو يتكلم و أيضاً ها هو خارج لاستقبالك فحينما يراك يفرح بقلبه... 19 و قال الرب لموسى في مديان اذهب ارجع إلى مصر لأنه قد مات جميع القوم الذين كانوا يطلبون نفسك... 27 و قال الرب لهرون اذهب إلى البرية لاستقبال موسى فذهب و التقاه في جبل الله و قبله. 28 فأخبر موسى هرون بجميع كلام الرب الذي أرسله و بكل الآيات التي أوصاه بها.".. نفهم مما سبق أن الرجل الغامض X المدعي أنه الرب كان يعرف هرون (هارون) قبل أن يعرف موسى.. ويعلم أن هارون هو رجل متكلم و من سبط لاوي.. وبالتالي فإنه كان يعرف هارون وسبق أن تكلم معه في مصر قبل أن يظهر لموسى فيخدعه هو الآخر.. في مصر.. في مصر.. تم الجماع أو الاضطجاع أو الممارسة الجنسية مع زوجة زكريا كما مع مريم ابنة عمرام (عمران) وأخت هرون (هارون) وربما غيرهما.. ولكن لماذا قبل الخروج من مصر وليس بعده؟.. السبب في اقتراحنا هذا هو ما توصلنا له من معلومات ستظهر في الفصول اللاحقة، والتي أظهرت أن "عيسى" ابن مريم كان رجلاً (أو شاباً) في السنين الأولى بعد الخروج من مصر، ما يحتم ولادته ونشوءه وترعرعه في مصر وخروجه شاباً أو رجلاً مع الخارجين من مصر (وهذا قد يفسر - بشكل ما - دخول فكرة هروب مريم وابنها إلى مصر ومن ثم العودة منها في بعض الأناجيل.. مثل إنجيل متى و بعض الأناجيل غير المعترف بها).. ولكن يظل السؤال: هل كان لدى شعب إسرائيل وهم في مصر أماكن للعبادة حتى يندس بها الرجل الغامض X ويكلم زكريا ومريم ويفعل ما فعل؟.. هل كان لدى شعب إسرائيل هيكلاً أو محراباً في دور أو بيوت للعبادة أو ما شابه؟.. يأتينا الجواب من القرآن (على الأغلب نقلاً عن "إنجيل عيسى ابن مريم") في سورة يونس: "87 وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ.".. دقيقة صمت.. ولنعيد ترتيب الأحداث والتاريخ على وجه التقريب.. في مصر أثناء فترة "عبودية" شعب إسرائيل وهم مقيمون على أرض مصر.. جاء الرجل الغامض X بهدف تحقيق انتقامه من أحفاد يعقوب.. خدع عدداً منهم في بيوت عبادتهم.. زكريا وزوجته أولاً ثم مريم فأخيها هارون.. وبعدها تعرف على موسى وهو الهارب من مصر فخدعه هو الآخر مدعياً أنه إله أجداده (من إبراهيم وصولاً ليعقوب).. ثم أعاد الرجل الغامض X موسى إلى مصر وجمعه ثانية بأخيه هارون.. ومن ثم خرجوا جميعاً من مصر ومعهم شعب إسرائيل ومن بينهم أبناء الرجل الغامض X من نساء إسرائيليات (زوجة زكريا ومريم وغيرهما..)، أبناء قد بلغوا سن الشباب أو الرجولة..
الفارق الزمني بين "عيسى" ابن مريم وبين "يسوع" ابن يوسف.. بعد أن استطعنا في فصل سابق تحديد شخصية مريم أم عيسى ونسبها، بات بإمكاننا أن نقدر الفارق الزمني - على وجه التقريب - بين يسوع ابن يوسف و عيسى ابن مريم (افترضنا هنا أن عيسى ابن مريم قد عاصر عميناداب من سبط يهوذا - أو من سبط لاوي كما سنكتشف لاحقاً في فصل العداوة والبغضاء والخلاف (حول ابن الله) - أو عاصر نحشون ابن عميناداب ؛ انظر التوراة سفر العدد 1 : 7).. فنحن نعلم أن يسوع ابن يوسف هو من نسل داود الملك ما يجعل الفارق الزمني بين يسوع وعيسى يزيد مبدئياً عن 10 أجيال (من الأنساب الواردة في التوراة وإنجيلي متى و لوقا) في حال افترضنا غياب أي مصدر مدون لنسب يسوع، وفرضنا ولادته بعد أربعة أجيال فقط من داود الملك (وهو خيار ضعيف).. أما إن اعتمدنا نسب يسوع ابن يوسف حسب إنجيل متى نحصل على فارق زمني تقريبي يتراوح حول 33 جيلاً (انظر إنجيل متى 1 : من 1 وحتى 16).. في حين أنه لو اعتمدنا نسب يسوع ابن يوسف حسب إنجيل لوقا نحصل على فارق زمني تقريبي يتراوح حول 48 جيلاً (انظر إنجيل لوقا 3 : من 33 وحتى 38).. كما ويجدر بنا التنويه إلى الفارق الاسمي بين الاثنين.. فـ "عيسى" ابن مريم قد سُمي على اسم "عيسو" (أخو يعقوب والجد الأكبر للرجل الغامض X).. أما "يسوع" ابن يوسف فقد سُمي على اسم "يشوع" (يشوع بن نون خليفة موسى)..
قصة حياة عيسى ابن مريم.. هل من بقايا خيوط في المتاهة؟.. بعد أن استخلصنا ما استخلصناه من مضمون الإنجيل الضائع اعتماداً على توافق المصادر.. وبعد أن باتت باقي المقاطع والمعلومات الواردة في المصادر المسيحية المقتبسة من الإنجيل الضائع لعيسى ابن مريم (وهي هنا الأناجيل المعترف بها أو غير المعترف بها) غير متوافقة مع القرآن.. بتنا بحاجة لمصدر بديل عن الأناجيل.. وبما أننا استطعنا تحديد شخصية مريم في التوراة (مريم أخت هارون وموسى) بات بإمكاننا اعتماد التوراة كمصدرٍ ثانٍ نقارنه مع القرآن (كمصدر مُقتبس مباشر) في محاولة لاستنباط ما تبقى من إنجيل عيسى ابن مريم، أو لنقل في محاولة لاستنباط المضمون الأقرب لقصة عيسى ابن مريم.. ولكن تكمن المشكلة أن لا ذكر لـ "عيسى" ابن مريم في التوراة.. هل حذف كل ذكر له؟.. هل غُيّب أو أهمل كاتبوا التوراة ذكره لسبب ما؟.. اتبعنا لحل هذه المشكلة منهجاً مقارباً لما اتبعناه في السابق بهدف استنباط قصة عيسى المُغيّبة.. وذلك بأن حددنا مواقع ذكر مريم في التوراة وبحثنا حولها عن قصص توافق ولو بشكل تقريبي القصص الواردة في القرآن حول عيسى.. مع دعمها إن أمكن بقصص من الأناجيل للزيادة في التوثيق من مصادر متنوعة.. ودليلنا على القصص المذكورة في القرآن والتي نبحث عنها في التوراة هي عدة كلمات مفتاحية: المسيح (الممسوح بالدهن) - البرص (شفاء المرضى) - التحريم (وتحليل ما حُرّم) - المائدة (أكل من السماء) - العداوة والبغضاء والخلاف (حول ابن الله).. المسيح (الممسوح بالدهن) نحن نعلم أن "عيسى" ابن مريم لُقب بالمسيح في عدة مواضع في القرآن.. فمن هو "المسيح" في التوراة في زمن هارون وموسى ومريم؟.. نقرأ في سفر الخروج (30 و 40) التالي : "30 : 22 و كلم الرب موسى قائلاً. 23 و أنت تأخذ لك أفخر الأطياب مراً قاطراً خمس مئة شاقل و قرفة عطرة نصف ذلك مئتين و خمسين و قصب الذريرة مئتين و خمسين. 24 و سليخة خمس مئة بشاقل القدس و من زيت الزيتون هينا. 25 و تصنعه دهناً مقدساً للمسحة عطر عطارة صنعة العطار دهناً مقدساً للمسحة يكون... 30 و تمسح هرون و بنيه و تقدسهم ليكهنوا لي. 31 و تكلم بني إسرائيل قائلاً يكون هذا لي دهناً مقدساً للمسحة في أجيالكم... 40 : 1 و كلم الرب موسى قائلاً... 12 و تُقدم هرون و بنيه إلى باب خيمة الاجتماع و تغسلهم بماء. 13 و تلبس هرون الثياب المقدسة و تمسحه و تقدسه ليكهن لي. 14 و تقدم بنيه و تلبسهم أقمصة. 15 و تمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي و يكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتا أبدياً في أجيالهم. 16 ففعل موسى بحسب كل ما أمره الرب هكذا فعل.".. وأيضاً نقرأ في سفر اللاويين (8) التالي : "10 ثم أخذ موسى دهن المسحة و مسح المسكن و كل ما فيه و قدسه. 11 و نضح منه على المذبح سبع مرات و مسح المذبح و جميع آنيته و المرحضة و قاعدتها لتقديسها. 12 و صب من دهن المسحة على رأس هرون و مسحه لتقديسه. 13 ثم قدم موسى بني هرون و ألبسهم أقمصة و نطقهم بمناطق و شد لهم قلانس كما أمر الرب موسى... 22 ثم قدم الكبش الثاني كبش الملء فوضع هرون و بنوه أيديهم على راس الكبش. 23 فذبحه و اخذ موسى من دمه و جعل على شحمة أذن هرون اليمنى و على إبهام يده اليمنى و على إبهام رجله اليمنى. 24 ثم قدم موسى بني هرون و جعل من الدم على شحم أذانهم اليمنى و على أباهم أيديهم اليمنى و على أباهم أرجلهم اليمنى ثم رش موسى الدم على المذبح مستديراً... 30 ثم اخذ موسى من دهن المسحة و من الدم الذي على المذبح و نضح على هرون و على ثيابه و على بنيه و على ثياب بنيه معه و قدس هرون و ثيابه و بنيه و ثياب بنيه معه.".. ولنسأل: لماذا لم يتم ذكر أسماء أبناء هارون (هرون) اللذين مُسحوا؟ كم عددهم؟ نحن نعرف أسماء أبناء هارون من مواضع أخرى في التوراة وهم أربعة "ناداب"، "أبيهو"، "العازار" و"إيثامار" (أنظر سفر الخروج (6) وسفر اللاويين (10) وغيرها..).. فهل كان هناك خامساً تم مسحه، ولم تُذكر أسماء الممسوحين للتعتيم على اسم الخامس؟.. هل كان "عيسى" ابن مريم يُحسب مع أبناء هارون أخيها لعدم وجود أب معروف له؟.. هل مُسح "عيسى" ابن مريم في جملة من مُسحوا من أبناء هارون؟.. وماذا عن موسى وأبنائه!.. لماذا هارون وأبنائه وليس موسى وأبنائه؟.. أوليس غريباً مقتل كل من "ناداب" و "أبيهو" أبناء هارون بعد مسحهما بقليل! نقرأ في سفر اللاويين (10) التالي : "1 و أخذ ابنا هرون ناداب و أبيهو كل منهما مجمرته و جعلا فيهما ناراً و وضعا عليها بخوراً و قربا أمام الرب ناراً غريبة لم يأمرهما بها. 2 فخرجت نار من عند الرب و أكلتهما فماتا أمام الرب. 3 فقال موسى لهرون هذا ما تكلم به الرب قائلاً في القريبين مني أتقدس و أمام جميع الشعب أتمجد فصمت هرون.".. ولنسأل من جديد: لماذا هارون وأبنائه وليس موسى وأبنائه؟.. أوليس غريباً مقتل كل من "ناداب" و "أبيهو" أبناء هارون بعد مسحهما بقليل!.. وهل يكون الجواب على السؤالين السابقين في الجملة الواردة على لسان موسى : "هذا ما تكلم به الرب قائلاً في القريبين مني أتقدس"!.. هل مَن بقي من أبناء هارون "العازار" و"إيثامار" (و"عيسى") هم المقدسين القريبين من الرب؟.. وما درجة القربى؟.. هل قتل الرب أو "أهيه" أو "يهوه" كلاً من "ناداب" و "أبيهو" ابنا هارون لأنهما ليسا قريبين له أي ليسا من نسله؟.. ولماذا أبقى على "العازار" و"إيثامار" (و"عيسى")؟.. هل لأنهم قريبين له أي من نسله؟.. هل بقيت الكهانة محصورة هكذا في نسل "الرب"، نسل الرجل الغامض X ؟.. هما أيضاً ("العازار" و"إيثامار") من نسل الرب أو "أهيه" أو "يهوه" أو الرجل الغامض X !.. ما أخصب فحولته!!!.. أما حول لقب "المسيح" في الأناجيل كلها فهو يعود بشكل عام لـ "يسوع" ابن يوسف وذلك لكونه المسيح الموعود أو الملك الموعود الذي سيعيد ملك داود.. ولقب "المسيح" هنا يختلف عن "المسيح" الممسوح بالدهن ليصبح كاهناً، فالمسيح "يسوع" هو مسيح على أساس سياسي أو ملكي وليس على أساس ديني أو كهنوتي.. وهذا المسح الملكي هو عملاً بطقس ابتدعه النبي الرائي صموئيل حين مسح "شاول" ومن بعده "داود" ليصبحا ملكين (فساهم صموئيل بطقسه هذا بفصل السلطتين الدينية والسياسية لا بل وقد منح تلك السياسية طقوساً مشابهة للدينية، ثم أصبحت السلطة السياسية الملكية - بعد حرب شاول وداود - أقوى نفوذاً من تلك الدينية لا بل وضوتها تحت جناحها.. انظر سفر صموئيل الأول).. إذاً يمكننا القول أن "يسوع" ابن يوسف هو مسيح ملكياً (سياسياً) أما "عيسى" ابن مريم فهو مسيح كهنوتياً (دينياً).. ونظن أن هذا التشابه في لقب "المسيح" قد ساهم في خطأ "بولس الرسول" وخلطه بين الشخصيتين الممسوحتيَن "مسيحيَن اثنين" فظنهما مسيحاً واحداً.. البرص (شفاء المرضى) إن أول ذكر للبرص في التوراة في زمن مريم وهارون وموسى هو التالي: "وكلم الرب موسى قائلاً، أوصِ بني إسرائيل أن ينفوا من المحلة كل أبرص وكل ذي سيل وكل متنجس لميت الذكر والأنثى تنفون. إلى خارج المحلة تنفونهم لكيلا ينجسوا محلاتهم حيث أنا ساكن في وسطهم. ففعل هكذا بنو إسرائيل ونفوهم إلى خارج المحلة كما كلم الرب موسى هكذا فعل بنو إسرائيل." سفر العدد (5 : من 1 وحتى 4).. نفي عوضاً عن الشفاء!.. وأين قدرات هذا الرب الذي أخرج إسرائيل من مصر بعجائب عظيمة؟.. أفلا يشفي البرص والمرضى!؟.. هل كان "عيسى" المُغيّب ذكره في التوراة يشفي (يبرئ) كل هؤلاء المنفيين خارج المحلة؟! القرآن (سورة المائدة 110 وسورة آل عمران 49).. وللمزيد عن البرص نجد شريعة الحكم بنجاسة الأبرص وشريعة مَن طهر من البَرص في سفر اللاويين (13 : كاملاً ؛ 14 : كاملاً) كما ونجد في سفر التثنية (24 : 8 و 9): "احرص في ضربة البرص لتحفظ جداً و تعمل حسب كل ما يعلمك الكهنة و اللاويون كما أمرتهم تحرصون أن تعملوا. اذكر ما صنع الرب إلهك بمريم في الطريق عند خروجكم من مصر.".. مريم!.. وما علاقة مريم بالبرص؟.. نبحث في التوراة عن المقاطع التي ذكرت به مريم فنجد خلافها وهارون مع موسى ما أدى لغضب الرب.. في سفر العدد (12) : "9 فحمي غضب الرب عليهما ومضى. 10 فلما ارتفعت السحابة عن الخيمة إذا مريم برصاء كالثلج. فالتفت هارون إلى مريم وإذ هي برصاء. 11 فقال هارون لموسى أسألك يا سيدي لا تجعل علينا الخطية التي حمقنا وأخطأنا بها. 12 فلا تكن كالميت الذي يكون عند خروجه من رحم أمه قد أكل نصف لحمه. 13 فصرخ موسى إلى الرب قائلاً اللهم اشفها. 14 فقال الرب لموسى ولو بصق أبوها بصقاً في وجهها أما كانت تخجل سبعة أيام. تُحجز سبعة أيام خارج المحلة وبعد ذلك تُرجَع. 15 فحُجزت مريم خارج المحلة سبعة أيام ولم يرتحل الشعب حتى أُرجعَت مريم." ونؤكد هنا على وجود الضمة على أول حرف في فعلي الإرجاع والفتحة على الحرف قبل الأخير: تُرجَع و أُرجعَت مريم (الفعل المبني للمجهول دلالة على الفاعل الغائب).. ونعود لنتساءل: مريم النبية تصاب بالبرص!.. وتُنفى إلى خارج المحلة!.. وتُرجَع (بضم التاء وفتح الجيم) بعد أن كانت كالميت!.. هل كان "عيسى" المُغيّب ذكره في التوراة يشفي (يبرئ) المنفيين خارج المحلة ويُعيدهم (يُحييهم أو يُخرجهم من المنفى) بعد أن كانوا كالموتى؟! القرآن (سورة المائدة 110 وسورة آل عمران 49).. لنعود إلى ما سبق هذه الحادثة في التوراة.. فنجد في سفر العدد (11 : 1 و 2 و 3) : "وكان الشعب كأنهم يشتكون شراً في أذني الرب وسمع الرب فحمي غضبه. فاشتعلت فيهم نار الرب وأحرقت في طرف المحلة. فصرخ الشعب إلى موسى فصلى موسى إلى الرب فخمدت النار. فدُعي اسم ذلك الموضع تبعيرة لأن نار الرب أُشعلت فيهم.".. ولنتساءل: من الذين كانوا في طرف المحلة؟.. وعلى ماذا كانوا (كأنهم) يشتكون؟.. هل هم البرص والمرضى المنفيون خارج المحلة أو في طرفها؟.. وماذا كانوا يأكلون وهم المنفيين خارج المحلة، هل كانوا يأكلون ما حرمته شريعة موسى؟.. هل بدأ "عيسى" (المُغيّب ذكره في التوراة) بمعارضة شريعة (توراة) "الرب" بعد أن صدّق عليها بأن أحل بعض ما حرمه موسى؟.. هل بدأ "عيسى" بجمع أنصاره من الحواريين في خارج المحلة أو في طرفها؟.. القرآن (سورة آل عمران 49 و 50 و 51 و 53 و سورة المائدة 46 و 110 و 111).. يجدر بنا أن نلمح لذكر أعاجيب شفاء لبرص قام بها "يسوع" ابن يوسف في الأناجيل المعتمدة.. ولكننا حين بحثنا فيها وجدناها تنحصر في حادثتين منفصلتين.. إحدى العجيبتين مذكورة فقط في "إنجيل لوقا" (لوقا مساعد "بولس" الرسول صاحب "الرقوق"..) ما قد يؤهلها لأن تكون مأخوذة عن "الرقوق".. نتوقع إذاً أن تكون من أعاجيب "عيسى" ابن مريم وليس "يسوع" ابن يوسف.. وفحوى المكتوب في "إنجيل لوقا" (17 : من 11 وحتى 18) هو أن عشرة رجال برص استوقفوا "يسوع" من بعيد طالبين رحمته، فطلب منهم أن يذهبوا ليروا أنفسهم للكهنة، ثم وهم في طريقهم طهروا (شُفوا) فعاد واحد منهم ليمجده وليشكره وكان سامرياً، فاستغرب "يسوع" عودة واحد فقط ليُعطي مجداً لله وهو الغريب الجنس (لكونه سامرياً).. أما عن العجيبة الثانية المذكورة في ثلاثة أناجيل (مرقس 1 : من 40 وحتى 45) (متى 8 : من 1 وحتى 4) (لوقا 5 : من 12 وحتى 16) فهي تحوي نفس المضمون في نصوصها الثلاثة.. ولكننا سنورد نصها الحرفي حسب "إنجيل لوقا" كونه الناقل المباشر من "الرقوق" التي بحوزة "بولس الرسول".. والنص هو التالي: "12 وكان في إحدى المدن فإذا رجلٌ مملوء برصاً. فلما رأى يسوع خرّ على وجهه وطلب إليه قائلاً يا سيّد إن أردتَ تقدر أن تطهرني. 13 فمد يده ولمسه قائلاً أُريد فاطهر. وللوقت ذهب عنه البرص. 14 فأوصاه أن لا يقول لأحد بل امضِ وأر نفسك للكاهن وقدّم عن تطهيرك كما أمر موسى للشهادة لهم. 15 فذاع الخبر عنه أكثر. فاجتمع جموعٌ كثيرةٌ لكي يسمعوا ويُشفوا به من أمراضهم. 16 أما هو فكان يعتزل في البراري ويُصلي.".. وهنا نسأل: هل إحدى المدن هي "المحلة"؟.. هل مكان اعتزاله في البراري هو "خارج أو طرف المحلة"؟.. ولماذا أوصاه أن لا يقول لأحد، هل لخشيته من أن ما يفعله مخالف للشريعة، أم لسرية تجميعه لأنصاره، أم لسبب آخر؟.. أوليس ذكر موسى والكاهن الذي تقدّم له تقدمة التطهير كما أمر موسى، هو ذكر يستدعي الترابط الزمني لاسيما أن الطلب من الأبرص المضي ليروه كان بهدف الشهادة لهم (الشهادة على قدراته على الشفاء.. ما لم يفعله رب موسى الذي اختار النفي بدل الشفاء)!.. وماذا عن ذيوع الخبر عنه وتجمع المرضى للشفاء والاستماع، هل هذه هي بداية تجميع الأنصار من الحواريين؟.. وأخيراً، هل الكلام هنا هو عن "يسوع" ابن يوسف أم عن "عيسى" ابن مريم؟.. نظن أن هذه القصة هي قصة وردت في "إنجيل عيسى ابن مريم" (في "الرقوق") فما كان من "بولس" الرسول إلا وأن أقحمها في قصة "يسوع" ابن يوسف.. تقبّل بعض تلاميذ "يسوع" هذه القصة - في زمن مبكّر - فأدرجوها في أناجيلهم: مرقس (مرافق بطرس تلميذ "يسوع" ومساعد "بولس الرسول" صاحب "الرقوق") ثم متى (تلميذ يسوع).. ولكن يظل "إنجيل لوقا" هو الناقل المباشر عن "الرقوق".. ونظن أن "يسوع" ابن يوسف كان أيضاً يعمل في طب الأعشاب والطب العربي كما عمل قبله "عيسى" ابن مريم (على ما يبدو في شفائه للبرص والمرضى) وهو تقليد ظل يعمل به بعض النصارى (من أنصار "عيسى" ابن مريم) فتناقلوه عبر أجيال وصولاً لفرع من النصارى والذي كان منه "يسوع" ابن يوسف وتلاميذه.. التحريم (وتحليل ما حُرّم) بعد البحث في التوراة والمقارنة مع ما ورد في القرآن وجدنا تقارباً فيما حُرم أكله بشكل عام.. انظر سفر اللاويين (11) وسفر التثنية (14) وقارن مع القرآن (سور المائدة 1 و 3 والنحل 115 والبقرة 173 والأنعام 145..).. ولكن يبدو أن "عيسى" قد أحل بعض ما حُرم كما ورد في القرآن (سورة المائدة 4 و 5 وسورة آل عمران 49 و 50)، بل وإنه يبدو لنا أن التحريم الوحيد الذي حافظ عليه فرع من النصارى الأبيونيين (ليس بالضرورة بناءً على تحريم من "عيسى") ومن بعدهم المسيحيين أتباع "بولس الرسول" صاحب "الرقوق" - وذلك بعد جدال طويل حول تبشير "بولس الرسول" للأمم من غير اليهود، انظر أعمال الرسل (15) - فكان التحريم المخفف حسب أعمال الرسل (15) هو التالي : "20 بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم... 29 أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون." وأيضاً نفس الفكرة تتكرر في أعمال الرسل (21 : 25).. قارن هذا التحريم المخفف مع ما ورد في القرآن (سور المائدة 3 والنحل 115 والبقرة 173 والأنعام 145..) {{ويبدو أن القرآن - حسب مفهوم ورقة بن نوفل - أحل كل ما أحل "عيسى" أكله.. لا كما يفسر المفسرون بأن حافظوا على المحرمات التوراتية.. فالذين أوتوا الكتاب أو أهل الكتاب هم النصارى الذين تبعوا "عيسى" وصولاً للأبيونيين وورقة بن نوفل الذي كان لديه نسخة من الكتاب: إنجيل عيسى ابن مريم.. وحلال هؤلاء هو حلال القرآن.. للتأكد أعد قراءة الآيات 4 و 5 من سورة المائدة ولاحظ التالي: "4 يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 5 الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ."