جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 21:22
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ان مع اليسر عسرا
قصتنا هي قصة المسيح قصة المعاناة. نعم يمكن اختصار تاريخ البشرية و كبسه في كلمة واحدة و هي المعاناة. في معنى المعاناة العام هناك الالم و التواضع و هي خبرة نفسية او جسدية مؤلمة تختلف في درجاتها و حدتها. نعم قالت لي و انا ابحث عن طريقي بانه ليس هناك طريق اخر مهما حاولت غير المعاناة. سوف لا يتحقق شيء في الحياة دون ان تعاني لاجله. طبعا انا لا اؤمن بهذه الخرافات و لكن كلامها يتحقق كل يوم كيف لا و انا ابن الشعب الذي كتب له التأريخ المعاناة الدائمية و التشريد.
كنت اتعجب كيف تعبر الالمانية عن المعناة لانه عندما تقول حرفيا: انا اعانيك ich kann Dich leiden تعني انا استلطفك و لكن ماهي العلاقة بين المعاناة و الاستلطاف؟ طبعا نعطف على اللذي يتألم. لا تعني المعاناة اليوم خبرة سلبية لي بل انها افهمتني الحياة. للمعاناة معنى و النهاية هي للمعاناة لان السعادة تأتي و تنتهي بسرعة. كل شيء يتحول الى الماضي ماعدا المعاناة. لذا لا اعتقد (ان مع العسر يسرا) بل (ان مع اليسر عسرا) و الذي يعتقد العكس يحول شيء زائل فاني الى شيء ابدي. لان المعاناة صفة مركزية للحياة فان جميع نشاطات الانسان تعاني من المعاناة حتى اكثرها جلالة مثل الحب.
نعم تخترق الانفعالات (و المعناة نوع منها) جميع النشاطات و الاختراعات البشرية لذا يجب ان لاتهمل المعاناة بل ترجع الى مركز الحياة مرة اخرى. يلتهي الانسان بالتقنية و الاختراعات الجديدة و تبقى المعاناة البشرية من وراء هذا التقدم على الطريق تهمل رغم اهميتها القصوى. تصاحب المعاناة كل تقدم بشري. يحاول الانسان ان يتجنب المعاناة لاجل سعادة زائلة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