|
السلطة الفلسطينية :ومأساة مخيم اليرموك ...!!!
خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 13:55
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لا تختلف مأساة مخيم اليرموك السوري عن باقي المناطق السورية وعن الشعب السوري بكل مكوناته الرافضة لنظام الاسد . مخيم اليرموك ذات اغلبية فلسطينية و حاله كباقي المخيمات الفلسطينية في سورية التي تنزف دم بسبب الحالة التي تمارس على سورة وشعبها من قبل النظام والسكوت العالمي لم يجرى تحت حجج وهمية وكاذبة .. لكن يبقى السؤال المطروح بقوة ؟؟؟ لماذا يبدو موقف السلطة الفلسطينية وحركة فتح تحديدا مبهما من الثورة السورية وبخاصة ام يجري في مخيم اليرموك من حصار وقتل يطال كافة الفئات الفلسطينية. سؤال يطرح نفسه على الشعب الفلسطيني وخاصة الشعب العربي عامة. تشكل معاناة الشعب الفلسطيني في سورية ازمة حقيقة للجميع ،لكن مشكلة مخيم اليرموك بدأت تظهر مأساة الشعب الفلسطيني عامة في كافة الدول التي تستخدم القضية الفلسطينية لأجل بقاءها في سدة الحكم ،احيانا ترتكب بحقه مجازر رغم اصرارها على رفع شعار الممانعة . بعد خروج حركة حماس من سورية وفك ارتباطها مع النظامين السوري والإيراني رافضة الترويج لأفكار الاسد القاتلة ،والوقف بوجه الثورة السورية نتيجة ارتباطها بحركة الاخوان المسلمين العالمية ،ولكونها حركة تحرر تطرح التحرير والاستقلال لشعبها. فالحركة التي اخرجت اشخاصا من صفها الاول والثاني ،لم تستطع اخراج صفها الثالث الذي تعرض لضربة قوية من قبل النظام السوري ،ولايزال مصير العديد منهم مجهولا . اما حركة فتح التي تميزت بالعداء التاريخي والمستمر للنظام السوري رافضة تسليمه القرار افلسطيني والتي خاضت م اجله حربا ضروسا معه طوال وجودها في لبنان وخارجه،مما دفع بالنظام السوري لمحاربتها واتهامها بأشد الاتهامات منكلا برئيسها وقيادتها وجمهورها. الحركة والسلطة اليوم لم يخرج عنهما موقفا واضحا مما يجري على الساحة السورية . بالرغم من تأيد الشعب الفلسطيني كله للثورة السوية،فالمظاهرات التي خرجت في مدن 48 والضفة والشتات تدل على موقف الشعب الفلسطيني المتعاف مع الثورة .فالسلطة التي تحاول اخراج نفسها من الجاذبات السياسية وعدم الدخول بمواجهة مع النظام السوري نتيجة ظروفها وحالة الارتباك في موقفها السياسي. في فالموقف الفلسطيني لا شك يعاني من ارتباك وتضح وتضعضع داخل الصف الواحد نتيجة سيطرة الانقسام والذي يمكن ترجمته بالتالي : -اليسار الفلسطيني والقوى القومية تؤيد نظام الاسد لأنها ضد الاسلاميين. -حركة فتح والسلطة تعانيان من ازمة التفاوض مع الجانب الاسرائيلي وهناك تخوف من الموقف الامريكي في التعامل مع مسير التفاوض،فالجانب الفلسطيني يتجه نحو روسيا لفرضها راعا اساسيا في عملية التفاوض واللجؤ اليها وعدم السماح للتفاوض الامريكي في هذا الملف لان الجانب الفلسطيني بحاجة الى دعم دولي . -وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان والهشاشة التي تعيشها هذه المخيمات بظل التحريض المذهبي ضدها،وكونها بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف.
