أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - أنسنة يعلون














المزيد.....

أنسنة يعلون


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في رسالة نشرت في صحيفة هآرتس، بعث بها منيب المصريّ، الفلسطينيّ النابلسيّ، عضو "مجموعة كسر الجمود"، إلى الجنرال يعلون، وزير الدفاع الإسرائيليّ، بعد أن ردّ على ثلاثة إسرائيليّين من أعضاء المجموعة الفلسطينيّة الإسرائيليّة المذكورة، كانوا قدّموا، باسم المجموعة، اقتراحًا يرمي إلى كسر الجمود السياسيّ و... قال يعلون لهم: لا تخدعوا أنفسكم، لا يوجد لنا شريك في الطرف الفلسطينيّ، يوافق على حلّ "دولتان لشعبين".
هذا، ما أدّى إلى أن يكتب منيب المصريّ رسالته التي قال فيها: إنّ ردّ يعلون ذكّره بمحادثة جرت بينه وبين يتسحاق رابين، عندما كان رئيس الحكومة الإسرائيليّة في سنة 1983، (بعد الحرب التي شنّتها إسرائيل بقيادة بيجن وشارون على لبنان للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينيّة، في سنة 1982... التي كان من نتائجها رحيل عرفات والفلسطينيّين إلى تونس...) يقول منيب المصريّ إنّه طلب من رابين أن يفاوض عرفات، لكنّه رفض التفاوض معه بأيّ شكل من الأشكال وردّ بحزم: لن أجلس معه على طاولة مفاوضات... ثمّ بعد عشر سنوات التقى المصريّ برابين بحضور عرفات، بعد توقيع اتّفاقيّة أوسلو؛ فطلب منه رابين أن لا يذكر المحادثة التي كانت بينهما أمام عرفات...
ويقول المصري ليعلون: إنّ مصدر تفاؤله؛ كون عبّاس كعرفات يقبل بإقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة على 22% من أرض فلسطين التاريخيّة مقابل السلام...
وأنا اليوم أتساءل:
هل مهمّة الفلسطينيّ الأساس هي البحث عن أساس الضعف الإنسانيّ وسببه في أروقة الحكم والقيادة الإسرائيليّة، والعمل على أنسنتها؟!
إذا كان تحدّي الطفل الفلسطينيّ الأعزل لجندي الاحتلال الإسرائيليّ المدجّج بالسلاح والمدعوم مِن ... وهو تحدٍّ للإنسان الإسرائيليّ الضعيف والخامل الموجود تحت اللباس العسكريّ، لا يسهم في أنسنته؛ فكيف ستسهم رسالة منيب في أنسنة قائده؟!
هل بذل أصحاب الضمائر الحيّة الإسرائيليّون كلّ ما بوسعهم، كما بذل منيب، حتى يتخلّص مجتمعهم من كرهه للسلام وللآخر؟!
أنا لا أتّهم اليسار الصهيونيّ بإثارة الفاشيّة بين الأوساط الإسرائيليّة، لكنّني أتّهمه بأنّه لم يشرب كأس السلام المرّة أمام شعبه؛ عندما وكما شرب اليسار الفلسطينيّ الأمرّ منها أمام شعبه!
محمود عبّاس ومنيب المصريّ على صورة شعبهم الفلسطينيّ، يعترفان بميازين القوى السياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة المتحوّلة، وبالواقع الجديد الناشئ في المنطقة وفي العالم، ويعرفان حقّ المعرفة الثمن الباهظ الذي دفعه ويدفعه شعبهما الفلسطينيّ كنتيجة لهذه الميازين الجديدة، ولهذا الواقع المتنامي والمأساويّ!
وبالتالي، إنّ إنكار الجنرال الإسرائيليّ، وباقي قيادة المؤسّسة السياسيّة/العسكريّة الإسرائيليّة، عِظم الثمن الذي يدفعه عبّاس ومنيب المصريّ وقيادة منظّمة التحرير الفلسطينيّة، أيضا من منطلقات إنسانيّة علاوة على الحسابات السياسيّة، في الموافقة على شروط السلام المجحفة بحقّ شعبهم الفلسطينيّ، هو دلالة على وحشيّة المحتلّ، وعلى ضعفه وتخلّفه أمام إنسانيّة وسلميّة الفلسطينيّ الرازح تحت الاحتلال.
محمود عبّاس ومنيب المصريّ وقيادة منظّمة التحرير يدركون وجود أوساط فلسطينيّة، وهي ليست قليلة وساكنة، ترفض سيرورة الحلّ السلميّ الجارية، والتي تتمسّك بها منظّمة التحرير، وعملت على درء مخاطر المعارضة و"الولدنة" الفلسطينيّة، طالما كان هناك أمل بنجاح المبادرات والمسيرات السلميّة.
تكمن المشكلة في عدم التوصّل لحلّ سلميّ، في ضعف العامل المؤثّر على أنسنة قيادة وشعب إسرائيل؛ فرسالة منيب المصريّ هي محاولة، لكنّها غير كافية للتأثير على يعلون وأمثاله، كما أنّني أعتقد بأنّ الأسباب التي أدّت إلى "أنسنة" رابين في الماضي، لم تعد كافية لأنسنة يعلون اليوم.
ليس هناك حلول سحريّة، لم تجد الإنسانيّة حلاّ رادعًا للمخالِف وللمعتدي وللغاصب وللمشاغب وللمستهتر وللمضطهد و... وللمحتل غير التربية الإنسانيّة والكفاح العادل والعقاب من أجل مصلحة الطرفين: المظلوم والظالم.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة القيادة الفوضويّة قصيرة
- ملك الغابة حمار
- نَبكي الإنجليزيّة، أم تبكي علينا حالنا؟
- قيّدوا إيران، لنفكّ أسر فلسطين!
- بيبي نتنياهو حفّار قبور
- تصريحات تنمّ عن كُره للدبلوماسيّة
- عندما يفقد الإسرائيليّ الثقة بمؤسّسات الدولة
- ما بين القائد والحاكم
- فأر غبيّ
- ليس التألّم علامة الخضوع!
- انتبهَت حماس، لكنّها اعتقدت
- ابتسامة روحاني ودِعة عبّاس
- ليستغلّ العرب القضيّة الفلسطينيّة
- نخوة التبرّع بالأعضاء والأنسجة
- كم نحن بحاجة لدعم الكرملين، ولتحويل الضغط الأمريكيّ!
- أريد عطلة استجمام هادئة
- دولة الشعب الإسرائيليّ!
- -مرجلة- إمبراطوريّة الارتباك
- لا يسير الاحتلال والسلام معًا
- أمّا الرؤساء فأغلى!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - أنسنة يعلون