، فاليهود حُرم عليهم أو أُمسكَ عليهم أو كان مكروهاً عندهم أكل الجوارح (ذوات الكلاليب) : انظر سفر اللاويين (11 : 13 و 14) وسفر التثنية (14 : 12 و 13).. ولكن يبدو أن "عيسى" قد حلل أكل لحوم الجوارح (ذوات الكلاليب) أو حلل ما قد باشرت الجوارح بأكله مثل "الجيف" أو ما اصطادته الجوارح (وهو مبرر بسبب الجوع في خارج المحلة).. يتضح إذاً أن اليهود حُرّمت عليهم طيباتٍ - أي بعضها - ولكن "عيسى" والذين أوتوا الكتاب أو أهل الكتاب أُحلت لهم الطيبات - أي كلها - ويتضح هذا بإعادة قراءة الآيتين السابقتين 4 و 5 من سورة المائدة ومن ثم متابعة القراءة في سورة النساء في معرض الكلام عن "عيسى" حيث نجد التالي: "159 وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ (بعيسى) قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ (عيسى) عَلَيْهِمْ شَهِيدًا 160 فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ (اليهود) حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ (أُحلت لأهل الكتاب) وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا.".. ولنذكر أيضاً أن لحم الجمل والأرنب محرمين في الشريعة اليهودية حسب سفر اللاويين (11 : 3 و 4 و 6) وسفر التثنية (14 : 6 و 7) ولكن أصرت آيات في القرآن على تحريم لحم الخنزير انتقاءً وتوكيداً للوارد في سفر اللاويين (11 : 7 و 8) وسفر التثنية (14 : 8) من تحريم للحم الخنزير وذلك في الآيات التالية (سور المائدة 3 والنحل 115 والبقرة 173 والأنعام 145..) غير أننا نظن أن تحريم لحم الخنزير قد تم نسخه في الآيتين التاليتين من سورة المائدة: "4 يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 5 الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ... 87 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. 88 وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ." وأيضاً في سورة البقرة: "168 يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ." وأيضاً في سورة يونس: "59 قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ."..}}، إذاً فعيسى قد أحل ما حرمته شريعة اليهود وذلك لكي يأكل المنفيين خارج المحلة مما تيسر من طعام، رأفة ورحمة منه رغم أن ما ابتدعه لم يكن مكتوباً في التوراة، نقرأ في سورة الحديد :"27 ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ.".. ما جعل من "عيسى" نصيراً للمنفيين والمطرودين والمساكين والحزانى والفقراء والمرضى والجياع ؛ هو يواسي ويرحم ويشفي ويُطعم الجياع.. انظر أيضاً موروث هذه الأفكار في الأناجيل (سواء عن طريق "بولس الرسول" صاحب الرقوق.. أو ربما عن طريق أفكار النصارى الذي ينتمي لهم - أو لفرع منهم - جماعة "يسوع" ابن يوسف المطالب بالملك..) في "التطويبات" (طوبى لـ ..) والأمثال (في إنجيلي لوقا (11) و متى (5 و 6 و 7)..) كما وأعاجيب إكثار الطعام وإطعام الجياع (في الأناجيل الأربعة المعتمدة: مرقس (6)، متى (14 و 16)، لوقا (9)، يوحنا (6)..) أو في تحليل قطف السنابل والأكل في السبت (مرقس (2) و لوقا (6) و متى (12)..).. إذاً فعيسى قد أحل ما حرمته شريعة اليهود وذلك لكي يأكل المنفيين خارج المحلة مما تيسر من طعام.. ولكن لهذا عواقب.. خلاف وعداوة وبغضاء قد تصل إلى انشقاقهم إلى أمتين إحداهما نصرت عيسى (وإنجيله) دون تكذيبٍ كاملٍ للتوراة، والأخرى ظلت مع موسى (وتوراته).. أشار القرآن إلى هذا (نقلاً عن إنجيل عيسى) في الآيات التالية من سورة المائدة : "46 وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ. 47 وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. 48 وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ." حتى وصل الخلاف إلى اتخاذ أولياء (قادة) لكل جماعة أو أمة.. نقرأ في القرآن في سورة المائدة : "51 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".. فكانت الفتنة بين بني إسرائيل (أحفاد يعقوب) فانقسموا بين يهود (يتبعون ويهادون موسى) ونصارى (نصروا عيسى)، حسب سورة المائدة : "70 لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ. 71 وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ".. ولكن هل يكفي تحليل المحرم من الطعام (بالإضافة لشفاء البرص والمرضى) كي يكبر الخلاف فيصل إلى انشقاق؟.. انشقاق يؤدي لحذف أي ذكر لـ "عيسى" ابن مريم من التوراة!.. هل هناك فعلٌ آخر زادت عواقبه من حدّة الشقاق؟.. فعلٌ جديدٌ من قبل "عيسى".. كإنزال مائدة من السماء تحوي محرمات في الشريعة اليهودية (شريعة الرجل الغامض X).. مائدة لم يرضى عنها موسى والرجل الغامض Xالذي يكلمه على أنه الرب.. المائدة (أكل من السماء) نقرأ في التوراة قصة هذا الطعام الذي نزل من السماء.. تماماً بعد حادثة الشكوى في طرف المحلة (قمنا بالبحث فيها في القسم الخاص بالبرص وشفائهم).. نقتطف من التوراة المقاطع التي تلخص الحادثة وذلك في سفر العدد (11): "1 و كان الشعب كأنهم يشتكون شراً في أذني الرب و سمع الرب فحمي غضبه فاشتعلت فيهم نار الرب و أحرقت في طرف المحلة... 4 و اللفيف الذي في وسطهم اشتهى شهوة فعاد بنو إسرائيل أيضاً و بكوا و قالوا من يطعمنا لحماً... 10 فلما سمع موسى الشعب يبكون بعشائرهم كل واحد في باب خيمته و حمي غضب الرب جداً ساء ذلك في عيني موسى... 16 فقال الرب لموسى اجمع إلي سبعين رجلاً من شيوخ إسرائيل الذين تعلم أنهم شيوخ الشعب و عرفاؤه و اقبل بهم إلى خيمة الاجتماع فيقفوا هناك معك... 18 و للشعب تقول تقدسوا للغد فتأكلوا لحماً لأنكم قد بكيتم في أذني الرب قائلين من يطعمنا لحماً انه كان لنا خير في مصر فيعطيكم الرب لحماً فتأكلون. 19 تأكلون لا يوماً واحداً و لا يومين و لا خمسة أيام و لا عشرة أيام و لا عشرين يوماً. 20 بل شهراً من الزمان حتى يخرج من مناخركم و يصير لكم كراهة لأنكم رفضتم الرب الذي في وسطكم و بكيتم أمامه قائلين لماذا خرجنا من مصر. 21 فقال موسى ست مئة ألف ماش هو الشعب الذي أنا في وسطه و أنت قد قلت أعطيهم لحما ليأكلوا شهراً من الزمان. 22 أيذبح لهم غنم و بقر ليكفيهم أم يجمع لهم كل سمك البحر ليكفيهم. 23 فقال الرب لموسى هل تقصر يد الرب الآن ترى أيوافيك كلامي أم لا... 31 فخرجت ريح من قبل الرب و ساقت سلوى من البحر و ألقتها على المحلة نحو مسيرة يوم من هنا و مسيرة يوم من هناك حوالي المحلة و نحو ذراعين فوق وجه الأرض. 32 فقام الشعب كل ذلك النهار و كل الليل و كل يوم الغد و جمعوا السلوى الذي قلل جمع عشرة حوامر و سطحوها لهم مساطح حوالي المحلة. 33 و إذ كان اللحم بعد بين أسنانهم قبل أن ينقطع حمي غضب الرب على الشعب و ضرب الرب الشعب ضربة عظيمة جداً. 34 فدعي اسم ذلك الموضع قبروت هتاوة لأنهم هناك دفنوا القوم الذين اشتهوا.".. ولنقارن ما أوردناه من التوراة بما كتب في القرآن في سورة المائدة: "112 إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. 113 قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ. 114 قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ. 115 قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ.".. نحن لا نعلم حقاً هل ضرب "الرب" هؤلاء "الحواريين" فدُفنوا في "قبروت هتاوة" أم دُفنت سيرتهم؟.. كما دُفن أو غُيّب ذكر "عيسى" في التوراة!.. لكن نعلم أن حدّة الخلاف قد ازدادت.. وأما عن تلك المائدة التي نزلت من السماء – سلوى – فنظن أن السلوى هو نوع من الطيور المهاجرة أو من الطيور الجوارح (ذوات الكلاليب) التي كانت تأكل "الجيف".. يجدر بنا أن نلمح لذكر هذه "المائدة" (بالإضافة لتحليل المحرم من الطعام) في كتاب "أعمال الرسل" (يُعتبر جزء من الإنجيل وهو من كتابة لوقا - كاتب "إنجيل لوقا" - مساعد "بولس" الرسول صاحب "الرقوق"..) ولكن نُسبت الحادثة لـ "بطرس" تلميذ "يسوع".. نقرأ في "أعمال الرسل" (10) : "9 ثم في الغد فيما هم يسافرون ويقتربون إلى المدينة، صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة. 10 فجاع كثيراً واشتهى أن يأكل. وبينما هم يهيئون له، وقعت عليه غيبة. 11 فرأى السماء مفتوحة، وإناءً نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض. 12 وكان فيها كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء. 13 وصار إليه صوت: قم يا بطرس، اذبح وكل. 14 فقال بطرس: كلا يا رب لأني لم آكل قط شيئاً دنساً أو نجساً. 15 فصار إليه أيضاً صوت ثانية: ما طهره الله لا تدنسه أنت. 16 وكان هذا على ثلاث مرات، ثم ارتفع الإناء أيضاً إلى السماء. 17 وإذ كان بطرس يرتاب في نفسه: ماذا عسى أن تكون الرؤيا التي رآها؟، إذا الرجال الذين أرسلوا من قبل كرنيليوس، وكانوا قد سألوا عن بيت سمعان وقد وقفوا على الباب... ".. وأيضاً في "أعمال الرسل" (11) نقرأ : "1 فسمع الرسل والإخوة الذين كانوا في اليهودية أن الأمم أيضاً قبلوا كلمة الله. 2 ولما صعد بطرس إلى أورشليم، خاصمه الذين من أهل الختان. 3 قائلين: إنك دخلت إلى رجال ذوي غلفة وأكلت معهم. 4 فابتدأ بطرس يشرح لهم بالتتابع قائلاً. 5 أنا كنت في مدينة يافا أصلي، فرأيت في غيبة رؤيا: إناء نازلاً مثل ملاءة عظيمة مدلاة بأربعة أطراف من السماء، فأتى إلي. 6 فتفرست فيه متأملاً، فرأيت دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء. 7 وسمعت صوتاً قائلاً لي : قم يا بطرس، اذبح وكل. 8 فقلت: كلا يا رب لأنه لم يدخل فمي قط دنس أو نجس. 9 فأجابني صوت ثانية من السماء: ما طهره الله لا تنجسه أنت. 10 وكان هذا على ثلاث مرات. ثم انتشل الجميع إلى السماء أيضاً.".. وهنا يمكننا أن نعزو إقحام حادثة "المائدة" (بالإضافة لتحليل المحرم من الطعام) في شخصية "بطرس" وليس "يسوع"، لسبب قد يكون التالي: حين عاد "بولس الرسول" بالرقوق من "العربية" وكانت حادثة "المائدة" مذكورة فيها بالإضافة لتحليل المحرم من الطعام، أنكر تلاميذ "يسوع" ابن يوسف ومنهم "بطرس" حدوث هكذا حادثة معهم وارتابوا منها في أنفسهم.. وأيضاً بقوا على شريعتهم اليهودية التي تحرّم بعض الحيوانات.. فكان الخلاف على التحريم والتحليل مستمراً بين "بولس" و"بطرس" (وهو أحد الخلافات الحادة المتعلق بالتبشير بالدعوة بين الأمم (ذوي الغلفة أو الغرلة) وبين اليهود (أهل الختان)، انظر أيضاً رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2 : من 1 وحتى 15)، فما كان من "بولس" الرسول إلا أن نسب عنوة هذه الحادثة لـ "بطرس" وذلك عن طريق مساعده "لوقا" كاتب "أعمال الرسل".. فهي أحداث وردت في "الرقوق" وجرت مع حواريي "عيسى".. وبنظر "بولس" الرسول فإن "عيسى" هو نفسه "يسوع" فكيف ينكر "بطرس" التلميذ (الحواري بنظر "بولس") ما كان مذكوراً في "الرقوق" (تحليل المحرم من الطعام + المائدة)!.. فارتأى "بولس الرسول" - بعد خلاف مطوّل مع "بطرس" التلميذ - أن ينسب هذه الحادثة لغريمه "بطرس" على شكل "غيبة" أو "رؤيا"، ولكن في فترة ما بعد صلب "يسوع" (أعمال الرسل)، فإقحامها في فترة حياة "يسوع" (في إنجيل لوقا مساعده) كان سيثير اعتراض باقي التلاميذ الذين أنكروا حدوثها أيضاً.. لتظل هذه الحادثة (تحليل المُحرم من الحيوانات + المائدة)، الوارد مضمون مشابه لها في "الرقوق" التي يحملها "بولس الرسول"، حادثة تائهة عن موضعها الحقيقي لتتحول إلى "غيبة" أو "رؤيا" بعد أن تاهت في متاهة "بولس الرسول" (الضائع بين "عيسى" و "يسوع").. العداوة والبغضاء والخلاف (حول ابن الله) رغم كل هذه الأحداث (شفاء البرص والمرضى.. وتحليل المحرم من الطعام.. والمائدة) فإنها لا تكفي كي يكبر الخلاف فيصل إلى انشقاق؟.. انشقاق يؤدي لحذف أي ذكر لـ "عيسى" ابن مريم من التوراة!.. هل هناك حادثٌ آخر زادت عواقبه من حدّة الشقاق؟..هل هو تحريم دخول "الأرض المقدسة" لأربعين سنة؟ (سفر العدد 13 و 14) (سورة المائدة : من 20 وحتى 26).. وهل زاد من تحريم دخول "الأرض المقدسة" تحريم للصيد في البر ما داموا محرومين من دخول "الأرض المقدسة" مما زاد الجوع والاحتقان بين اليهود؟ (سورة المائدة 94 و 95 و 96) (يظهر مؤشر ضعيف عن هذا التحريم للصيد في التوراة بضربة الرب في قبروت هتاوة لمن أكل - اصطاد - مما كان حوالي المحلة.. سفر العدد (11 : من 31 وحتى 34)، أدرجناه في الفصل السابق).. وقد بدت بوادر الخلاف في التوراة عند البحث عن مريم حيث وجدنا خلافها وهارون مع موسى ما أدى لغضب الرب وإصابتها بالبرص (في سفر العدد (12) عالجنا هذا المقطع في فصل سابق).. ثم جاءت حادثة السعي لدخول "الأرض المقدسة" والفشل ما أدى لتحريم خولها لأربعين سنة (سفر العدد 13 و 14) (سورة المائدة : من 20 وحتى 26).. وبالتراكم مع ما سبق (شفاء البرص والمرضى.. وتحليل المحرم من الطعام.. والمائدة) تجلت حركة المعارضة والمقاومة ضد موسى والخلاف مع شريعته وسلطته (سفر العدد 16).. فمن قاد هذه المعارضة؟.. نقرأ في التوراة في سفر العدد (16) التالي : "1 و أخذ قورح بن يصهار بن قهات بن لاوي و داثان و ابيرام ابنا الياب و اون بن فالت بنو راوبين. 2 يقاومون موسى مع اناس من بني اسرائيل مئتين و خمسين رؤساء الجماعة مدعوين للاجتماع ذوي اسم. 3 فاجتمعوا على موسى و هرون و قالوا لهما كفاكما إن كل الجماعة بأسرها مقدسة و في وسطها الرب فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب. 4 فلما سمع موسى سقط على وجهه...".. ولنسأل : ما قصة هذه الجماعة ورؤسائها المدعوين للاجتماع ذوي اسم؟.. وما هو هذا الاسم؟.. هل هم الحواريون والنصارى (سورة آل عمران 52)؟.. وما مصدر سلطتهم (كل الجماعة بأسرها مقدسة و في وسطها الرب)؟.. هل هي سلطة مستمدة من سلطة "الرب" "يهوه" أو "أهيه" ولكن عن طريق "عيسى" ابن مريم النبية؟.. ومن هو قورح (بن يصهار - أو عميناداب - بن قهات بن لاوي) وما مدى سلطته ومصدرها؟.. نجيب على السؤال الأخير حول "قورح" بالبحث في التوراة عن ذكر لهذا الاسم في مواضع مغايرة لهذه الحادثة.. فنجد أن اسم أحد أبناء عيسو (أخو يعقوب) كان قورح (سفر التكوين 36 : 5 و 18 وسفر أخبار الأيام الأول 1 : 35).. مهلاً.. مهلاً.. قورح هو اسم أحد أبناء عيسو (أخو يعقوب)!!!.. هل لنا أن نستنتج أن قورح المعاصر لموسى قد سُمي على اسم قورح ابن عيسو؟.. ومن هذا الذي يسمي أولاده (الغير شرعيين) على أسماء أجداده أو على اسمه؟.. هل عرفتموه؟.. إنه الرجل الغامض X أو "الرب" أو "أهيه" أو "يهوه"، وهو من نسل عيسو، ونضيف أيضاً زيادة في الدقة، هو من نسل قورح ابن عيسو.. وبالعودة إلى السؤال عن مصدر سلطة قورح المعاصر لموسى، فيمكننا القول أن مصدر سلطته قد يكون علمه بنسبه لـ "رب" موسى، بالإضافة لتحالفه مع أخيه من "الرب" : "عيسى" المغيب ذكره في التوراة.. وما يؤكد ظننا بأن قورح هو أحد أبناء "الرب" الغير شرعيين، أننا عثرنا في التوراة على اسمين مختلفين لأبيه!.. فاسم أبيه يرد مرات على أنه "يصهار ابن قهات" حسب سفر الخروج (6 : 21) و سفر العدد (16 : 1) و سفر أخبار الأيام الأول (6 : 37 و 38)، في حين يرد اسم أبيه مرة على أنه "عميناداب ابن قهات" حسب سفر أخبار الأيام الأول (6 : 22)!.. وبعد مزيد من البحث عن "عميناداب" هذا، وجدنا في سفر الخروج (6 : 23) التالي: "و أخذ هرون اليشابع بنت عميناداب أخت نحشون زوجة له فولدت له ناداب و ابيهو و العازار و ايثامار"!.. مهلاً.. مهلاً.. اليشابع زوجة هرون (هارون) هي ابنة عميناداب أيضاً!.. اليشابع أم "العازار" و "إيثامار"!.. "العازار" و "إيثامار" إبنا "الرب" غير الشرعيين!.. ولماذا تم تحديد اليشابع بأنها أخت نحشون!.. هل هناك تلاعب وإخفاء للأنساب؟.. هل اليشابع هي في الحقيقة أخت قورح ولكن خجلاً من ترابط الأنساب مع قورح أو لغاية أخرى تم تحديدها على أنها أخت نحشون؟.. حقيقة جديدة قد ظهرت.. إن كان قورح هو ابن غير شرعي للرجل الغامض X أو "الرب"، وكذلك "العازار" و "إيثامار"، فيبدو أن الرجل الغامض X أو "الرب" قد اضطجع مع أم اليشابع فأنجب منها قورح، ثم اضطجع مع ابنتها اليشابع وأنجب منها "العازار" و "إيثامار"!!!.. حقاً فضيحة بحاجة للتلاعب وإخفاء الأنساب (لاسيما وأنه حرم هذه الفعلة في سفر اللاويين 18 : 17)، أم تُراه لسبب آخر!.. وبمزيد من البحث في الأنساب حسب ما ذكر في التوراة نجد التالي: نحشون ابن عميناداب ابن رام (أرام) ابن حصرون ابن فارض ابن يهوذا ابن يعقوب (إسرائيل) ابن إسحق (إسحاق) ابن إبراهيم، حسب سفر راعوث (4) و سفر أخبار الأيام الأول (2).. وبإحصائنا للأجيال من يهوذا وحتى نحشون و اليشابع (وأخيهما قورح) نجدها 6 أجيال.. ولو أحصينا الأجيال من لاوي (أبن يعقوب) وهو أخ ليهوذا (لاوي أكبر من يهوذا) وحتى هرون (هارون) نجدها 4 أجيال.. فهل تزوج هرون (هارون) باليشابع وهي التي - على ما يبدو - تصغره بجيلين؟!.. أم أن هنالك تلاعب بالأنساب؟!.. نظن أن قورح و نحشون و اليشابع هم في الحقيقة أبناء عميناداب (وهو عميناداب وحيد لا اثنين) ابن قهات ابن لاوي ابن يعقوب.. أي فقط 4 أجيال.. وبالتالي فالأخوة قورح و نحشون و اليشابع هم كما هرون (هارون) من سبط لاوي.. ولا صحة لإبعاد نحشون و اليشابع ليصبحوا من سبط يهوذا (هروباً من أخوّتهم لقورح)، أو لسبب آخر.. كما لا صحة لنسب قورح على أنه ابن يصهار ابن قهات ابن لاوي (إمعاناُ في التلاعب وإبعاد الشبهات حول اسم عميناداب).. ولهذا النسب الجديد الذي نعتقد أنه الصحيح عواقب، حيث يصبح داود الملك من سبط لاوي وليس من سبط يهوذا (ما يعزز شرعية ملكه.. كما ويجعله أقرب في نسبه لأنصار قورح - وعيسى - فداود الملك هو ابن يسي ابن عوبيد ابن بوعز ابن سلمون ابن نحشون ابن عميناداب.. فيكون داود الملك بذلك قد استعاد حقهم الضائع في الحكم - انظر سورة البقرة من الآية 243 وحتى 251 - ذلك الحق الضائع الذي سنبحث به في الفصل التالي..)، ليتبعه أيضاً "يسوع" ابن يوسف فيصبح من سبط لاوي.. نعود لقصة الصراع الذي ظهر في التوراة وكان فيه قورح يمثل الواجهة.. هل هو صراع سُلطات ونفوذ؟.. قورح وعيسى "المسيح" (ومن ورائه مريم أمه) ضد موسى وهارون "المسيح" (ومن ورائه العازار "المسيح" وإيثامار "المسيح" ابنيه بالوصاية وليس بالنسل..).. و صفة "المسيح" الملحقة بالأسماء تعني: المقدس بمسحه بالدهن.. ابنين (بالحرام) للرجل الغامض X أو "الرب" أو "أهيه" أو "يهوه"، ضد ابنينه الآخرين (بالحرام).. لمن ستكون الكهانة؟.. من سيكون القائد الروحي والتشريعي ذو المركز الملكي الإلهي بعد أبيه الرجل الغامض X أو "الرب" أو "أهيه" أو "يهوه"؟.. انقسم بنو إسرائيل إلى جماعتين: مَن نصر قورح وعيسى صار نصرانياً، ومن هاد العازار وإيثامار بات يهودياً.. وتجادلوا (سورة البقرة) : "113 وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. 116 وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ.".. هل جاهر أحدهم أو اثنين منهم - في معرض استعراض دواعي الشرعية - بحقيقة نسبه لأبيه "الرب" أو "أهيه" أو "يهوه"؟.. هل أطلقا على نفسيهما صفة ابن الله أو ابن الرب؟.. أم أن جماعتيهما جاهروا بما خفي من النسب، كما ورد في القرآن (سورة التوبة 30 و 31) نقلاً عن مصادره السابقة : "30 وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ. 31 اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ.".. وهل عزير هو العازار (العازر) ونعلم أنه من الكهنة (الأحبار)؟.. نرجح ذلك.. ولو كان لدينا مصدراً عن أسماء أبناء وأحفاد قورح ابن عيسو لتبين لنا (على ما نتوقع) الاسم الصحيح الذي سُمي على اسمه عزير أو العازار (العازر)، وكذلك إيثامار، ولتابعنا السلالة وصولاً للرجل الغامض X أو "الرب" أو "أهيه" أو "يهوه".. يجدر بنا أن نلمّح (حول فكرة ابن الله) أن كل الأناجيل قد تبنت فكرة أن "يسوع" هو ابن "الرب" (الله).. ونفترض أن هذا تم بتأثير من "بولس الرسول" صاحب "الرقوق".. الذي خلط بين "عيسى" ابن مريم وإنجيله (الرقوق) وبين "يسوع" ابن يوسف.. فسادت فكرة أن "يسوع" ("عيسى") هو ابن الرب..
