|
وداعا المهندس خالد غازي .
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 12:24
المحور:
المجتمع المدني
وداعا المهندس خالد غازي . تعزية اكتبها عن المهندس خالد الغازي الذي انتقل الى رحمة الله تعالى اليوم بالقاهرة يوم 15/1/2014 والدموع تتنازع قلبي ، وتؤلم فؤادي .. كثيرا ما تمر على حياة الإنسان أيام وأحداث وتواريخ ويعيش ، من دون إرادته أو اختياره ، بعض محطاتها التي تكون مرة حبلى بالسعادة ، ومرة عامرة بالأحزان ، ومرات تكون بلا طعم أو لون أو رائحة ، ومع ذلك تأخذ حيزا كبيراً من حياته ، وتأسر قلبه .. -;-وعلى رأس اللحظات التي كانت بالنسبة لي خاصة ومختلفة ، بل وفارقة في حياتي ، كان هناك شهر يناير ، الذي -;-أعيش فيه لحظات فارقة وما مررت خلاله بتجارب مؤلمة علي الصعيدين الشخصي والعام إلى تحول عندي إلى شهر نحس وغبن وحزن ، بما عبقت به بعض صباحاته من روائح الكفن والقبور ، وبما اختلطت في بعض أيامه ادخنة المباخر برماد الابتهالات والأحلام ، وبما نزف خلاله من الأهل والأحباب والمعارف والخلان الطيبين الذين لا يمكن لي التمتع بالحياة من دونهم ، وقد كان أول ضحايا هذا شهر يناير من السنة الماضية 2013 ، تلك المرأة العظيمة التي أعطتني - ولغيري دون تمييز -من نبعها الأجمل ، ومن جهدها أقصى ما استطاعت .. والدتي التي غادرتنا في اليوم الثاني من أيام شهر الشؤم هذا. -;- وها هو مقدم العام 2014 يعود ليحتل الحزن صدارة نفس الشهر بقوة وشدة ، متوجا أسبوعه الثاني باختطافه رجل -;-من الزمن الجميل ،-;- -;--;-قادر -;-على العطاء بلا حساب من المشاعر والماديات لأولاده والمحيطين ،-;- رجل مواقف ،-;- -;-ابهرني بابتسامته الآسرة ، وطيبته العارمة ، وتواضعه الغامر ، ورغبته القوية في تحقيق السبق والفوز لمصر في اختصاصه الذي يتقنه ويهواه حد العبادة (فن تطوير وتعديل و صيانة سيارات الرالي وتنظيم سباقاتها الرياضية) ، الذي كان يحدثنا عنه بسعادة خلال لقاءاتنا العائلية في بيت صهري أمير الزايدي بالقاهرة حيث كنا نلتقي-;- حول كؤوس الشاي والقهوى ، كانت كل أحاديثه وحواراته عن فنون مهنته ، عبارة عن محاضرات في علم المكانيك التي كان فيها مشروعاً متحركاً ونهراً من الأسئلة الكبيرة ، يسابق الوقت طمعاً في الإجابات الكبرى الذي كان يتقنه ويهواه حد العبادة ، ما دفع بـ "عبدو إيهاب" والكثير من خبراء وهواة رياضة السيارات بمصر ، ليقول في حقه رحمه الله: اثنان لن يتكررا في عالم سباق السيارات "بول ولكر Paul Walker والمهندس خالد الغازي الذي ترك -رغم أنه عمل بصمت دون بحث عن شهرة أو بهرجة - لكل الخبراء والمتخصصين والمولعين مثله برياضة السيارات بمصر والسائرين على طريقه ارثا حضاريا وإنسانيا كبيرا وأثراً وفياً يأبى أن يفارق الذاكرة المتخمة بالكثير من ذكراه التي كان في أكثرها -;-حاضر الذهن حامدا راضيا حتى في أصعب الاوقات التي واجه فيها روحه الزكية شدائد مصارعة الموت ، وقساوة التشبث بما تطال من بقايا الحياة من أجل أبنائه وأهله وأحبته ، ورغبتها في اختصار عذابات أيامه ، وجراح لياليه التي نزفت جرحاً جرحاً للانضمام إلى أسراب الطيور السابحة في علو أبديتها الخالدة ، ولتحلق في جنات خالق الموت وواهب الحياة .. رحم الله فقيدنا خالد الغازي واسكنه فسيح جنانه وشمله بعفوه ورحمته وألهمنا جميعا جميل الصبر والسلوان ، وخاصة