أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مارينا رزق - العنف الجنسي وحماية الطفل















المزيد.....

العنف الجنسي وحماية الطفل


مارينا رزق

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 01:11
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


العنف الجنسي وحماية الطفل
د. مارينا رزق، طبيبة نفسيّة، فرنسا
كثر الحديث عن العنف الجنسي والتحرش الجنسي مؤخراً وقلّ بين ما قيل الكلام العلمي، إذ تركز همّ معظم باحثي هذا الموضوع على اتهام شخص بعينه بممارسة العنف الجنسي ضدّ الأطفال... أو بالدفاع عن نفس الشخص.
أما ماهية العنف الجنسي فلم يتمّ التطرق إليها، كأن المهم هو شخص المتهم فقط، وكأنّ لا أهمّية للضحايا. وبما أن موضوع العنف الجنسي هو من أهم القضايا اليوميّة في عيادات الطبّ النفسي للأطفال والكبار وجدت من المفيد طرح الموضوع بطريقة مدرسيّة تنزع عنه ارتباطه باسمٍ أو بأسماء، وتعيدنا جميعاً إلى الموضوع الجوهري في هذا السياق ألا وهو أطفالنا، و كيفيّة حمايتهم من التعرض لهذا النوع من العنف، وكيفيّة مساعدة الضحايا عندما تقع الواقعة.
إنّ العنف الجنسي شائع أكثر مما نتصور. وبحسب إحصائيات مؤسسة الأبحاث والوقاية الخاصة بالتحرش الجنسي في الولايات المتحدة الأميركية فإن 15 شخص بين كل 100 أميركي قد تعرض للتحرش الجنسي في طفولته أو هو متحرش بالأطفال.
1. معظم المتحرشين الجنسيين كانوا ضحايا للتحرش الجنسي في طفولتهم.
2. بين كلّ 10 حالات تحرش جنسي تصل واحدة فقط لمسامع القانون وتبقى التسع الأخريات مجهولات.
3. المعتدي هو عادةً ذكر، إذ تُظهر الاحصائيات أن رجلاً بين 20 (من عمر المراهقة حتى الرجولة) هو متحرش بالأطفال، أما عند النساء فالنسبة هي امرأة بين 3300 امرأة.
4. 90% من حالات العنف الجنسي تحدث في العائلة أو في الأماكن الآمنة للطفل، ويكون المعتدي فيها معروفاً للطفل والعائلة، و 10% فقط يحدث الاعتداء فيها من قبل أشخاص غرباء عن الطفل.
في البلاد العربيّة لا يوجد لدينا أحصائيّات في هذا المجال بسبب التكتّم على الموضوع، ولكن يمكن أن تكون الأرقام قريبة من الأرقام الأميركيّة.
لكن ما هو العنف الجنسي، بالضبط؟ التعريف المقبول طبياً: هو الاستخدام الجنسي للطفل من قبل شخص أكبر منه سناً، من أجل الحصول على اللذة الجنسية للمعتدي. إن الطفل في هذه الحالة غير قادر على فهم طبيعة هذا النوع من العلاقة وبالتالي فهو غير قادر على مقاومتها كما يجب. يكون المعتدي غالباً شخصاً قريباً من الطفل بشكلٍ يكون فيه هذا الطفل معتمداً عليه ومتعلقاً به (إلا في 10 بالمائة من الحالات كما ذُكر سابقاً). ويندرج تحت قائمة العنف الجنسي:
1. تعريض الطفل للإثارة الجنسية عن طريق الأحاديث المباشرة أو الهاتفية، الأفلام الجنسية، الصور الخليعة...
2. استثارة الطفل بواسطة اللمس، التدليك أو المشاهدة المباشرة لممارسة جنسية...
3. الفعل الجنسي سواءاً كان كاملاً أو منقوصاً.
وليس من الضروري أن يكون المتحرش بالغاً بل يكفي أن يكون أكبر من الطفل الضحية ب 4 سنوات حتى يُصنف الفعل الجنسي باعتباره تحرش. فالمهم هنا هو نقص التكافؤ في القوة والحجم والمعرفة... وأن يقوم الطفل الأكبر باستخدام الصغير من أجل لذته الخاصة.
يبدأ معظم المتحرشين فعلهم هذا في عمر المراهقة، ويمكن إن تمّ إيقافهم عن التحرش ووضعهم قيد علاج مكثف أن تتغير وجهة حياتهم من هذه الناحية.