كيف انتهى الخلاف.. من فاز وما مصير الخاسر.. نقرأ في التوراة في سفر العدد (16) ونتابع قصة الخلاف مع قورح وجماعته : "... 4 فلما سمع موسى سقط على وجهه. 5 ثم كلم قورح و جميع قومه قائلاً غداً يعلن الرب من هو له و من المقدس حتى يقربه إليه فالذي يختاره يقربه إليه. 6 افعلوا هذا خذوا لكم مجامر قورح و كل جماعته. 7 و اجعلوا فيها ناراً و ضعوا عليها بخوراً أمام الرب غداً فالرجل الذي يختاره الرب هو المقدس كفاكم يا بني لاوي. 8 و قال موسى لقورح اسمعوا يا بني لاوي. 9 أقليل عليكم أن اله إسرائيل أفرزكم من جماعة إسرائيل ليقربكم إليه لكي تعملوا خدمة مسكن الرب و تقفوا قدام الجماعة لخدمتها. 10 فقربك و جميع إخوتك بني لاوي معك و تطلبون أيضاً كهنوتاً... 16 و قال موسى لقورح كن أنت و كل جماعتك أمام الرب أنت و هم و هرون غداً. 17 و خذوا كل واحد مجمرته و اجعلوا فيها بخوراً و قدموا أمام الرب كل واحد مجمرته مئتين و خمسين مجمرة و أنت و هرون كل واحد مجمرته. 18 فاخذوا كل واحد مجمرته و جعلوا فيها ناراً و وضعوا عليها بخوراً و وقفوا لدى باب خيمة الاجتماع مع موسى و هرون. 19 و جمع عليهما قورح كل الجماعة إلى باب خيمة الاجتماع فتراءى مجد الرب لكل الجماعة.".. إذاً فالكلمة الفصل في من ستكون له الكهانة كانت للرجل الغامض X أو "الرب" أو "أهيه" أو "يهوه".. الآن لو كنتَ مكانه.. من ستختار؟.. ابنين غير شرعيين لك مقابل ابنين آخرين غير شرعيين لك أيضاً.. من ستختار ليرث مجدك ومُلكك وكهنوتك؟.. كانت نقطة ضعف عيسى ابن مريم أن لا أب (وصيّ) ظاهر له.. ونقطة ضعف قورح أن لا أخ له من أمه (من نسل "الرب") ليكون الأخ سنداً وبديلاً في حال الوفاة.. أما عن العازار وإيثامار فما كانت لديهما نقطتا الضعف هاتين.. إذاً من ستختار؟.. تمّ الخيار كما حسبنا.. لاسيما أن هارون (هرون) كان وسيطاً في الكلام مع "الرب" وسبق وقتل له ابنيه (الذين من نسل هارون حقاً).. فجاء الحكم في سفر العدد (16) على الشكل التالي : "20 و كلم الرب موسى و هرون قائلاً. 21 افترزاً من بين هذه الجماعة فاني أفنيهم في لحظة. 22 فخرا على وجهيهما و قالا اللهم إله أرواح جميع البشر هل يخطئ رجل واحد فتسخط على كل الجماعة. 23 فكلم الرب موسى قائلاً. 24 كلم الجماعة قائلاً اطلعوا من حوالي مسكن قورح و داثان و ابيرام. 25 فقام موسى و ذهب إلى داثان و ابيرام و ذهب وراءه شيوخ إسرائيل. 26 فكلم الجماعة قائلاً اعتزلوا عن خيام هؤلاء القوم البغاة و لا تمسوا شيئاً مما لهم لئلا تهلكوا بجميع خطاياهم. 27 فطلعوا من حوالي مسكن قورح و داثان و ابيرام و خرج داثان و ابيرام و وقفا في باب خيمتيهما مع نسائهما و بنيهما و أطفالهما. 28 فقال موسى بهذا تعلمون أن الرب قد أرسلني لأعمل كل هذه الأعمال و أنها ليست من نفسي. 29 إن مات هؤلاء كموت كل إنسان و أصابتهم مصيبة كل إنسان فليس الرب قد أرسلني. 30 و لكن إن ابتدع الرب بدعة و فتحت الأرض فاها و ابتلعتهم و كل ما لهم فهبطوا أحياء إلى الهاوية فتعلمون أن هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب. 31 فلما فرغ من التكلم بكل هذا الكلام انشقت الأرض التي تحتهم. 32 و فتحت الأرض فاها و ابتلعتهم و بيوتهم و كل من كان لقورح مع كل الأموال. 33 فنزلوا هم و كل ما كان لهم أحياء إلى الهاوية و انطبقت عليهم الأرض فبادوا من بين الجماعة. 34 و كل إسرائيل الذين حولهم هربوا من صوتهم لأنهم قالوا لعل الأرض تبتلعنا. 35 و خرجت نار من عند الرب و أكلت المئتين و الخمسين رجلاً الذين قربوا البخور. 36 ثم كلم الرب موسى قائلاً. 37 قل لالعازار بن هرون الكاهن أن يرفع المجامر من الحريق و اذر النار هناك فإنهن قد تقدسن. 38 مجامر هؤلاء المخطئين ضد نفوسهم فليعملوها صفائح مطروقة غشاء للمذبح لأنهم قد قدموها أمام الرب فتقدست فتكون علامة لبني إسرائيل. 39 فاخذ العازار الكاهن مجامر النحاس التي قدمها المحترقون و طرقوها غشاء للمذبح. 40 تذكاراً لبني إسرائيل لكي لا يقترب رجل أجنبي ليس من نسل هرون ليبخر بخوراً أمام الرب فيكون مثل قورح و جماعته كما كلمه الرب عن يد موسى." - ربما كان قورح وجماعته هم أصحاب الأخدود المذكورين في القرآن (سورة البروج من 1 وحتى 9)..- ولكن في موقع آخر لا نرى ذكر لقورح وموته في حادثة فتح الأرض فاها، حسب سفر التثنية (11 : 6) في معرض حديث موسى عن عجائب "الرب"، حيث نقرأ : "و التي عملها بداثان و ابيرام ابني الياب ابن راوبين اللذين فتحت الأرض فاها و ابتلعتهما مع بيوتهما و خيامهما و كل الموجودات التابعة لهما في وسط كل إسرائيل.".. ولنسأل: هل حقاً أباد "الرب" كل الجماعة.. هل باد النصارى؟.. هل قُتل "عيسى" ابن مريم؟.. هل قتل "الرب" ابنيه "عيسى" وقورح؟.. إجابة عن سؤال إبادة الجماعة أو إبادة النصارى نجد في سفر العدد (16) التالي : "41 فتذمر كل جماعة بني إسرائيل في الغد على موسى و هرون قائلين أنتما قد قتلتما شعب الرب. 42 و لما اجتمعت الجماعة على موسى و هرون انصرفا إلى خيمة الاجتماع و إذا هي قد غطتها السحابة و تراءى مجد الرب. 43 فجاء موسى و هرون إلى قدام خيمة الاجتماع. 44 فكلم الرب موسى قائلاً. 45 اطلعا من وسط هذه الجماعة فاني أفنيهم بلحظة فخرا على وجهيهما. 46 ثم قال موسى لهرون خذ المجمرة و اجعل فيها ناراً من على المذبح و ضع بخوراً و اذهب بها مسرعاً إلى الجماعة و كفر عنهم لأن السخط قد خرج من قبل الرب قد ابتدأ الوبا. 47 فاخذ هرون كما قال موسى و ركض إلى وسط الجماعة و إذا الوبا قد ابتدأ في الشعب فوضع البخور و كفر عن الشعب. 48 و وقف بين الموتى و الأحياء فامتنع الوبا. 49 فكان الذين ماتوا بالوبا أربعة عشر ألفاً و سبع مئة عدا الذين ماتوا بسبب قورح. 50 ثم رجع هرون إلى موسى إلى باب خيمة الاجتماع و الوبا قد امتنع.".. يمكننا إذاً القول أن بعض النصارى قد نجوا (إن كان قسماً منهم قد مات في الأصل.. فقد يكون المكتوب في التوراة هو رغبة اليهود وليس الحقيقة..).. فبالنهاية لو باد جميع النصارى لما كان "إنجيل عيسى ابن مريم" ووصل لورقة بن نوفل ومنه لمحمد.. ولكن يبدو أنهم خرجوا أو أُخرجوا من ديار شعب إسرائيل (أنظر القرآن سورة البقرة الآيات من 84 وحتى 91 و الأية 243).. أما عن السؤالين الباقيين : هل قُتل "عيسى" ابن مريم؟.. هل قتل "الرب" ابنيه "عيسى" وقورح؟.. فلا جواب واضح ودقيق لدينا.. وحتى في القرآن نجد في سورة آل عمران : "54 وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ. 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ." وأيضاً في سورة النساء : "157 وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. 158 بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا".. ما قد يوحي باحتمالين : 1- قد يكون "الرب" مكر فأظهر أمام اليهود أنه أباد النصارى و "عيسى" ابن مريم، في حين أنه أبعدهم بعيداً عن اليهود حتى ظنوا أن الأرض ابتلعتهم، ثم توفي "عيسى" ورُفع وهو كهلاً (سورة آل عمران 46 وسورة المائدة 110) بعد أن وعد أنصاره وبشّرهم بيوم قادم أو ساعة (علمهما عند "الرب".. حين سيرضى عنه فيُعيده ليحكم) يومٌ "محمود أو أحمد" ينصرهم به (سورة الصف 6).. 2 - قد يكون مَن تبقى مِن جماعة النصارى ظلوا يحملون في قلوبهم ذكرى "عيسى" مُخلصهم من الأمراض والاضطهاد ومحلل المحرم، الصالح الحنون (نقيض "الرب" الجبّار، الطاغي، القاسي بشريعته)، فابتدعوا الـ "إنجيل" (بشرى الخلاص..) ليكون متمماً للتوراة ومصححاً للقسوة فيها، ولم يتقبلوا موت "عيسى"، فمنوا النفس بأنه ما قُتل بل قد رُفع، رُفع بمكرٍ من الله (العادل في نظرهم) رداً على مكر اليهود (الذين خدعوهم بالمكر في نظرهم)، وظلوا يحلمون بيوم يجعل فيه الله من اتبع "عيسى" فوق اليهود، ويُعيد لهم حقهم يوم القيامة (بأن يعود "عيسى" ليحكم) ليظهر الله الحكم الأخير العادل فيما كانوا قد اختلفوا فيه (سورة يونس 93).. ويجدر بنا أن نلمّح إلى قصة رفع "عيسى" ابن مريم وورودها في بعض الأناجيل (لوقا ومرقس وأعمال الرسل) بعد إقحامها في قصة "يسوع" ابن يوسف.. وذلك طبعاً بتأثير من "بولس الرسول" صاحب "الرقوق".. الذي خلط بين "عيسى" ابن مريم وإنجيله (الرقوق) وبين "يسوع" ابن يوسف.. فتبنّى "بطرس" تلميذ "يسوع" فكرة الرفع.. يظهر هذا في إنجيل "مرقس" (مرافق "بطرس" التلميذ ومساعد "بولس الرسول" صاحب "الرقوق") حيث نقرأ في إنجيل مرقس (16 : 19): "ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله."، وكذلك في رسالة بطرس الرسول الأولى (3 : 22) في معرض حديثه عن يسوع المسيح: "الذي هو في يمين الله إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مُخضعة له".. أما "بولس الرسول" صاحب "الرقوق" فأورد قصة رفع "عيسى" بأن أقحمها بقصة "يسوع" في إنجيل "لوقا" مساعده حيث نقرأ (24 : 49 و 50 و 51) في معرض حديثه عن كلام "يسوع" ("عيسى") التالي: "49 وها أنا أُرسل إليكم موعد أبي. فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي. 50 وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا. ورفع يديه وباركهم. 51 وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء.".. وأيضاً أوردها في "أعمال الرسل" (1 : من 4 وحتى 11) (كتبه لوقا مساعد "بولس الرسول" صاحب "الرقوق"..) حيث نقرأ : "4 و فيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني. 5 لأن يوحنا عمد بالماء و أما انتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير. 6 أما هم المجتمعون فسألوه قائلين يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل. 7 فقال لهم ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة و الأوقات التي جعلها الآب في سلطانه. 8 لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهوداً في أورشليم و في كل اليهودية و السامرة و إلى أقصى الأرض. 9 و لما قال هذا ارتفع و هم ينظرون و أخذته سحابة عن أعينهم. 10 و فيما كانوا يشخصون إلى السماء و هو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض. 11 و قالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء." وانظر أيضاً في أعمال الرسل (2 : 33 ؛ 5 : 31) و رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس (4 : من 8 وحتى 10) و رسالة بولس الرسول إلى أهل فيبي (2 : 9).. وأيضاً انتشرت فكرة "يوم القيامة" الموروثة عن أفكار النصارى في أوساط تلاميذ "يسوع" ابن يوسف (سواء عن طريق "بولس الرسول" صاحب الرقوق.. أو ربما عن طريق أفكار النصارى الذي ينتمي لهم - أو لفرع منهم - جماعة "يسوع" ابن يوسف المطالب بالملك..) فتم ذكرها في أناجيل مثل مرقس (9 و 13) و لوقا (21) و متى (24) وأعمال الرسل (23 و 24) وفي رسالة يعقوب ورسالة يوحنا الرسول الأولى ورسالة يهوذا وحتى في رؤيا يوحنا اللاهوتي.. كما ونجد إصراراً من قبل "بولس الرسول" صاحب "الرقوق" على فكرة "يوم القيامة" والنصر القادم للمسيح "يسوع" (بل "عيسى" ؛ لظن بولس أنهما شخص واحد) على أعدائه ومُلكه الآتي.. أنظر: رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (15 : من 18 وحتى 28) و رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس (1 : 9) و رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية (4 : من 1 وحتى7) و رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس (1 : من 20 وحتى 23) و رسالة بولس الرسول إلى أهل فيبي (3 : 11) و رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي (3 : من 1 وحتى 3) و رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي (4 : من 14 وحتى 18 ؛ 5 : 1 و 2) و رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي (1 : من 6 إلى 10 ؛ 2 : من 1 وحتى 12) و رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس (2 : 11 و 12 ؛ 4 : 1 و 2) كما وفي الرسالة إلى العبرانيين (بشكل عام) التي تُنسب أيضاً لبولس الرسول.. يبدو أن فكرة النصر المؤجل (يوم القيامة) قد أكلت عقل "بولس الرسول" بعد أن قرأ عنها في "الرقوق" فملئ رسائله بها.. وبلغ به الأمر مبلغاً حتى بات يتكلم بها في أثينا بين الفلاسفة فهزءوا منه، نقرأ في أعمال الرسل (17) التالي :"16 و بينما بولس ينتظرهما في أثينا احتدت روحه فيه إذ رأى المدينة مملؤة أصناماً. 17 فكان يكلم في المجمع اليهود المتعبدين و الذين يصادفونه في السوق كل يوم. 18 فقابله قوم من الفلاسفة الأبيكوريين و الرواقيين و قال بعض ترى ماذا يريد هذا المهذار أن يقول و بعض أنه يظهر منادياً بآلهة غريبة لأنه كان يبشرهم بيسوع و القيامة. 19 فأخذوه و ذهبوا به إلى آريوس باغوس قائلين هل يمكننا أن نعرف ما هو هذا التعليم الجديد الذي تتكلم به. 20 لأنك تأتي إلى مسامعنا بأمور غريبة فنريد أن نعلم ما عسى أن تكون هذه. 21 أما الأثينويون أجمعون و الغرباء المستوطنون فلا يتفرغون لشيء آخر إلا لأن يتكلموا أو يسمعوا شيئاً حديثاً 22 فوقف بولس في وسط آريوس باغوس و قال أيها الرجال الأثينويون أراكم من كل وجه كأنكم متدينون كثيراً... 30 فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل. 31 لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات. 32 و لما سمعوا بالقيامة من الأموات كان البعض يستهزئون و البعض يقولون سنسمع منك عن هذا أيضاً. 