|
اننا محكومون بأن نتلقى أكثر مما يعطي!
محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب
(Mohammad Taha Hussein)
الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 22:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذه العبارة التي عنونت بها مقالي اقرب الى تصور تودوروف النفسي - الاجتماعي لمفاهيم التنافس و التعاون و التشارك و التي يتطرق اليها في كتابه "الحياة المشتركة"، طغى النظرة النفسية تصور هذا المفكر البنيوي الروسي - الفرنسي على الكتاب المشار اليه و من المحتمل (و هذا الاحتمال برز من الاستنتاجات التي يعطيك الكتاب عندما تقراه) ان يكون اختياره لبديل التعايش و اللجوء ثانية الى مفهوم "الاجتماعي" خير بديل لاستمرار البشر و الفرد على وجه الدقة على العيش اكثر امانا و اكثر احساسا بالقوة في هذه الدنيا التي تسرعنا من حيث التنافس مع الزمن و لا نلحقها على حد قول غاستون باشلار حيث ظهرت تغييرات نوعية و جوهرية على الحياة البشرية شكلا و مضمونا مما جعلها اقرب الى التجريدية العلائقية مما كانت عليها من قبل حيث التماسك القيمي بين الفرد و المنظومات الاجتماعية و الافراد الآخرين اكثر ظهورا من التباعد النفسي و الاجتماعي المسيطر على العلاقات سواء على مستوى الافراد من نفس الثقافة أو على مستوى الثقافات المتنوعة، و من ثم بين الشعوب و الاقوام المختلفة. الانسان كوصف معنوي و تجريدي للفرد البشري عنوان و هوية مأخوذة من السمة التشاركية و الاجتماعية التي تلاصق بالبشر منذ ان قرر الانسان البدائي بالعيش ضمن الجماعات المماثلة له ليشكل لنفسه شكلا جديدا و كيانا اقوى من الكيان الفردي كي يحس بالقوة و يبدا باظهار روح الانتماء الى الجماعة كحاجة مرحلية و ضرورية و حتى حتمية بذلك. عندما يحاول الفرد تجريد نفسه من الخيوط التي تربطه بالجماعة سواء اكان هذا الفرد لديه منطلقات فكرية و فلسفية تشجعه على العزلة هذه فانه لا يسعه حدوده الذاتي و لا يمكنه الاستمرار بالمشي على هذه الطريق و سرعان ما يلجأ ثانية الى الروح العامة ، و اذا لم يتمكن من ذلك فان حالته مشكوك منها من الناحية النفسية كون الانفصال و الابتعاد عن الجماعة يعتبر حالة نفسية غير سوية و اذا وصل الابتعاد هذا الى حد الطلاق و الانفصال التام اي القطيعة فالحالة تتطور الى مرض نفسي كون الحالة العصابية و الامراض النفسية المتطورة تقاس بمدى ابتعاد الفرد و انفصاله عن المجتمع و البيئات الاخرى. سمة التشارك تفرض على الافراد و حتى الجماعات التوازن في العلاقات التي تربطهم بعضهم ببعض و التوازن هذا هو اساس الوجود الانساني سواء من حيث الوجود البايولوجي او الوجود العقلي مثلما يشير اليه جان بياجيه في نظريته حول المعرفة و الابستمولوجيا التكوينية له، ان الابتعاد غير الاختياري الذي يقع فيه الفرد هو بالاساس نتيجة اختلال في التوازن سواء اكان الاختلال بايولوجيا او نفسيا او اجتماعيا او اي شيئ آخر، فالاختلال يحدث بفعل سيطرة احد اقطاب المعادلة الموجودة بين الذات و المعطيات الموجودة في العالم الداخلي و الخارجي له، و عندما يختل التوازن فالحالة تظهر كصورة غير واضحة و غير موضوعية لان الذات تكون في هذا الوضع غير فاعلة و لا تتحرك من تلقاء نفسها نحو الاشياء و هي اقرب الى ان تكون مفعولا و ليس فاعلا ولا تستطيع مواجهة الموجودات التي بمواجهتها تتكامل وجوده الانساني، الذات غير الفاعلة لا تظهر كوجود متماسك و موحد و لهذا انها عرضة لحالات غير سوية في حياتها و حتى امراض تضرب بنيانها الشخصي و الوجودي. الذات الآخذة هي غير الفاعلة