بعض المعلومات الإحصائية
تختلف نسب حدوث التحرّش لدى الأطفال حسب العمر. ويمكن تلخيصها كالتالي:
1. 10% من الأطفال الضحايا هم بعمر 0-3 سنوات
2. 28,4% بعمر 4-7 سنوات
3. 25% بعمر 8-11 سنة
4. 35,9% بعمر 12 سنة أو أكثر
وهذا يتطابق مع الخبرة السريرية التي تعدّ العمر بين 10 سنوات و 13 سنة من أخطر الفئات العمرية بالنسبة لقضية العنف الجنسي. أما نسبة الحدوث حسب الجنس فهي 2,3 -3 إناث إلى ذكر واحد. ومن الشائع أن يكون الطفل ضحيةً للعنف الجسدي والجنسي في آنٍ معاً.
وهناك اختلافات واضحة بين حالات الاعتداء على الذكور وحالات الاعتداء على الإناث. فبحسب استفتاء أجري في فرنسا بين مجموعة من المراهقين بعمر 11-19 سنة حول تعرضهم لاعتداء جسدي أو جنسي، ظهر أن الذكور هم أكثر تعرضاً من الإناث للاعتداء الجسدي ويندر أن يتعرضوا للاعتداء الجنسي وحده دون اعتداء جسدي. أما الإناث فهنّ أكثر تعرضاً للاعتداء الجنسي من الذكور (3 إلى 4 فتيات مقابل فتى واحد)، وعدد الفتيات اللواتي يتعرضن لاعتداء جنسي وحده أكثر من تينك المتعرضات للاعتداءين معاً (خصوصاً في حالة زنى المحارم). وترجع أهمية هذه الدراسة إلى أن العينة كانت بمجموعها من أطفال عاديين، ليسوا مرضى ولم يراجعوا عيادةً ما أو مستشفى ما طلباً للعون الطبي.
من مشاكل الأطفال الذكور هي أن الأهل يميلون لحماية البنات، ويُترك الذكور عادةً لمصيرهم. إذ يعتبر الأهل أن الصبيان قادرون على حماية أنفسهم أينما وجدوا. وتُظهر الخبرة السريرية أنّ البنات أكثر قدرةً على طلب العون والحماية عند الضرورة، بسبب الصورة المجتمعية عنهنّ و التي تسمح لهنّ بإبداء الضعف دون أن يتعرضن للإهانة أو التجريح.
إن تحديد نسب حقيقيّة للأطفال المتعرضين للاعتداء هو من أصعب الأمور وكلّ الأرقام المتوفرة هي أرقام تقريبية، يكشف أغلبها الحالات التي تراجع العيادات أو المستشفيات. أغلب حالات الاعتداء لا يراها الطبيب النفسي مباشرةً بل تمرّ عبر الأطباء العامين وأطباء الأطفال وأقسام الإسعاف، ويقف بعضها عند هذه المرحلة. لكن التبليغ عن حالات الاعتداء في فرنسة، مثلاً، هو أمرٌ لا خيار فيه للطبيب، للمستشفى أو للمدرسة، ويتعرض الشخص الذي يعلم بالاعتداء و لا يبلغ عنه للمساءلة القانونية.
زنى المحارم (Insecte)
إنّ زنى المحارم هو نوع خاص من العنف الجنسي يرتكبه أحد أفراد العائلة بحقّ أحد أطفالها. من أهم صفات زنى المحارم تكراره من جيل إلى آخر، ووجود مشاكل في بنية العائلة بحدّ ذاتها، إذ لا يتمّ فيها اعتراف حقيقي بذات الطفل وشخصيته بل يُعامل وكأنه مجرد شيء. ومن الشائع أن يكون المعتدي نفسه ضحيةً سابقة للعنف الجسدي أو الجنسي في طفولته، ولكن ليس من الضروري أن تكون هناك مظاهر واضحة تكشف هذا النوع من الانحراف بمجرد التعامل المباشر مع الشخص، فقد توجد هذه المظاهر أو لا. كما أنّه في حالات عديدة، يكون لدى المعتدي إحساس بأن له الحقّ في استخدام طفله أو أطفاله بهذه الطريقة؛ وتحضرني هنا صورة سجين قابله أحد زملائي الأطباء خلال مناوبة في أحد سجون ريف دمشق، وكان قد اعتدى جنسياً على بناته الثلاث خلال أعوام عديدة، وقد كانت جملته التي لم ينسها زميلي "واحد زرع شجرة تفاح، شو ما بيحق له يدوقها؟".
