أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد رشيد العويد - كلمة حب في سمير قصير














المزيد.....

كلمة حب في سمير قصير


ماجد رشيد العويد

الحوار المتمدن-العدد: 1235 - 2005 / 6 / 21 - 08:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما يمكن كتابته عن سمير قصير وفيه كثير. أول ما يمكن قوله إنه صاحب قلم حر أبى غير قول الحقيقة، وأبى أن يكون غير نبراسها، علماً ساطعاً في سماء حُجب ضوءها بغيوم الاستبداد وأنظمة الجهل والتخلف والشمولية. ولقد كان حرّاً بقدر كتابته، لم يهادن نظامه الأمني العفن الذي لا يليق أبداً بوجه لبنان الذي أكثر ما يكون شبهاً بوجه أنثى على قدر هائل من الجمال وسط كثير من القبيحات اللواتي اتشحن بكل ما هو رث بغيض.
أجل هكذا كان الصحافي والكاتب اللامع سمير قصير، كان قلماً يثقب سماء الطغاة، قلماً أطاح بالخوف ليرديه سادة هذا الأخير صريعاً خوفاً منه، ومن حبره، ومن رغبته الجموح بحياة نظيفة حرّة. أنا لا أعرف سميراً معرفة شخصية. وأعرفه ربما أفضل بكثير من كثير من مواطنيه. وبلا ريب فإن قاتل الحريري هو قاتل سمير. الأول كان له مشروعه في إنهاض لبنان من كبوته، عبر إشاعة المحبة وتمتين العلاقة بين طوائفه بعيداً عن هذه الانتماءات قصيرة النفس والفكر والعقل، وكان هذا عبر إقامته مؤسسةَ الحريري التي كانت له بمثابة الحزب السياسي. أيضاً فالحريري لم تُلوّث يداه بدم شعبه. لم يكن يوماً من أمراء الحرب، ولا سارع في لحظة إلى أن يكون واحداً منهم بل دأبه كان إلى جمع هؤلاء " الأمراء " على حب لبنان، وبنائه. فهو إذا السياسي الذي يريد خير بلده. وهكذا كان سمير قصير الصحافي العربي السوري الفلسطيني اللبناني. لم يكن من الأمراء وأنى له أن يكون منهم وهو صاحب قلم لم يُعرَف عن أمثاله عبر تاريخ الفكر أنهم أصحاب سيف، وإن مجّد بعضهم دور الأخير. وبقدر ما كان الحريري يرجو خير لبنان كان قصير يرجوه، ولكن عبر حبره الذي سال حتى أسال دمه في تفجير وحشي لا يتقنه إلا أصحاب الظلام وهم كثر في عالمنا العربي الأسود.
لكن قتل سمير بهذه الطريقة الوحشية، والبراعة في التخطيط لهذا الشر والإثم لن يوقفا لا حركة الفكر الفياض من الأقلام الشريفة، ولا رغبة الناس بالتحرر من جلاديهم، لا اليوم ولا غداً. وربما كان قتله موّلداً للرغبة الجامحة بالتحرر من غَلَس الطغاة وهو بلا أدنى شك يحفّز على العمل على الإطاحة بهم بالحبر الذي أساله قلمه. ولعل المصيبة تكمن في أن العسكر يعتقدون أنهم دائمو القدرة على ابتزاز مشاعر الكتّاب وترهيبهم بالموت، فيذهب هؤلاء إلى بيوتهم يقودهم خوفهم، فليوذون بالجدران خوف رصاصة " طائشة " أو سيارة " ملغّمة ". لكنْ من الكتاب صنف لا يهاب موتاً بل ويتحداه بجسمه العاري إلا من عقل لم يتمكن منه الطغاة الذين ما عرفوا في حياتهم غير حبّ الشهوات من مال ونساء وخمرة يدلقونها في أحضان الغواني.
الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان قُتِلَ مسموماً لأنه لم يرضخ لرغبة الخليفة، ولأن هذا الأخير أراده عوناً له على الناس ليرضخ هؤلاء لمشيئة متجبر. كذلك فعل سمير قصير الذي لم يرضخ لسلطة هالكة ليس لها على كل حال حظ أو نصيب من المقارنة مع سلطان أبي جعفر المنصور إلا في مدى التسلط والجبروت. ولن يتحول اغتيال سمير قصير ـ على خطورته وبشاعته، وربما تهديده إلى حين حريةَ الكاتب ـ إلى اغتيال للكلمة الحرة، لأن هذه الأخيرة فاتنة، مغرية، ولأنها ولاّدة، ومن رحمها سوف يولد ألف سمير وسمير. ولأنه أيضاً اجتمع فيه وأمثاله " الرأي " و " شجاعة الشجعان " فللّه درّه وأمثاله أينما وجدوا في بلاد الطاغوت من المحيط إلى الخليج.



#ماجد_رشيد_العويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة الخاطئة بين الحكام العرب وشعوبهم
- البعثيون السوريون في مؤتمرهم القادم
- البعث مفرخة للشعارات وفقط
- ماذا عن الخيار الثالث


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد رشيد العويد - كلمة حب في سمير قصير