بالاساس ولا تمسك الثنائيات الحياتية من الوسط حيث تتقوى فقط بقطب واحد ولا يكون لها اية مشاركة فعلية في البناء الفعال لحياتها و حياة غيرها من الافراد و الجماعات، الآخذ يفتح فمه باستمرار و ينتظر من الغير أن يلتفت اليه و يعيله كي يتنفس ويبقى فقط بايولوجيا على قيد الحياة. الآخذ لم يكن ابدا مشاركا في بناء نفسه وعائلته و من ثم لم يكون لديه ادنى مساهمة واصغر موضع يد في الابعاد المادية و الثقافية و المعنوية للحضارة البشرية، وبهذا لن تكون البشرية تخسر شيئا اذا ما تهاوت و اختفت مثل هذه الجماعات من على سطح المعمورة. الشخصية الآخذة التي تطرق اليها اريك فروم لا تشبع ابدا حيث فقدت السيطرة على مقدار حاجتها للشيئ الواجب الحصول عليها، و هي دائما تركض وراء المزيد ، بمعنى انها تهتم و الى الابد بالحصول على مقويات و مقومات الوجود البايولوجي اكثر من المعطيات التي تبرز لها الوجود الاجتماعي و الانساني الفعال، بمعنى انها تميل الى مبدأ الكم وليس النوع في الحصول على ماتحتاجها، و هذه العادة الاستراتيجية هي البديل الاقوى لدى الفرد الآخذ لكي يبقى فقط على قيد الحياة و المستوى من هذا النوع هو بدائي الى اقصى حد. المحكوم اجتماعيا و نفسيا بان يتلقى و يضع آماله على عامل القدر و ياخذ دائما هو بالضبط الشخصية الاستغلالية و التلقفية التي صنفها العالم النفسي و الفيلسوف الفرانكفورتي اريك فروم ضمن تصنيفه الشائع لانماط الشخصية وفق نظريته السايكو اجتماعية . العيش و الاستمرارية في الحياة للفرد الآخذ كثير الشبه بلعبة القمار حيث لا يجني المقامر مرة الا وانه يخسر في المقابل عدة مرات و يتكون لديه عادة ادمانية بحيث لا يمكنه التخلي عنها بالسهولة الممكنة. احب الينا ان نقول السوء عن ذاتنا من ان لا نتكلم البتة، هذه العبارة هي للفيلسوف الالماني هانز جورج غادامير و التي اشار اليها في كتابه القيم (التلمذة الفلسفية) تكون سندا قويا للمثقف ايا كان نوعيته كونيا كان او عضويا، سياسيا حزبيا كان او مستقلا اصلاحيا، فالالم التي تأتيك من التخلف و السير البطيئ على درب الحضارة و التي تصاب بها شعبك او اهلك لن يكون اقل من الامراض المزمنة القاتلة التي تصيب الجسد البشري ، التألم الاجتماعي و الثقافي يرتبط بعض جذوره بالضعف و الوهن الذي يسيطر على الذات الفردية و المجتمعية لأي مجتمع كان، التصور النيتشوي هذا و الذي اطلقه على المسيحية و الايمان العقائدي بهذا الدين صحيحا مئة بالمئة، حيث يشير فريدريك نيتشة في كتابه (نقيض المسيح) الى ان دينه لكي يبقى هو المسيطر و هو الابدي يجب ان يتألم الرعية و يبقى الى الابد ضعيفا كون المجتمع الذي هو يوجه سهامه اليه بحاجة ماسة الى انتاج الضعف باستمرار وان المؤمن في تصوره اسهل فريسة حيث لن يكون صاحب نفسه بل ان الآخرون يمتلكونه. الحديث الاساسي هنا يكون حول الفرد في المجتمع العراقي و منها المجتمع الكردي، و لن يكون انا البادئ في تصوير الشخصية العراقية بالازدواجية مرة و الاستغلالية تارة اخرى، حيث كان باحثون و مثقفون كبار اشتغلوا في هذا الحقل سواء اكانوا اجتماعيون او نفسانيون او حتى السياسيون و بعض المرات السلطويون ايضا. الاطر العقائدية للفئات التي تكونت منها الشعوب العراقية على اختلاف طوائفهم و قومياتهم لن يكون مختلفا عن الاطار الذي وجه اليه نيتشة انتقاداته و قبله جازف الكثيرون امثال سبينوزا و شوبنهور و فيورباخ و......