فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 15:25
المحور:
الادب والفن
ذرائعيات في قهر المرأة، حوار مع الأديبة الناشطة مريم نجمه في بؤرة ضوء.. جزء ثانٍ
قال توفيق الحكيم : "إن عقل المرأة إذا ذبل ومات فَقَد ذبل عقل الأمة كلها ومات".
وقالت السيدة مريم:" تعجبني المرأة الأولى التي قادت عملية التغيير في الكون , عملية الخطوة الأولى إلى الأمام , للدخول إلى أسرار البشرية ..!؟
فيما بعد ..؟ وماذا بعد ؟
قادت الثمرَد والإصلاح .. قادت السير.. من خط إلى خط .. ومن" جنة " إلى جنة ....... هي التي أدركت بحسَها , بقلبها , بعقلها , بمخزون الحب والعطاء والفكر الذي تحمله , وإمكانية إنتصار الإنسان على الغابة وشريعتها , والإنتقال إلى الزراعة .. والإستقرار ..
لقد حفَزت عقلها للمعرفة , أمسكت بيدها على مفتاح المعرفة , وفتحت أسرار الماوراء ...!؟ وما بعد الخطوات في طريق الحب وحضن الأمومة وقداسة وسر الأنثى .. إلى الفضاء اللامحدود .. وتطوَر الإنسان ؟" *1
سأكون معكم والسيدة التي تمسكت بالجذور وعانقت التاريخ , وبدايات المدن , وعرّجت على البادية وانحنت أمام زنوبيا , وصلت في أديرة الحيرة , وركعت في كنيسة حنانيا والجامع الأموي عند قبر يوحنا المعمدان !
القريبة من القلب المفكرة مريم نجمه فكريا وإنسانيا في حوارنا عن " الذرائعيات في قهر المرأة " ..
* * *
4. كيف السبيل الى منع الأسر المعنفة من التستر أو التغاضي عما يحدث فيها من تجاوزات حد اللاإخلاقية؟
الجواب:
نعم , العنف ضد النساء ليس جديداً , فهو قديم ومتوارث منذ اّلاف السنين نظراً لوجود النظام الإقتصادي الإقطاعي , البرجوازي , الرأسمالي , والإستبدادي الرجعي الذكوري طوال حقب التاريخ , وقد حاربه وألغاه النظام الإشتراكي سابقاً في الصين الشعبية والإتحاد السوفياتي وغيرهم , لا أدري اليوم أين وصلنا من إنتهاكات وتعنيف النساء واحتقارهن وشتمهن أو ضربهن لأتفه الأسباب , لأن التعنيف ليس فقط كلامياً , هناك العنف الجسدي والنفسي والجنسي والديني والفكري والطائفي !
• وجوب إطلاق ورشة عمل واسعة ومستمرة على كل المستويات
. يكون برفع الثقافة والوعي والتربية المدرسية والبرامج الإعلامية والنشرات والصحف والدورات التعليمية الإختصاصية والمكتبات من قبل الأحزاب والبلديات في الأحياء والمركز , وتشكيل و أنشاء المنظمات الأهلية النسائية والمختلطة والحكومية وإطلاق روح التطوع الشعبي المجاني للنهوض والمساعدة ونجاح هذه الحملة الشعبية التثقيفية والتوعية الجماهيرية المستمرة ,,,
تكون بإطلاق حرية النقد والحوار والاّراء والمقترحات الحرة , وهذا لا يتم ولا يتفعّل إلا ببناء أنظمة ديمقراطية تحترم حقوق وسلام وأمن ورفاهية الإنسان ,, وهذه المحاولات والخطوات العملية الهدف منها رفع مستوى النساء ومتابعتهن وتوعيتهن لحقوقهن والعيش باحترام وكرامة ومساواة – واستطيع القول أن المجتمع الهولندي رائد في هذا المجال بامتياز .
أؤكد مرة أخرى , على أهمية ( المناهج المدرسية ) وطريقة واسلوب التربية والتعليم منذ الروضة والنظام المختلط الإناث مع الذكور في كل مراحل التعليم والبرامج والفعاليات النظرية والعملية التي يقوم بها التلاميذ والطلبة وما يقدم لهم في الإعلام , كلها كفيلة بأن تخلق مجتمعاً مسالما متحابا ومتفهماً للاّخر رجل أو إمرأة ,, مع وجود التنظيم والنظام في كل تفاصيل الحياة , والقدوة في المعلم والطبيب والسائق والبائع وفي الصف والمتحف والكنيسة , والحقوق للإثنين واحدة ومتساوية لا تمييز بينهما . ... المثل يقول : " إبنك كما تربيه "
بتأمين كل هذه الأساسيات حتماً سيساعد في النهوض وتجاوز هذه السلبيات المتوارثة, والأمراض الإجتماعية التي تسود أكثر المجتمعات البشرية في العالم خاصة الشرقية والعربية منها .
*
*
إن وجود مؤسسات المجتمع المدني ساعد بعض المعنفات ،التخلص من العنف الواقع عليهن ، لكن هناك من تقطعت السبل في الحصول على البرامج التي تقدمها تلك المؤسسات وخصوصا بما يتعلق ببرنامج الإرشاد الهاتفي القانوني والنفسي والاجتماعي ..
