أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع العبيدي - في قصور الفلسفة..















المزيد.....

في قصور الفلسفة..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 21:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



بدايات الفلسفة عند الاغريق..
بدأت من نظرات العقل الأولى لفهم لغز الكون وكيفية تشكل الوجود.. على أيدي سلسلة من الفلاسفة (صفوة العقل البشري) أمثال اناكساغوراس [500- 428 ق. م] وانتهت الى الاهتمام بالانسان وكيفية وضع قاعدة راسخة لنظام اخلاقي يحقق أفضل صورة ممكنة لمجتمع بشري في أفضل حالاته من حيث التوافق والسلام الداخلي ومسائل الادارة والامن والانتاج والمتانة. وقد جسّد أفلاطون [428- 348ق. م] ذلك في (الجمهورية).. لم يجعل افلاطون من جمهوريته مثالا مقدسا، على الاخرين الخضوع له بقوة السيف والتنزيل المقدس.. وانما جعلها -مسودة- [concept]، مفتوحة للاجتهاد والحوار والمناقشة. وكانت النصوص الفلسفية الاغريقية تعتمد اسلوب الحوار بين شخصين يتم طرح الافكار من خلالهما ، عملا بأصول دمقراطية أثينا.
كان للفيلسوف الاغريقي تلاميذ يستمعون لافكاره ويحاورونه، وكان التلاميذ يسجلون افكار المعلم وينقلون حواراته الفلسفية –المعرفية العليا- عبر الأجيال. وقد ساعد هذا على ديمومة السؤال الفلسفي ونموّه عبر الزمن. لكن حروب فيليب (الثالث) المقدوني وابنه الاسكندر الاكبر لبناء امبراطورية تنفرد بحكم العالم -يومذاك- ، قضى على مركزية أثينا وصروحها الثقافية، فانتقل الدرس الفلسفي الى مدرسة الاسكندرية لاحقا، والتحق بها صفوة علماء الاغريق وفلاسفتها في أيام (حكم) البطالمة - لمصر-. وقبل أن تتفتح بذورها ويعود اشعاعها على العالم، تلقت ضربة غير متوقعة بظهور المسيحية (المصرية). فوقعت مدرسة الاسكندرسة ضحية الصراع بين النفوذ الفكري الاغريقي والتحدي المصري المسيحي، والذي اسفر مع الزمن عن انتصار العنصر المصري ودخول بعض اساتذة الاسكندرية في المسيحية ليتوجوا صرح الفلسفة المسيحية الأغريمصرية.
استمرت افكار فيثاغورس وافلاطون وارسطو وأبيقور مادة رئيسة في تعليم تلاميذ الاسكندرية. وبين ذلك.. كانت مسودة (جمهورية افلاطون) موضوع اجتهاد ومباحثة فكرية عبر الزمن، ومن مفارزها الرئيسية كتاب (مدينة الله) للفيلسوف (القديس) أوغسطين أحد أبرز مؤسسي مدرسة (الافلاطونية الحديثة) في مدرسة الاسكندرية في القرن الرابع الميلادي، والذي تحوّل إلى (آراء أهل - المدينة الفاضلة) على يد الفيلسوف ابي نصر الفارابي [874- 950م] في مجال الممايزة بين فكر كل من أفلاطون وارسطو، وذلك في خضم تثاقف الحضارة العراقية بمنطق الاغريق، وجهود (أسلمة) الفلسفة المسيحية.
حاول المسلمون الاستفادة من فلسفة الاغريق لانتاج منظور فلسفي اسلامي لمجتمع فاضل، يضاهي الجهد الفلسفي الاخلاقي الذي قدمه الفلاسفة المسيحيون في القرون الأولى للميلاد. وكان ذلك الجهد العقلي مبكرا في سياق الزمن على الفقه الديني، وتاليا للجهد اللغوي المستعين بالمنطق. فكان ظهورها المتدرج وازدهارها قصيرا في ضمير الزمن مثل ومضة خاطفة سرعان ما أحاطت بها أشواك الزندقة والتكفير، فجعلت منها أثرا بعد عين، وطللا من أطلال مصطلح (الجاهلية).
أضعف الايمان في المساهمة الاسلامية في الفلسفة، هي نقل تراث الاغريق عبر الترجمة من العصور القديمة إلى عتبة العصور الحديثة والنهضة الأوربية، إعادة وصل ما انقطع من الجهد الفلسفي خلال الفترة المظلمة –كما تدعى-.
حاولت الفلسفة الأوربية المعاصرة في قسميها الهيجلي أو الماركسي تقديم قراءة منطقية للتاريخ البشري بحسب منظور كلّ منهما، ولكن دون تقديم إجابة أو حلول منطقية للاشكاليات والكوارث والسقطات التي لا تكفّ عن تخلل حياة الفرد والمجتمعات. حاول ذلك اسبينوزا فوجد نفسه خارج دائرة الدين. وحاول كيركجورد ووجد نفسه داخل دائرة الدين. وبقي قويرباخ متذبذبا. لم تستطع الفلسفة تجاوز الدين، ولا استطاعت تقديم جواب محايد.
قد يرى البعض أنه ليس من واجب الفلسفة تقديم أجوبة. وظيفة الفلسفة هي اجتراح الأسئلة. ولكن المنطق لا يؤيد اجتراح الأسئلة لمجرد الأسئلة- أيضا. ما يميز الانسان ويسيّده في الطبيعة والوجود والمجتمع هو العقل.. والعقل الموضوع في أعلى نقطة من كيان الانسان – مثل المصباح-، وظيفته إضاءة الطريق لكي يسير فيه البشر. [لا أحد يضيء المصباح ويضعه تحت المنضدة، انما يضعه في أعلى مكان لينتشر نوره!].