33 و هكذا خرج بولس من وسطهم.".. دننتة بئيت مسخرة يا شيخ.. نفهم من هذه الحادثة أن فكرة "يوم القيامة" كانت مُستحدثة وغريبة بين فلاسفة ذلك العصر (في القرن الأول الميلادي)، وكانت محصورة بين النصارى في "العربية" (وبين بعض اليهود - الفريسيين - الذين سنأتي على ذكرهم في فصل لاحق..).. ولن ننسى ما ذكره "يوحنا الرسول" في رسالتيه الأولى والثانية عن "المُضل" أو "ضد المسيح" الذي سيأتي في "الساعة الأخيرة" (يوم القيامة).. ويبدو أن هذا "المُضل" أو "ضد المسيح" هو "العازار".. انظر رسالة يوحنا الرسول الأولى (2 : 18 ؛ 4 : 3) و رسالة يوحنا الرسول الثانية (7).. إلى أين آلت الأمور.. وماذا جرى مع شعب إسرائيل الذين باتوا يهوداً.. انتصر العازار وإيثامار.. أو نصرهما أبيهما.. "الرب" أو "أهيه" أو "يهوه".. فشرعن من جديد كهنوتهم، بأن أقام قرعة (بتدبير من "الرب") لإيقاف التذمر، فاز فيها هارون ونسله (أي نسل "الرب" من زوجة هارون) بالكهانة لآخر الدهر.. فحكموا وملكوا ومُلئت أيديهم.. أنظر سفر العدد (17) و (18) و (19).. أما عن مريم أم "عيسى" فماتت (لكمدها وغمها مما آلت إليه الأمور.. على ما يبدو) بعد ما تم مباشرة، سفر العدد (20 : 1) : "و أتى بنو إسرائيل الجماعة كلها إلى برية صين في الشهر الأول و أقام الشعب في قادش و ماتت هناك مريم و دفنت هناك".. ومن ثم تمت تصفية هارون (هرون) وتسليم الكهانة لألعازار (من نسل "الرب" من زوجة هارون) حسب سفر العدد (20) : "23 و كلم الرب موسى و هرون في جبل هور على تخم أرض أدوم قائلاً. 24 يضم هرون إلى قومه لأنه لا يدخل الأرض التي أعطيت لبني إسرائيل لأنكم عصيتم قولي عند ماء مريبة. 25 خذ هرون و العازار ابنه و اصعد بهما إلى جبل هور. 26 و اخلع عن هرون ثيابه و البس العازار ابنه إياها فيضم هرون و يموت هناك. 27 ففعل موسى كما أمر الرب و صعدوا إلى جبل هور أمام أعين كل الجماعة. 28 فخلع موسى عن هرون ثيابه و ألبس العازار ابنه إياها فمات هرون هناك على راس الجبل ثم انحدر موسى و العازار عن الجبل. 29 فلما رأى كل الجماعة أن هرون قد مات بكى جميع بيت إسرائيل على هرون ثلاثين يوماً." وأيضاً حسب سفر التثنية (10 : 6): "و بنو إسرائيل ارتحلوا من آبار بني يعقان إلى موسير هناك مات هرون و هناك دفن فكهن العازار ابنه عوضاً عنه".. وبهذا بات العازار الآمر الناهي المالك المُشرعن في إسرائيل، بانتظار موت "الرب" أو "أهيه" أو "يهوه" في وسطهم.. فيكتم سر وفاة أبيه الحقيقي "الرب" ويتابع حكم اليهود من بعده ناطقاً بلسانه.. ويخلفه أبناؤه في هذا حتى آخر الدهر.. وكعادة المنتصرين.. فهم يكتبون التاريخ (التوراة) كما يرونه ومن وجهة نظرهم.. فتم تغييب "عيسى" ابن مريم (منافس العازار وإيثامار) كما وغُيبت قصة أبناء "الرب" أثناء كتابة التوراة عبر أجيال من الكهنة، لأن ذكر "عيسى" أو ذكر قصة أبناء "الرب" سيشكل نوع من الوعي لكون عيسى و العازار (وغيرهم) هما من أبنا "الرب"، ما قد يثير التساؤلات التي تهدد مصدر شرعية الكهنة اليهود، كما ولتظل الكهانة محصورة في نسلهم فلا يأتي فيما بعد مَن يطالب بحقه المسلوب في الكهانة.. تجميع بقايا الخيوط لنسج ما يُقارب تتمة "إنجيل عيسى ابن مريم" مما سبق، واعتماداً علي القرآن (كمقتبس مباشر) وعلى المصادر التوراتية والإنجيلية، يمكننا استنباط ما يُقارب مضمون تتمة "إنجيل عيسى ابن مريم" الضائع.. ونوضح هنا الفارق بين المنهجين (منهج استنباط مضمون إنجيل عيسى الذي اتبعناه في فصل سابق.. والمنهج الحالي لاستنباط ما يُقارب تتمة إنجيل عيسى..)، حيث استخدمنا في المنهج الأول مرجعين على الأقل وكنا بحاجة لقاسم مشترك (توافق في الرواية) حول مضمون ما، يأتينا من مصدرين مختلفين على الأقل لتثبيت صحة كون هذا المضمون هو المضمون الأصلي المنقول منه من قبل كلا المصدرين.. ؛ أما في المنهج الثاني (في هذا الفصل) - ولغياب التوافق الواضح في الرواية بين المصادر - كنا مضطرين لقبول مجرد التقارب في روايات المصادر للاستفادة منها لاستخلاص مضمون تقريبي لـتتمة "إنجيل عيسى ابن مريم".. لهذا فيمكننا القول أن هذه التتمة هي أقل دقة وموثوقيّة مما استخلصناه سابقاً (في فصل سابق) من مضمون "إنجيل عيسى ابن مريم".. تتمة "إنجيل عيسى ابن مريم" المسيح (الممسوح بالدهن): المصادر: القرآن و التوراة (سفر الخروج) والأناجيل كلها.. مُسح "عيسى" ابن مريم بالدهن للتقديس فصار مسيحاً. البرص (شفاء المرضى): المصادر: القرآن (سورتي المائدة و آل عمران) والتوراة (سفري العدد والتثنية) و الأناجيل (لوقا و مرقس و متى) شفى "عيسى" ابن مريم البرص والمرضى المنفيين خارج المحلة. أتاه رجلاً مملوء برصاً فطهّره وأوصاه ألا يقول لأحد بل أن يمض ويري نفسه للكاهن وأن يقدم تطهيره كما أمر موسى للشهادة لهم. علم الناس بأمره فاجتمعوا حوله لكي يسمعوا ويُشفوا به من مرضهم. وظل هو يعتزل ويصلي في البراري خارج المحلة. التحريم (وتحليل ما حُرّم): المصادر: القرآن (سور المائدة و آل عمران والنساء والحديد) والتوراة (سفري اللاويين والتثنية) والإنجيل (أعمال الرسل) صدّق "عيسى" على ما بين يديه من التوراة. حرمت شريعة موسى أكل بعض الحيوانات، لكن "عيسى" حلل أكلها. المائدة (أكل من السماء): المصادر: القرآن (سورة المائدة) والتوراة (سفر العدد) والإنجيل (أعمال الرسل) تجمع الحواريون حول "عيسى" وطلبوا منه طعاماً من السماء. نزلت عليهم مائدة من السماء. العداوة والبغضاء والخلاف (حول ابن الله): المصادر: القرآن (سور المائدة و التوبة و آل عمران والنساء و مريم والصف) والتوراة (سفر العدد) والأناجيل (كلها وتحديداً لوقا و مرقس ومتى وأعمال الرسل ورسائل بولس الرسول..) اختلف اليهود مع "عيسى" فنصره النصارى. قال اليهود العازار (عزير) هو ابن الله (الرب). قال النصارى عيسى ابن مريم هو ابن الله (الرب). رفع الله (الرب) عيسى ابن مريم، وسيعود ويحكم بينهم فيما كانوا يختلفون. تحليل مضمون تتمة إنجيل عيسى ابن مريم.. وحقيقة ما حدث.. المسيح (الممسوح بالدهن): مُسح "عيسى" ابن مريم بالدهن للتقديس فصار مسيحاً. (مُسح "عيسى" على أنه تحت رعاية خاله "هارون" لعدم وجود أب معروف له، فحُسب من بين أبناء "هارون" ومُسح معهم بالدهن للتقديس..) البرص (شفاء المرضى): شفى "عيسى" ابن مريم البرص والمرضى المنفيين خارج المحلة. (ما قد يدل على علمه بطب الأعشاب، كما ويدل على إشفاقه وحنو قلبه على المرضى والمنفيين والمظلومين - ظلمتهم شريعة موسى - وتعاطفه معهم، ذلك لشعوره بأنه من المنبوذين مثلهم كونه عُيّر بأنه ابن زنى فكان منبوذاً أيضاً..) أتاه رجلاً مملوء برصاً فطهّره وأوصاه ألا يقول لأحد بل أن يمض ويري نفسه للكاهن وأن يقدم تطهيره كما أمر موسى للشهادة لهم. (شفاء الأبرص يدل على علمه بطب الأعشاب.. وطلب منه عدم القول لأحد خوفاً من اعتبار فعلته مخالفة لشريعة موسى.. وطلب منه أن يُري نفسه للكاهن - وربما لموسى - ليشهدوا على قدراته الطبية فينظروا في أمرها وفي عدم تعارضها مع شريعة موسى..) علم الناس بأمره فاجتمعوا حوله لكي يسمعوا ويُشفوا به من مرضهم. (لا مشكلة منطقية فيها.. تدل على شيوع خبر قدراته الطبية.. بالإضافة كونه يحمل أفكاراً بدأ يجاهر بها حول نصرة المظلومين - على ما نظن - كما و حق المنبوذين والمنفيين بالحياة..) وظل هو يعتزل ويصلي في البراري خارج المحلة. (لكونها مكان تواجد المنفيين والمنبوذين.. كما وتدل على نزعته للتفكر والتأمل في حاله وحال مَن معه..) التحريم (وتحليل ما حُرّم): صدّق "عيسى" على ما بين يديه من التوراة. (لا مشكلة منطقية فيها.. سوى أنها تدل على الأخذ برأيه من قبل أتباعه الذين تجمعوا حوله، فأصبح بذلك مصدراً للتصديق أو للإنكار حول صحة شريعة موسى..) حرمت شريعة موسى أكل بعض الحيوانات، لكن "عيسى" حلل أكلها. (تدل على بداية التفرد بسلطة مستقلة عن سلطة موسى وشريعته.. وربما كان سبب تحليله لما حرّمت شريعة موسى هو تعاطفه مع الشعب الجائع في خارج المحلة، أو لزيادة أعداد أنصاره بتقديم شريعة مقابلة أقل تشدداً..) المائدة (أكل من السماء): تجمع الحواريون حول "عيسى" وطلبوا منه طعاماً من السماء. (ما يعكس حالة الجوع السائدة بين الشعب، أو على الأقل بين المنفيين والمنبوذين خارج المحلة..) نزلت عليهم مائدة من السماء. (قد تكون نوع من الطيور المهاجرة التي حطت على شكل أسراب، فقاموا بصيدها.. أو الطيور الجوارح وما تأكله من الجيف.. حيث حلل "عيسى" أكلها خلافاً لشريعة موسى..) العداوة والبغضاء والخلاف (حول ابن الله): اختلف اليهود مع "عيسى" فنصره النصارى. (تدل على ظهور حالة الشقاق بين سلطتين: سلطة عيسى في وجه سلطة موسى..) قال اليهود العازار (عزير) هو ابن الله (الرب). (هم لم يكذبوا.. فالعازار هو حقاً ابن الرجل الغامض X المدعي أنه "الرب".. ولكن تكمن المشكلة في المجاهرة بذلك، وربما تم التعتيم على هذه المجاهرة وإنكارها فيما بعد بهدف عدم كشف المستور لئلا تُفضح الخدعة التي قام بها الرجل الغامض X فتتقوض سلطته، أو تم التعتيم عليها وتغييبها فيما بعد من قبل كهنة اليهود - من نسل العازار وإيثامار - الذين كتبوا التوراة لئلا يطالب أحد آخر من نسل الرجل الغامض X بحقه المسلوب في الكهانة المحصورة بنسلهم.. كما ويُظهر هذا المقطع أيضاً ظاهرة اختفاء سلطة أو شرعية موسى لمصلحة سلطة وشرعية نسل الرجل الغامض X..) قال النصارى عيسى ابن مريم هو ابن الله (الرب). (هم لم يكذبوا أيضاً.. فعيسى هو حقاً ابن الرجل الغامض X المدعي أنه "الرب".. ما يحصر الصراع بين سلطات وشرعيات أبناء الرجل الغامض X..) رفع الله (الرب) عيسى ابن مريم، وسيعود ويحكم بينهم فيما كانوا يختلفون. (يبدو أن الصراع حُسم لصالح العازار.. فغاب عيسى عن أنصاره - مات أو نُفي بعيداً - كما وغُيّب ذكره في التوراة.. ولكنّ من بقي حياً من أنصاره - النصارى - لم تُرضهم نتيجة الصراع، تلك النتيجة الظالمة لهم، وكيف لا وهم مَن نصروا عيسى ابن الرب - فمن المعلوم أن مريم أم عيسى لا زوج لها.. فعيسى حتماً هو ابن الرب بنظرهم.. نصروه ضد العازار ابن هارون بنظرهم - لم يعلموا أن العازار هو أيضاً ابن الرب - أفينتصر العازار ويُهزم عيسى ابن الرب! لا وألف لا.. لن تُرضهم نتيجة الصراع، تلك النتيجة الظالمة لهم ولعيسى ابن الرب، فظلوا يمنون النفس بأملٍ يحمل حلاً عادلاً سيتم الحكم به في الأيام القادمة.. ما أطلق فكرة وأمنية "يوم المعاد" - اليوم الموعود أو العودة - أو "اليوم الأخير" أو "يوم القيامة" - قيامة الموتى - و "يوم الحساب" أو "يوم الدينونة" - يوم الدين - الذي سيظهر فيه عيسى فيحكم بالعدل ويحاسب ويدين أعدائه ويعيد لأنصاره - الأموات منهم والأحياء - المظلومين حقهم، ويملك - يصبح ملكاً - في الدهر الآتي.. دون تحديد لموعد ذلك اليوم..)
تفرعات ودهاليز المتاهة.. حول ذلك "اليوم": قد يكون في "إنجيل عيسى ابن مريم" المزيد من الكلام (الأمل المرتبط بما منوا النفس به..) حول "يوم المعاد" أو "اليوم الأخير" أو "يوم القيامة" و "يوم الحساب" أو "يوم الدينونة" ولكننا لم نحاول استخلاصه من المصادر لكونه لا يمس بشكل مباشر الحقائق التاريخية التي ترتبط بالأشخاص وسير حياتهم، وإنما يتعلق بآمالهم ورؤاهم وأضغاث أحلامهم وأوهامهم التي لا ضابط تاريخي أو واقعي لها.. يمكن لمن يريد البحث في هذه الفكرة حول ذلك "اليوم" ومقارنة المصادر النصرانية مع القرآن أن يُراجع كتاب: الحريري، أبو موسى، قسّ ونبيّ (بحث في نشأة الإسلام)، اسم مؤلف الكتاب هو اسم مستعار ولا ذكر لدار النشر، 1979، من الصفحة 150 وحتى الصفحة 154. حول ذلك "اليوم" في التوراة: وكذلك نجد في التوراة (بعد فترة موسى وعيسى) ملامح لهذه الأفكار التي تبناها النصارى حول رفع "عيسى" و "يوم المعاد" أو "اليوم الأخير" أو "يوم القيامة" و "يوم الحساب" أو "يوم الدينونة".. حيث نقرأ في المزامير، مزمور داود (110 : 1 و 4) : "1 قال الرب لربّي اجلس عن يميني حتّى أضع أعداءك موطئاً لقدميك... 4 وأقسم الرب ولن يندم. أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق...".. وكذلك في أسفار مثل إشعياء و دانيال و زكريا و ملاخي.. ما يفسر انتشار هذه الأفكار حتى بين اليهود أنفسهم ليقسمهم إلى فريسيين (يعتقدون بالقيامة.. وربما كانوا من بقايا النصارى - في وسط اليهود - الداعمين للحق الضائع بالكهانة أو الحكم أو المُلك والداعمين لحق داود الملك ونسله) وصدوقيين (لا يعتقدون بالقيامة.. وهم اليهود الداعمين لسلطة الكهنة من نسل العازار و ايثامار).. حول ذلك "اليوم" في أحاديث محمد: يبدو أن القصص التي أبدعتها تلك الآمال عند أنصار "عيسى" ابن مريم (النصارى) بنصر مؤجل يعود فيه "عيسى" المسيح فينتصر على أعدائه.. يبدو أنها لم تقتصر على النصارى كما وفئة من اليهود (الفريسيين) وبالطبع لدى المسيحيين (بعد الخلط الذي أنتجه "بولس الرسول"..) بل وتعدتهم إلى محمد (ومن ورائه "ورقة بن نوفل") لتصلنا أحاديثه الشهيرة حول "يوم القيامة" وظهور "المسيح ابن مريم" الذي يقتل "المسيح الدجال" (يبدو أن "المسيح الدجال" هو "العازار" المسيح.. ند "عيسى" المسيح) في ملحمة تخيلية لا يُبدعها سوى عقل مَن هُزم ولم تُرضه نتيجة الصراع.. فبات على أمل يوم نصرٍ مؤجل.. وله أن يتوهم ويحلم ويمني النفس ما سمح له خياله وأضغاث أحلامه أن يبلغ.. حتى تورّم الحلم وتعاظم وتفاقم.. ليصلنا منه الصورة الفانتازية الواردة في أحاديث محمد.. راجع الأحاديث عن "يوم القيامة" و "المسيح الدجال" و "المسيح ابن مريم".. وهل لنا أن نسأل: لماذا يظهر "المسيح ابن مريم" في "يوم القيامة" وليس محمد..؟!.. ولكم أن تجيبوا.. حول اليهود والنصارى والصابئة: حين تتبعنا الصراع بين أبناء "الرب" استطعنا التمييز بين فرقتين هما اليهود (من هادوا "العازار" و "إيثامار") والنصارى (من نصروا "عيسى" وربما معه "قورح") ولكننا لم نبحث في مصير "يحيى" (ابن الرب بالنسل وابن زكريا بالوصاية).. وقد يكون في "إنجيل عيسى ابن مريم" المزيد من الكلام حول "يحيى" وفريقه لكننا لم نبحث في مضمون ما كُتب حول هذا الفريق، لغياب المزيد من الوضوح حول مصيره في القرآن (المصدر المقتبس المباشر).. ولكن يمكننا أن نقرأ في سورة البقرة : "62 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ."، فنتوقع أن "يحيى" قد اعتزل أو ترك مع جماعته دين وشريعة "الرب" أباه ولكن بقي على دين الله.. فبهذا أصبحوا صابئين أو الصابئين.. وهل لنا أن نتخيل "الرب" (أو ربما موسى) يصيح : أصبأتَ يا يحيى؟!..
