أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر خدام - اعادة احياء البنى الأهلية في سورية














المزيد.....

اعادة احياء البنى الأهلية في سورية


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4338 - 2014 / 1 / 18 - 18:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إعادة إحياء البنى الأهلية في سورية
منذر خدام
لقد أدرك النظام، منذ بداية انطلاقة الحراك الشعبي في سورية، في منتصف آذار من عام 2011 خطورة الحراك الشعبي السلمي ضده في حال استمراره، لذلك لجأ إلى قمعه بالقوة، وبلا تردد، وحصر خروجه من الجوامع، وكانت هذه أول محاولة لتطييفه. خطورة الحراك السلمي الشعبي على النظام كانت تأتي من عدة جوانب؛ منها أنه كان سيعيد السياسة إلى المجتمع عن طريق تشكيل منابر سياسية في الساحات والميادين والشوارع، مما كان سوف يفسح في المجال لولادة قوى سياسية جديدة، وقادة جدد، تتجاوز القوى التقليدية التي كانت موجودة كأخويات سياسية من كونها أحزاباً، جراء القمع المزمن لها وعليها،هذا من جهة. ومن جهة أخرى كان سوف يعزز من اللحمة الوطنية ويعطي للحراك طابعا وطنياً عاماً، من خلال مشاركة كل القوى المجتمعية فيه، بغض النظر عن انتماءاتها الأهلية، وهذا ما كان قد بدأ يتحقق جزئيا في اللاذقية، لكنه عبر عن نفسه بصورة حاسمة في حماه، وفي غير مدينة سورية. ومن جهة ثالثة كان سوف يسقط في يد النظام، ولن يستطيع تحريك آلته القمعية ضد جموع الشعب، لأنه في هذه الحالة سوف يتجابه مع حاضنته الاجتماعية التي لطالما أدعى أنه يدافع عنها.
لقد بادر النظام في اللاذقية، ذات الحساسية الخاصة بالنسبة له، منذ الأيام الأولى للحراك الشعبي فيها، بتخويف المكونات الأهلية الطائفية والمذهبية بعضها من البعض الآخر، فكان يرسل مجموعات من أجهزته الأمنية، أو شبيحته إلى أحياء المدينة المختلفة لبث الذعر بين قاطنيها، فكان يخوف العلويين من السنة ، والسنة من العلويين، والمسيحيين من السنة والعلويين معاً. بل كان يرسل من يندس بين المصلين في الجوامع في أيام الجمع ليرفعوا شعارات طائفية فجة عند خروجهم لإعطاء انطباع بطائفية الحراك، وقد نجح للأسف في ذلك إلى حد كبير.
في حمص التي بدأ الحراك الشعبي فيها وطنيا، بمشاركة مختلف البنى الأهلية الطائفية والمذهبية والاقوامية، عمد النظام مباشرة إلى تعميد تدخله فيه بالدم لحرفه عن مساره الوطني، من خلال تحريك بعض شبيحته أو أجهزته الأمنية للاعتداء تارة على العلويين، وتارة أخرى على السنة واتهام كل طرف منهما للطرف الأخر بالبدء بالاعتداء، بل شجع الخطف المتبادل بينهم، وفي كثير من الأحيان كانت أجهزته الأمنية هي التي تقوم بعمليات الخطف، ومن ثم الترويج بأن هذا الطرف أو ذاك هو من قام بها، في لعبة بشعة كادت، أن تحول الصراع المصطنع بينهم إلى صراع طائفي ومذهبي. ورغم النجاح الملحوظ للمواطنين ونخبهم الاجتماعية و السياسية في الحؤول دون تحول الصراع إلى حرب أهلية مذهبية، مع ذلك لا بد من الاعتراف بأن النظام قد حقق بعض النجاح في خلق توترات بين المكونات الأهلية في حمص، ساهمت في عزلة بعضهم عن البعض الآخر.
في حماه أيضاً بدأ الحراك فيها وطنياً، لكن هنا على خلاف المدن الأخرى، لم تتدخل الأجهزة الأمنية وشبيحة النظام مباشرة لقمع المظاهرات، نظرا لحساسية وضع المدينة، لذلك سرعان ما تحولت المظاهرات فيها إلى مظاهرات جماهيرية كبيرة شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين من مختلف البنى الاجتماعية المدنية والأهلية.