إذا كان العقل، لا يضيء لنا طريق حياتنا فما قيمته إذن. أفضل للمرء أن يحيا بلا عقل. الانسان بلا عقل يعود إلى حياة القطيع. والقطيع لا يفكر.. ولذلك يتبع. ربما القطيع يعيش بالغريزة، مثل الحيوانات والحشرات التي تتجه وتدور وتتحرك بالغريزة. في رواية (اليد والأرض والماء) للروائي العراقيّ الراحل ذنون أيوب يقول أحد الفلاحين : [ان لنا غريزة تساعدنا على ان نميز من يريد بنا خيرا عن من يريد بنا شرا.]. والبشرية اليوم تتلقى كلّ ما تجده أمامها من منتجات العولمة، دون تفكير أو تمحيص، لأن هذه المنتجات أكبر وأعقد من قدرة الفرد على دراستها والالمام بتفاصيلها الكاملة، بل أن الحقيقة كمعطيات وخبرات ليست في متناول الفرد.
العولمة ومنتجاتها، والهيمنة (الأمريكية) وسياساتها، جاءت في وقت؛ جرى فيه تدمير العالم الآخر [الثاني والثالث]؛ وتدمير امكانيات وجود مؤسسات بحثية فكرية مستقلة، تسعى بقدراتها الذاتية لتفديم رؤى وبرامج اجتماعية مستقلة، بحرية واستقلالية.
المرحلة التي تعيشها البشرية اليوم، وبدء من القرن الحادي والعشرين (الألفية الثالثة)، تشهد حالة احتكار كامل لكلّ مستويات ودرجات المعيشة والثقافة والاتصال. تخضع البشرية اليوم أكثر من أي وقت آخر، لنظام واحد - متشابه- بدء من برامج صحة رعاية الامومة والطفولة وبرامج رياض الأطفال والتعليم والدراسة الجامعية ووسائل وبرامج الاتصال [هواتف، انترنت، تلفزة، مواصلات، خدمات بنكية]، برامج العمل والأجور والضرائب والفواتير والمشتريات والمبيعات. وكل هذه العمليات والنشاطات تخضع لأنظمة وبرامج معلوماتية الكترونية تنتهي أو تتصل بداياتها ونهاياتها بدوائر متخصصة في وكالات الذكاء الوطني [National Intelligence Agency]. كلّ البلدان ومؤسساتها الحكومية والاهلية مطالبة بتسجيل وتمشية نشاطاتها الكترونيا. والبلدان التي لا تتعاون تعد مارقة، وتتجه اليها جهود ومنظمات دولية تحت عناوين مختلفة لاختراقها.
ويوم أمس.. اكد الرئيس الأميركي مواصلة بلاده التجسس بدون التعليق على الشكاوي الدولية بهذا الصدد (هواتف مستشارة المانيا انجيلا ميركل مثلا)، وذلك بحسب رأيه [There is nothing make us trust in them]، فهل هناك ما يدعو العالم بالمقابل للثقة بالسياسات والدوائر الأميركية وممثليها. أم أن أميركا تستخدم منطق القوة المطلقة للانفراد بقياد العالم، والأقوى يعمل ما يشاء. القوة هي القانون وهي المنطق وهي الاخلاق.
ما الذي جعل العالم بدوله ومجتمعاته، حكوماته ومعارضاته، شرقه وغربه، يساره ويمينه، ينحني للأميركان مرة واحدة. والعالم البشري لم ينحني بكله لربّ العالمين- خالق السموات والأرض.. حتى الآن.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رثاء الحضارة ..!
- شاكر النابلسي.. وعلم نقد الدين
- سعدي يوسف.. صورة في الثمانين (الكتاب كاملاً)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (18)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (17)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (16)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (15)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (14)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (13)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (12)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (11)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (10)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (9)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (8)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (7)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (6)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (5)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (4)
- انحطاط الأمة.. والخوف من الكلمة
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (3)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع العبيدي - في قصور الفلسفة..