|
الاستمناء الفكر .....0سلفية اليمن نموذجاً
عبده جميل اللهبي
الحوار المتمدن-العدد: 1234 - 2005 / 6 / 20 - 06:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من قائل أن السلفية زمن مضى ، إلى من إعتبرها مجرد طريقة في فهم الدين تعتمد على ما يخالف الرأي والتأويل واللغة والمعنى ، إلى قائل أنها طريق السلف الأسلم ... ذلك لأنها ... والعهدة على ذمة القائل طريقة في المعتقد والفقه تتسع حيناً وتضيق حيناً أخر . .. وبكل الأحوال فالمجتهد فيها " إن أخطاء له أجر .. وإن أصاب له أجران " وهذه فعلاً من النعم التي أنعم الله بها عليهم ، لا يحرم من الأجر مخطئها ومصيبها ، كليهما سواء ..... السلفية حملت الكثير من المواقف السوداء في تاريخ الإسلام عبرت عنها حركاتهم الجهادية والعسكرية التي كانوا يقومون بها ضد " كفار الداخل وكفار الخارج" وأسست بذلك حركة التكفير في مواجهة كل مخالف لهم ، من الداخل يشكلها أصحاب الصحوة والتجديد والبعث والإصلاح واليقظة والنهضة هؤلاء مركز المواجهة الأولى ....أما مركز المواجهة الثانية تشكلها الدول العربية والأمبريالية الاستعمارية وهذه فعلاً هي المسببات في ظهور التيار التقليدي السلفي والعودة إلى الماضي وبروز الحركات الجهادية التكفيرية .. ولذا وبإعتقادي أن البيئة هي من أهم العوامل المساعدة على ظهور التيارات السلفية خصوصاً البلدان المتخلفة ....وفي يمننا الحبيب مازالت السلفية تسيطر على أذهان الناس الغوغاء سيطرة تامة تجعلهم عاجزين عن التفكير أو الحوار قادرين على إطلاق تهم التكفير والتجريم بكل من خالفهم في الرأي والمعتقد... وأصبحت معالم التمرد الديني واضحة في مجتمعنا اليمني وثقافة الإرهاب هي السائدة اليوم ... وتبدوا القضية مترابطة من أسامة بن لادن إلى الوادعي والحجوري والإمام إلى الحسن المأربي وغيرهم الكثير ممن يحملون ثقافة " الإلغاء " ... لقد أعادت مسألة الحوثي إلى ذهني أبجديات ما قبل الصفر ، حيث ولدت هذه الحادثة دون مقدمات فكلفت اليمن الكثير من المعدات والأرواح . إضافة إلى ما جنته من إنعكاسات خطيرة على الاقتصاد الوطني الذي أنعكست أصداؤها تماماً على حال المواطن الغلبان لتضيف إلى فقره البسيط فقراً مركباً ولتدخله في معمعة الجرح اللامتناهي ، مستغلتاً بعض الغوغاء أصحاب التفكير الضيق في تمردها السلفي الشيعي بشعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع .... لذلك وأنت تتنقل في أراضي اليمن تجد الكثير من المذاهب الإسلامية هناك "الزيدية ، الشافعية ، الحنابلة ، الصوفية ، الإسماعيلية ، الاثنى عشرية " وتجدهم كلهم معزولين عن العالم معزولين عن التفكير العصبية هي لغتهم وثقافة العنف وحب التملك والسيطرة هي الدارجة في اذهانهم .. وما إن تستقوي طائفة منهم حتى تجابه الطوائف الأخرى وما إن تملك طائفة حتى تقلص أملاك الطوائف الأخرى .. العالم يتجه إلى التحضر والوعي والتقدم العلمي والثقافي والتقني واليمن ستظل تعيش في معمعة القبلية والعنصرية والطبقية وثقافة العنف والغنيمة والإستيلاء والنهب ومن أجل ذلك كانوا السباقين في الدخول إلى الإسلام ... نظام التعليم في اليمن نظام سلفي بحت فتلاحظ أنه ومنذ الصفوف الأولى التي يدخل الطالب بها إلى المدرسة يبدأ ليتعلم ثقافة الإرهاب الإسلامية القديمة " معارك ، غزوات ، ونهب ، وسلب ، غنيمة " كل العناصر التي لها علاقة بمحيطة الاجتماعي .. ثم يتنقل بين الصفوف حتى يصل إلى المرحلة الثانوية وهو يجتر الماضي بأذياله معه لا يفارقه أبداً .. التاريخ كله تسجيل لمخلفات الماضي القذرة ، وما إن يتخرج من الثانوية حتى يصبح عشقه وكل حبه للماضي وثقافته .. ويبدأ بالنظر والتطلع بالإنضمام إلى الزرقاوي وجماعته. فالتطرف هو ثمرة تربية دينية أو عقيديه تجعل من مبدأ صاحبه إلغاء للآخر جملة وتفصيلاً ، إما بكاتم الصوت أو بغيره . ثقافة التنوير والتجديد والحوار منعدمة تماماً في الشارع اليمني إن لم أقل العلمانية .. وهي أقرب ما تكون في سجاله عدوة للدين وللقيم وللشرائع وللخرافة أيضاً . . لذا أصبح من الطبيعي أن تعيش هذه المجتمعات في حالة من التخلف والجهل والجمود والتعلق بالغيريات بعيداً عن الواقع وثقافة الوعي المعاصر .. في الوقت الذي يعي به المجتمع وضعه المزري والمتردي فيلجأ فوراً إلى وسيلة الإنكفاء على الذات باجترار الماضي وأخبار السلف علهم يجدون فيها متنفساً يريحهم من الشعور بالهزيمة وعدم القدرة على الفهم أو استيعاب ثقافة الأخر . .. فتجدهم ينفرون من هذا وذاك في محاولة لنبذه أو احتقاره كردة فعل يتخذونها للتخفيف من مشاعر التخلف والإنحطاط . . وبمجرد تعرفنا على المقاصد التشريعية عند السلفية في اليمن والتي صورت لنا الكيفية التي يشتغل بها العقل السلفي لمحاولة منه لتجاوز أزماته فتراه يعد ذلك إلى ضعف الإيمان وعدم التمسك بشريعة السلف الصالح الأسطوري ... ليظل بعيداً عن معرفة أسباب التخلف ... وهذه إشارة لما سبق ألتقطناها من بعض أشرطة السلفية للدخول على المناهج السخيفة التي تعمل على تخدير عقول الناس وشلها عن معرفة الحقيقة ... – في شريط الحجوري _ أحد دعاة السلفية في اليمن يذكر قضية نقلها عن موقع عرب تايمز على لسان مدير الموقع بقوله " تلقيت رسالة إلكترونية مفادها أن فتاة محجبة تقص تجربتها مع عمر خالد حين ألتقته في غرفته في فندق راديسون في الشارقة عام 2002م يقول : الشيخ عمر خالد اختلى بها لعدة ساعات وكان يقبلها ويحتضنها وطلب منها الزواج الفوري وراودها عن نفسها لكنها رفضت ... وكانت مداخلات الحجوري مع طلابه بالشكل التالي : وهي عندي بتمامها ، وقال بعد ذلك أن عمر خالد داعية إسلامي إلى المصمصة والتقبيل " ... ثم يقول في موضع أخر عن تحذير أهل اليمن من دعوة أبي الحسن " وهذا الأخر أحد أقطابهم " يقوم : خرج من بين الرقاصين والرقاصات خائن غشاش ، مدفوع للفتنة في اليمن ، يتقلب ، وتارة ينتصر للخوارج وتارة ينتصر للمرجئة ، وتارة يتظاهر أنه ضد الأخوان وهو منهم مفتون ، أصله من دعاة التبشير وعنده عدة أوجه كما هو شأن المصريين . ذهب يتدروش إلى الإمارات بين أقدام ا لأمراء . يتمسح عند الجنيد الصوفي وكيل محافظ حضرموت ، ولقد افتيت أصحاب عدن أن يسحبوه برجله إلى براميل القمامة . طلاب أبي الحسن مثل الكلاب الجرب ، هزاع المسوري مثل البقرة لا يساوي بعرة ... الصبيحي وكيل وزارة الأوقاف في عدن رجل اشتراكي كان سباباً