أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - هل يمكن أنسنة الوجه اليساري من جديد؟














المزيد.....

هل يمكن أنسنة الوجه اليساري من جديد؟


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1234 - 2005 / 6 / 20 - 06:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل يمكن أنسنة الوجه اليساري من جديد؟؟؟
(النموذج السوري)
توضيح مبدأي: أعتبر كل كلام عائم ومتعالي على الزمان والمكان والدول والأفراد, ثرثرة فارغة مصدرها فقط: الغفلة أو الخداع. ولهذا السبب والاعتقاد أختار النماذج السورية, والتي لا تختلف كثيرا عن جوارها ومحيطها العربي والاسلامي.

في سبعينات القرن الماضي كنت فتيا , أبحث بهوس صبياني عن كتاب المعرفة, ذاك الذي يحوي الخبرات والتعاليم والإجابات الشافية , وقادني ذلك الطريق إلى أول أساتذتي وبدائل الأب المعرفي, جميعهم كانوا يساريين , محبين , متعاطفين, يمتلكون الذكاء والحساسية, اللتان أفتقدهما اليوم في معظم أصدقائي ومعارفي من يساريي اليوم ومن ليبراليي اليوم في سوريا., وفي طريقي المستمر ,مع كل تعرّجاته, ما زال المتأسلمون والقوميون أكثر جلافة وبلادة.
كان اليساري السوري بوجه عام والشيوعي خصوصا, محلّ ثقة وتقدير من جانب وموضع مفتوح لإلقاء التهم الأخلاقية من قبل الأهل والأصدقاء والغرباء, لقد كان مثلا يحتذى في احترام العمل والمواعيد والانضباط الشخصي, وبنفس الوقت كان النموذج العياني للتهتك والكفر والخيانة, الحس المشترك وضع تلك الصورة النموذجية.

*

مرّت مياه كثيرة تحت الجسر, ما تزال المعاناة وأعمال الوضاعة والخسّة, تحتل صورة ووجه المشهد السوري الثقافي والسياسي بمجمله, وأهم ما يميّزها فقدان اليسار والشيوعية , البريق والألق والمصداقية, بل تعدّى الأمر ذلك, قدّم النموذج الشيوعي المثال الأسوأ على الصعيدين الأخلاقي والمعرفي.
لقد توارث الشيوعي الأول في سوريا" خالد بكداش "وعائلته , المغانم والمكتسبات أكثر من توائمهم الإسلاميين والقوميين , وبصورة لا تقل فجاجة عن البقية. وشارك هذا الخط في تكريس (نسيت المصلح الملائم) أكثر من شركائه, وأوصلوا معا هذه البلاد إلى قعر الهاوية. لقد فصل الكلام عن المعنى وفصل الفكر عن العيش وفصل القول عن المعرفة, وغطّت الرطانة والضوضاء على صوت العقل والضمير, وفقد الأمل في إنقاذ الضحايا في هذا المسلخ البشري الرهيب, للشيوعية نصيب الأسد في هذه المأساة.


*

شاركت الشيوعية في الوعد والتضليل , السلفية ابتكار الإسلاميين والقوميين والمستقبلية ابتكار اليسار والشيوعية, وعيش يا كديش
.ما جرى في أفغانستان الطالبانية والعراق الصدامية, كشف الوجه الأقبح ليسارنا وشيوعيتنا, لقد تجددت مواهب الخطابة والبهلوانية الكلامية , في العبارات الممجوجة : لسنا مع نظام الطالبان ولا مع صدام , ولكن ضد المخطط الأمريكي الإمبريالي ...
وما تزال الغالبية في اليسار السوري تهلل لأعمال القتل والتخريب في العراق وأفغانستان., كيف يمكن تفسير ذلك؟ لا أعرف ولا أفهم أساتذة اليوم!
"حقوق الإنسان" و"الحق في تقرير المصير" عنوان لنمطين مختلفين تماما في التفكير والسلوك والتقييم.. أين يقف اليسار السوري اليوم؟؟؟
حق الشعوب في تقرير المصير, شعار وعنوان لمرحلة كنا فيها مجرّد أرقام , واستخدمت ببراعة ليصل إلى موقع القرار والتعيين, مغامرون أو جهلة يفتقدون للحد الأدنى من الذكاء والحساسية, ليس أولهم عبد الناصر ولا آخر هم ميشال عون. .
حقوق الإنسان.. شعار وعنوان لمرحلة ليس أولها فرج الله الحلو وليس آخرها سمير قصير. أين يقف اليسار عموما والشيوعية بالأخص من الخيارين؟

*

بعدما نحذف : ديكتاتورية البروليتاريا , وتمجيد الثورة بما تحمله صراحة من الحض على العنف, والصراع الطبقي, والعداء المستحكم للدولة, ماذا يتبقى من اليسار عموما والشيوعية خصوصا؟ والسؤال المجاور في الموقف من الحريات الفردية الكاملة, كما تنص عليها المواثيق والقوانين الدولية, وكما هي محققة في فرنسا وقبرص وقبل ذلك في أمريكا(وهل نقول إسرائيل!) أين يقف اليسار من ذلك!!!؟ ويبقى السؤال اللئيم الذي ينبغي توجيهه للقاذفات الفارغة من الرصاص, وللفاتحين لأوهام صبيانية في المعرفة والحداثة والتقدم...!! قبل أن يوجّه لجماعات الإخوان المسلمين أو سرايا الدفاع في سوريا, على ما هم عليه, ما هو الموقف الصريح والواضح من قضية الفكر والتفكير والمعرفة ... الأولى, سيف التكفير والتخوين المسلّط على أعناقنا منذ الأزل؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رأيي وموقفي وقناعتي: كل تكفيري أو تخويني هو قاتل بالقوة, ولا ينقصه ليتحوّل إلى قاتل بالفعل سوى المقدرة والجرأة ... وحتى النزاهة في الرأي الصريح.

اللاذقية_ حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيوط الزئبق
- أنين أعالي الكلام
- كلام ملاصق للشفتين
- أزهار سوداء, تكملة
- أزهار سوداء
- المعارضة السورية وعقة ستوكهولم
- بيروت في ثيابها الداخلية
- عزلة
- رسالة مفتوحة إلى السيد جورج بوش المحترم
- اليأس يطل برأسه من جديد
- وطن على المشرحة
- كأس الأصدقاء
- قراءة في عصاب الثقافة السورية
- هوس الاستبداد
- حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 2
- حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 1
- الشريد الابدي.... والحاضر المفقود..حوار مع الشاعر حسن عجيب
- الهوية الفردية- خيار يساري سابق
- قصيدة-بيتنا
- النميمة ميراثنا المشترك


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - هل يمكن أنسنة الوجه اليساري من جديد؟