ابنه عبد الرحمان وابنته .... وزوجته " نهى " التي جعلت العدد الغفير من أهله وأحبته وزواره ، يخجلون من تذمرهم ونفاذ صبرهم ، امام صمودها المبهر وإيمانها الصادق ، حيث كانت تقف -رغم وهنها وضعفها- إلى جانب مرقد زوجها متجلدة ثابتة ، تراقب بنظراتها الحانية ، وجوارحها المتألمة ، تموجات صدره وحجرجة أنفاسه عبر ما وضع حوله من أجهزة وأسلاك ومعدات ، متضرعة لخالقها ، دون أن تخور عزائمها ، أو تظهر على ملامحها وصوتها نبرة تذمر من ضعف حالها ، وقلة حيلتها أمام قضاء مكتوب يكسر أعتى القلوب ، وقدر محتوم يدمى العيون ويقرح الأجفان ، لا مفر منه ولا هروب. لا شك أن مصابنا برحيلك يا خالد الغازي عن عالمنا جلل ، ورزية عظمى ، تدمي قلب كل من عرف ابتسامتك الملائكية وقلبك الكبير , الذي اتسع للجميع ، لكن ما يعزينا يا أيها الصديق الوفي ، والأخ الكريم ، والرفيق الصادق ، هو وجودك الآن في الفردوس مع الشهداء والقديسين الأبرار ، وأن ذكراك ستبقى خالدة في النفوس. فوداعا ، وإلى واسع رحمة الله ، وعوض الله عائلتك الصغيرة والكبيرة خيرا وزادها صبرا وتحملاً . وجعل دعائنا سعادة ورزقا ونعمة لك تفرح بها فى قبرك اكثر من فرحتك فى دنياك , وكان لك رب العالمين بعد الحبيب حبيبا ولدعاء من دعا لك سامعا ومجيبا وجعل لك من فضله ورحمته وجنته حظا و نصيبا , ارجع نفسك اليه راضية مرضيه وادخلها في جنته مع عباده الصالحين ، مصداقا لقوله الحق " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي " وان لله وإنا اليه راجعون. حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كفى فتنة ، فقد بلغ السيل الزبى!
-
الحملات العنصرية الخاسرة للإسلاميين ضد الأمازيغ .
-
كل عام و -رجال العام - ، بكل خير !
-
الويسكي والشمبانيا في ميزانية 2014 للحكومة الإسلامية !
-
كل عام وانتم بالف خير ...
-
تشييع جماعة الإخوان إلى مثواها الأخير !
-
بياض الثلج يزين حمرة لافتات المشاركة في استفتاء الدستور..
-
الرياضة والسياسة (5) .
-
حفل افتتاح الكارثي وفاشل بكل المقاييس
-
جولة في مطاعم الفول الشعبية 2
-
جولة في مطاعم الفول الشعبية
-
رحيل طود الشعر العامي المناضل ، أحمد فؤاد نجم..
-
الرياضة والسياسة (3)
-
الرياضة والسياسة (4)
-
الرياضة والسياسة (2) الشعارات السياسية في ملاعب كرة القدم .
-
الرياضة والسياسة ، شارة رابعة مثالا !
-
أكاذيب موضوعة لزعزعة الأمن القومي !!
-
محاكمة رؤساء مصر جرس إنذار لجميع الرؤساء .
-
مراسلة حية من دار أبرا القاهرة .
-
رؤساء وراء القضبان !!
المزيد.....
-
وزير الاقتصاد: القطاع الخاص الفلسطيني ركيزة أساسية في تنفيذ
...
-
فيديو.. أسرى محررون يروون ثلاثية -التعذيب والتجويع الإذلال-
...
-
المغرب.. اعتقال منفذي عملية اختطاف سيدة بطريقة -هوليودية-
-
سوريا.. إلقاء القبض على مسئول أمني سابق ارتكب جرائم قتل وتعذ
...
-
معاناة الأسرى المفرج عنهم بسبب التعذيب والتنكيل داخل سجون ال
...
-
الجزيرة نت تفتح ملف المعتقلين السوريين في سجن رومية اللبناني
...
-
المرسوم الرئاسي وملف الأسرى
-
عدالة القضية الكردية وتطلعاتها المشروعة
-
صمود المقاومة أركع العدو الصهيوني الأميركي مجددا في صفقة الأ
...
-
وكالة الاونروا: 40 ألف فلسطيني اجبروا على مغادرة منازلهم بال
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|