لله ولدينه ولو المصلحة على رأس كلب للعقها ، غشاش أشتراكي متلون ... وهذه بعض ألفاظ شيخهم الكبير الوادعي التقطناها من بعض أشرطته وهي تتشابه تماماً مع السابقة .. – عبد المجيد الزنداني جلس في عدن بين الرقاصين والرقاصات ، هو صيدلي ما هو عالم من العلماء . عبد المجيد يا أخواننا مع الصوفي يلقاه بالوجه الصوفي ومع الشيعي يلقاه بالوجه الشيعي ومع السني بالوجه السني ومع الآخرين بوجوههم . في قلبه حقد على أهل السنة ملبس ضال مضل ... وهذه بعض النثريات من ألفاظ الوادعي في الجرح والتعديل – الكلب العاوي يوسف القرضاوي ، تحذيرات الفتاة العفيفة من نزوات الزنداني الخبيثة – البركان لنسف جامعة الإيمان – ويقول أيضاً في كتابه " قمع المعاند " إن الديمقراطية كفر والوحدة باب كفر وردة في اليمن ، ويقول أيضاً ، هي وحدة كفرية شوعية باب فتنة وباب شر ، ويقول عن مجلس النواب أنه طاغوتي ويقول عن من يشارك في الانتخابات بأنه كافر وضال وقال مخاطباً رئيس الجمهورية "إذا كنت رئيساً للجمهورية أو ملكاً فأنت لا تتقيد بالكتاب والسنة ، وأنت في واد وشرع الله في وادي ... وإذا كنت شافعياً أو مالكياً أو حنفياً فأنت مبتدع ومقلد والتقليد أصل من أصول الكفر ... وإذا كنت عضواً في أي حزب فأنت كافر ولا أشكال في ذلك .. – الاخوان المفلسون كأنهم مجموعة من الدجاج وهم شبيه بالبقر ولا يستحون .. – الصوفية إباحيون .. جمال الدين الافغاني ومحمد عبده ورشيد رضا نقضوا عرى الإسلام عروة عروة .. محمد عبده اشتهر بقطع الصلاة ... – أهل الزيف والإنحراف مثل يوسف القرضاوي وحسن الترابي الزنديق الكافر . طه حسين ملحد . وصدام حسين ملحد . وجمال عبد الناصر كافر وجمال الأفغاني ماسوني وعبد المجيد الزنداني قذافي اليمن ... – كثير من الصحفيين هم من الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويصدونها عن سبيل الله ويبغونها عوجاً ... – هذا عرض موجز لثقافة رجال الدين السلفية في اليمن ، وعرض لمستوى إنحطاطهم الثقافي الذي بإمكانكم أن تضفوه على أي رجل متدين في اليمن خصوصاً ممن يحبون الاستماع إلى الوعظ الافلاطوني ...... فلم يعد بوسعنا أن نتحدث أكثر من هذا خصوصاً في ظل هيمنة سياسية التجهيل .... لذا نتساءل هل بإمكان اليمنيين أن يخرجوا من معمعة الجهل والتخلف الذي مازال مسيطرن عليهم ؟.... وهل لهم أن يعلموا بأن الشعوب المتقدمة لو التفتوا إلى الخلف لما أبصرونا ... وهل بإمكانهم معرفة أن ثقافة الحوار هي السائدة ا ليوم – وأن قبول الأخر أياً كان نوعه وأياً كانت ثقافته صار أمراً لابد منه .. حتى ولو يفرض بالقوة لمجتمعات متخلفة مثل اليمن .......
#عبده_جميل_اللهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنين صنعاء 000هل تسمعونه ؟؟0
-
أُخرجوا من المأزق الديني.... إنها العلمانية
-
العودة الى الذات..
-
تدنيس القرآن.. امرٌ عادي جدا!!.
-
............أثر الاحلام على العقائد الاسلامية
-
سلمان رشدي .......الحقيقة الضائعة0
-
في زمن العولمة...ماهو مصير النص الديني؟
-
إيسياغولوجية التخلف عند العقل العربي المسلم
المزيد.....
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|