ومن أهم المظاهر السريرية التي نجدها عادةً في هذا النوع من العنف الجنسي هو الغضب الذي يحسّه الطفل على الوالد الآخر الذي "تستر" على الموضوع. إنّه غضبٌ لا تكفي السنين لتهدئته.
كيف ينجح المتحرش الجنسي في مهمته؟
أغلب المتحرشين الجنسيّين الذين عرفتهم في العيادة لا يمكن أن يلفتوا النظر، فهم ليسوا مخيفين أو غريبي المظهر أو السلوك ، بل هم مثال الانسان العادي اللطيف، لا بل الجذّاب. أهم صفة كانت تميزهم جميعاً هي القدرة اللانهائية على الكذب والتلاعب، ومهارتهم في إظهار الندم عند الضرورة. ومن الأمور التي لفتت نظري في بداية تدريبي السريري هو أن كثير من المتحرشين الجنسيين بالذكور لا يعتقدون أنهم يؤذون الطفل بفعلهم هذا.
أغلب المتحرّشين يتحرشون بأطفال العائلة، وبعضهم يستقرّ في مهنٍ تسمح له بالتعامل مع الأطفال بشكل يومي، فيعمل بعضهم في التدريس أو التدريب الرياضي أو بيع لعب الأطفال أو كتبهم، وغير ذلك من المهن التي يمكن أن يقابلوا من خلالها الأطفال دون عوائق.
إنّ أغلب المعتدين على الأطفال هم أشخاصٌ يأتون الطفل باللطف واللين، يهتمون به وبمشاكله ويستمعون له، ويستعملون في إغرائه شتى الوسائل. يثيرون اهتمام الطفل بالجسد تدريجياً مستغلين جهل معظم الأطفال بأجسامهم، وتغييب هذا الموضوع عن الثقافة التي يقدمها الأهل عادةً. وليس من الضرورة أن يكون الطفل "محروماً" من عناية الأهل، بحسب الاعتقاد الشائع، فكثير من الأطفال الضحايا لديهم آباء يهتمون بهم كما يجب. لكن المتحرش يبحث عادةً عن الأطفال الخجولين والبريئين، الضعاف، الذين يحسّون بالوحدة أو بالإهمال.
وقد يسرّ الطفل بالاهتمام الذي يغدقه عليه الكبير، خصوصاً في البداية، فيتقبل لمساته ومداعباته دون أن يدرك كنه ما يحصل له. لهذا يمكننا أن نفهم كيف يعتبر الطفل نفسه متواطئاً مع الكبير، فيحسّ بالذنب فيما بعد ويخفي القصة كلّها عن الآخرين "لأنه مخطئٌ هو الآخر"، كما يعتقد الطفل عن خطأ. وهذا الشعور الخاطئ عند الطفل يستفيد منه المعتدي كي يستمر في اعتداءاته. وقد رأيت حالات يتعلق فيها الطفل بالمتحرِّش بطريقة "غراميّة"، فيستخدم في الحديث عنه التعابير الشائعة في قصص الحبّ.
وإن حصل وتقبل الطفل في البداية اهتمام المعتدي وهداياه والتفاتاته المميزة، يغدو من الصعوبة عليه أن يرفض لمساته. وتبدو اللمسات وكأنها تحدث بالصدفة في البداية وإن حدث واستغربها الطفل ينسحب المتحرش إلى حين. وقد يبدأ المتحرش تحرشه بنكات جنسية، أو بأن يقولوا للطفل أنه يمكن للصديق، أو لأحد أفراد العائلة بحسب الحالة، لمس الآخر، أو أن يقول للطفل: إنك تجرح شعوري عندما ترفض.
وأخيراً، فمن الأمور التي نعرفها سريرياً، أن المتحرش يفقد اهتمامه بالطفل بعد أن يتجاوز هذا سناً معينةً، ويبدأ بالاهتمام بآخر أصغر منه سناً، وبما أن المعتدي هو عادةً قريب من بيئة الطفل فإن الطفل يشهد بعينه زوال الاهتمام عنه ويحسّ بالغيرة من الطفل الآخر الذي تلاه في سلسلة الاعتداءات.
