أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بطرس رشدى جندى - فكر بطريقة فوز














المزيد.....

فكر بطريقة فوز


بطرس رشدى جندى

الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 20:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فتاة تحكى عندما كنت بالصف الثانى فى المدرسة الثانوية كنت العب فى فريق كرة السلة للفتيات .. كنت لاعبة بارعة بالنسبة لسنى وكنت طويلة بما يكفى لالعب فى الفريق الاساسى للمدرسة رغم اننى كنت لا ازال بالصف الثانى .. تم تصعيد احدى زميلاتى فى الصف وهى صديقة عزيزة لتكون لاعبة اساسية بالفريق الاول .
كانت لدى ميزة جميلة صغيرة وهى انه يمكننى التسجيل دائما من على بعد عشر اقدام من الحلقة .. بدات فى تسجيل اربع او خمس من تلك الرميات البعيدة فى كل مباراة وبدات اكتسب شهرة بذلك .. واتضح بسرعة ان زميلتى لم تحب كل هذا الاهتمام الذى كنت اناله وقررت بوعى او بغير وعى ان تمنع وصول الكرة الي ... توقفت زميلتى عن تمرير الكرة الى .. وفى احدى الليالى وبعد ان لعبنا مباراة بشعة منعت فيها زميلتى وصول الكرة الي ... كنت غاضبة الى حد لم يسبق له مثيل .. قضيت عدة ساعات فى التحدث الى والدى ومناقشة كل التفاصيل والتعبير عن غضبى نحو صديقتى التى تحولت الى عدو ... وبعد مناقشة طويلة اخبرنى ابى ان افضل شئ يمكنه التفكير فيه هو انا امرر انا الكرة الى صديقتى فى كل مرة احصل فيها عليها ... واعتقدت ان ذلك هو اكثر الاقتراحات غباء التى قدمها لى ابى على الاطلاق ... لقد قال لى ببساطة ان الامر سينجح وتركنى فى المطبخ لافكر فى الامر ولكننى لم افعل ... كنت اعلم ان ذلك لن ينجح ونحيت هذا الاقتراح جانبا على انه نصيحة ابوية سخيفة .
وجاءت المباراة التالية بسرعة وكنت عازمة على هزيمة زميلتى فى مباراتنا الخاصة وقد خططت ودبرت وانتهيت الى مهمة تدمير لعبتها وفى اول استحواذ لى على الكرة ... سمعت صوت ابى ياتى من وسط الجماهير ... وبرغم اننى اعزل نفسى عن كل شئ حولى اثناء لعب كرة السلة ... كنت استطيع دائما سماع صوت ابى العميق .. فى اللحظة التى امسكت فيها الكرة كان هو يصيح قائلا : اعطيها الكرة ..... ترددت للحظة واحدة ثم فعلت ما كنت اعلم انه صحيح وبرغم انه كان يمكننى التسديد بسهولة من موقعى .. عثرت على زميلتى ومررت اليها الكرة .. كانت مندهشة للحظة ولكنها استدارت وسدت الكرة وسجلت نقطتين وبينما كنت اعدو عبر الملعب من اجل العودة للدفاع شعرت بشعور لم اشعر به قط من قبل : فرحة حقيقية بنجاح انسان اخر والاكثر من ذلك اننا تقدمنا فى المباراة عن طريق هذه الرمية ... كان الشعور بالفوز رائعا ... داومت على اعطاء الكرة لزميلتى فى كل مرة كنت احصل فيها عليها خلال الشوط الاول من المباراة ... وفى الشوط الثانى فعلت نفس الشئ ولم اكن اسدد الا اذا كان هناك خطأ ضدى ويجب ان انفذ انا الرمية او اذا كنت خالية تماما من الرقابة .
فزنا فى هذه المباراة وفى المباريات التالية ... بدات زميلتى فى تمرير الكرة الي كما كنت امررها اليها تماما .. كان فريقنا الصغير هذا يزداد قوة اكثر واكثر وكذلك صداقتنا ... فزنا فى الغالبية العظمى من المباريات فى هذه السنة واصبحنا فريقا اسطوريا صغيرا فى المدينة ... لقد كتبت الجريدة المحلية مقالة عن قدرتنا على التمرير احدانا للاخرى ... وشعور كل منا بوجود الاخرى فى الملعب ... وفوق كل شئ فاننى سجلت نقاطا اكثر من اى وقت مضى .

التفكير باسلوب فوز دائما ما يضيف المزيد .. وكما اكتشفت تلك اللاعبة ... فان رغبتك فى ان يفوز شخص اخر تملؤك بالمشاعر الرائعة ... انها لم تسجل نقاطا اقل عن طريق تمرير الكرة .. بل انها سجلت المزيد من النقاط فى النهاية .. وفى الواقع لقد سجلت كلتاهما المزيد من النقاط وفازتا فى المزيد من المباريات عما كانتا ستفعلان اذا منعت كل منهما الكرة من الوصول الى الاخرى



#بطرس_رشدى_جندى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف وقصص متنوعة ( 4 )
- النساء لا يمكن إرضاؤهم
- سر الروب الاسود للمحامين
- اقوال رائعة تستحق التأمل ( 21 )
- اقوال رائعة تستحق التأمل ( 20 )
- اسماء المتورطين فى احداث قرية البدرمان
- الحقيقة فى سطور ( 9 )
- معرض اكسبو بين 1851 و2020
- نيلسون مانديلا ( 27 عاما وراء القضبان من اجل الحرية )
- اقوال رائعة تستحق التأمل ( 19 )
- اقوال رائعة تستحق التأمل ( 18 )
- كلمة ونص ( 3 )
- كلمة ونص ( 2 )
- كلمة ونص ( 1 )
- اقوال رائعة تستحق التأمل ( 17 )
- الثعلب والاسد المتكبر
- اقوال رائعة تستحق التأمل ( 16 )
- مواقف وقصص متنوعة ( 3 )
- مواقف وقصص متنوعة ( 2 )
- اقوال رائعة تستحق التأمل ( 15 )


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بطرس رشدى جندى - فكر بطريقة فوز