أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الحاج حسين - الأنظمة الشمولية تنعش الأصولية لتعتاش بظلها














المزيد.....

الأنظمة الشمولية تنعش الأصولية لتعتاش بظلها


علي الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1234 - 2005 / 6 / 20 - 06:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد تراجعت فلسفة ومذهب نكران الآخر أو الوصاية على المختلف، بل وتكاد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في شتى أصقاع الأرض، ومع سقوط دكتاتورية البروليتاريا وفشلها وضعت الأصوليات الأخرى رحالها وتقطعت أوصالها، وبالتالي بدأت الديمقراطية تحل محلها خصوصا في بلدان شرق أوربا. إلا أن الوضع في مشرقنا مختلف نسبيا، فالأصولية والشمولية صنوان مختلفان على غرار الأخوة الأعداء، ولا يمكن استمرار وجود أحدهما دون الآخر ويجتمعان على مكافحة المد الديمقراطي وبتر بوادره مسبقا لئلا يضع حدا لنظرية الفوقية وتعالي الإنسان على الإنسان لمجرد انتماءه لهذا الطرف أو ذاك.
بدت الأصولية اليسارية ذات المرجعية البروليتارية الأممية أكثر ليونة وتقبلا للعلمانية الديمقراطية، وما لم ينقرض تماما من مستحاثاتها بدأ يأخذ اشكالا أقرب لواقع التطور الذي طرأ على العالم واندمج اليسار بغالبيته في مسيرة التحول الديمقراطي. حتى أن قادة التحولات الديمقراطية في المعسكر الشرقي السابق معظمهم خرج من رحم الشيوعية البائدة. وحدث ذلك بسهولة من خلال العودة للمرجعية الوطنية وفصم التبعية لما سمي آنذالك بالرابطة البروليتارية الأممية.
بديهي أن للشرق خصوصيته ولا تنطبق عليه التجربة الشرقية بحذافيرها، لأن المرجعية السوفياتية توفيت ولم يعد ثمة أمل لها للإستمرار وكان انتقال التيار اليساري لخندق الديمقراطية أكثر اقناعا وواقعية، بينما الأصولية الشرقية وتحديدا العربية، والسورية لا تشذ عن ذاك بشيء، يلاحظ أنها وبشكليها من من أطراف اليمين واليسار باقية على العهد "إلى الأبد !" ليس لأنها أصيبت بالعمى، إنما لاستمرار تغذيتها والمحافظة عليها من قبل الأنظمة أولا لتكون ذريعة تهش بها على العالم الجديد وتلوح بورقتها بمناسبة وغير مناسبة. وتم التركيز على الأصولية الدينية دون غيرها، فهي ذات مرجعية تنتج قرارات لا تقبل النقض على شكل فتاوي وتزخر بألوان ومتناقضات داخلية وتكفر بعضها بعضا، فنتج صراع متباين الأطراف وخليط من تيارات يصعب الفصل بين أدواته وأحصنته لشدة التشابه بالانتماء والأداء.
الانظمة الاستبدادية الشرقية تغذي هذا الخليط وتمده بأسباب البقاء من حيث يدري هذا الأخير أو لا يدري، لأن أسباب وجود التيارين مترابطين عضويا وبزوال أحدهما يزول الآخر. والزوال هنا يأخذ أشكالا مختلفة وفقا لتطورات موضوعية وعوامل ذاتية، فزوال الاتحاد السوفياتي أسقط الفتاوي الشيوعية الجاهزة ولم تعد تُرفع المظلات في العواصم العربية من قبل المتشيعين لها كلما هطل المطر في موسكو، وبالتالي اتخذت اليسارية منحى آخر لسيرورتها وفي كنهها غلب الطابع الديمقراطي على وصمة دكتاتورية البروليتاريا. هذا لا يمكن أن ينسحب في الوقت الحاضر على النخبوية الأصولية الدينية لاعتبارات عديدة، ففي وجودها دعم ومبرر لبقاء الأنظمة الشمولية فامتطى بعيرها انصاف متعلمين ونظّروا للقرن الحادي والعشرين بمنطق قديم ويصرون على معالجة الحاضر المتجدد بأدوات قديمة متجمدة ويصرون على عدم تطويعها لتماشي متطلبات العصر.
يصر مفبروكها جهلا وعلما على وضع العربة أمام الحصان معتبرين العلمانية دين يتعاطى السياسة، وهم يفعلون ما يُنهون عنه، وبذلك تدخل الحوارات دوامة البحث عن اسبقية البيضة أو الدجاجة وتنتهي بهدر حق مكتسب وهبته الطبيعة للإنسان، بما في ذلك إزهاق الأنفس واستباحة المحرمات، فيصير بعضهم وكلاء حصريين للسماء على من في الأرض. وهذا التيار يتنامى لذات المسوغات، ويتراجع التيار المعتدل الذي يؤمن بأن كل النظريات من سماوية ووضعية يفترض أنها جاءت لخير الإنسان ويفترض تآخيها أو عدم تناطحها في أسوأ الأحوال.
يصر التيار الإسلامي الأصولي في غالبيته البسيطة على طرح نفسه كبديل عن كافة التيارات، ومعارضة أي فكرة مهما صغرت يجعلك في تعارض مع السفينة بمجملها وتمهر بختم الخروج عن الملل والنحل. بلا شك نخبهم تدري انهم طعما تستخدمه الأنظمة الشمولية يخيفون به الحضارات، وقد لا يكونون كذلك في مجملهم، لكن نخبهم على يقين أنها ستفقد مواقعها فيما لو أقرت بأن قروسطيتها المغرقة تدعم استمرار الشمولية وتحارب الديمقراطية بكل أشكالها.
الأصوليون على يقين انه لن يتم إشراكهم بالعملية السياسية الفعلية في التغيير الديمقراطي بغثهم وسمينهم ما لم يتخلوا عن السيف والنطع ويقطعون الصلة بماضيهم العنفي، ولا عجب أن يتغير أي تنظيم وينتقل من شيوعي ماركسي-لينيني إلى تنظيم شعبي ديمقراطي بعد أن توفي الاتحاد السوفياتي وبالكاد نتذكر الكوميكون.
ليس سرا أن المسلم والمسيحي واللاديني لهم مصلحة مباشرة بالديمقراطية التي تحافظ على وجود الجميع بالتساوي، وفي ظل هذا الإدراك تخشى النخبة الأصولية المتخشبة من أن يطاح بها باسم الحفاظ على إنسانية البشر، ومساواة الجميع دون وصاية.

* علي الحاج حسين، مغترب سوري - بلغاريا



#علي_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة سوريا وابن فضلان
- نداء لحظر حزب البعث دوليا كمنظمة إرهابية
- من الخروج من لبنان إلى السقوط في دمشق
- لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
- السجن السوري الكبير للجميع


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الحاج حسين - الأنظمة الشمولية تنعش الأصولية لتعتاش بظلها