أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الرديني - حين -يوكع الفاس بالراس-














المزيد.....

حين -يوكع الفاس بالراس-


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 07:59
المحور: المجتمع المدني
    


اعرف صديقا طلّق زوجته لسبب قد يبدو للبعض تافه وسخيف.
هذه الزوجة ،مثلها مثل عدد كبير من العراقيات لاتواجه المشاكل العائلية الا بعد ان "يوكع الفاس بالراس" ويكون الدم حينها بسبب ضربة الفاس قد غطت مساحة كبيرة من صالون البيت وحتى غرف نوم الاولاد.
هذه الزوجة تخاف من التغيير.. تخاف من المواجهة..انها متمسكة بقناعات تعتقد انها ستنهار حياتها في حالة التخلي عنها.
ولهذا فهى لاتنظر لأبعد من انفها تاركة السفينة تسير دون ان تدقق في بوصلة سيرها حتى اذا ما أصطدمت بجبل الثلج ولولت وصرخت طالبة العون والاستعداد لتنفيذ الاوامرحفاظا على ماتبقى من ركام ولكن هيهات فقد سبق السيف العذل كما يقال.
ويبدو ان سعادة رئيس وزرائنا نوري المالكي يحذو حذو هذه الزوجة،فالاحتجاجات التي اندلعت في الانبار لأكثر من سنة لم تجد اذنا صاغية.
بدعوى انهم سنّة،والحكم الطائفي لايريد لهؤلاء ان يظهروا للساحة السياسية ويناهضوا او ينافسوا الشيعة في الحكم خصوصا وان هناك اخطبوط يلعب لعبته القذرة في ترويج هذه القناعة بين البسطاء من الناس.
بدعوى ان رجال "داعش" يختبئون مع المحتجين ويقوموا بعملياته الارهابية كلما سنحت الفرصة ليعودوا بعد ذلك الى الاختباء بين المحتجين.
ويبدو ان المالكي حفظه الله منصت جيد لما يقوله له مستشاريه وينفذ حلولهم رغم انه قال اكثر من مرة انهم نقلوا له معلومات خاطئة عن الكثير من التحركات الشعبية.
ومرت سنة والحكومة تتفرج الى ان وقع الفاس في الراس فتحركت الشهامة "الامنية" وبدأ نزيف الدماء ولكن بعد أن استقر رجال"داعش" في مناطق عديدة من الانبار.
هذه السنة التي مرت شهدت الاهمال من قبل الحكومة الموقرة مما جعل العديد من رجال العشائر تلجأ الى"داعش" لعدم وجود خيارات اخرى لها.
وعبثا تحاول الحكومة الان اقناع العديد من رجال العشائر لشن حملة ضد "داعش" والوعد بتزويدهم بالسلاح.
هل فات الاوان؟.
بكل اسف اقول نعم، فهذه الحرب ستطول الى سنوات وكان من الممكن تلافيها في اول ايام الاحتجاجات.
ولأن العديد من رجال الحكومة "اميين" سياسيا لأنهم لم يعرفوا بعد ان لبنان شهد حربا على الهوية في ثمانينات القرن الماضي استمرت 25 سنة والسبب الطائفية.
في البحرين اعتقل الكثيرون واستشهد الكثيرون ومايزال الوضع مقلقا بسبب الطائفية.
والجحيم الذي اجتازته مصر قبل ايام رغم مقتل المئات كان بسبب الطائفية.
فهل يريد العراقيون ان يعيدوا تلك المآسي الى بلادهم؟.
بعض العراقيين "يركضون" لأستعادة تلك المشاهد لأنهم قبضوا المعلوم ولديهم جوازات سفر بلدان المهجر ويمكن ان يفروا في اي ساعة يشاءون بعد ان يتركوا هذا الشعب ممزقا.
وطيلة السنة الماضية وتحت شعار "الديمقراطية النكتة" كانت المناورات تجري مرة تحت الغطاء ومرة فوقه، وكان الشعار هو "ماننطيها".
وبين" ما ننطيها" والديمقراطية يقف جيش من اللصوص مع ميليشياتهم فوق التل يتفرجون ويراقبون أي تحرك يخل بالامن القومي.
في الضفة الاخرى يقف اليساريون محاولين ان يجدوا لهم موطىء قدم دون ان يفكروا ولو لحظات بتغيير لغة الخمسينات التي يستعملونها الان ويريدوا من الناس يكونوا الى جانبهم.
اذن اين المفر؟.الملجأ هو في هذا الجيل من الشباب الذي سنحت له فرصة الانخراط مع التكنولوجيا والانغماس في ثورة المعلومات وما الفيسبوك وتويتر الاشاهد وخير دليل.
طوبى لشعب يتلذذ بتعذيب ذاته ويركض نحو المجهول حاسبا انه الامل المرتجى.
طوبي لشعب يرى نزيف الدم وهو مكمم الافواه.
طوبي لشعب يستاهل ان يعيش بامان ولكنه لايريد ذلك.
طوبى لشعب لايحرّك ساكنا فيما يدور من حوله.
طوبى لشعب يقول رئيس وزرائه "ان المواجهة الان بين انصار الحسين ورجالات يزيد".
طوبى لشعب يتفرج على تسليم الملف الأمني الى منظمة بدر.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية القوري عند بياع الفرفوري
- مسخرات ولكن عند السيطرات
- المسخرات في زمن ذوي العاهات
- داعش العراق.. غيرة وشرف على اعراض النساء
- دكاكين لبيع المحاصصة وشهادات النقل
- مشروع تاسيس جمعية اللطم ذات المسؤولية المحدودة
- فهمونا انتو شرطة ولا قضاة
- ولكم حتى جدتي نزعت العصّابة
- عن -الشواذي- واشياء اخرى
- هيئة الحج والعمرة... بنكو
- المثقف والسلطة
- هذا ما في زين رفيكه
- هل انتم لحم فاطس؟
- الكلاب وما ادراك ماالكلاب
- آخر النكات القراقوشية
- حتى انت يادكتور
- ايام حصرم باشا
- عن الشرف ومدينة النجف الاشرف
- ماذا يحدث في البتاويين
- وداعا بيادر خير


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الرديني - حين -يوكع الفاس بالراس-