الخ بحياتهم نتيجة الانتقادات الجذرية للبنيان الفكري و العقائدي للاطر المرجعية التي ينتمون اليها، الانتقادات و في بعض الاحيان الرفض القاطع لما اسست عليه مجتمعاتهم لم تكن قاتلا للهيئة المجتمعية التي حافظوا عليها طوال القرون بقدر ما كان انقذوا مجتمعاتهم من الشكل العلائقي التقليدي الجاثم على صدورهم منذ قرون و ابراز انواع اخرى من التنظيمات اعطت الحركة و الدايناميكية للفكر قبل الممارسة. منذ الازل و لحد الآن لم يكن العراقي حاسا بانه له حاجات اخرى ارفع من الاكل و النوم و الجنس و الراحة ، ان استراتيجياته انبنت على الحصول على الطعام و الشراب و التي اختزلت في الراتب الشهري او في العمل الحر الذي يشغل نفسه به، و الخطاب الاجتماعي الشائع للفرد العراقي بعربه و كرده و تركمانه و ....الخ هو الحصول على مبلغ يضمن سلامة الوصول له الى آخر الشهر، فالشهر هو المدى الاقصى و الاطول لكي يبني الفرد اهدافه الاستراتيجية عليه، اما الحاجات و المطاليب او بالاحرى الدوافع و النوازع الاجتماعية و النفسية و الثقافية هي غائبة في الاساس حيث لا يصبو الفرد طاقاته الى المدى الطويل و لا يبعثره بحيث تشمل المقومات الاجتماعية للوجود كالحاجة للانتماء و الحاجة للحب و تحقيق الامنيات التي يتخيل كل الافراد او يحلم بها دائما لكي يكون له بيت آمن ينتمي اليها مثل ما يعلق باشلار عليه و يقول في جماليات المكان بأن (البيت اكثر من مجرد مشهد طبيعي ، انه حالة روحية)، في هذا البيت يجب ان يوجد الامان الكافي للاستقرار الذهني كي يخطط للبناء الفكري و يبدع لكي يظهر الانسان نفسه على هيئة مخلوق حيث يمارس طقوس الروح تارة و على هيئة خالق حيث يبني و يبني و لايمكث ابدا في التفكير و النشاط الذهني. الفرد من هذا النوع هو الآخذ و الاستغلالي و المتكل على الغير بامتياز، الآخذ لا يرى الغد انه يعيش في زمنه البايولوجي و لا يشكل تهديدا للفكر الذي يمارسه السلطوي عليه ، و اذا صادف ان ثار يثور انفعاليا لاجل افراغ احقاده التي تكونت من ممارسة التكديس وليس من منطلق التغيير البنيوي الشامل للحياة الاجتماعية و السياسية و الثقافية. الفرد الكردي لن يكون بمعزل عن هذا التحليل السايكوسوسيولوجي هذا كون المشتركات الثقافية و الاجتماعية كثيرة بيننا و بين الافراد من القوميات الاخرى المتعايشة معنا بقدر الاختلافات التي تشار اليها دائما على الصعيد الاثني و المذهبي و التراثي و حتى الحضاري، و لهذا ان الآخذ بيننا يمتاز بنفس السمات التي بحوزة الاستغلالي والذي يشير اليه فروم في تصنيفه حول الانماط الشخصية. • انه اتكالي كونه لا يتمتع بالقدرة التي تحركه تلقائيا نحو الاهداف التي يأمل ان يصل اليها في المسقبل. • انه استغلالي كونه يستغل الفرص المتاحة و غير المتاحة له كي يحصل على المزيد لانه بالاساس لا يثق بالمحيط ولا حتى بأن الغد قد يحفظ له ما يريد. • انه انتهازي الى الدرجة التي لا يعير بالمعايير الاخلاقية حيث يخطف فرص الآخرين و يحسبه بانها قد سنحت له و انه هو البادئ في الحصول عليها، و هذه السمة اتت من الغابة و اخذت الاستمرارية بيننا و الافق غائم جدا، فالامل ضئيل باندثار هذه السحابة. كثيرة السمات التي تتسم بها الذات الآخذة بحيث نحن لسنا بصدد البحث السايكولوجي لهكذا نوع من الافراد الحاملة لهذه الذوات، و لكن التحرك الاجتماعي في مجتمعنا من الجهات السياسية و النفسية و الثقافية تتجه نحو المجهول ولا نرى في المنظور و الافق القريب بصيص امل للم الشمل و المشي على الدرب السوي الذي نتخيله دائما، ان الفرد من الازمنة السابقة قبل ظهور الماكينات الحداثوية في كردستان اعتمد و بشكل اساسي على الطبيعة حد المسايرة المطلقة و ان كانت هذه المسايرة سلبته ارادته من حيث التوجه نحو تشغيل