استخلاص قصة الله، وقصة "الرب" عبر أجيال من المتاهة.. يجب في بداية هذا الفصل أن نذكر بأن فكرة الإله المدعو "الله" لم تكن وليدة أفكار ابرام (إبراهيم) ولا حتى كانت محصورة به أو بقومه (في عصره).. نقرأ في التوراة في سفر التكوين (14 : 18 و 19 و 20) التالي :" 18 و ملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزاً و خمراً و كان كاهنا لله العلي. 19 و باركه و قال مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات و الأرض. 20 و مبارك الله العلي الذي اسلم أعداءك في يدك فأعطاه عشراً من كل شيء.".. إذاً فلقد كان في "شاليم" على الأقل مَن يعبد "الله" (على ما ورد في التوراة).. لا بل وكان في "شاليم" ملكاً و كاهناً لله يُدعى "ملكي صادق".. (يعتقد بعض الباحثين أن "شاليم" هي مغارة أو "غور" أو "أور" فيكون بذلك "ملكي صادق" هو رئيس كهنة "غور شاليم" أو "أور شاليم" أي "أورشليم".. والتي تقع في جزيرة العرب ("العربية") وليس في فلسطين حسب رأي هؤلاء الباحثين، ومنهم : كمال الصليبي و رياض الريس و زياد منى و مفيد عرنوق و أحمد داود..).. مما سبق يمكننا أن نتوقع تأثيراً فكرياً من طرف "ملكي صادق" على ابرام (الذي سيصبح إبراهيم) حول مفهومه للإله المدعو "الله".. تأثيراً قد يصل حد تخيل لله يظهر له في رؤى فيكلمه ويباركه ويوحي له ويعده بكل ما تشتهيه نفس إبراهيم.. فانتقلت بذلك فكرة "الله" من إبراهيم إلى أولاده إسماعيل و اسحق (إسحاق) لتصل إلى أحفاده وباقي نسله.. أما أولاد اسحق (إسحاق) التوأم "عيسو" و "يعقوب" (إسرائيل) فدخلا في خلاف حول البكورة وبركة أبيهما اسحق (إسحاق).. فما كان من "يعقوب" إلا أن خدع أخيه "عيسو" (الذي يكبره بلحظات.. إذ ولد "يعقوب" بعد "عيسو" وقد نزل من رحم أمه وهو ممسك بعقب أخيه فسمي"يعقوب") فأخذ منه البكورة وبركة أبيهما بالخداع (انظر تكوين (25 : من 20 وحتى 34) و تكوين (27 : كاملاً)).. فحقد "عيسو" على أخيه "يعقوب" الذي هرب.. وبعد سنين من هروب "يعقوب" عن وجه أخيه "عيسو"، أراد العودة.. بعد أن بات لكليهما بنينُ.. فعاد "يعقوب" إلى عشيرته وحين كان في طريق العودة علم بقدوم أخيه "عيسو" للقائه ومعه أربع مئة رجل.. خاف "يعقوب" من انتقام "عيسو" فحاول استمالته بالعطايا بأن أرسل أمامه قطعانه على أنها هدايا لعيسو.. (انظر سفر التكوين 32).. (+) ولكن قبل لقاء الأخوين حدث ظهور لله أو للرب على شكل إنسان، سفر التكوين (32 : من 24 وحتى 30) حيث نقرأ التالي : "24 فبقي يعقوب وحده و صارعه إنسان حتى طلوع الفجر. 25 و لما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه. 26 و قال أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال لا أطلقك إن لم تباركني. 27 فقال له ما اسمك فقال يعقوب. 28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله و الناس و قدرت. 29 و سأل يعقوب و قال اخبرني باسمك فقال لماذا تسال عن اسمي و باركه هناك. 30 فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلاً لاني نظرت الله وجهاً لوجه و نجيت نفسي.".. والآن فلنسأل : من هذا الإنسان الذي صارع "يعقوب" حتى طلوع الفجر؟ وما سبب الصراع؟.. لماذا أراد هذا الإنسان الذهاب عند طلوع الفجر؟.. لماذا تهرّب هذا الإنسان من سؤال "يعقوب" عن اسمه؟ ولم يخبره باسمه!.. هل هذا الإنسان هو حقاً الله كما ظن "يعقوب"؟ وهل الله بعظمة قدراته يطلب من "يعقوب" أن يطلقه لأنه قد طلع الفجر!.. إن كانت هذه الأسئلة صعبة الحل أو الفهم على من يقرأ هذا المقطع من التوراة فأنصحه بإعادة وإعادة القراءة من الرمز التالي (+).. والآن وبعد أن تمت إعادة القراءة سنجيب على هذه الأسئلة.. حتماً هذا الإنسان هو ليس الله كما ظن "يعقوب" أو أوحى له ذلك الإنسان، فما هذا الله الذي لا يقدر على "يعقوب" فيقرر ضرب حق فخذه! ومن ثم يطلب من "يعقوب" أن يُطلقه لأنه قد طلع الفجر!.. هو إذاً إنسان استغل عتمة الليل ليهاجم "يعقوب" وحين لم يقدر عليه سوى بخلع حق فخذه قرر الذهاب عند طلوع الفجر حتى لا تُعرف شخصيته، فلم يُطلقه "يعقوب".. والآن لنعود للسؤال الأهم : ما سبب الصراع؟.. هل هذا الإنسان هو من طرف "عيسو"؟.. "عيسو" الذي بدأ يلين نحو مصالحة أخيه (سفر التكوين 33 : 4)، في حين أن أحد أبنائه لم يزل يكن حقداً على عمه "يعقوب"، فأراد صراعه قبل أن يلتقي الأخوان (سفر التكوين 33 : 4) " فركض عيسو للقائه و عانقه و وقع على عنقه و قبله و بكيا".. لاحظ أن حادثة الصراع بين هذا الإنسان و "يعقوب" (سفر التكوين 32 : من 24 وحتى 30) قد حدثت في الوقت المستقطع بين إرسال "يعقوب" لقطعانه كهدايا لأخيه "عيسو" (سفر التكوين 32 : من 13 وحتى 21) وبين لقائهما(سفر التكوين 33 : 4).. والآن فلنسأل : مَن مِن أبناء "عيسو" لم يزل يكن حقداً على عمه "يعقوب"؟.. كل أبناء "عيسو" مرشحين ليكونوا ذلك الإنسان حامل الحقد الموروث.. ولكننا نتوقع أنه قورح.. نعم قورح ابن عيسو ابن اسحق (إسحاق) ابن ابرام (إبراهيم).. ومَن غير قورح من أبناء "عيسو" اكتسب - في هذه الحادثة - خبرة خداع "يعقوب" الذي ظنه الله أو "الرب" فأورث خبرته هذه لأبنائه ومنهم لأحفاده قائلاً : "إن يعقوب يظن أن الله أو "الرب" يمكن أن يكون مثلنا إنساناً يُكلمه وجهاً لوجه.. إذاً فلنخدعنّ أبنائه كما خدع أبي عيسو.. ولنكن لهم أرباباً وآلهة.. فنفتقد ذنوب الآباء بالأبناء في الأجيال والأجيال.." (المقولة السابقة على لسان قورح هي مقولة تخيلية مبنية على استنتاجاتنا السابقة).. فما كان من أحد أحفاد قورح إلا أن استغل خبرة جده قورح فأعاد الكرّة في أرض "عبودية" إسرائيل (مَن هم من نسل "يعقوب") في مصر (قبل خروجهم من مصر) فخدع زكريا وزوجته ومريم وأخيها هارون وزوجته اليشابع وأمها (أم قورح) ثم خدع "موسى" (وجميعهم من نسل "يعقوب") مكلماً إياهم على أنه "الرب" وقد أطلقنا عليه لقب الرجل الغامض X.. ومُصرحاً باسمه "أهيه" أو "يهوه".. ومُنجباً من نسائهم (اللواتي من نسل "يعقوب") نسلاً له.. وكيف لا وهو المقيم في وسطهم، وبلا زوجة، ولكن بفحولة خصبة.. ليسمي أبنائه (بالحرام) على اسمه أو على أسماء أجداده : "يحيى"، "عيسى"، "قورح"، "العازار"، "إيثامار".. وغيرهم ممن لم نكتشفهم.. وأيضاً ليملك كإله في وسط شعب إسرائيل (مَن هم من نسل "يعقوب").. ويقيم كهنوتاً حصريّاً في نسله ("العازار"و "إيثامار").. ليحقق بذلك مسعى جده قورح ابن "عيسو" حين كلم "موسى" في سفر الخروج قائلاً : "20: 5 أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث و الرابع من مبغضي"، وفي سفر التثنية: "5: 9 أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء و في الجيل الثالث و الرابع من الذين يبغضونني"، وأيضاً في سفر الخروج: "34: 6 فاجتاز الرب قدامه و نادى الرب الرب إله رحيم و رؤوف بطيء الغضب و كثير الإحسان و الوفاء. 7 حافظ الإحسان إلى ألوف غافر الإثم و المعصية و الخطية و لكنه لن يبرئ إبراءً مفتقد إثم الآباء في الأبناء و في أبناء الأبناء في الجيل الثالث و الرابع. 8 فأسرع موسى و خر إلى الأرض و سجد.".. هكذا وانطلاقاً من حادثة صراع "يعقوب" مع الإنسان الذي ظنه الله، وصولاً للرب الذي كلم موسى وهرون (هارون) ومريم أم "عيسى" وغيرهم، يمكننا القول أنه حدث فصل في مفهوم الإله بين "الله" العلي (غير المرئي) الذي يتوهم بعضهم بأنه يراه في رؤى أو يخاطبه وحياً، وبين "الرب" الذي يظهر متجسداً كإنسان يكلم الأنبياء وجهاً لوجه.. وأصبح أيضاً لهذا "الرب" أبناءً مُسحوا بالدهن (منهم "عيسى" و "العازار" و "إيثامار").. أبناء يتصارعون على السلطة والكهانة.. مَن فاز ("العازار"و "إيثامار" الممسوحين بالدهن) بات كاهناً (محصورة الكهانة في نسله) وقاد اليهود، ثم كتب أتباعهم وأبنائهم من الكهنة التوراة على مدى أجيال بعد أن غيبوا ذكر "عيسى" وقصة أبناء "الرب" وتلاعبوا في الأنساب والسلالات، وذلك لتظل الكهانة محصورة في نسلهم فلا يأتي فيما بعد مَن يطالب بحقه المسلوب في الكهانة أو الحكم أو المُلك.. ومَن خسر ("عيسى" المسيح الذي كان - على ما يبدو - ملماً بعلوم طب الأعشاب حيث كان يشفي البرص والمرضى) عاش أنصاره على أمل "يوم المعاد" أو "اليوم الأخير" أو "يوم القيامة" و "يوم الحساب" أو "يوم الدينونة" حين سيتم إحقاق العدل للنصارى، وتناقلوا أفكارهم شفاهاً - ظهرت أحياناً مكتوبة في بعض أسفار التوراة.. ألمحنا لها في الفصل السابق - ومنهم من كتبوا لهم كتاباً أسموه الإنجيل (بشرى الخلاص) يروي قصة "عيسى ابن مريم" (بالعبرانية) وانتشر في "العربية".. وبعد أجيال أقام "داود" مملكته (وقد مسحه النبي الرائي صموئيل بالدهن فصار مسيحاً).. وبعد أجيال سقطت مملكة داود وتم السبي إلى بابل.. وبعد أجيال وأجيال وأجيال.. جاء "يسوع" ابن يوسف وهو من نسل "داود" مطالباً بالملك على مملكة أجداده الضائعة، فكان "يسوع" مسيحاً موعوداً بالمُلك، وكان معه إثنا عشر تلميذاً (على عدد أسباط إسرائيل)، وربما كانوا يحملون شيئاً من فكر فرع من فروع النصارى (كما وربما كانوا يعملون بطب الأعشاب المتوارث بين رجالات هذا الفرع من النصارى)، ففشل "يسوع" وصُلب، فخلفه أخيه "يعقوب" بالمطالبة بحقه بالمُلك الضائع.. ثم آمن "بولس الرسول" بقضية "يسوع" المسيح، لكنه لم يستشر التلاميذ الاثني عشر حول حقيقة أفكارهم، بل ذهب إلى "العربية" إلى مصدر فكر النصارى، فعثر على "الرقوق" وفيها "إنجيل عيسى ابن مريم"، واختلطت عليه الأسماء التي تحمل لقب "المسيح"، فظن أن "عيسى" (المسيح كهنوتياً لكونه حُسب من بين أبناء هارون..) هو ذاته "يسوع" (المسيح ملكياً لكونه مُطالب شرعي بملك داود..)، فعاد إلى تلاميذ "يسوع" وتعرف عليهم، وأدخلهم في متاهته (الخلط بين الشخصيتين..)، فشاع أن اسم أم "يسوع" هو مريم، وتم إقحام مقاطع من "إنجيل عيسى ابن مريم" في قصة حياة "يسوع" ابن يوسف، فنشأت المسيحيّة وأناجيلها (المعترف بها وغير المعترف بها) وتم اعتبار أن "يسوع" ("عيسى") هو ابن الله أو ابن الرب.. وبعد حوالي 300 سنة تبنى الإمبراطور "قسطنطين" المسيحية كدين رسمي للإمبراطورية الرومانية.. وجاء مجمع "نيقية" ليخلط بين المسيحيّة وطقوس عبادة إله الشمس، فنشأ الدين المسيحي.. في "العربية" ظل فكر النصارى شبه نقي، ولكن بعد أن بات لهم فروع وطوائف.. ومنها "الأبيونية".. وكان قسٌ يُدعى "ورقة بن نوفل" يقرأ في "إنجيل عيسى ابن مريم" (بالعبرانية)، ميّز بين النصرانية والمسيحية وعرف من الإنجيل (إنجيل عيسى ابن مريم - بالعبرانية) الذي بين يديه أن "عيسى" لم يُقتل ولم يُصلب، وأن القضية قضية تشابه (تشابه أسماء مع "يسوع".. دون أن يعرف أن "بولس الرسول" هو سبب الخلط بين الشخصين الملقبين بـ "المسيح"..).. عاد "ورقة بن نوفل" لأصول دين إبراهيم وعبادته لله من قبل أن يدخل "الرب" المتجسد في فكرة الألوهية، فجمّع "ورقة" ما جمّع من مصادر توراتية و إنجيلية (إنجيل عيسى ابن مريم).. ومن ثم لقّن ما توصل إليه باللغة العربية لـ "محمد" وعلمه من علومه، وظل على هذا الحال حتى توفي "ورقة بن نوفل" فـ فتُر الوحي.. وتابع محمد تأليف الآيات على خطى معلمه "ورقة بن نوفل" (بعد وفات الأخير) فأضاف ما أضاف من آيات.. وروى ما روى عن "يوم القيامة" و "المسيح ابن مريم" و "المسيح الدجال" (العازار المسيح) مما رواه له معلمه "ورقة بن نوفل" موروثاً عن آمال وأوهام النصارى.. لتظهر بعد وفاة محمد مشكلة الأحقية في خلافته، فتعيد الصراع القديم الحديث الذي يفرّق الأتباع إلى طوائف وفرق وملل ومذاهب وشيع.. ورقة ومحمد وعلمهما بوجود المتاهة.. نقوم في هذا الفصل بدعم لفكرة أن "ورقة بن نوفل" كان مصدراً لوحي محمد: فقد كان من الموحدين وممن يعلمون الكثير عن عيسى ابن مريم وعن إنجيله ويعلم أنه لم يصلب.. بعد وفاته فتر الوحي.. كتاب "قس ونبي" لـ "أبو موسى الحريري" مرجعاً داعماً.. كذلك ندعم هذه الفكرة بالحديث التالي: روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال : اقرأ. قال : ما أنا بقارئ. قال : فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلني فقال : اقرأ. قلت : ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلني فقال : اقرأ. فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال : }اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم } (الآيات 1 - 3 العلق) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال : زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى – ابن عم خديجة – وكان امرءاً تنصر في الجاهلية، فيكتب بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمى فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة : يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى. فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعاً ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم؟ قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك، أنصرك نصراً مؤزراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفى، وفتر الوحي" أخرجه البخاري (بشرح فتح الباري) كتاب بدء الوحي 1/30، 31 رقم 3، وفى كتاب التفسير، باب سورة العلق 8/585 رقم 4953، وأرقام 4955 – 4957 مختصراً، ومسلم (بشرح النووي) كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/474، 475 رقم 252، والحاكم في المستدرك 3/202 رقم 4843، وقال : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ولم يذكره الذهبي في التلخيص، ولا يخفى أن الشيخين قد أخرجاه، ولكن من غير طريقه، وأحمد في مسنده 6/223، والطيالسى في مسنده ص206 رقم 1467، ص215، 216 رقم 1539، وحسن إسناده الحافظ في فتح الباري 1/33 رقم 3، قلت : فيه رجل مبهم قد سماه أبو نعيم في دلائل النبوة 1/215 رقم 163 حيث أخرج الحديث عن أبى عمران عن (يزيد بن بابنوس) عن عائشة، وابن بابنوس هو الرجل المبهم في سند الطيالسى، وهو حسن الحديث، ذكره ابن حبان في ثقات التابعين 5/548، وقال ابن حجر : مقبول، أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود والنسائى في السنن، والترمذي في الشمائل، ينظر : تهذيب التهذيب 11/316، وتقريب التهذيب 2/321 رقم 7722، والحديث أخرجه أيضاً ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/129، 130، وابن إسحاق (السيرة النبوية لابن هشام) 1/302 – 305 نصي رقم 230 – 231 . وإليكم بعض الآيات التي تبين علم محمد - ومن ورائه ورقة بن نوفل - بخطأ "بولس الرسول" (وإن لم يذكره بالاسم لعدم معرفة محمد - ومن ورائه ورقة بن نوفل - بأن بولس هو سبب الخطأ).. خطأ أدى لنشوء الديانة المسيحية (التي جعلت من يسوع إلهاً وابناً لله - إحدى نتائج المتاهة والخلط بين "يسوع" و"عيسى" ابن "الرب".. كما وبالجمع بينه وبين إله الشمس بعد مجمع نيقية 325 م - وجعلت من الله ثلاثة - من إبداعات المتاهة - إله بثلاثة أقانيم!!!)، كما وتبين هذه الآيات قدرة محمد - ومن ورائه ورقة بن نوفل - على التمييز بين قصة عيسى ابن مريم وقصة يسوع الذي صُلب (مصدر معلومات محمد هو إنجيل عيسى ابن مريم الذي وصله عن طريق ورقة بن نوفل)، حيث يتحدث محمد - ومن ورائه ورقة بن نوفل - عن "الكتاب" (الذي يذكره وما فيه: سورة مريم 16 و 41 و 51 و 54 و 56 "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ....." ) كتاب يعرفه ويتحدث عنه وعن أهله وضياع بعضهم في المتاهة: القرآن: سورة البقرة 2، سورة آل عمران 3 ، سورة النساء 4 ، سورة المائدة 5 وسورة مريم 19... سورة البقرة - سورة 2: 2 ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 3 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ 4 وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ 121الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ 146 الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 159 إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ 174 إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 175 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ 176 ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ 213 كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ سورة آل عمران - سورة 3: 3 نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ 7 هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ 8 رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ 19 إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 20 فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ 21 إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 22 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ 23 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ 64 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ 65 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ 66 هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 67 مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 68 إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ 69 وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 70 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ 71 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 72 وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 73 وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 78 وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 79 مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ 80 وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ 81 وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ 82 فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 83 أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 84 قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 98 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ 99 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 100 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ 101 وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 102 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ 103 وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 104 وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 105 وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 110 كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 119 هَاأَنتُمْ أُولاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 164 لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ 186 لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ 187 وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ 199 وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ سورة النساء - سورة 4: 47 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً 48 إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا 50 انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا 51 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً 52 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا 53 أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا 54 أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا 113 وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا 114 لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا 115 وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا 116 إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا 156 وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا 157 وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا 158 بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا 159 وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا 162 لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا 163 إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا 164 وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا 171 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً 172 لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلاَ الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا سورة المائدة - سورة 5: 15 يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ 16 يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 17 لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 47 وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 48 وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 68 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ 69 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 72 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ 73 لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 77 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ 78 لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ 82 لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ سورة يونس - سورة 10: 37 وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ سورة مريم - سورة 19: 35 مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ 36 وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ 37 فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ 38 أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ 88 وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا 89 لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا 90 تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا 91 أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا 92 وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا 93 إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا
مصطلحات يمكن تفسيرها بشكل تقريبي: إسرائيل: وهو الاسم الذي أطلقه الإنسان الذي ظُن أنه الله على يعقوب (إسرائيل) حسب التوراة في سفر التكوين (32 : 28) حيث نقرأ التالي : "فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله و الناس و قدرت.".. ولقد توقعنا في فصل سابق أن هذا الإنسان هو قورح ابن عيسو ابن اسحق (إسحاق) ابن إبراهيم.. وبالتالي فلن يكون معنى إسرائيل هو المجاهد القادر مع الله والناس (كما يُستشف من المذكور في التوراة..) ولا هو شعب الله (كما هو دارج..).. ويمكننا إرجاع اسم إسرائيل المركب من مقطعين إلى أصله : إسرائيل : إسرا ئيل.. و ئيل أو إيل هو الله باللغة العبرية أو العبرانية (ونجده أيضاً في : جبرائيل، ميخائيل، صموئيل، عمانوئيل و عزرائيل.. إلخ).. أما إسرا أو إسرى فيبدو لنا أن هذا الاسم هو أقرب إلى صفة.. ونجد ما يقارب هذا الاسم في اسم "ساراي" (سارة فيما بعد.. سفر التكوين (17 : 15)..) زوجة إبراهيم.. وهي التي كانت حسنة المنظر حسب سفر التكوين (12 : 11 و 14).. امرأة تسلب الألباب والعقول.. فهل اسمها "ساراي" هو أقرب إلى صفه لها؟.. وأيضاً صفة "السراري" (نرجّح تقارب أو تطابق لفظها في اللغتين العبرية والعربية) وهي صفة تُطلق على النساء الجميلات المسلوبات (السبايا) من قبائل أو جماعات بشريّة أخرى ليصبحن نساءاً للمتعة عند الذكور السالبين لهم.. ومثلها صفة "أسرى" و "أسير" للذكور المسلوبين في الحروب (نرجّح تقارب أو تطابق لفظها في اللغتين العبرية والعربية).. ولدينا أيضاً فعل "الإسراء" (نرجح أصل مصدره للغة العبرية أو العبرانية.. وهي لغة قريبة من الغة العربية).. والإسراء هو الفعل المرتبط بحادثة الإسراء والمعراج التي رواها محمد والتي كانت أقرب إلى استلاب عقلي حدث في حالة اللاوعي.. لنصل في المحصلة إلى أن فعل سرى أو صفة إسرا أو إسرى في الاسم المركب إسرا ئيل (إسرائيل) يحمل معنى "المسلوب" في عقله.. وليصبح بالتالي معنى اسم إسرائيل : المسلوب بالله.. أي مَن سلبت فكرة الله عقله حتى بات يتوهم عنه ما يتوهم.. حتى أنه توهم (أي يعقوب) أن الله تجسد على هيئة إنسان.. إنسان هو كما نظن قورح ابن عيسو ابن اسحق (إسحاق) ابن إبراهيم.. الحواريون: وهم من اجتمعوا حول "عيسى" ابن مريم ومن ثم نصروه (حسب القرآن المقتبس من إنجيل عيسى ابن مريم عن طريق ورقة بن نوفل.. وذلك في سورة المائدة 111 و 112 و سورة آل عمران 52 و سورة الصف 14).. ولفهم معنى هذه الصفة "الحواريون" نعود لمعاني هذه الصفة أو ما يُقاربها.. فنجد : حوراء (شديدة بياض العين)، حوّار (مادة بيضاء اللون تستخدم في الكتابة على سطح قاتم)، شجر الحور (شجر يميل لون لحائه - قشرة جذعه - إلى اللون الأبيض).. ما يعطينا رابط واضح بصفة البياض.. فيمكننا القول أن الحواريون هم المرضى المصابين بالبرص ما جعل لون بشرتهم أقرب للون الأبيض.. هم إذاً كما نظن البرص الذين اجتمعوا حول "عيسى" ابن مريم لشفائهم من مرضهم بعد أن تم نفيهم من بين شعب إسرائيل فأقاموا خارج المحلة.. ألعازار (عزير): إن اسم "ألعازار" أو "إلعازار" (إيل عازار) – أحد أبناء هارون من نسل "الرب" - يعني اللهُ قد أعانَ، وهو مركب من "إل أو إيل : الله" ومن "عازَر : أعان ، ساعد" باللغة العبرية أو العبرانية، ويبدو أن النصارى يحذفون "إل أو إيل" ويسمون "عازار". وهنا يمكننا فرض احتمال قد يكون مقبولاً عن اسم "عزير" الوارد في القرآن في سورة التوبة: "30 وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ.." فنقول أن الاسم هو بالأصل "العازار".. ولكن حين أخذ محمد عن معلمه "ورقة بن نوفل" معلوماته عن هذه الشخصية أخذها من مصدرها النصراني "إنجيل العبرانيين" (إنجيل عيسى ابن مريم) حيث يرد فيه الاسم بالشكل التالي: "عازار".. أو أن محمد قد ظن أن أول حرفين من اسم "العازار" هما "الـ" التعريف.. ما دفعه للاعتقاد بان اسم تلك الشخصية هو "عازار" أو إحدى مشتقاتها اللغوية المقاربة في اللغة العربية : "عزير".. وهو خطأ وارد في التحوير بين اللغات.. ونحن هنا نتكلم عن اللغتين العبرية أو العبرانية و العربية.. إيثامار: قد يكون اسم إيثامار - وهو الابن الأصغر لهرون (هارون) من نسل "الرب" - معنى غير مباشر لا يرتبط بنسب الرجل الغامض X (الذي اعتاد على تسمية أولاده بالحرام على اسمه أو أسماء أجداده..).. فقد يكون اسمه مركباً من مقطعين إيثامار : إيثا مار أو عيسى مار.. وهو بمعنى "عيسى" (عيسو) قديس (مار).. وهو معنى يحمل في طياته إحتمالات: 1 - قد يكون "إيثامار" (عيسى مار) هو نفسه "عيسى" ابن مريم، ولكنّه نُسب لخاله هارون لغياب أب معروف له، فبات "عيسى" يُحسب من أبناء هارون.. وأضيفت لاسمه لاحقة "مار" (قديس) لقدراته العجائبيّة في الشفاء ولكونه مولود عجائبيّاً من مريم.. وهكذا بات لـ "عيسى" ذكرٌ في التوراة تحت اسم "إيثامار" (عيسى مار) وكذلك فهو الممسوح وله كهانة ولكن ظلت الكهانة الظاهرة لـ "العازار" ونسله.. (وهو احتمال نستبعده.. لغياب أي ذكر في التوراة عن قدرات "إيثامار" في شفاء البرص والمرضى، أو علاقته بالتحليل والتحريم والمائدة، أو عن رفعه.. عداك عن ذكر في التوراة لأجيال من بني "إيثامار" كهنوا زمن داود الملك – انظر سفر أخبار الأيام الأول (24 من 3 وحتى 6).. ونحن لم يبلغنا من مصادرنا المتنوعة عن وجود نسل وأبناء لـ "عيسى" ابن مريم.. ).. 2 – وقد يكون أحد أجداد "يهوه" أو الرجل الغامض X يُدعى بـ "إيثامار" (عيسى مار) نسبة لجده "عيسو" (وهو الاحتمال الذي نرجّحه..) ليكون نسب "يهوه" على الشكل التالي: "يهوه" ابن العازار (إيل عازار) ابن إيثامار (عيسى مار) ابن قورح ابن عيسو ابن اسحاق ابن ابراهيم.. الدهر الآتي: تم ذكر هذا المصطلح في الإنجيل (لوقا (18 : 29 و 30) و مرقس (10 : 29 و 30) وكذلك في دستور الإيمان المسيحي) وهو مصطلح يرمز للحياة الموعودة بعد "يوم المعاد" أو "اليوم الأخير" أو "يوم القيامة" و "يوم الحساب" أو "يوم الدينونة" حيث سيحكم أو يملك "عيسى" المسيح كما يحلم أتباعه.. وذلك لكون الدهر الحالي محجوز لحكم أو لملك أولاد هرون (هارون) من نسل "الرب" وهما العازار المسيح و ايثامار المسيح ونسلهما (حسب التوراة في الأسفار التالية: الخروج (27 : 21) و اللاويين (3 : 17 ؛ 6 : 18 و 22 ؛ 7 : 34 و 36 ؛ 10 : 15 ؛ 16 : 34 ؛ 17 : 7 ؛ 23 : 14 و 21 ؛ 24 : 3 و 9) و العدد (18 : 8 و 11)..)..