5.هل هناك من طرق لتقديم المساعدة لمثل ظروفهن في مجابهة العنف الأسري وحماية أطفالهن ؟
الجواب:
• الأسرة السليمة هي اساس المجتمع السليم .
• وجوب إصدار تشريعات قانونية لهذه الحماية , وإنشاء منظمات أهلية وأحزاب ونقابات ترعى تنفيذها والسهر عليها ومتابعتها من قبل أخصائيين , حتى وجوب تأمين شرطة خاصة ومتخصصة ودارسة أسباب وعلاج هذه الظاهرة وتوزيع أرقام الإتصال بها على المواطنين كما يزوّد هاتف الإسعاف والحرائق وغيرها وهذا من أولويات وضرورات المجتمعات المتقدمة في هذا المجال لبناء الأسرة السليمة الهادئة المتفاعلة إيجابياً , كما الإعتناء بها صحيًا ونفسياً وجسدياً , كذلك ثقافياً وجمالياً .أيضاً , مع ضرورة وجود الحرية والديمقراطية والوعي منذ فترة الحمل ثم الولادة فالرضاعة والتربية .
* ووجوب مشاركة الرجل زوجته في مسؤليات كل هذه المراحل . وكل هذه المعالجات العملية و " المصحّات " الراقية الحضارية لا تؤمَّن لهذا الغرض , إلا من خلال وجود مجتمع يحترم حقوق الطفل كما الرجل كما المرأة والعجوز والمُسنّ على حد سواء . ورئيس الدولة يعامل كما يعامل اي موظف وعامل في الدولة , ليس إلا موظفاً يخدم الشعب بالقانون وضمن اّليات الدستور بمراقبة ومحاسبة وإخلاص ..
*
*
6. ما فائدة وجود نائبات برلمانيات ،و المرأة مازالت تعاني من استمرارية تعنيفها والتمييز بحق إسهامها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.. ؟
الجواب:
وجود المرأة في الحياة السياسية وسلطاتها لا تتناسب في جميع بلدان العالم مع طموح النساء ودورهن في بناء المجتمع والدولة , ونسبتهن من عدد السكان في معظم بلدان العالم يتجاوز 50 بالمئة % - إلى 55 بالمئة في بولونيا مثلاً – رغم ذلك في البرلمان والحكومة تمثيلهن في السلطتين التشريعية والتنفيذية لا يزيد عن 10 % , لذلك أنا مع نظام ( الكوتّأ ) , و لا يقل عن 25 % من سكان البلاد .
*النظام البرجوازي يجعل المرأة تابعة في نظره للرجل , وليس كياناً مستقلاً متساوياً في القيمة والجوهر والحقوق , لذلك يُنظر لها بأنها سلعة ولعبة للمظاهر والمتعة والإستهلاك ومدجنة للتفريخ . فحضور وتواجد المرأة المتعلمة والعاملة في الوظائف الحكومية والشعبية على كل المستويات من أعلى وظيفة في الدولة حتى الموظفة العادية والمعلمة والمساعدة الإجتماعية لاشك سيغير النظرة تدريجياً للمرأة ودورها .
• إصدار تشريعات قانونية لهذه الحماية ومنظمات أهلية وأحزاب ترعى تنفيذها .مع تعزيز الديمقراطية ورفع مستوى الوعي الشعبي السياسي والإقتصادي والثقافي .
• كنتيجة لهذا الحوار , أستطيع أن أؤكد وأصرّ أن لامناص من حتمية تسريع قيام النظام الديمقراطي في بلادنا العربية اليوم قبل الغد , ووضع القانون العصري الذي يليق بنا وبقدراتنا وإنشاء القضاء المستقل وفصل السلطات , وإعطاء المرأة دورها في قيادة المجتمع وتطبيق القوانين للتسريع في عملية التغيير المطلوبة هذه , للتخفيف من كل أمراضنا الإجتماعية التي تهدد النواة الأولى التي هي الأسرة , وتشوّه أوطاننا وتُسعّر حروبنا .
• في هذه المناسبة , يسعدني أن أهنئ الحركة الديمقراطية النسائية والمرأة التونسية والشعب التونسي بإقرار المساواة والمناصفة بين المرأة والرجل في الفصل 45 من الدستور التونسي الجديد الذي صادق عليه المجلس الوطني التأسيسي ( االبرلمان ) والذي يقر ( المساواة بين التونسيات والتونسيين في الحقوق والواجبات وأمام القانون , مما يعطي النساء التونسيات وضعاً حقوقياً فريداً من نوعه في العالم العربي .
• كلنا أمل أن يتعمم هذا الإنجاز على بقية اوطاننا
*
*
__________________
*1من موضوع : " حوَاء الثائرة الأولى في التاريخ ..؟ " - الأديبة مريم نجمة
انتظرونا والمفكرة الناشطة مريم نجمه في الجزء الثالث عند رواق " المرأة المفكرة والسياسة " و ناصية السؤال " الطبقة العاملة ظهرت قبل أن تظهر الصحف ، ماذا لو أنشأت تلك الطبقة صحيفة، وتناولت فيها بشكل ناقد الوضع السياسي وسلبيات الحكم والأوضاع الإجتماعية المتردية ؟"
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