بعض العلامات العامة عند الطفل ضحية الاعتداء
لن أحاول هنا تقديم الصورة السريرية للطفل ضحية الاعتداء، لكنني سأحاول إعطاء بعض العلامات العامة (غير الطبية) التي قد تفيد الأهل والمربّين في الشكّ بحدوث اعتداء (أكرر كلمة شكّ لأنّ تأكيد أو نفي حصول اعتداء هو من شأن المختصّين فقط، لخطورة الاتهام ودقّة الفرق بين الحقيقة والخيال والكذب)
هناك علامات جسديّة (إن كان هناك اغتصاب كامل أو أحياناً ملامسة جزئية) مثل: الجروح الموضعية، الكدمات والنزف في المنطقة التناسلية، الالتهابات البولية التناسلية والأمراض المنتقلة بالجنس.
والطفل الضحية هو طفل يتغير سلوكه عامةً بشكل يلاحظه المقرّبون . أيّ أننا نلاحظ عليه أنواعاً من السلوك لم نرها قبلاً.
1. يظهر على الضحيّة عادةً مظاهر الخوف من الآخرين، خصوصاً الكبار.
2. يبدو عليه القلق، كأنّه يتوقع دوماً أمراً مخيفاً، أو يغدو الشعور بالذنب شديد الوضوح لدى الطفل.
3. قد يضطرب النوم أو الأكل عند طفلٍ كان طبيعياً تماماً من قبل.
4. قد تظهر الكوابيس المخيفة والمقلقة لمنام الطفل.
5. قد يبدأ بالخوف من مغادرة المنزل أو الذهاب إلى مكان بعينه.
6. وقد يحدث العكس فيغدو الطفل سريعاً في الاستجابة الإيجابية الغرباء فيبدي سهولةً في التعامل معهم كأنهم من العائلة.
7. قد يغدو طفلٌ ما عنيفاً فجأة وقد كان من قبل هادئاً.
8. قد تظهر مشاكل مدرسية عند طفل كانت حياته المدرسية مرضيةً حتى الآن.
إنّ المقصود من حديثنا هنا هو ظهور هذه الأنواع من السلوك دون مبرر منطقي لظهورها، كحدوث وفاة في العائلة أو أن تعرض العائلة أو أحد أفرادها لحادث ما. خصوصاً نقصد ظهور هذه السلوكيّات عند طفل لم يسبق أن أبدى أية علامات من هذا النوع.
يحضرني هنا مثال عن إحدى مريضاتي المسنّات وقد حدثتني عن تغير سلوك بنتيها الواحدة بعد الأخرى بعد عمر العاشرة مع والدهن. فقد لاحظت الأم أن البنتين، وهنّ مهذبتان للغاية معها ومع الآخرين، كانتا "قليلتي الأدب" مع الأب بالذات. "مهما طلب منهنّ لم تكن الواحدة لتلبي طلبه، وكنّ يصرخن كلما لاطفهنّ خلال الحديث أو يرفضن هداياه كلّما قدمها". اكتشفت هذه الأم عند بلوغ كبرى بناتها سن العشرين (ومن فم خطيب هذه البنت) أن ابنتها هذه كانت ضحية اعتداء جنسي متكرر من قبل والدها ومنذ عمر الثامنة أو التاسعة. وعند عُرِفَت القصة تحدثت البنت الثانية (وكانت في السابعة عشر)عن نفس النوع من الاعتداء. ثم تلتها بنات العمات والعموم وبنات أصدقاء العائلة... بالتسلسل.
عواقب التعرض لأذى جنسي عند الطفل
أما عواقب التعرض لأذى جنسي عند الطفل فتنقسم إلى عواقب مباشرة وعواقب بعيدة:
هناك عواقب الرضّ المباشر عند الطفل، ومنها:
1. خوف التبول
2. خوف خلع الملابس
3. اضطراب النوم
4. اضطراب الأكل
5. عدم الثقة بالكبار...
كما يترافق الاعتداء الجنسي عند صغار الأطفال بشعور الخوف، إذ غالباً ما يتعرضون للتهديد من قبل المعتدي فيخافون البوح و يخفون القصة. وحتى لو لم يترافق الأذى الجنسي بالتهديد فالسلوك الغالب لدى الصغار هو إخفاء ما حدث. ويُكشف الاعتداء الجنسي في كثير من الحالات في عمر المراهقة، إذ قد يلي حدوث العنف الجنسي فترة من الكمون قد تظهر فيها بعض الأعراض أو لا تظهر. ولهذا، عندما بدأت التدريب على الطب النفسي عند الأطفال، كنتُ أرى كلّ حالات الانتحار عند المراهقين في القسم، وعندما كنت أقدّم الحالات لأساتذتي كانت المعلومة الأولى التي يطلبون تأكيدها أو نفيها تتعلق بحصول عنف جنسي حديث أو قديم.
أما العواقب البعيدة التي قد تظهر في عمر المراهقة، أو في عمرٍ أكبر فهي:
1. ارتفاع نسبة حدوث الاكتئاب، الانتحار، مشاكل السلوك، إدمان الكحول، إدمان التدخين، الرهاب.
2. التعرض للاغتصاب بعد سن 18 سنة، الطلاق...
3. مشاكل تتعلق بالسلوك الغذائي كالإفراط في الأكل و البدانة و الشَرَه العصبي...
4. ارتفاع معدل ارتكاب الجرائم الجنسية، والجنسية المثليّة، أو مزاولة الدعارة (للجنسين بالتساوي)
5. اضطراب السلوك الجنسي في المراهقة وازدياد احتمال الحمل الباكر
6. الاصابة بالأمراض المنتقلة بالجنس (كالإيدز وغيره)
7. اضطرابات هرمونية، عصبية.. ضعف الجهاز المناعي فزيادة الاصابة بالأمراض وكثرة الاستشفاء و الموت الباكر.
8. اضطرابات الشخصية، غالباً الشخصية الحَدّية borderline personality disorder
9. الأمراض الجسدية النفسية.
10. تزايد احتمال الإدمان بكافة أنواعه.
العنف الجنسي والصمت...
الصمت هو ردة الفعل الأكثر شيوعاً عند الأطفال الضحايا، إذ يصمت الطفل عادةً لأسباب عديدة أهمها:
1. شعوره بالعار مما قد حصل له وإحساسه أنه متواطئ مع المعتدي.
2. رغبته في حماية المتحرِّش، وهو عادةً فرد من العائلة أو قريب منها.
3. رغبة الطفل في حماية والديه وأفراد عائلته من ألم معرفة ما قد حصل له.
4. قد يترافق العنف الجنسي بالتهديد الذي يطلقه المعتدي، كأن يهدد الطفل بإخبار والديه أو إفشاء سرّه بين أقرانه أو في مدرسته، أو نشر صوره على الانترنت....
إنّ الطفل الذي تعرض لتجربة جنسية باكرة، من أي نوعٍ كان، مع شخص أكبر منه، هو طفلٌ حُرم من التطور الطبيعي المتوقع عند الأطفال في سنّه... ففقد ملامح الطفولة. هو طفلٌ يدخل لعبة الإغراء باكراً، و هذه لعبةٌ خطرةٌ جداً في العمر الباكر لأنه غير قادر على تحمل نتائجها. لهذا قد تتعدد تجارب العنف الجنسي عند الطفل نفسه ومع شركاء مختلفين. وهو طفلٌ صارت إمكانية حصول علاقات طبيعية في حياته ضعيفة.
يشعر الطفل بالخيانة عندما يفهم كنه ما حصل له، خصوصاً أّن المعتدي هو عادةً شخص قريب من الطفل، والجملة التي سمعتها تكراراً من مرضاي في مثل هذه الحالات: كيف استطاع "فلان" أن يفعل بي هكذا؟؟ أما الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء من أشخاص غرباء عنهم فلا يعانون من هذا النوع من الألم.
لا شكّ أنّ الطفل الضحية بحاجة للعلاج النفسي، لكنّه بحاجة قبل ذلك للاحتواء من قِبَل عائلة تتقبل ما حدث بحكمة.
ومن الملاحظ أن تدخل القانون في الموضوع قد يزعج الطفل الضحية لتعرضه للحديث في القصة وتكرار الرض النفسي من خلال هذا الحديث، رلكن غم ذلك يكون لتقديم الشكوى رسمياً فعل علاجيّ هام إذ يحسّ الطفل بدعم أهله، و تصديقهم له، واستعدادهم للمضي حتى آخر المطاف دفاعاً عنه، ومن خلال ذلك يستعيد ثقته بهم وتدريجياً بنفسه. كما أنّ اعتراف المجتمع (بشخص القاضي) بما قد حصل، والحكم على المعتدي بحسب القانون، يُعيد الأمور إلى نصابها في ذات الطفل. وقد شهدت هذا التحوّل في حالات شديدة التعقيد طال فيها مكوث القضية أمام القضاء، ولاحظت تغيراً مهماً في حال الطفل النفسية بعد الحكم على المعتدي.
علّ هذه المقالة تسمح بإيضاح بعض جوانب هذا الموضوع الحسّاس والمؤلم والمسكوت عنه في بلادنا.



#مارينا_رزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداد عند الطفل


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مارينا رزق - العنف الجنسي وحماية الطفل