-نزح الفلسطيني الى لبنان عن طريق بوابة العبوار التي تمنع دخل فلسطينيين الى لبنان وفقا لقرار وزاري لبناني والذي تتخوف منه السلطة بظل حكومة لبنانية موالية لسورية . -الصراع الداخلي الفلسطيني"حماس –فتح" الذي ينظر منه الى الحالة الفلسطينية فقط كما يعرف بالنكايات الداخلية . كل هذه النقاط التي يتم استعراضها تؤسر الى ارتباك سياسي فلسطيني يفرض على السلطة في عدم اغلاق الابواب في التوصل لأجل تسوية تجنب الفلسطينيين من مأساة جديدة .فالسلطة الفلسطينية لا تريد ان تدفع ثمن موقفها من سورية بظل التسويات الحالية والبحث ن حلول كما كان موقفها من احتلال الكويت عام 1991.والسلطة لا تريد ان تدفع ثمن مخيم بارد جديد في لبنان في مخيماتها بظل بوجد شكر عبسي جديد.لذلك نرى ابواب الانفتاح والتحاور في لبنان مفتوح على حزب الله من اجل التنسيق بعد الانقطاع من قبل حركة حماس ،وبالتالي الانفتاح بالأصل على الدولة اللبنانية وهذا ما اكده الرئيس محمود عباس في زيارته الاخيرة الى لبنان واضعا المخيمات الفلسطينية تحت تصرف الدولة اللبنانية . لكن حزب الله الذي يحاول توظيف هذا الحدث اعلاميا على كونه انفتاح وتنسيق مع السلطة وأنهما في شهر عسل فالحزب لا يريد ان يبتعد عن المشهد الفلسطيني لما يمثله له من حيوية كاملة على مستوى طرحه السياسي الذي يحاول ابرازه في مقاتلة اسرائيل بعد القطيعة مع حركة حماس والفراغ الذي احدثته في خاصرة الممانعة . فمن هنا كانت عملية الوساطة الفلسطينية التي تمت من اجل اطلاق صراح المعتقلين اللبنانيين الذي كانوا محتجزين في مدينة اعزاز مقابل اطلاق سجينات سوريات فالصفقة التي تمت بواسطة فلسطينية ،قد شملت هذه الصفقة 18 سجينة فلسطينية حررن من سجون الاسد ،فالصفقة كانت مرتبطة بصفقة اخرى لم يكتب لها النجاح . بالرغم من محاولة السلطة انجاحها والتعتيم عل سيرها من خلال مندوبها "عباس زكي الذي تواجد في دمشق لمتابعة سير العمليتين. اما الصفقة الثانية المتعلقة بمخيم اليرموك وإخراجه من دائرة الصراع السورية –السورية الداخلية وتسليمه الى فصائل منظمة التحرير للإشراف عليه عسكريا وإداريا،وإطلاق مبادرة كاملة لعودة النازحين الفلسطيني والبدء في اعادة الاعمار سريعا قبل الشتاء ،فالنظام الذي سار بهذا التوجه لكنه عارضها بالدقائق الاخيرة بشرط ادخاله قوات جبريل وتسلمها المخيم ،مما ادى ارفض الاهالي والمنظمة لهذا الشرط التعجيزي ، فالنظام يحاول بكل الوسائل ابقاء الورقة الفلسطينية اسيرة التجاذب الدولة التي لا تزال عاجزة من فك الحصار الانساني عن اطفال المخيم الذين يمتون جوعا من شدة البرد وفقدان الغذاء . وأمام الصورة المأسوية السوداء التي يعيشها الشعب الفلسطيني المحاصر في مخيم اليرموك السوري تبقى مسؤولية السلطة الفلسطينية كبيرة في التأخير والإبطاء في عدم ايجاد تسوية للمشكلة، وعدم رفع الصوت عاليا بوجه نظام الاسد ووحشية تصرفاته .
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جنيف- 2فرصة روسيا الدولية
-
الجيش اللبناني خط احمر والمكونات اللبنانية خط احمر ...!!!
-
-نيكولاي باتروشيف- وزير الامن الروسي: لن يكون ممكناً عقد “جن
...
-
تركيا وازمات الحكم ..؟؟؟
-
أزمة الاعلام الفلسطيني، فكيف يخاطب محيطه الاقليمي والعالمي..
...
-
روسيا من جديد في مرمى الارهاب ...!!!
-
ماذا عن لقاء بوتين بندر!؟
-
بوتين و سورية : نصرا ام هزيمة...!!!
-
اوكرانيا وخارطة الاحزاب السياسية 2-2:
-
اوكرانيا :الدب الروسي ينتصر على تراجع الديمقراطية الغربية...
...
-
الانبار- العراقية بين سندان المطالب ومطرقة التجاذب....
-
اوكرانيا صراع الكبار : تظاهرات وتظاهرات مضادة تعيش على ايقاع
...
-
قطر : العيد الوطني تأكيد على هوية الدولة ....!!!
-
الاعلاميون في سوريا يدفعون ثمنا غاليا لنقل ماساة الشعب السور
...
-
اوكرانيا المشكلة المتجددة ...مابين الربح والخسارة ولعبة الام
...
-
اوكرانيا من جديد في عين العاصفة والشعب الاوكراني يخرج للتظاه
...
-
اوكرانيا وخارطة الاحزاب السياسية 1-2:
-
لاماراتي العربية والعيد الوطني 42
-
اوكرانيا: روسيا تفرض شروطها وأوروبا تتراجع...!!!
-
الاعلام واوكرانيا : اوكرانيا : هل ينجح الاعلام بنقل الوقائع
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|