خلال الأشهر الستة الأولى من الحراك الشعبي السلمي في سورية، كان الحراك ذي طابع وطني وكان في طريقه لكي يصير وطنيا بامتياز، عندما أخذ المواطنون السوريون من مختلف الانتماءات الأهلية والمدنية بالمشاركة فيه بكثافة، وإن بدرجات مختلفة. غير أن قرار النظام بقمعه بالقوة، ودفعه إلى مغادرة ساحات التظاهر السلمي إلى ميادين القتال، خوفا من اتساع نطاقه من جهة، ومن تحوله إلى حراك وطني كفرض عين، بعد أن كان ذي طابع وطني كفرض كفاية من جهة ثانية، ، حال دون استكمال هذه التحولات.
اليوم يمكن القول، بأسف شديد، أن النظام قد نجح نجاحا باهراً بدفعه الناس إلى حمل السلاح، مستفيداً من قدرة السلاح على الإغواء، ومن الارتداد إلى بناهم الأهلية، وإعادة إنعاش دورها الفاعل في ساحة الصراع السياسي والعسكري، ساعده في ذلك الخدمات الجليلة التي قدمها له بعض المعارضين في الخارج الذين شجعوا بدورهم المواطنين على حمل السلاح، وكذلك تدخلات بعض الدول العربية والأجنبية التي أرادت الاستفادة من الحراك الشعبي السوري لتحقيق أجنداتها الخاصة. واقع الحال في سورية اليوم يقول أن الصراع المسلح هو بين طرفين لكل منهما حاضنته الاجتماعية: من جهة تقف القوى الجهادية والتكفيرية على اختلاف مسمياتها، وهي تقاتل تحت رايات إسلامية واضحة، غاب عنها جميع مطالب الشعب في الحرية والكرامة والدولة الديمقراطية المدنية التعددية. يشكل المجتمع الريفي السني وأشكال وجوده الأهلية العائلية والعشائرية والقبلية والإقوامية وحتى الجهوية، الحاضنة الرئيسة له.
ومن جهة أخرى يقف النظام بكل ثقله العسكري والأمني، مستفيداً من إعادة شد لحمة حاضنته الاجتماعية الإقلوية حوله، ومستعينا بخدمات عسكرية وسياسية من حلفائه وخصوصا الإيرانيين، وهو يقاتل من أجل البقاء في السلطة وإعادة إنتاج نفسه من جديد. اليوم الصراع في سورية هو صراع بين استبدادين: استبداد "علماني" واقعي، واستبداد ديني محتمل، إنه صراع على السلطة. في هذه المعادلة يقدم النظام نفسه كمحارب ضد الإرهاب ويطالب العالم بدعمه، لأنه يقاتل نيابة عنهم، أما المعارضة المسلحة فإنها تقدم نفسها على أنها تريد إسقاط النظام من اجل بناء النظام الإسلامي. في هذه المعادلة المعقدة والصعبة، ورغم كل الذي جرى في سورية من قتل وتدمير، فإن كثير من الدول المتورطة في الصراع السوري سوف تكون أكثر تفهما للنظام من المعارضة، لأن همها في نهاية المطاف يتركز على تأمين مصالحها، وليس على مطالب الشعب السوري العادلة، التي كاد أن يقضي عليها الصراع المسلح. وإذا كان ثمة فرصة لتحقيق بعض هذه المطالب، وخصوصا الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي، فهي تلك التي يؤمنها مؤتمر جنيف2. لكن ذلك يشترط أن تركز المعارضة على هذا الهدف في المفاوضات، وليس على رغبات وشعارات غير قابلة للتحقق...



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيك النظام السوري
- مركزية الرئيس في النظام السياسي السوري
- مشروع دستور مقترح
- السياسة عندما يرسمها الأمنيون
- مؤتمر جنيف2 وأراء الناس به
- المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي
- جهل مركب أم حملة إعلامية ظالمة
- الواقعية السياسية تنتصر أخيراً
- أوهام تعاند السقوط
- مؤتمر جنيف2 وسقوط الأوهام
- حظوظ مؤتمر جنيف2 بين النجاح والفشل
- ويبقى للتاريخ قول....
- أسئلة مشروعة
- بانوراما الثورة
- مذكرة تنفيذية لرؤية هيئة التنسيق الوطنية للحل السياسي التفاو ...
- مثقفون وسياسيون رعاع
- عفوا مانديلا نحن غير
- للامنطق في - منطق الثورة والمعارضة-
- السوريون وخطة كوفي عنان
- روسيا والدم السوري المسفوح


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر خدام - اعادة احياء البنى الأهلية في سورية