الابن السادس للرجل الغامض X .. المرميّ في أحدى دهاليز المتاهة.. حين بحثنا في فصول سابقة عن أبناء الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب") عثرنا على خمسة أبناء ذكور (على الأقل) غير شرعيين (عدا الإناث اللواتي يصعب العثور عليهنّ).. وهم "يحيى"، "عيسى"، "قورح"، "العازار" و "إيثامار".. ولقد تسائلنا – عند عثورنا على "العازار" و "إيثامار" – عن سبب مسح هرون (هارون) و أبنائه بالدهن وليس موسى و أبنائه؟.. أنظر فصل "المسيح (الممسوح بالدهن)” حيث ورد التالي: ” أوليس غريباً مقتل كل من "ناداب" و "أبيهو" أبناء هارون بعد مسحهما بقليل! نقرأ في سفر اللاويين (10) التالي : "1 و أخذ ابنا هرون ناداب و أبيهو كل منهما مجمرته و جعلا فيهما ناراً و وضعا عليها بخوراً و قربا أمام الرب ناراً غريبة لم يأمرهما بها. 2 فخرجت نار من عند الرب و أكلتهما فماتا أمام الرب. 3 فقال موسى لهرون هذا ما تكلم به الرب قائلاً في القريبين مني أتقدس و أمام جميع الشعب أتمجد فصمت هرون.".. ولنسأل من جديد: لماذا هارون وأبنائه وليس موسى وأبنائه؟.. أوليس غريباً مقتل كل من "ناداب" و "أبيهو" أبناء هارون بعد مسحهما بقليل!.. وهل يكون الجواب على السؤالين السابقين في الجملة الواردة على لسان موسى : "هذا ما تكلم به الرب قائلاً في القريبين مني أتقدس"!.. هل مَن بقي من أبناء هارون "العازار" و"إيثامار" (و"عيسى") هم المقدسين القريبين من الرب؟.. وما درجة القربى؟.. هل قتل الرب أو "أهيه" أو "يهوه" كلاً من "ناداب" و "أبيهو" ابنا هارون لأنهما ليسا قريبين له أي ليسا من نسله؟.. ولماذا أبقى على "العازار" و"إيثامار" (و"عيسى")؟.. هل لأنهم قريبين له أي من نسله؟.. هل بقيت الكهانة محصورة هكذا في نسل "الرب"، نسل الرجل الغامض X ؟.. هما أيضاً ("العازار" و"إيثامار") من نسل الرب أو "أهيه" أو "يهوه" أو الرجل الغامض X !.. ما أخصب فحولته!!!.." ولنعيد الآن طرح نفس السؤال: ما سبب مسح هرون (هارون) و أبنائه بالدهن وليس موسى و أبنائه؟.. للإجابة عن هذا السؤال سنبحث في "التوراة" عن أبناء موسى.. لنجد التالي في سفر الخروج: "2: 16 و كان لكاهن مديان سبع بنات فاتين و استقين و ملأن الأجران ليسقين غنم أبيهن. 2: 17 فأتى الرعاة و طردوهن فنهض موسى و أنجدهن و سقى غنمهن. 2: 18 فلما أتين إلى رعوئيل أبيهن قال ما بالكن أسرعتن في المجيء اليوم. 2: 19 فقلن رجل مصري أنقذنا من أيدي الرعاة و أنه استقى لنا أيضاً و سقى الغنم. 2: 20 فقال لبناته و أين هو لماذا تركتن الرجل ادعونه ليأكل طعاماً. 2: 21 فارتضى موسى أن يسكن مع الرجل فأعطى موسى صفورة ابنته. 2: 22 فولدت ابناً فدعا اسمه جرشوم لأنه قال كنت نزيلاً في أرض غريبة.".. إذاً فلموسى ابن شرعي يدعى "جرشوم".. فهل أنجب من "صفورة" غيره؟.. نتابع القراءة في سفر الخروج فنجد التالي: "4: 20 فأخذ موسى امرأته و بنيه و أركبهم على الحمير و رجع إلى أرض مصر و أخذ موسى عصا الله في يده. 4: 21 و قال الرب لموسى عندما تذهب لترجع الى مصر انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك و اصنعها قدام فرعون و لكني أشدد قلبه حتى لا يطلق الشعب. 4: 22 فتقول لفرعون هكذا يقول الرب إسرائيل ابني البكر. 4: 23 فقلت لك أطلق ابني ليعبدني فأبيت أن تطلقه ها أنا أقتل ابنك البكر.".. ولنسأل: لماذا لم يتم ذكر أسماء بقية أبناء موسى في هذه الحادثة ولا قبلها؟ مجرد ذكر غامض لـ بنيه !.. وأيضاً نحن بتنا نعلم أن الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب") هو مجرد إنسان وليس إلهاً ولا نبياً كي يتنبأ بردة فعل فرعون، فيتوعد سلفاً بقتل ابنه البكر!.. إذاً فمن هو الابن البكر الذي كان يخطط الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب") لقتله؟.. نقرأ في سفر الخروج مباشرة بعد هذه الحادثة: "4: 24 و حدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه و طلب أن يقتله. 4: 25 فأخذت صفورة صوانة و قطعت غرلة ابنها و مست رجليه فقالت إنك عريس دم لي. 4: 26 فانفك عنه حينئذ قالت عريس دم من أجل الختان.".. مهلاً.. مهلاً.. الرب طلب أن يقتل مَن؟ موسى!.. لماذا؟.. أم تراه طلب من موسى أن يقتل ابنه البكر "جرشوم"؟.. ولكن على ما يبدو – رغم غموض هذه الحادثة – أن المطلوب قتله هو "جرشوم" بدليل أن "صفورة" سارعت لإنقاذ ابنها البكر بأن قطعت غرلة ابنها.. هنا نستذكر حادثة طلب التضحية بالابن البكر لإبراهيم (انظر سفر التكوين 22).. كما ونستذكر وعد الله (وحياً) لأبرام (الذي سيصبح إبراهيم) بمنحه نسلاً كبيراً ومنح نسله أرض كنعان شرط أن يختنوا لحم غرلتهم (انظر سفر التكوين 17).. إذاً وعلى ما يبدو أن المستهدف قتله هو "جرشوم" تكراراً لقصة ابراهيم وابنه البكر كما وتذكيراً بعهد الختان.. ولكن إلى أين آلت الأمور؟.. نجيب: لم يُقتل "جرشوم".. ولكن كان الثمن أن قالت "صفورة" : إنك عريس دم لي. فانفك عنه حينئذ قالت عريس دم من أجل الختان.. مهلاً.. مهلاً "صفورة".. مَن هو العريس؟.. عريس لـ "صفورة"!.. هل هو موسى أم الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب")؟.. ومَن بيده الحل والربط بهذه الحادثة، فيسمح بعدم قتل "جرشوم"؟.. نعلم أنه الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب").. إذاً فالعريس هو الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب").. هي مقايضة طرحتها "صفورة" بأن يضاجعها الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب") بدل أن يقتل ابنها البكر "جرشوم".. وقبل الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب") المقايضة برحابة صدر فانفكّ عن "جرشوم".. وكيف لا؟.. وهو الخصب الفحولة، الطامع بإذلال أحفاد يعقوب (إسرائيل) وتحديداً في الجيل الثالث والرابع.. ولكن ما هو موقف موسى؟.. هل بقي يتفرج على زوجه "صفورة" تقايض "الرب" على حياة ابنه "جرشوم" مقابل شرفها!!!.. وماذا بيد موسى أن يفعل؟.. هل يخسر حياة ابنه "جرشوم"، أم يخالف من يظن أنه "الرب"؟.. أي موقف وُضعتَ فيه يا موسى!.. ولكننا نعلم أن "جرشوم" لم يمت.. إذاً فقد تمت المضاجعة.. ولكن بعدها.. هل بات موسى قادراً على الاقتراب من "صفورة"؟.. لقد كسرت كرامته وشرفه.. فما مصيرها؟.. نقرأ في سفر الخروج عن أول ذكر لـ "صفورة" بعد هذه الحادثة: "18: 1 فسمع يثرون كاهن مديان حمو موسى كل ما صنع الله إلى موسى و إلى إسرائيل شعبه أن الرب أخرج إسرائيل من مصر. 18: 2 فأخذ يثرون حمو موسى صفورة امرأة موسى بعد صرفها. 18: 3 و ابنيها اللذين اسم أحدهما جرشوم لأنه قال كنت نزيلاً في أرض غريبة. 18: 4 و اسم الآخر اليعازر لأنه قال إله أبي كان عوني و أنقذني من سيف فرعون. 18: 5 و أتى يثرون حمو موسى و ابناه و امرأته إلى موسى إلى البرية حيث كان نازلاً عند جبل الله. 18: 6 فقال لموسى أنا حموك يثرون آت إليك و امرأتك و ابناها معها. 18: 7 فخرج موسى لاستقبال حميه و سجد و قبله و سأل كل واحد صاحبه عن سلامته ثم دخلا إلى الخيمة.".. نقطة فنقطة سنفهم ما حصل.. أولاً: فهمنا أن موسى كان قد صرف "صفورة" ومعها "جرشوم" فعادت إلى بيت أبيها.. موقف سليم من رجل مُست كرامته وشرفه.. ثانياً: فهمنا أنه بات لـ "صفورة" ابن ثانٍ مايزال ينسب لموسى.. أي أنها لم تتزوج من رجل ثانٍ غير موسى وما تزال تعتبر امرأة موسى.. فهل حقاً اليعازر هو ابن موسى الشرعي؟.. لا نظن ذلك.. فاسم اليعازر هو أوضح من أن يمر مرور الكرام علينا.. خذ تشابهه اللفظي مع اسم العازار ابن هارون (بالوصاية) وابن "الرب" (بالحرام)، واعطني رأيك.. هل يتوافق رأينا مع رأي القراء؟.. بات الأمر واضحاً.. اليعازر ابن "صفورة "هذا هو ليس الابن الشرعي لموسى.. وإنما ابن الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب") قد تكون "صفورة" حبلت به من جراء تلك المضاجعة المقايضة، أو قد تكون قد حبلت به من جراء مضاجعات تالية مع الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب").. وما كان من ذاك الأخير إلا أن سمى ابنه (بالحرام) على اسم أحد أجداده كما هي عادته.. فاختار مرة ثانية (بعد "العازار" ابن هارون بالوصاية) نفس الاسم اليعازر لابن "صفورة" (ابن موسى بالوصاية).. نرجح هنا أن هذا الاسم اليعازر أو العازار هو اسم والد الرجل الغامض X ("أهيه" أو "يهوه" أو "الرب") ما دفعه لتكراره مرتين.. بقي أن نوضح أن ابني موسى (الشرعي وغير الشرعي) لم يتم مسحهما بالدهن للكهانة.. وذلك لعدة أسباب: 1 – صرف موسى لامهما إلى بيت حميه وهم معها، فباتوا مرميين خارج شعب إسرائيل.. 2 – صغر عمر اليعازر ابن "صفورة" (رضيع على الأغلب)، فقد تمت عملية المضاجعة مع "صفورة" قبل خروج شعب إسرائيل من مصر بوقت لا يتجاوز السنة، في حين أن أولاد هارون الممسوحين بالدهن (ومعهم عيسى) كانوا بعمر الشباب أو الرجولة (راجع فصل " متى تمت عملية الاضطجاع و أين..”..).. 3 – عدم اعتراف موسى الصريح بأبوته لـ اليعازر فهو قد صرف "صفورة" بعد "المضاجعة المقايضة" ولم يمسسها.. فبات بهذا اليعازر منبوذاً مرمياً في إحدى دهاليز المتاهة..
المزيد من التفاصيل حول ابن الرب (عيسى) اعتماداً على "سفر الحكمة".. سنقدم هنا مجموعة مقاطع من الأسفار (من التوراة) تتطرق لقصة "عيسى" ابن "الرب" ولو بطريقة غير مباشرة ((وذلك لعدم قدرة اليهود على التصريح مباشرة باسم "عيسى" على أنه ابن "الرب" (الرجل الغامض X أو "أهيه" أو "يهوه") لكون أي ذكر صريح له سيتم حذفه من قبل الكهنة الصادوقيين (من نسل "العازار" وإيثامار") حتى لا تثار قضية الحق بالكهانة لباقي أبناء "الرب" (الرجل الغامض X أو "أهيه" أو "يهوه").. )).. فجاء الذكر لقصة "عيسى" بطريقة ذكية وغير مباشرة من قبل مَن بقي يؤيد حق عيسى في وسط اليهود (مثل داود الملك ونسله.. كما والفريسيين الذين تناقلوا آمال "يوم القيامة" في الأوساط اليهودية..).. لنجد مثلاً عن هذا الذكر في سفر الحكمة (لسليمان الحكيم: الذي ملك بعد أبيه داود الملك).. ننصح بعدم قراءة كامل المقاطع المدرجة تالياً (لقد أدرجناها كاملة للحفاظ على السياق العام).. يكفي قراءة المميّز منها، مع توضيحاتي بين قوسين [ ].. التوراة (الأسفار القانونية الثانية - العهد القديم) سفر الحكمة (سليمان الحكيم) 2 : 1. فإنهم بزيغ أفكارهم قالوا في أنفسهم إن حياتنا قصيرة شقية وليس لممات الانسان من دواء[ الحديث هنا عن اليهود من أنصار "العازار" و "إيثامار" ] ولم يعلم قط ان احدا رجع من الجحيم 2. انا ولدنا اتفاقا وسنكون من بعد كانا لم نكن قط لان النسمة في انافنا دخان والنطق شرارة من حركة قلوبنا 3. فاذا انطفات عاد الجسم رمادا وانحل الروح كنسيم رقيق وزالت حياتنا كاثر غمامة واضمحلت مثل ضباب يسوقه شعاع الشمس ويسقط بحرها 4. و بعد حين ينسى اسمنا ولا يذكر احد اعمالنا 5. انما حياتنا ظل يمضي ولا مرجع لنا بعد الموت لانه يختم علينا فلا يعود احد 6. فتعالوا نتمتع بالطيبات الحاضرة ونبتدر منافع الوجود ما دمنا في الشبيبة 7. و نترو من الخمر الفاخرة ونتضمخ بالادهان ولا تفتنا زهرة الاوان 8. و نتكلل بالورد قبل ذبوله ولا يكن مرج الا تمر لنا فيه لذة 9. و لا يكن فينا من لا يشترك في لذاتنا ولنترك في كل مكان اثار الفرح فان هذا حظنا ونصيبنا 10. لنجر على الفقير الصديق[ المقصود بالصديق هو عيسى ابن مريم ] ولا نشفق على الارملة ولا نهب شيبة الشيخ الكثير الايام 11. و لتكن قوتنا هي شريعة العدل فانه من الثابت ان الضعف لا يغني شيئا 12. و لنكمن للصديق فإنه ثقيل علينا يقاوم أعمالنا ويقرعنا على مخالفتنا للناموس ويفضح ذنوب سيرتنا 13. يزعم أن عنده علم الله ويسمي نفسه ابن الرب [ أي ابن "يهوه" ] 14. و قد صار لنا عذولاً حتى على أفكارنا 15. بل منظره ثقيل علينا لأن سيرته تخالف سيرة الناس وسبله تباين سبلهم 16. قد حسبنا كزيوف فهو يجانب طرقنا مجانبة الرجس ويغبط موت الصديقين ويتباهى بأن الله أبوه 17. فلننظر هل أقواله حق ولنختبر كيف تكون عاقبته 18. فإنه إن كان الصديق ابن الله فهو ينصره وينقذه من أيدي مقاوميه 19. فلنمتحنه بالشتم والعذاب حتى نعلم حلمه ونختبر صبره 20. و لنقض عليه بأقبح ميتة فإنه سيفتقد كما يزعم 21. هذا ما ارتأوه فضلوا لأن شرهم أعماهم 22. فلم يدركوا أسرار الله ولم يرجوا جزاء القداسة ولم يعتبروا ثواب النفوس الطاهرة 23. فإن الله خلق الإنسان خالداً وصنعه على صورة ذاته [ ربما دلالة على أن عيسى لم يمت في نظر أتباعه ] 24. لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم 25. فيذوقه الذين هم من حزبه
سفر الحكمة 3: 1. أما نفوس الصديقين فهي بيد الله فلا يمسها العذاب 2. و في ظن الجهال أنهم ماتوا وقد حسب خروجهم شقاء [ تأكيد على ظن أتباع عيسى أنه لم يمت ولا مات من معه من جماعة قورح.. ] 3. و ذهابهم عنا عطباً أما هم ففي السلام 4. و مع انهم قد عوقبوا في عيون الناس فرجاؤهم مملوء خلودا 5. و بعد تاديب يسير لهم ثواب عظيم لان الله امتحنهم فوجدهم اهلا له 6. محصهم كالذهب في البودقة وقبلهم كذبيحة محرقة 7. فهم في وقت افتقادهم يتلالاون ويسعون سعي الشرار بين القصب 8. و يدينون الامم ويتسلطون على الشعوب ويملك ربهم الى الابد 9. المتوكلون عليه سيفهمون الحق والامناء في المحبة سيلازمونه لان النعمة والرحمة لمختاريه 10. أما المنافقون فسينالهم العقاب الخليق بمشوراتهم إذ استهانوا بالصديق وارتدوا عن الرب 11. لأن مزدري الحكمة والتأديب شقي إنما رجاؤهم باطل وأتعابهم بلا ثمرة وأعمالهم لا فائدة فيها 12. نساوهم سفيهات واولادهم أشرار 13. و نسلهم ملعون [ الكلام هنا عن "العازار" و "إيثامار" ] أما العاقر الطاهرة التي لم تعرف المضجع الفاحش فطوبى لها إنها ستحوز ثمرتها في افتقاد النفوس [ الكلام هنا عن مريم (الطاهرة).. ] 14. و طوبى للخصي الذي لم تباشر يده ماثما ولا افتكر قلبه بشر على الرب فانه سيعطى نعمة سامية لامانته وحظا شهيا في هيكل الرب 15. لان ثمرة الاتعاب الصالحة فاخرة وجرثومة الفطنة راسخة 16. أما أولاد الزناة فلا يبلغون أشدهم وذرية المضجع الأثيم تنقرض[ الكلام هنا عن "العازار" و "إيثامار" ونسلهم.. ] 17. إن طالت حياتهم فانهم يحسبون كلا شيء وفي أواخرهم تكون شيخوختهم بلا كرامة 18. و إن ماتوا سريعاً فلا يكون لهم رجاء ولا عزاء في يوم الحساب [ وذلك لكون الصادوقيين لا يؤمنون بيوم الحساب أو "يوم القيامة" ] 19. لأن عاقبة الجيل الأثيم هائلة سفر الحكمة 4: 1. ان البتولية مع الفضيلة اجمل فان معها ذكرا خالدا لانها تبقى معلومة عند الله والناس 2. اذا حضرت يقتدى بها واذا غابت يشتاق اليها ومدى الدهور تفتخر باكليل الظفر بعد انتصارها في ساحة المعارك الطاهرة 3. اما لفيف المنافقين الكثير التوالد فلا ينجح وفراخهم النغلة لا تتعمق اصولها ولا تقوم على ساق راسخة 4. و ان اخرجت فروعا الى حين فانها لعدم رسوخها تزعزعها الريح وتقتلعها الزوبعة 5. فتنقصف فروعها قبل اناها وتكون ثمرتها خبيثة غير ناضجة للاكل ولا تصلح لشيء 6. و المولودون من المضجع الاثيم يشهدون بفاحشة والديهم عند استنطاق حالهم 7. أما الصديق فإنه وإن تعجله الموت يستقر في الراحة [ تلميح لغياب عيسى (موته أو رفعه) في عمر الشباب أو الرجولة ] 8. لان الشيخوخة المكرمة ليست هي القديمة الايام ولا هي تقدر بعدد السنين 9. و لكن شيب الانسان هو الفطنة وسن الشيخوخة هي الحياة المنزهة عن العيب 10. إنه كان مرضياً لله فأحبه وكان يعيش بين الخطاة فنقله [ أي رفعه ] 11. خطفه لكي لا يغير الشر عقله ولا يطغي الغش نفسه 12. لان سحر الاباطيل يغشي الخير ودوار الشهوة يطيش العقل السليم 13. قد بلغ الكمال في أيام قليلة فكان مستوفياً سنين كثيرة 14. و إذ كانت نفسه مرضية للرب فقد أُخرج سريعاً [ أي رفعه في عمر الشباب أو الرجولة ]من بين الشرور أما الشعوب فأبصروا ولم يفقهوا ولم يجعلوا هذا في قلوبهم 15. إن نعمته ورحمته لمختاريه وافتقاده لقديسيه 16. لكن الصديق الذي قد مات يحكم [ في يوم الحساب أو "يوم القيامة" المزعوم ]على المنافقين الباقين بعده الشبيبة السريعة الكمال تحكم على شيخوخة الأثيم الكثيرة السنين 17. فإنهم يبصرون موت الحكيم ولا يفقهون ماذا أراد الرب به ولماذا نقله الى عصمته [ أي رفعه ] 18. يبصرون ويزدرون والرب يستهزئ بهم 19. سيسقطون من بعد سقوطا مهينا ويكونون عارا بين الاموات مدى الدهور فانه يحطمهم وهم مبلسون مطرقون ويقتلعهم من الاسس ويتم خرابهم فيكونون في العذاب وذكرهم يهلك 20. يتقدمون فزعين من تذكر خطاياهم واثامهم تحجهم في وجوههم سفر الحكمة 5: 1. حينئذ يقوم الصديق بجرأة عظيمة في وجوه الذين ضايقوه وجعلوا أتعابه باطلة 2. فإذا رأوه يضطربون من شدة الجزع وينذهلون من خلاص لم يكونوا يظنونه 3. و يقولون في أنفسهم نادمين وهم ينوحون من ضيق صدرهم هذا الذي كنا حيناً نتخذه سخرة ومثلاً للعار 4. و كنا نحن الجهال نحسب حياته جنوناً وموته هواناً 5. فكيف أصبح معدوداً في بني الله وحظه بين القديسين 6. لقد ضللنا عن طريق الحق ولم يضئ لنا نور البر ولم تشرق علينا الشمس 7. اعيينا في سبل الاثم والهلاك وهمنا في متايه لا طريق فيها ولم نعلم طريق الرب 8. فماذا نفعتنا الكبرياء وماذا افادنا افتخارنا بالاموال 9. قد مضى ذلك كله كالظل وكالخبر السائر 10. او كالسفينة الجارية على الماء المتموج التي بعد مرورها لا تجد اثرها ولا خط حيزومها في الامواج 11. او كطائر يطير في الجو فلا يبقى دليل على مسيره يضرب الريح الخفيفة بقوادمه ويشق الهواء بشدة سرعته وبرفرفة جناحيه يعبر ثم لا تجد لمروره من علامة 12. او كسهم يرمى الى الهدف فيخرق به الهواء ولوقته يعود الى حاله حتى لا يعرف ممر السهم 13. كذلك نحن ولدنا ثم اضمحللنا ولم يكن لنا ان نبدي علامة فضيلة بل فنينا في رذيلتنا 14. كذا قال الخطاة في الجحيم 15. لان رجاء المنافق كغبار تذهب به الريح وكزبد رقيق تطارده الزوبعة وكدخان تبدده الريح وكذكر ضيف نزل يوما ثم ارتحل 16. أما الصديقون فسيحيون إلى الأبد وعند الرب ثوابهم ولهم عناية من لدن العلي [ الأمل بالقيامة ] 17. فلذلك سينالون ملك الكرامة وتاج الجمال من يد الرب لأنه يسترهم بيمينه وبذراعه يقيهم 18. يتسلح بغيرته ويسلح الخلق للانتقام من الاعداء 19. يلبس البر درعا وحكم الحق خوذة 20. و يتخذ القداسة ترسا لا يقهر 21. و يحدد غضبه سيفا ماضيا والعالم يحارب معه الجهال 22. فتنطلق صواعق البروق انطلاقا لا يخطئ وعن قوس الغيوم المحكمة التوتير تطير الى الهدف 23. و سخطه يرجمهم ببرد ضخم ومياه البحار تستشيط عليهم والانهار تلتقي بطغيان شديد 24. و تثور عليهم ريح شديدة زوبعة تذريهم والاثم يدمر جميع الارض والفجور يقلب عروش المقتدرين للاطلاع على سفر الحكمة.. المصدر: http://st-takla.org/pub_Deuterocanon/Deuterocanon-Apocrypha_El-Asfar_El-Kanoneya_El-Tanya__4-Wisdon-of-Solomon_.html ومما سبق يتبين لنا جانب من قصة "عيسى ابن مريم" - ولو بشكل غير مباشر - قام بعض أنصاره (الفريسيين) في وسط اليهود بتوارثها عبر الأجيال والتلميح لها ومن ثم تدوينها بعد تغييب ذكر الأسماء وذلك تجنباً لحذفها من طرف السلطة الكهنوتية التابعة لأبناء "العازار" و"إيثامار" (الصادوقيين).. وبالتالي.. إن صح فهمنا وقراءتنا لما تم تمويهه من قصة "عيسى ابن مريم" في "سفر الحكمة".. كما وإن صح نسب "سفر الحكمة" لسليمان الحكيم (الملك سليمان الذي ملك بعد أبيه داود الملك).. فإن هذا يعتبر دليلاً آخر على كون "عيسى ابن مريم" قد عاش قبل الملك سليمان وليس بعده كما توقع الباحث كمال الصليبي في كتابه "البحث عن يسوع" حيث توقع معاصرته لـ "عزرا"..
