الإرهاب يتحدى جنيف2 من بيروت...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الإرهاب يتحدى جنيف 2 من بيروت
إني هنا إن اجتمعتم أم لم تجتمعوا.. إن اتفقتم أم لم تتفقوا.. سوف أفجر.. سوف أقتل.. سوف أقتل.. سوف أقتل.
هكذا يتحدث الإرهاب التكفيري.. ويعلن أنه هنا.. في بيروت.. في حلب ودمشق.. أو في أي مكان من العالم العربي.. وحتى في العالم كله.. هذا هو سلاح الدمار الشامل. الإرهاب القاعدي الإسلامي... الذي خلقته ودربته ونظمته الولايات المتحدة الأمريكية... رغم أن سفارتها في بيروت هي الأولى التي عــزت ــ ويا للسخرية ــ أهالي الضحايا... وكما يقول المثل الشعبي : يقتلون القتيل ويمشون بجنازته!!!...
ما ذنب بيروت كي تدفع من سنين ثمن فواجع ورواسب وغباء الطائفية التي تستعمل كعامل رئيسي لغليان المنطقة.. ومن هي الأيادي الآثمة العربية والغربية المشجعة والمحركة والممولة لهذا الإجرام الإرهابي المفتوح لتقويض كل بشائر التفاهم والمصالحة والسلام بين جميع البشر الذين يعيشون بهذا المشرق المحروق اليائس الممزق الحزين؟؟؟.......
لمتى سوف نبقى فئران مخابر, أمام التجارب المخابراتية العالمية؟... ومتى سوف تصحى شعوبنا معارضة صارخة بوجه زعمائها المتعربشة بالكراسي والوظائف والمصالح الرأسمالية العائلية الخاصة.. صارخة بوجهها أن تحكم.. لا أن ترعى المصالح العشائرية والعائلية. وأن تتعاون مع بعضها البعض وتتفاهم وتتحد, لتبقى قوية بوجه الاعتداءات والمؤامرات والتقسيمات والخيانات. أن تحكم بقوة لتخرج من حالة الدفاع ضد الإرهاب, لحالة الهجوم على الإرهاب ومن يفتي ويشرع له.. ولمن يموله ويستعمله ويوجهه.
طالما نلقى الضربات ونصمت وننتظر.. ونسامح عن ضعف أو انتظار ليلة القدر والخلاص. هذه خيانة ومشاركة بالجريمة.. بالإضافة إلى خنوع ومذلة. مهما كانت الأسباب. وكل المسؤولين الأمنيين والحكوميين, سواء في سوريا أو في لبنان أو في أي بلد عربي عانى ويعاني من الإرهاب, يجب أن يدفعوا يوما جزاء إهمالهم أو إغماض عيونهم أو فسادهم ومشاركتهم, بنتائج ما أصاب لبنان وأصاب ســـوريــا من فظائع ومصائب الإرهاب الإسلامي.. ولنسمي القطة قــطــة.. بكل صراحة وجرأة حقيقية... لأن خذلان هؤلاء المسؤوليين وعنترياتهم الفارغة, هي التي تعامت عن توسع هذه الأخطار الآتية من أولاد عمنا العربان, والمطبوخة في تل أبيب وجدة واسطنبول.. ببركات أمريكية من سنوات عديدة... وكل النكبات والتفجيرات والمآسي التي أصابتنا وما زالت تصيبنا اليوم, مرسومة مخططة مدروسة, لم تع إليها هذه الأجهزة المخابراتية المحلية الفاسدة حتى العظم, برعاية مصالحها وتجارة رؤسائها الشخصية.. لا برعاية أمن الوطن والشعب.. سواء في سوريا.. وامتداد الأزمة السورية إلى لبنان. لبنان الذي يبقى رئــة سوريا بكل زمان وكل حدث.......وما تفجير بيروت هذا اليوم, سوى صفعة لمؤتمر Genève 2... كما احتجاز الطائرة التي تــقــل الوفد السوري إلى هذا المؤتمر في مطار آثينا باليونان من أربعة ساعات.. بحجة عدم إمكانية تموينها بالكيروسين, لأسباب إدارية أو مصرفية... رغم تصريحات وزير الداخلية اليوناني بأن الطائرة ليست محتجزة.. وأنه يمكنها الإقلاع قريبا......سوى صفعة إضافية لهذا المؤتمر.. المنتظر.. كليلة القدر!!!...
أصبحنا اليوم كالأفعى التي تأكل ذنبها.. أو تعض لسانها المليء بالسم.. وتقتل نفسها... شغلنا أنفسنا بقتل بعضنا البعض.. بأحقاد طائفية وإثنية محلية.. بدلا من أن نواجه معا أخطار الإرهاب التي ابتلتنا بها وفرختها هذه المملكة الوهابية, التي أصبحت وكر دبابير الإرهاب الأكبر.. وإن تابعنا هذه المسيرة الطائفية الغبية.. سوف نحترق ونموت.. ونتابع انتحارنا الوجودي بأنفسنا... حتى نصبح لاجئين وشحادين ومنبوذين في العالم كله. بلا اسم ولا كيان ولا احترام.. ولا هيكل دولة.
أيها المشاركين العرب بهذه المؤامرة.. وبتفجير المسيرة إلى Genève أو Montreux سوف يكون مصيركم مثل ليبيا والعراق ولبنان وسوريا واليمن والسودان ومصر, وبقية البلدان التي تآمرتم وما زلتم تتآمرون عليها اليوم.. وسوف يكون مصيركم المهترئ مثل مصير الشعب الفلسطيني.. بلا حل.. لاجئون إلى الأبد.. لاجئون بعتمة العدم.. إلى الأبد... إذ أنه ــ لغبائكم وغبائنا ــ وخاصة غباء قياداتنا خلال الستين سنة الماضية.. وحتى هذه الساعة.. كنتم وكنا.. عبيد هذه التجارة الفاسدة.........
لأحبتي وأصدقائي وأهلي ورفاقي في لبنان, كل واجبات التعزية, متمنيا لهم ديمومة قوة الصمود...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات