أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد عبيس مطلب الحسناوي - الدين بين المركز والهوامش مقال في نقد الإيديولجيا














المزيد.....

الدين بين المركز والهوامش مقال في نقد الإيديولجيا


رائد عبيس مطلب الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 21:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين بين (( المركز )) و (( الهوامش ))
مقال في نقد الإيديولوجيا


يمثل الدين العلاقة الكونية بين الله والإنسان والطبيعة ,والرابط المباشر بين التفكير الفطري والتفكير المجرد , ومنعطفات تطوره تعتمد بالرجوع الى تعاليم الدين المركزية الصحيحة. ومنعطفات إنحطاط تعتمد على القراءات المؤدلجة , هذه مشكلة كبيرة مر بها تاريخ الدين وعلاقته بالبشر, وربما استفهام الملائكة على الله في خلق الإنسان , هو إشارة واضحة إلى ذلك الإنحطاط , ولكن تتابع الديانات السماوية وتكوين الديانات الأرضية المقتربة بعض الشيء من الأطروحة السماوية , شكلت نقطة تفاعل صحيحة لفهم الدين وإستيعابه . وذلك يتم عن طريق (( المركز )) , فالمركز المفقود او الضعيف او المتراجع , يشكل وهماً لدى أصحاب هذه الديانة او تلك , في إمكانية الرقي بذلك الدين الى ما يحقق الطموح البشري , وطبعا اذا كان يحمل طموح التغيير والتقدم نحو رقي البشرية , لأن هناك بعض الديانات تعاني من إنكفاء ذاتي وانطواء نفسي على ما تملك من تعاليم وأفكار وإيديولوجيا . مما يفقدها اهم محور من محاور الدين الإ وهو (( المركزية )) . ونقصد بالمركزية هنا كل رؤية دينية تحمل بعداً إنسانياً وكونياً تغيرياً , لذلك لم يجعل الله هناك مزامنة مكانية بين رسالاته ونزول أنبيائه ,لآن ذلك يفقد مركزية الدين في توجيه البشر. وبالتالي ينتابه الضعف والإخفاق في تعايشه مع الحياة . وهذا ينعكس سلباً على طبيعة العلاقة بين الذات والآخر وبين الله و الطبيعة , وعندها يفقد الدين رؤيته الكونية الإصلاحية.
فالدين هو بحد ذاته (( مركزاً )) للتفكير والتأمل , سواء عند أصحاب الديانات السماوية أو الديانات الأرضية أو أصحاب التدين الذاتي الذي يعتمد على رؤى شخصية حول طبيعة العلاقة بين الطبيعة والغيبيات بشكل فطري وغريزي . وهذا ما لا يمكن التحرر منه.
وإذا رجعنا إلى فهم (( المركزية الدينية )) على ضوء دين الإسلام الذي جاء تكميلاً لكل المركزيات السابقة , ليجعل من الدين مركزاً علمياً وفكرياً وروحياً وعقائدياً , بوصفه ديناً يحمل رؤى كونية عالية تجعل من علاقة الإنسان بالله علاقة نموذجية , وذلك في حالة تطبيق كل تعاليمه وفق الرؤى المركزية الذي جاء بها الدين . ولكن المشكلة هي في (( الهوامش )) ونقصد هنا بالهوامش هي كل جهة قدمت رؤىً وأفكاراً شخصانية في فهم الدين من أجل أدلجته لأغراض سياسية وإقتصادية وإجتماعية وعنصرية وطائفية , بل وحتى تسقيطية , فتاريخ الدين الإسلامي مليء بالشواهد التي تشبثت بهذا الامر , وهذا هو إنقسام وتشرذم , ساهم في توسيع دائرة الهامش والإبتعاد عن المركز , والحركة الدائرية الإيديولوجية الزمنية التي تتحكم بها السياسة والأهواء السلطوية خلقت حالة من الضبابية بين وثوقية المصدر أي (( المركز )) وبين التشكيك بـ (( الهامش )) , لأنها أخذت طابعا أيديولوجيا من يومها وإلى يومنا هذا . تحمل مسميات وعناوين شتى مثل (( الفرقة - الطائفة - التيار – الحزب )) فهذه الهوامش شوهت الدين بسبب الإزاحات الحركية نحو هوامش أخرى بدافع المنافسة, وكذلك بإبتعادها عن (( المركز وأقطابه )) , وبدأت تضع أقطاباً جديدة تعلن لها الولاء والطاعة العمياء , فـ (( أقطاب الهوامش )) هم محركات جديدة في ساحة الدين يركزوا على البعد الإيديولوجي للدين على حساب البعد الفكري والعقلي الملتزم الذي يعبر عن فكر المركز ونقائه . فالمركزية الدينية هي مشروع لم يستكمل مهمته لحد الآن , تدعي الهوامش إيجاد الطريقة في تطبيقه , ولكن عبر وسائل إيديولوجية موجهة تحمل معها أفكاراً إنتهازية وإستغلالية وتناقضات صارخة تجعل من الطرف الآخر نابذا لها ناقماً عليها.
لذلك نرى بأن كل دعوة باسم مركزية الدين - وهذا ما يجب الرجوع إليه - هي دعوة الى بساطة الدين ونقائه . وكل دعوة يعتمدها (( الهامش )) بإيديولوجية تعد تشويها او تشويها نسبياً يجعل المسافة تزداد بعدا بين المركز والأطراف . وهذا وحده كفيل بتشويه صورة الدين وضعف تعايشه مع الواقع وتفاعله مع الحياة. وهذا إن عاد إلى سبب فسببه (( الهوامش المتطرفة )) و (( هوامش الأطراف )) وبعدها عن (( مركزية الدين )) .






#رائد_عبيس_مطلب_الحسناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محمود عباس: نؤكد دعمنا للجهود المبذولة للحفاظ على الوجود الف ...
- كيشيناو تمنع رئيس الأساقفة من السفر إلى القدس مجددا
- استجواب جماعي لرجال الدين الأرثوذكس في مولدوفا
- رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش ...
- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...
- جنود في مالقة الإسبانية يحملون تمثال المسيح في موكب الخميس ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد عبيس مطلب الحسناوي - الدين بين المركز والهوامش مقال في نقد الإيديولجيا