عيسى المسيح وأوهام يوم القيامة في أسفار غير قانونية.. سنقدم هنا مجموعة مقاطع من الأسفار الغير قانونية تتطرق لأوهام وآمال "يوم المعاد" أو "اليوم الأخير" أو "يوم القيامة" و "يوم الحساب" أو "يوم الدينونة".. أوهام وآمال انطلقت بين النصارى بعد غياب "عيسى ابن مريم" من وسطهم.. فتوارثوا هذه الأوهام وأورثوها لبعض اليهود (الفريسيين الذين يؤمنون بيوم القيامة) لتظهر في أفكارهم ومن ثم في رؤاهم وأسفارهم (القانونية وغير القانونية).. تقدمها هنا مع توضيحاتي بين قوسين [ ].. من هذه الأسفار لدينا سفر عزرا الرابع (الأسفار غير القانونية) حيث يرى عزرا سبع رؤى متتالية يناجي فيها ربه ويطرح عدداً من الأسئلة، وتأتيه الأجوبة وصولاً إلى إبلاغه بأن الساعة قريبة: "هو ذا يوم يأتي بعد ظهور الإشارات التي أنبأتك عنها، فتظهر المدينة التي لا أثر لها الآن، ويُكشف عن الأرض غير المنظورة الآن، عندها سيرى عجائبي كل من نجا من الكوارث التي أخبرتك بها. عندها سيظهر المسيح وكل الذين معه [ عيسى المسيح والنصارى ومن مات من جماعة قورح ]، وسينعم الذين بقوا مدة أربعمئة سنة [ وهم الحياة في الدهر الآتي ]. ثم يموت المسيح [ لكونه حسب ظنهم قد رُفع ولم يمت بعد ] وكل ذي نسمة حياة معه، ويعود العالم إلى الصمت البدئي مدة سبعة أيام....." وفي موضع آخر هناك وصف لقدوم المسيح: "بعد سبعة أيام عرضت لي رؤيا جديدة وأنا نائم في الليل. لقد هبّت من البحر ريح عاصفة دفعت أمامها أمواجاً عاتية. فنظرت ورأيت من قلب الريح شكل إنسان يطلع من وسط البحر؛ ثم نظرت ورأيت ذلك الإنسان يطير مع الغيوم في الأعالي، وأينما أدار وجهه حدثت رجّة ورجفة، وكلما هدر صوته ذاب سامعوه مثلما يذوب الشمع المسخن. ثم رأيت حشوداً تهب من جهات الريح الأربعة لتقاتل الرجل الطالع من البحر. ولكنه اقتطع جبلاً عظيماً بيده وقذفه عليهم، فتملّك الذعر تلك الحشود التي تجمعت للقتال، ولكنها عزمت على الهجوم. فلما رأى اقترابها منه لم يرفع يداً ولم يمسك بحربة أو سلاح، ولكنه أطلق من فمه زفيراً نارياً ومن لسانه عاصفة من الشرر، فامتزج الاثنان في تيار ملتهب انصبّ على الحشود المهاجمة، فأتت عليهم جميعاً، ولم يبقَ في مكان تجمعاتهم سوى الغبار والرماد وروائح الدخان. ثم رأيت الرجل يهبط من الجبل ويدعو إليه حشداً آخر هادئاً ومسالماً، فتقاطر إليه أناس بعضهم فرح وبعضهم حزين وبعضهم يرسف في الأغلال"[ فانتازيا الآمال المتورّمة ] يطلب عزرا تفسير رؤياه فيأتيه الجواب: "إن الرجل الذي رأيته طالعاً من البحر هو الذي أخفاه العلي عصوراً عديدة [ لاعتقادهم بأن عيسى قد رُفع ]، وبه سيُخلِّص خليقته ويقود من بقي منها. أما عن التيار الناري الذي يخرج من فمه وعدم حمله لحربة أو سلاح، وتدميره مع ذلك للحشود التي تجمعت لقتله، فإليك بيان ذلك: سوف يأتي يوم أعدّه العلي لتخليص سكان الأرض، ولكن يتبلبلون ويقومون لقتال بعضهم، مدينة ضد مدينة وبلد ضد بلد، وشعب ضد شعب. عندما يحصل ذلك وتظهر العلامات التي أخبرتُك بها سابقاً، يظهر ابني مثلما رأيتَه في هيئة رجل يخرج من البحر، عندها سيترك الجميع قتال بعضهم ويتجمعون لقتاله، ولكنه سوف يقف على ذروة جبل صهيون ويوبخ الأمم المحتشدة على سوء أفعالها، فتأتي كلماته على شكل تيار ناري ويعذبهم بما يستحقون، ثم يدمرهم بلا جهد بواسطة الشريعة التي هي مثل النار. أما الحشد المسالم الذي رأيتَ الرجل يدعوه ويجمعه إليه، فإنهم الأسباط العشرة التي سباها وأخرجها من ديارها ملك آشور شلمنصر في أيام هوشع" وعن مغزى طلوع الرجل من البحر – يسأل عزرا – يأتيه جواب العلي: "كما أنه لا أحد يستطيع اكتناه ما في أعماق البحر، كذلك لا أحد على الأرض يستطيع رؤية ابني ومن برفقته إلا عندما يأتي يومه ووقته[ لاعتقادهم بأن عيسى قد رُفع ومايزال حياً عند الله]" هذه المقتبسات من الأسفار غير القانونية هي من ترجمة "فراس السوّاح" في كتابه: الإنجيل برواية القرآن، دار علاء الدين، دمشق، الطبعة الأولى ، 2011، ص 164 و 165 و 166. ترجمة عن : J. H Charlesworth, The Old Testament Pseudepigrapha, Dobleday, NewYok, 1983.
يحيى (يهيا) ويوحنا المعمدان.. خيط جديد يتفرع لاثنين في المتاهة.. حين نقرأ في الأناجيل المسيحية نقع على شخصية عاصرت "يسوع" على ما يبدو.. وتدعى باسم "يوحنا المعمدان".. فهل يوحنا هذا هو نفسه يحيى (يهيا أو يهانا حسب الكتب المندائية) المذكور في القرآن وإنجيل العبرانيين الذي استخلصناه في بحثنا هذا "إنجيل عيسى ابن مريم" كما ويذكر في كتب الصابئة المندائيين ؟.. سنعتمد هنا على كتب الصابئة المندائيين لنعرف المزيد عن هذه الشخصية.. مع ملاحظة تجاوزنا لبعض الجمل - في المصادر الصابئية المندائية - وهي الغير مهمة لبحثنا: نرمز لهذا التجاوز بخمس نقاط:..... وإدراجنا أحياناً مختصراً لمضمونها بين قوسين: ( ) بعد الخمس نقاط..... نقرأ في كتاب " دراشا اد يهيا": الولادة المعجزة "في الأماسي وفي هدوء الليالي، يحيى يعظ، ويقول: ..... ولما بلغتُ اثنتين وعشرين عاماً، أتقنتُ كل الأحاديث، وتعلمتُ الحكمة.. رداء النور ألبسوني، والسحب كسوني، هيمانة الماء المُضيء منحوني، بسحابة انن زيوا أخذوني، وخلال سبع ساعات أوصلوني، وفي يوم أحد أصعدوني إلى قرية أورشليم." ص 101 و 102 و 103 من المصدر: دراشا اد يهيا: http://mandaeannetwork.com/drshaadyahya/index.html ونقرأ في "الكنزا ربا" اليمين: الكتاب السادس – التسبيح الثالث – صعود يحيى إلى عالم النور: يحيى وحواره مع الصغير "..... 8 أيها الصغير.. يابن ثلاث سنين ويوم واحد.. اثنتان وأربعون سنة، وأنا ألازم يردنا.. لا يناديني إلى الماء الحي أحد. والآن.. أنت أيها الصبي الصغي، تدعوني إلى يردنا فأسير. ..... (يتناقش يحيى "يهيا" أو "يهانا" مع الطفل الصغير حول الصباغة.. ثم يتقدم يحيى والطفل فتنحسر المياه وينتقلون إلى بلد آخر "عالم آخر".. فيقابل منداد هيّي فيخلع عن يحيى "يهيا" أو "يهانا" جسده وينطلقان إلى بلد النور "عالم النور".. )" من المصدر: كنزا ربا: http://www.mandaeannetwork.com/GinzaRba/index.html
وأيضاً نقرأ في حران كويثا : صباغة يهيا يهانا وتعلمه الأبجدية ودراسته الناصورائية "..... وعندما أصبح ابن الثانية والعشرين من العمر أتقن كل المعرفة الناصورائية..... استطاع يهيا يهانا أن يتلمذ مجموعة من التلاميذ..... طيلة اثنتين وأربعين سنة. وبعد ذلك تجلى له غارسه (ملكا مندادهيي) وارتقى بصحبته وبأمر من ملك النور السامي، بعد أن حان أجله، وخرج من جسده، وكان عمره آنذاك أربع وستين سنة." ص 15 و 17 من المصدر: ديوان حران كويثا: http://mandaeannetwork.com/Books/harangwetha/index.html الخلاصة: من ثلاث مصادر مندائية نصل إلى الملخص التالي: بدأ يحيى "يهيا" تعاليمه وتعميده بعمر 22 عاماً، واستمر في تجميع تلاميذه وممارسة التعميد مدة 42 عاماً.. 22 + 42 = 64 عاماً.. أي أنه توفي – ارتقاءاً - عن عمر 64 عاماً.. وهذا ما يؤكده المقطع الذي أوردناه من مصدر: ديوان حران كويثا.. أما عن يوحنا المعمدان فنقرأ في إنجيل لوقا: "1: 24 و بعد تلك الايام حبلت اليصابات امرأته و أخفت نفسها خمسة أشهر قائلة 1: 25 هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إلي لينزع عاري بين الناس 1: 26 و في الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة 1: 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم... 1: 35 فأجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله 1: 36 و هوذا اليصابات نسيبتك هي أيضاً حبلى بابن في شيخوختها و هذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً 1: 37 لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله 1: 38 فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك 1: 39 فقامت مريم في تلك الأيام و ذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا 1: 40 و دخلت بيت زكريا و سلمت على اليصابات 1: 41 فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها و امتلات اليصابات من الروح القدس 1: 42 و صرخت بصوت عظيم و قالت مباركة أنت في النساء و مباركة هي ثمرة بطنك 1: 43 فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي 1: 44 فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني... 1: 56 فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة أشهر ثم رجعت الى بيتها 1: 57 و أما اليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابناً.".. إذاً فيحيى المذكور هنا وهو جنين في بطن أمه يكبر "عيسى ابن مريم" (وليس "يسوع" ابن يوسف) بحوالي ستة أشهر فقط.. وأما عن عمر "يسوع" ابن يوسف حين بدأ بدعوته وجمع تلاميذه فنقرأ في إنجيل لوقا: "3: 21 و لما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضاً و إذ كان يصلي انفتحت السماء 3: 22 و نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة و كان صوت من السماء قائلاً أنت ابني الحبيب بك سررت 3: 23 و لما ابتدا يسوع كان له نحو ثلاثين سنة و هو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي...".. أي أن "يحيى" (ونفضل هنا استخدام اسم "يوحنا المعمدان") يجب أن يكون في نفس الفترة بعمر 31 سنة تقريباً.. ولكن نحن نعلم أن يوحنا المعمدان قد قُطع رأسه بأمر من "هيرودوس أنتيباس" في السنة الأولى لدعوة "يسوع" ابن يوسف، وذلك على ما ورد في الأناجيل: متى (14: من 3 وحتى 12) و مرقس (6: من 17 وحتى 29).. أي أن "يوحنا المعمدان" قد توفي عن عمر 32 سنة تقريباً.. الخلاصة: من ثلاث مصادر إنجيلية مسيحية (لوقا، متى، مرقس) نصل إلى الملخص التالي: "يوحنا المعمدان" أكبر من "يسوع" بستة أشهر، بدأ "يسوع" دعوته وهو بعمر حوالي 30 سنة، وتم قطع رأس "يوحنا المعمدان" في العام الأول من دعوة "يسوع".. أي أن "يوحنا المعمدان" قد توفي عن عمر 32 سنة تقريباً..
النتيجة: بالمقارنة بين الخلاصتين (الخلاصة المندائية و الخلاصة المسيحية) نقع على فارق عمري كبير.. 64 عاماً عمر "يحيى" أو "يهيا" حسب المصادر الصابئية المندائية.. 32 عاماً عمر "يوحنا المعمدان" حسب المصادر المسيحية.. فارق يبلغ 32 سنة!!!.. هذا عداك عن اختلاف طريقة الوفاة: إرتقاءاً بصحبة طفل حسب المصادر الصابئية المندائية، دون أي ذكر لـ "هيرودوس أنتيباس".. وقطعاً للرأس بعد السجن بأمر من "هيرودوس أنتيباس" حسب المصادر المسيحية.. فما الحل؟.. الحل يكمن في خطأ "بولس الرسول" مرة ثانية.. حين قام "بولس الرسول" بالرحيل إلى "العربية" لمعرفة المزيد عن "يسوع المسيح" ووقع على "الرقوق" (إنجيل العبرانيين "إنجيل عيسى ابن مريم") التي تروي قصة "عيسى المسيح" (راجع كتاب كمال الصليبي: البحث عن يسوع)، نقل "بولس الرسول" قصة "يحيى" أو "يهيا" ابن زكريا المذكورة في "إنجيل عيسى ابن مريم".. "يحيى" أو "يهيا" الذي عاش 64 سنة.. فتم دمج شخصية "يحيى" أو "يهيا" بشخصية "يوحنا المعمدان" الذي عاصر "يسوع" وربما لم يكن "يوحنا" هذا يمارس طقوس التعميد.. "يوحنا" مقطوع الرأس هذا هو شخص تم سجنه بأمر من "هيرودوس أنتيباس" ثم تم قطع رأسه، دون أن نستطيع تحديد عمره.. أما الذي عمّد "عيسى ابن مريم" (وليس "يسوع") فهو "يحيى" أو "يهيا" الذي عاش 64 سنة، وهو الذي يكبر "عيسى" بستة أشهر..