الذهن و الفكر و الشروع في بناء الحضارة الى انه اعتمد على طبيعته و ما يحصل منها من الحاجات الاساسية من الاكل و الشرب و الامان في البيت الباشلاري، ولم يكن ابدا مد يد الاستنجاد لاحد حتى ينقذه من الموت كون الطبيعة اعطته الكثير . بعد الصيحات الاستقلالية التي ناشدنا بها عبر القرن الماضي و تاطرت قضيتنا الكبرى القومية في حيز صغيرة حيث الجنوب الكردستاني نموذجا منها فقدنا سمة الارتباط الكردي التقليدي بالمكان و انفصلنا من الزمن الكردي حيث المكان بعد ان قاتلنا بعضنا البعض من اجله اصبح سوقا لكسب المزيد من المال في اطار الاقتصاد الطفيلي السائد و بشكل واسع في بلدنا بدل ان نؤسس عليها البيت المخيالي الذي كنا دائما نحس باننا نشعر فيه بالامان و الاحتواء و الالفة . و الزمان جردنا من ذاتنا الاصيلة حيث روجنا لبناء الذوات المزيفة التي دائما يضرب على اوتار الغير و ينادي ما لايعرف الاطار الايقاعي للمنادى. الذات المزيفة هي التي تسلم بأياديها حرياتها الى الايقونات المقدسة و غير المقدسة على اختلاف انواعها، ليس هي نفسها بل اصوات خارجة عنها تنادي داخلها و تجبرها على التحرك و اجراء السلوكات سواء محبذة تلك السلوكات ام قاهرة و ليس لها سلطان عليها. الذات المتكلة على الغير لا تنتج ابدا ولا تاكل من نتاج تعبها الجسدي و الفكري بقدر ما هي مستغلة و قانصة للغير كي تقع بين تأنيب ضمير الآخرين و غفران الرب لهم. الفرد الكردي ككل افراد المجتمعات العراقية استلبت ارادته الى ان وصل الحال به الى الاستلاب العقائدي حيث يؤمن بدونيته و وهنه و بهذا اصبح له القناعة بأنه اقل من الآخرين و لا يمكنه الجري وراء خطواتهم على سلك التقدم و الوصول الى نوع من الرقي الحضاري و الثقافي. الانفصال الزماني للفرد الكردي جعله لا يعيش في حاضره و لا في ماضيه و حتى في مستقبله حيث تتجه به فقدان الهوية الذاتية الاصيلة الى خارج الزمن و لهذا تراه لا يتأثر بوشائجه القومية و ارتباطاته الحنينية مع الخصال السايكولوجية للامة كون النماذج الاولية للامم و الذاكرة الجمعية للمجتمع تظهر الكل القومي كجسد و كائن حي تحمل ذاتا موحدا عليها طبعت الخصال و العادات المشتركة لها، ولكن الفرد الحالي اصبح خارج كل هذه ولا يعير الاطياف العلائقية تلك اي اهتمام. الفرد المستغل الذي افرزه اللازمان الكردي تلك هو فقط موجود عددي لا غير حيث تراه يأخذ جميع مقومات الحيات البدائية من الغير، استهلاكي من الطراز الممتاز، تقليدي و متأثر بالاقداء غير الرشيد الى ابعد الحدود، و يهتم بالمظهريات من الديكور و الالبسة و الزينة و حيث يضاهي و ينافس الامم المتطورة في ذلك و يعتبر الحالة المستنسخة المظهرية تلك تقدما و بناء تحتيا و يمرح و يفرح في مناسباته و يقيس حالته بحالة البلدان او الامارات و المشايخ الخارجة عن المكان و الزمان . لا يتعب فردنا المتكل المستغل نفسه حيث الاراضي التي لم تكن يوما من الايام و عبر التاريخ القريب و البعيد و حتى قبل التاريخ اصابت بالقحط في اي شيئ يحرج حياة الاحياء و يجبرهم تركها و التوجه الى الاماكن الاخرى حسب ما يشير اليها ارنولد توينبي في موضوع التحرك الحضاري وفق معادلة المثير و الاسجابة السلوكية. الهلال الخصيب التي توجهت اليها اهل البادية و النيل والطوروس والزاكروس قبل التاريخ بحثا عن حياة افضل و الاستنجاد بها وجدوها جنة تشبه الصورة التخيلية للجنة الموعودة !! حيث لم يكن بعيدا اذا كانت اشتقاق مفردة و مفهوم الجنة اتت من التسحر بجماليات المكانات الموجودة في كردستاننا الحالية. الاراضي التي نمتلكها و لا نمتلكها!! هي