عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال الخامس ..بقلم الكاتب ماهر عبد الواحد

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 20:53
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

تحدثنا بالأمس عن بعض أنواع البديع في لغة الضاد ، وشاهدنا نوعا من أنواع البديع وهو البديع في الكلمات الجامعة الحكيمة، كما في قوله تعالى [ ولكم في القصاص حياة ] البقرة (179) ، وانتهينا إلى بديع التشبيه الحسن في قوله سبحانه وتعالى : "وله الجوار المنشأت في البحر كالأعلام "الرحمن 24 ، وقوله سبحانه "كأنهن بَيْضٌ مكنونٌ" الصافات(49) ثم وصلنا إلى امرىء القيس عندما شبه أربعة أشياء بأربعة أشياء في بيته :
له أيطلا ظبى وساقا نعامةٍ وإرخاءُ سِرْحَانِ وتقريبُ تتفل
دعونا الآن نكمل أنواع البديع بشكل من نظام حتى لا تتداخل الخطوط كما تداخلت على بعض الأصدقاء فالمحسنات البديعية بينها خيط رفيع من البلاغة ، لذلك دعونا نتحدث بإيجاز شديد عن :
1- بديع الغلو والإفراط في الصفة : كقوله تعالى في سورة الملك، آية 8 " تكاد تميز من الغيظ " .
و كقول عنترة :
فازورَّ مِنْ وَقع القنا بلبانِهِ وشكا إلىّ بعبْرَةٍ وتحَمْحُمِ
2- بديع المماثلة : وقد سماه قدامة ( التمثيل ) مثل قول امرىء القيس :
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلبٍ مُقتَّلِ
3- المطابقة : أن يذكر الشىء وضده ، كالليل والنهار ، والسواد والبياض ونظيره في القرآناتلكريم : " ولكم في القصاص حياة " البقرة(179) ، " يُخرج الحىَّ من الميت ويُخرج الميت من الحى" الروم (19) .
ومنه قول امرىء القيس :
وتردى على صم صِلاب مَلاطِسٍ شديداتِ عَقدٍ ليناتِ مِتانِ
4- التجنيس : وهو أن تأتي بكلمتين متجانستين مثل : فأقم وجهك للدين القيم ، وأسلمت مع سليمان ، يا أسفا على يوسف ، وهم ينهون عنه وينأون عنه .
ومنه قول أبي تمام :
يمدون من أيدٍ عَوَاصٍ عَوَاصِمٍ تصولُ بأسياف قواض قواضِبِ
5- المقابلة : وهى أن يوفق بين معان ونظائرها والمضاد بضده ، ومنه قوله سبحانه وتعالى : " ثُمَّ إذا مَسَّكم الضُّرُّ فإليه تجأرون ، ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يُشركون " النحل (53) .
قال تأبط شراً :
أهزُّ به في ندوةِ الحىِّ عِطفهُ كما هزَّ عِطفى بالهجانِ الأواركِ
6- الموازنة : كقول امرىء القيس :
سليمُ الشظا عَبْلُ الشرى شِنجُ النسا له حَجَبات ٌ مُشرفاتٌ على الفالِ
7- المساواة : وهى أن يكون اللفظ مساوياً للمعنى ، لايزيد عليه ولا ينقص عنه ، كقول جرير :
فلو شاء َ قومي كان حِلمى فيهمُ وكان على جُهال أعدائهم جَهْلي
8- الإشارة : وهو اشتمال اللفظ القليل على المعاني الكثيرة ، وقال بعضهم عن البلاغة [ البلاغة لمحة دالة ] ومن ذلك قول طرفة :
فظل لنا يوم لذيذ بنعمةٍ فقُلْ في مَقيلٍ نحسهُ مُتغيبِ
ونظيره من القرآن : "ولو أنَّ قُرْآنا سُيرَتْ به الجبالُ أو قطعَتْ به الأرضُ أو كُلِّمَ بهِ الموتى بل للهِ الأمر جميعاً" الرعد (31) .
9- المبالغة : و الغلو وهى تأكيد معاني القول ، كقول زهير :