معضلة ورود الاسمين: "يهيا" و "يهانا" في المصادر الصابئية المندائية حول معضلة ورود كل من الاسمين "يهيا" (يحيى) و "يهانا" (يشابه "يوحنا") تبادلياً أحياناً في المصادر الصابئية المندائية، فنورد لحلها المقطع التالي :"إن الذين دونوا كتاب (دراشة د يهيا) في أوائل العهد الإسلامي لم يصطنعوا علاقة ما بين المندائية ويحيى طلباً لمرضاة المجتمع الإسلامي الذي يحيط بهم، كما يذهب بعض الباحثين لمجرد أن اسم يوحنا يرد بالصياغة العربية، "يهيا". إن الإشارة إلى يحيى وردت حتى في كتابهم "الكنزا" الذي دوّن قبل قرون من ظهور الإسلام." المصدر: سباهي، عزيز، أصول الصابئة (المندائيين) ومعتقداتهم الدينية، دار المدى للثقافة والنشر، سورية، دمشق، الطبعة الرابعة، 2008، ص 127. هي إذاً معضلة تتطرق لها الباحثون في المندائية.. فافترضوا أن الاسم الصحيح هو "يهانا" بناءاً على مصادرهم المسيحية (المغلوطة نتيجة الدمج بين الشخصيتين).. وافترضوا أن مدوني الكتب المندائية قد أضافوا اسم "يهيا" (يحيى) طلباً لمرضاة المجتمع الإسلامي الذي يحيط بهم بعد ظهور الإسلام.. ولكن الباحث عزيز سباهي قد أوضح خطأ هذه الافتراضات في المقطع الذي أدرجناه: "إن الإشارة إلى يحيى وردت حتى في كتابهم "الكنزا" الذي دوّن قبل قرون من ظهور الإسلام.".. إذاً فالاسم الصحيح هو "يهيا" (يحيى).. ولكن متى تم إضافة اسم "يهانا" (يوحنا) إلى المدونات المندائية؟.. نحن هنا نفترض – لا دليل قاطع لدينا – أن هذه الإضافة لاسم "يهانا" (يوحنا) إلى المدونات المندائية حدثت في القرون الأولى لانتشار المسيحية (بين الأعوام 100 ميلادي و حتى 400 ميلادي).. بعد أن سادت الأناجيل المعترف بها، وساد الاعتقاد بصحة مضمونها.. حيث كثر الجدال بين الطوائف المسيحية (الغنوصية منها وغير الغنوصية).. وبدأ زمن الاطهاد لغير المؤمنين بالمسيحية الممثلة بالأناجيل الأربعة المعتمدة.. فكان كل من يخالفهم يتهم بالهرطقة.. ونحن نعلم أن الجدال بين كل تلك الطوائف كان محتدماً.. وقد كان من بين تلك الطوائف من يتبع للصابئة المندائيين أو من يتبع لغيرهم.. نعدد منهم: الناصورائيين Nasoraeans ، و النازاريين (النصارى)Nazaraeans ، و الأوسيين Ossaeans ، والأبيونيت (الأبيونيين) (المسيحيون الفقراء)، وأتباع الحسح، هذا عداك عن الطوائف الغنوصية المتنوعة (أنظر سباهي، نفس المصدر السابق، ص 107 و 109 و 110).. للمزيد حول هذه المجادلات في العصور المسيحية الأولى بين المسيحيين وأتباع "يهيا" أو "يوحنا" راجع: سباهي، نفس المصدر السابق، من الصفحة 113 وحتى الصفحة 124 وتحديداً ص 123.. نعود لموضوعنا.. في تلك الأجواء من المجادلات المصحوبة باطهاد وتهمة "الهرطقة" نعتقد أنه تم إضافة اسم "يهانا" (يوحنا) إلى المدونات المندائية كنوعٌ من التقرّب من المجتمع المسيحي المؤمن بـ "يسوع" و "يوحنا" المذكور في أناجيلهم المعتمدة، ودفعاً لتهمة "الهرطقة" التي لحقت بالديانات والطوائف الغنوصية.. حيث تُعتبر المدونات الصابئية المندائية ذات صفة غنوصية واضحة.. وما يزيد من ترجيح توقعنا بأن "يهيا" (يحيى) هو الاسم الصحيح لابن زكريا.. وليس "يهانا" (يوحنا).. هو التشابه الشديد الوضوح بين اسم "يهيا" (حسب اللفظ المندائي) وبين اسم الرجل الغامض X : "أهيه" أو "يهوه".. الأب الحقيقي لـ "يهيا" (يحيى) والذي أسماه على اسمه: "أهيه" أو "يهوه".. مصطلحات وهوامش مندائية لكون الديانة الصابئية ديانة ضيقة الإنتشار ويصعب على المطلع العربي غير المتخصص فهم مصطلحاتها.. سندرج هنا شروح لبعض المصطلحات المندائية وتوضيحاتنا لها فيما يتعلق ببحثنا في المتاهة، بين قوسين [ ].. وذلك قبل الغوص في تفسيراتنا لبعض المقاطع من الكتب الصابئية المندائية.. مصطلحات كنزاربا – اليمين: الأثريون: جمع أثري وهو الملاك. [ والمصطلح مشتق من كلمة: الأثير ] أباثر: هو ملاك الميزان وله صفات عديدة؛ العتيد، السماوي، المصون، الخفي وهو يمثل الحياة الثالثة. [ هو كائن أثيري نظن أنه يرمز للنفس النورانية لهارون (هرون) أخو موسى.. ونظن أنه يمثل الحياة الثالثة (أو الحيّ الثالث) لكون هارون يمثل الشخصية الثالثة أهميتاً في الأحداث الجارية زمن موسى..] أيل ربا: اسم آخر لماراد ربوثا (رب العظمة). [أثيري.. وهو مأخوذ عن الإله الكنعاني "إيل" الذي عبده ابراهيم ويعقوب (إسرائيل: إسرا إيل) ونسلهما قبل ظهور "يهوه" ] بثاهيل: ملاك أثري يمثل الحياة الرابعة، شارك في عملية الخلق والتكوين وله مطهر. [ هو كائن أثيري نظن أنه يرمز للنفس النورانية لـ "العازار" ابن "يهوه" من زوجة هارون (هرون).. ويمكننا إعادة اسمه إلى أصله: بثاهيل (بثاه إيل).. ونظن أنه يمثل الحياة الرابعة (أو الحيّ الرابع) لكون "العازار" ابن "يهوه" من زوجة هارون يمثل الشخصية الرابعة أهميتاً في الأحداث الجارية زمن موسى..] بحر سوف: بحر سماوي عظيم على النفس أن تعبره في المراحل الأولى من عروجها. [ وهو يذكرنا بالبحر الذي عبره شعب إسرائيل بقيادة موسى بعد خروجهم من أرض "مصر".. انظر التوراة: سفر الخروج (10 : 19 ؛ 13 : 18 ؛ 15 : 4 و 22 ؛ 23 : 31).. ونظن أن هذا التطابق في الأسماء (بحر سوف) بين المصدرين - التوراتي والمندائي - يدل على رابط زمني (عصر موسى).. ونفترض أن بحر سوف قد تحول في الأدب المندائي إلى بحر سماوي رمزي يفيد معنى الخلاص.. أو ربما كان عبور بحر سوف في التوراة هو مجرد رمز أسطوري مأخوذ من الفكر الكنعاني تم استخدامه في سفر الخروج كرمز لخلاص بني إسرائيل من "العبودية" في أرض "مصر"..] درفش/ درافشا: علم، اتخذه النبي يحيى "عليه السلام" رمزاً أثناء التعميد. روهة: الروح الشريرة، أم عالم الظلام. [ يجدر بنا ذكر أن "النفس" في الفكر الصابئي المندائي هي نورانية (تعود لعالم النور).. في حين أن "الروح" هي الشريرة (مصدرها عالم الظلام)..] شار زيوا: كائن نوراني يرمز إلى الكرمة العظيمة، وهو كنية للملاك الأثري هيبل زيوا، ويسمى أيضاً شار كفنا. [ سنشرح شخصية "هيبل زيوا" لاحقاً.. ] كشطا: العهد، الحق. مسقثا: طقوس وتراتيل خاصة لتسهيل عروج النفس إلى عالم الأنوار. مطراثا: مطهر في العالم الآخر لتطهير النفس من آثامها. مندائي: الموحد، العارف بالله. [ نفضل هنا فهم كلمة "المندائي" على أنها: العارف باللغة المندائية.. وبالتالي فالعارف بهذه اللغة يستطيع قراءة النصوص المندائية فيصبح بذلك عارف بالدين الصابئي المندائي المشتق من الديانات الرافدية..] مشوني كشطا: أرض العهد يعيش عليها المختارون الصالحون. [ ربما كانت ترمز لـ "الأرض الموعودة" التي وعد بها "إيل" لإبراهيم ونسله.. كما توهّم إبراهيم..] منداد هيي: ملاك أثري نوراني، ويعني عارف الحياة. [ ويمكننا شرح اسمه: منداد (مندائي: العارف باللغة المندائية ) و هيي (الحي أو الحياة) فهو بالتالي إما كاهن يعرف اللغة المندائية ويعرف الحياة (إحتمال ضئيل) أو كاهن يعرف اللغة المندائية وهو حيّ وليس نوراني بحت (الاحتمال الأرجح) وحسب الاحتمال الثاني المرجح نظن أنه يرمز للنفس النورانية لـ "العازار" والد "يهوه": فهو كائن حي ملم باللغة المندائية وهو يتزعم الطائقة الدينية التي تتعبد في "شاليم" (كما سيتبين لنا في الفصول القادمة من بحثنا).. ] مانا: العقل، وعاء، وتعني أحياناً النفس، وتأتي بمعنى ملاك ذي مرتبة سامية. ناصروثا: تعني المعرفة الحقة بأصول الدين المندائي. والناصوراثيون ومفردها ناصورائي تعني الضليع في الديانة المندائية والمتعمق فيها والمدرك لأسرارها. [ المصطلح مشتق من كلمة: نصارى.. وهم من نصروا "عيسى" ابن مريم.. ويبدو أن قسماً منهم – بعد غياب "عيسى" – قد انضموا لجماعة "يهيا" (يحيى) وتبحروا في اللغة المندائية وتعلموا الدين الصابئي المندائي المشتق من الديانات الرافدية، فأصبحوا بذلك كهنة وضليعين في الديانة الصابئية المندائية بين جماعة "يهيا" (يحيى)..] هيبل زيوا: ملاك أثري نوراني، وهو رسول الحيّ ويُسمى المُخلّص..... [ هنا نظن وبشدة أن "هيبل زيوا" يرمز للنفس النورانية لـ "عيسى" ابن مريم.. ويمكننا شرح اسمه الأول "هيبل" بقسمه إلى قسمين: هي بل.. ويعنيان: "هي" (الحي) و "بل" (بعل).. أما عن "هي" فهو يعني الحي لكون "عيسى" ما يزال حياً في نظر أتباعه.. أما "بل" فهو الإله الكنعاني "بعل" إله المطر، وهو الإله الذي ينزل إلى العالم السفلي ويعود للحياة والصعود سنوياً.. وقد تم المزج بين اسطورة الإله الكنعاني "بعل" وبين قصة "عيسى" الذي رُفع (بنظر أتباعه) وسيعود ويحكم.. مزج بين الثنائيات: الموت والقيامة / النزول إلى العالم السفلي والصعود/ موت النباتات وعودة نموها سنوياً بفضل "بعل" إله المطر/ رفع "عيسى" و عودته يوم القيامة.. إلخ.. وهو حيّ (لا يموت حقيقة كما "بعل" وكما المطر والنباتات وكما "عيسى").. وهو المُخلّص (كما "بعل" مُخلّص المزارعين من الجفاف وكما المطر مُخلّص النباتات من الموت وكما "عيسى" مُخلّص أتباعه في يوم القيامة).. أما عن القسم الثاني من اسم "هيبل زيوا" فلم نجد تفسيراً له.. ] هييّ: الحيّ، الحياة. هيبل: كائن نوراني وهو أحد الثلاثة هيبل وشيتل وأنوش. [ يتم ذكره تبادلياً أحياناً مع "هيبل زيوا".. ونظن أنه نوع من المزج الجديد بين "بعل" و "عيسى" و الابن البكر لـ "حواء" ولكن ليس من صلب "آدم".. أما عن "شيتل" و "أنوش" فهما على ما يبدو "شيث" ابن آدم و "أنوش" ابن "شيث" (أنظر التوراة – سفر التكوين 4 : 25 و 26) حيث يصبح "هيبل" هنا هو "هابيل" ابن آدم.. وهو مزج جديد بين "بعل" و "عيسى" و "هابيل".. سيتم توضيح قصة هذا المزج فيما بعد عند تفسير أحد المقاطع المندائية.. ] يردنا: الماء الجاري. [ وليس بالضرورة نهر الأردن.. ملاحظة جديرة بالتوقف عندها.. فقيام "يهيا" (يحيى) بالتعميد باليردنا (الماء الجاري) لا يعني بالضرورة أنه قد قام بالتعميد في نهر الأردن كما يظن المسيحيين.. ] يوشامن: ملاك أثري ويمثل الحياة الثانية. [ هو كائن أثيري نظن أنه يرمز للنفس النورانية لـ "موسى".. ونظن أنه يمثل الحياة الثانية (أو الحيّ الثاني) لكون موسى يمثل الشخصية الثانية أهميتاً في الأحداث الجارية في زمنه..] يهانا: النبي يحيى بن زكريا (مبارك اسمه). [ خلط بين "يهانا" (يوحنا) وبين "يهيا" (يحيى).. تم توضيح أسبابه في الفصل السابق.. ] المصدر: من الصفحة 341 وحتى الصفحة 346 كنزا ربا: http://www.mandaeannetwork.com/GinzaRba/index.html هوامش: الأثري: جمع اثرا وتعني الملاك، وهو مخلوق روحاني سماوي أو أثيريّ. [ مكرر.. ] روهة: الروح الشريرة، أم عالم الظلام. [ مكرر.. ] يردنا: الماء الجاري. [ مكرر.. ] شبيهي: لكل مخلوق بشري شبيهاً في عالم النور، وعندما تغادر النفس الجسد يغادر الشبيه جسده النوراني إلى عالم النور وتتحد النفس مع شبيهها هناك بعد أن تصبح تامة النقاء. [ نوع من الفلسفة الغنوصية.. ] انشبي: زوجة زكريا وأم يحيا ويطلق عليها اليصابات وتعني الشيخة. [ اليصابات وتعني الشيخة (مشتقة من صابا: الشيخ.. أنظر التوضيح التالي).. ولكننا نعتقد أنها لم تكن متقدمة في العمر (فكيف نفسر حبلها بـ "يهيا" بعد سن اليأس وتوقف الإباضة و انقطاع دورتها الشهرية؟!..) ولكن أُطلق عليها لقب اليصابات (الشيخة) لكونها زوجة زكريا (الشيخ)..] أبا صابا زكريا: تعني الأب الشيخ زكريا. [ تساهم في توضيح معنى لقب اليصابات.. ] مطراثي: جمع ومفردها مطراثا وتعني المطاهر، ومفردها مطهر. وهي أماكن معدة لتطهير النفس من آثامها في العالم الآخر. [ نوع من الأفكار المشتقة من الأساطير المتنوعة.. ] هيبل زيوا: يعني هذا الاسم واهب النور. ويلقب بعدة ألقاب: ابن الحياة الأولى، والابن المحبوب. [ مكرر.. ولكن مع المزيد من التفاصيل: ابن الحياة الأولى، والابن المحبوب.. ويرمزان كما نظن لـ "عيسى" ابن الرب (أو "يهوه") والابن المحبوب لكونه رُفع ولم يموت كما يظن أتباعه.. ] انش اثرا: هو الذي علم الأبجدية والعلوم الحياتية واللاهوتية ليهيا. [ ونظن بشدة أنه "يهوه" أو يرمز لنفس "يهوه" النورانية.. سنوضح المزيد عنه في المقطع التالي المقتبس من المصدر: سباهي، نفس المصدر السابق..] من الصفحة 235 وحتى الصفحة 242 من المصدر: دراشا اد يهيا: http://mandaeannetwork.com/drshaadyahya/index.html نقتبس عن شرح عزيز سباهي المقاطع التالية: "فمن يكون "أنش إثرا" هذا؟ الاسم، كما هو واضح، يتألف من جزئين: أنش، وتعني، الكائن البشري، إنسان. وإثرا، وتعني كائناً سماوياً، روحاً من الأرواح السماوية. صياغة الاسم على هذا النحو تدل على أنه يؤدي وظيفة أرضية – سماوية [ وهذا دعمٌ لظننا الشديد بأن "انش اثرا" هو "يهوه": فـ "يهوه" أو "أهيه" هو إله متجسد (كما ظنوا) خاطب موسى وهارون ومريم.. وعاصر الأحداث في زمن موسى..]." المصدر: سباهي، عزيز، أصول الصابئة (المندائيين) ومعتقداتهم الدينية، دار المدى للثقافة والنشر، سورية، دمشق، الطبعة الرابعة، 2008، ص 138. الرشامة: الوضوء – الطماشة: التعميد الذاتي. المصدر: سباهي، نفس المصدر السابق، ص 63 و 64 و ص 118. [ ننصح المسلمين بالطلاع على الصفحات المذكورة في هذا المصدر لمعرفة من أين أتت طقوس الوضوء في الديانة الإسلامية.. ونظن أن مسار وصولها للديانة الإسلامية مر من الديانات الرافدية فـ الطائفة الدينية التي تتعبد في "شاليم" فـ "عيسى" و "يهيا" (يحيى) ثم تفرعت إلى فرعين: فرع الصابئة (جماعة "يهيا") وفرع النصارى (أنصار "عيسى") ومنها وصلت للأبيونيين فـ "ورقة بن نوفل" وصولاً لـ "محمد".. ] "عندما يكتب المندائيون كلمة أورشليم يفصلون بين (أور) وبقية الكلمة ربما للإيحاء بأنها تنتمي إلى "أور" الذي هو ابن "الروها"، ملكة الظلام في الميثولوجيا المندائية [ قد نختلف هنا مع تفسير الباحث سباهي حول شرح (أور) إلى "أور" أبن "الروها" (الروهة).. ولكننا نستفيد من ملاحظته الدقيقة حول فصل كلمة أورشليم إلى "أور" "شليم" في الكتابة المندائية.. وهو ما يدعم بشدة ملاحظة سبق ونوهنا إليها في بحثنا هذا وردت في فصل: "استخلاص قصة الله، وقصة "الرب" عبر أجيال من المتاهة.." حيت كنا قد كتبنا التالي: {{ نقرأ في التوراة في سفر التكوين (14 : 18 و 19 و 20) التالي :" 18 و ملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزاً و خمراً و كان كاهنا لله العلي. 19 و باركه و قال مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات و الأرض. 20 و مبارك الله العلي الذي اسلم أعداءك في يدك فأعطاه عشراً من كل شيء.".. إذاً فلقد كان في "شاليم" على الأقل مَن يعبد "الله" (على ما ورد في التوراة).. لا بل وكان في "شاليم" ملكاً و كاهناً لله يُدعى "ملكي صادق".. (يعتقد بعض الباحثين أن "شاليم" هي مغارة أو "غور" أو "أور" فيكون بذلك "ملكي صادق" هو رئيس كهنة "غور شاليم" أو "أور شاليم" أي "أورشليم".. والتي تقع في جزيرة العرب ("العربية") وليس في فلسطين حسب رأي هؤلاء الباحثين، ومنهم : كمال الصليبي و رياض الريس و زياد منى و مفيد عرنوق و أحمد داود..) }}.. إذاً فهي "أور" "شليم" أو "شاليم".. حيث تواجدت طائفة دينيّة اشتقت عباداتها من الديانات والأساطير الرافدية والكنعانية.. وكان كبير تلك الطائفة زمن موسى هو "العازار" والد "يهوه" (كما سيتبين لنا في الفصول القادمة من بحثنا)....]." المصدر: سباهي، نفس المصدر السابق، ص 102، الهامش رقم 23.
قصة يحيى "يهيا".. وكشف خفاياها في المتاهة سنتناول في هذا الفصل قصة يحيى "يهيا" حسب المصادر الصابئية المندائية.. وسنورد كل مقطع مشددين على المميّز منها، مع توضيحاتنا بين قوسين [ ].. مع ملاحظة تجاوزنا لبعض الجمل - في المصادر الصابئية المندائية - وهي الغير مهمة لبحثنا: نرمز لهذا التجاوز بخمس نقاط:..... وإدراجنا أحياناً مختصراً لمضمونها بين قوسين: ( ) بعد الخمس نقاط..... نقرأ في حران كويثا : عن ولادة النبي يهيا يهانا "..... تشكلت بذرة طاهرة في اليردنا الكبير [ اليردنا هو الماء الجاري.. وليس بالضرورة نهر الأردن ] وجيء بهذه البذرة وألقيت في رحم أنشبي [ أليصابات زوجة زكريا ] ومنها تكوّن مولود نبي، بأمر من الرب العظيم، ذو الوقار مسبح اسمه [ هذا الكلام تغطية لفعلة الرجل الغامض X "يهوه" وممارسته الجماع مع زوجة زكريا.. ]. ..... أنجبت أنشبي المولود الذي سُمي يهيا يهانا [ سُمي "يهيا" على اسم أبيه الحقيقي الرجل الغامض X : "أهيه" أو "يهوه".. أما "يهانا" فهي مضافة تزلفاً للمسيحيين..] إنه نبي ورسول الحق، وسكن مدينة أورشليم [ أور شليم ] وهو ذلك الشافي الذي دواؤه ماء الحياة، إنه الشافي الذي يشفي الجروح [ يبدو أن "يهيا" كان أيضاً يمارس عملية الشفاء للمرضى مثل "عيسى" ] ويدمر كل ما تخططه الروها [ الروح الشريرة ] وأدوناي [أي: السيد.. ويبدو أن المقصود به هو "يهوه" الذي عبده اليهود.. وللتأكيد أن معنى "أدوناي" هو السيد باللغة العبرية يكفي أن نتذكر المسلسل المصري الشهير: "رأفت الهجان"، حيث كان اليهود يخاطبون الجاسوس المصري بقولهم: بوكر توف أدون سمحون.. أي: صباح الخير سيد سمحون ] من أجل إفساد النسمة في هيكل الجسد، لذلك حين ولد المولود يهيا يهانا جاء انش أثرا [ أما "انش اثرا" هذا فهو الرجل الغامض X : "أهيه" أو "يهوه".. ] بأمر من الأب الكبير ذي الوقار وذهبوا كمجموعة صوب جبل بعيد، ذهبوا قرب جماعة الروها، كي يقيموا قرب المكان الذي بنيت فيه السفينة التي ستكون منقذة للمولود وتوصله إلى جبل بروان الأبيض حيث السفح الواسع، الغني بالأثمار، وحيث السماء صافية وكبيرة، وهناك تنتصب تلك الشجرة المرضعة للأطفال [ المهم أن "يهوه" أخذ ابنه "يهيا" إلى مكان آخر بعيداً عن أمه.. وقد تكون الشجرة المرضعة للأطفال هي نفسها العلّيقة المذكورة في التوراة في سفر الخروج (3 : من 1 وحتى 6) حيث قابل موسى "يهوه" في جبل حوريب ..]، ثم رجعوا إلى موضع الجنية (سوفناي) [ ربما كانت من جماعة "يهوه": الطائفة التي تتعبد في "شاليم" أو قرب الشجرة السابقة تلك..] كي يصبغوا الطفل بصباغة حية ويطهروا الوليد يهيا يهانا رسول الحق الذي لم يغير الأقوال والكلمات التي جاءت من قبل الأب الكبير ذي الوقار، لقد استوعب رسول الحق كل ما جاء من قبل الأب الكبير ذي الوقار[ ربما هذا الأب الكبير هو "اليعازار" والد "يهوه".. "العازار" كبير الطائفة التي تتعبد في "شاليم"..]. أخذته سوفناي قبل أن تسقط عليه عين أمه [ ضموا "يهيا" إلى تلك الطائفة بعيداً عن أمه ]، وكان ذلك بأمر انش اثرا [ بأمر أبيه الحقيقي "يهوه" ]، وذهبت بالمولود إلى جبل بروان الأبيض وأصعدوا الطفل إلى ذلك السفح الواسع ذي السماء الصافية وثبتوا الطفل يهيا يهانا قرب الشجرة المرضعة للأطفال [ نرجح من جديد أنها العلّيقة على جبل حوريب المذكورة في التوراة..]، ثم عادت الجنية سوفناي إلى مكانها." ص 11 و 13 من المصدر: ديوان حران كويثا: http://mandaeannetwork.com/Books/harangwetha/index.html نقرأ في حران كويثا : صباغة يهيا يهانا وتعلمه الأبجدية ودراسته الناصورائية "..... وبعد أن أصبح ابن السابعة من العمر جاء إليه انش أثرا [ أبيه ] وكتب له الأبجدية المندائية[ علمه أفكار طائفتهم الدينية وأبجديتها المندائية التي تُكتب بها المخطوطات.. ومن هنا جاء اسم "المندائيين" لجماعة "يهيا" ]. وعندما أصبح ابن الثانية والعشرين من العمر أتقن كل المعرفة الناصورائية [نظن أنها ليست الناصورائية.. وإنما ديانة مشتقة من الديانة الكنعانية كما سنرى لاحقاً.. ولكن درج على تسميتها بالناصورائية بعد أن انضم قسم من النصارى (الناصورائيين) الذين نصروا "عيسى" إلى جماعة "يهيا" الصابئة .. يكتمل هنا فهم جميع التسميات التي أُطلقت على أتباع "يهيا" (يحيى): الصابئة (صبؤا دين "أدوناي" السيد: "يهوه") المندائيين (نسبة للأبجدية المندائية) وكبار رجال دينهم الضليعين في الديانة: الناصورائيين (قسم من النصارى الذين نصروا "عيسى" ثم انضموا إلى جماعة "يهيا" بعد غياب "عيسى"..]. وبعد ذلك وبأمر من الأب الكبير ذي الوقار [ "ألعازار" والد "يهوه" (كما سيتبين لنا في هذا الفصل )..] كُرّس له تاجاً وأجلسه انش أثرا [ "يهوه" ] في سحابة من النور. وبعد ذلك استعمل يهيا يهانا اليردنا [ الماء الجاري.. وليس بالضرورة نهر الأردن.. ] ودواءه الماء وطهّر المجذومين وأبرأ العميان وأقام من كانوا كسيحين ليمشوا على أقدامهم [تأكدنا الآن أن "يهيا" كان يمارس عملية شفاء المرضى مثل "عيسى".. ويبدو أن مصدر علمهما واحد: نوع من الطب الذي كانت تمارسه الطائفة الدينية التي تتعبد في "شاليم" ]، بقدرة ملك النور السامي مسبح اسمه، مُنحت له قدرة القول والسمع كما تمنى..... استطاع يهيا يهانا أن يتلمذ مجموعة من التلاميذ [ بات له أتباع يمارسون الشفاء بالمياه الجارية..]..... طيلة اثنتين وأربعين سنة. وبعد ذلك تجلى له غارسه (ملكا مندادهيي) [ كائن أثيري (ملاك) يعني اسمه: عارف الحياة.. من الكائنات التي تعتقد تلك الطائفة الدينية بوجودها.. ونظن أنه "ألعازار" والد "يهوه" (كما سيتبين لنا في هذا الفصل )..] وارتقى بصحبته وبأمر من ملك النور السامي، بعد أن حان أجله، وخرج من جسده، وكان عمره آنذاك أربع وستين سنة." ص 13 و 15 و 17 من المصدر: ديوان حران كويثا: http://mandaeannetwork.com/Books/harangwetha/index.html يتبع
#سامي_المنصوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القطيعة الايديولوجيّة بين اليهود النصارى و العرب - إنجيل الع
...
-
الجذور الوثنية للديانات التوحيدية
-
وثيقة يوحنا الدمشقي المسماة الهرطقات
-
الدافع إلى التدين اليهوديه - المسيحيه
-
كاتب مجهول قصة الاسلام
-
عقيدة الثالوث
-
كتابك المقدس يختلف - نبذة عن التراجم
-
مختطفات اسلاميه ( 3 )
-
المسيحيه و مجمع نيقية
-
نداء الى كل مسيحي معتدل
-
انجازات الحكومه العراقيه للاردن الشقيق
-
ألانسان هو الأله
-
أحمد صبحي منصور و علي بن ابي طالب
-
علي بن ابي طالب برئ
-
الكعبه والقرآن في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي
-
الزرادشتيه و الاسلام
-
رساله الى المؤمنيين
-
أرض الميعاد في اليمن
-
في الماضي الصفحة السوداء للمسيحيّة
-
قصة إبليس الأسطورية
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|