لم تكن يوما من الايام غائبة فيها الحياة حيث استمرت فيها العيش و كانت كل هذا بفعل موقعها الجغرافي الاهم و ابتعادها حتى لتأثير التحولات المناخية البلاسيتونية التي غيبت بين كل عشرات و مئات الالاف من السنين الحياة من على سطح الارض حيث المناطق التي تسمى كردستان الآن محمية من كل هذه التحولات و استمرت فيها الانشطة البشرية . و لكن اين تكمن سر الكسل الذهني و الجسدي و الوهن الدافعي للفرد الكردي الذي اصبح يعتمد لبقائه البايولوجي على الفواكه و الخضروات التي تأتيه من الخارج ، و يشرب المياه المعدنية التركية و السعودية ، و يلبس الالبسة المستوردة ، و يغطي نفسه عندما ينام بالبطانيات الايرانية و التركية ، و يسمع الموسيقى التركية و الفارسية و العربية و الانجليزية من الراب و البوب و لا تشعر عند مرورك في الاسواق بانك في مكان كردي ؟؟. اين تكمن السر الذي جعل المنظمات و الاحزاب السياسية التي بيدها السلطة و غيرها ان تتقوى بارتباطاتها الخارجية و تهمل الاستقواء بالمصادر الحقيقية للقوة الا و هو الشعب و الايادي الداخلية؟؟. نحن كنا نفتخر باننا كاكراد لم نكن ابدا و عبر مراحل وجودنا القومي و الامتداد الجذري العرقي ظالما بل كنا مظلومين دائما و اصبحت اراضينا ميادينا لتصفية حسابات الغير العرقي بينهم مع بعضهم البعض . المظلوم من منطلق التحليل الفلسفي البنيوي انه الواهن المستضعف الذي لا ينتج القوة ابدا و هو دائما بانتظار الجغرافيا لتحميه من التهديدات او يلجأ الى الطغات و الظالمين لكي يحصل على الاحتماء و لا يجبر على المواجهة . قلق او فوبيا المواجهة نتج من الضعف الذهني للفرد و تجنبه مواجهة الصعاب و غياب روح المجازفة و المخاطرة التي به تقدم الامم و ارتفع شانهم الحضاري. الافتقار الى جرئة المواجهة انزع منهم سلاح البدء ببناء الحضارة و بهذا احس الاعداء و الحضارات المجاورة بان المجموعات تلك لا تشكل اي خطر عليهم و لهذا بعدما قتلوا منهم الكثير في الحروب اندمجوا مع ثقافة المعتدي ، و هذه الاستراتيجية الدفاعية السلبية هي في الاساس خضوعا و الخضوع مثل ما يتحث عنه فروم هو البديل الاضعف للبقاء مستسلما كل حرياته و كبريائه للمراكز الخارجة عن كيانه. اذا السر تكمن في عنصر الجهل الذي طغى على البنية الفكرية للفرد الكردي طوال التأريخ و الجهل ابدا لم يكن خطرا على الاعداء بقدر ما كان هو العنصر المساند لانتشار مصالحهم و الاستمرار في بقائهم اسيادا لنا. نسامح ما مضى من التأريخ كون الظالم و المظلوم لا يختلفان في حيازتهم لمقدار كافي من الجهل كون المعتدي يفرغ فائض القوة لديه باساليب عدائية و غير انسانية و هم اي الاقوام المجاورة لنا انجذبوا لاهوائهم العدوانية القاتلة لروح الانسان الاسمى ، و المظلوم لم يكن في يوم من الايام فكر في حيازة القوة كعامل اساسي في البقاء و عنصر بناء لبناء الحضارة، حيث القوة هي السند الاقوى للبقاء و الوجود. ....................................................... • كاتب و اكاديمي /اربيل –كردستان العراق
#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)
Mohammad_Taha_Hussein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنانا لا يساوي ذاتنا
-
ذاتنا و القلق الاخلاقي
-
نحن كائنات المآزق
-
مجتمع من الجماجم...مقبرة للتماثيل....حديث عن الديموقراطية و
...
-
اطلاق التسميات في العراق ...هلاوس ام جهل معرفي؟.
-
لماذا فشلت الديموقراطية كسابقتها الشيوعية في الشرق؟!!
-
قلق الجغرافية....جغرافية القلق
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|