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم قومٌ بأولهم أو مجدهم – قعدوا
10- الإيغال : كقول امرىء القيس :
كأن عيون الوحش حَول خبائنا وأرحلنا الجَزْعُ الذي لم يثقبِ
11- التوشيح : وهو أن يشهد أول البيت بقافيته وأول الكلام بآخره ، كقول البحترى :
فليس الذى حَللته بمحلل وليس الذي حرَّمته بحرام ِ
ومثله في القرآن الكريم ، قوله سبحانه " فمن تاب مِنْ بَعْدِ ظُلمِه وأصْلحَ فإن الله يتوب عليه إنَّ اللهَ غفورٌ رَحيم " المائدة 39 .
12- صحة التقسيم : كقول الشاعر
فكأنها فيه نهارٌ ساطِعُ وكأنه ليلٌ عليها مظلمُ
13- صحة التفسير : وهو أن توضع معان تحتاج إلى شرح أحوالها ، فإذا شرحت أثبتت تلك المعاني من غير عدول عنها ولا زيادة ولا نقصان . كقول القائل :
ولى فرس للحلم بالحلم مُلجمٌ ولى فرسٌ للجهل بالجهل مُسْرَجُ
14- التكميل ( التتميم) : وهو أن يأتي بالمعنى الذي بدأ به بجميع المعاني المصححة المتممة لصحته ، المكتملة لجودته ، من غير أن يخل ببعضها ، ولا أن يغادر شيئا منها ، كقوله سبحانه " إن الله عليمٌ خبير" لقمان 34
15- الترصيع : مثل قول امرىء القيس :
مِخشٍّ مِجشٍّ مُقبلٍ مُدبرٍ معاً كتيسِ ظباء الحلَّب العَدَوان
وقول أبى نواس :
ديارُ نوارٍ ما ديارُ نوار كسونك شجواً هُنَّ منه عَوَار
16- الترصيع مع التجنيس : كقول ابن المعتز :
ألم تجزع على الربع المُحِيل وأطلال وآثار مُحُول
ونظيره من القرآن : ما أنت بنعمة ربك بمجنون ، وإنَّ لك لأجراً غيرَ مَمْنون" القلم 2-3 ، "والطور . وكتاب مَسطور "الطور 1 -2
17- التكافؤ : وهو قريب من المطابقة ، كقول المنصور : لا تخرجوا من عز الطاعة إلى ذل المعصية ، وقول عمر بن ذر : إنا لم نجد لك إذ عصيت الله فينا خيراً من أن نطيع الله فيك .
18- السلب والايجاب : كقول القائل :
وننكر إن شئنا على الناسِ قولهم ولا ينكرون القولَ حينَ نقول
19- الكناية والتعريض : كقول القائل :
وأحمر كالديباج ، أما سما ؤه فريّا ، وأما أرضه فمحول
20- العكس والتبديل : كقول الشاعر
وإذا الدرُّ زان حُسْنَ وجوهٍ كان للدر حُسْنُ وجهك زينا
ومنه قوله سبحانه وتعالى : " يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل "الحج 61
21- الالتفات : ومنها قول جرير
أتنسى إذ تودعنا سُليمى بفرع بشامَةٍ ؟ سُقى البَشام
وكذلك قوله :
متى كان الخيام بذى طلوح - سُقيتِ الغيث – أيتها الخيامُ
ومثله قول حسان ( قبل إسلامه) :
إن التى ناولتنى فرددتها قُتِلتْ قُتِلتَ فهاتها لم تُقتَلِ
22- الاعتراض والرجوع : كقول زهير :
قف بالديار التى لم يعفها القِدَمُ نعمْ ، وغيرَها الأرواحُ والديَمُ
23- التذييل : وهو ضرب من التأكيد كقول جرير
قد كنت فيها يا فرزدق تابعاً وريشُ الذُّنابي تابع للقوادم
24- الاستطراد : كقول السموأل :
وإنا لقوم لا نر ى القتلَ سُبّةً إذا ما رأته عامرٌ وسَلولُ
25- التكرار : كما في سورة الناس .
26- الاستثناء وإلى الغد ... نكمل إن شاء الله . م ماهر عبد الواحــــد
بقلم/ مـاهر عبد الواحـــــد (نشر بتصرف).

#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات