أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلمان بارودو - اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي اغتيال للفكر والسياسة معاً ...!؟














المزيد.....

اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي اغتيال للفكر والسياسة معاً ...!؟


سلمان بارودو

الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 05:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن اغتيال الشيخ محمد معشوق الخزنوي، المفكر الإسلامي المعتدل والمنفتح على الآخر المختلف معه في الفكر والدين والقومية، كان رجل دين أكاديمي بكل معنى الكلمة، لهو اغتيال للفكر والسياسة معاً.
في هذه الظروف الصعبة والعصيبة التي نمر بها نفتقر إلى أمثال هكذا رجال متنورين في الفكر والممارسة، حيث تسود ثقافة العنف والتعصب وشطب الآخر المختلف من دائرة الوجود.
ولكن حدث اغتيال الشيخ الجليل معشوق الخزنوي، هو حدث فريد واستثنائي من نوعه في سوريا، فالمجتمع السوري لم يعرف هكذا حالات بغض النظر عن الأسباب أكانت هذه الأسباب سياسية أو غير ذلك، ولم يكن أسلوب الخطف والاغتيال معروفاً في المجتمع السوري على مر السنوات السابقة.
وكان الشيخ معشوق الخزنوي يشغل موقع نائب رئيس مؤسسة الدراسات الإسلامية التي يرأسها عضو مجلس الشعب السوري الدكتور محمد حبش، وكان له حضوراً متميزاً وفاعلاً في كثير من المنابر المحلية والإقليمية والعالمية، فهو يرى إن الدين هو الأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي.
وهو غنيُ عن التعريف كوردي الأصل جريئاً في مواقفه، معتدلاً في توجهاته، كان حريصاً على الالتقاء والالتفاف حول القواسم المشتركة تهم الجميع يرى أن ((العرب والكورد يشكلان معاً وحدة أخوية متكاملة ضمن النسيج السوري ويتحملان معاً واجب الدفاع عن وحدة تراب السوري وحضارته وإنجازاته عبر التاريخ ولهما الحقوق نفسها في المواطنة التي ينبغي أن تتغلب على أية صيغة أخرى)).
وكان الشيخ محمد معشوق الخزنوي يحظى بمكانة متميزة في الوسط السوري، السياسي والقومي والديني، لأنه من الشخصيات الإسلامية الكوردية المتنورة، والمهتمة بالشأن السوري العام، لتألقه الكاريزمي وروحه السمحة وأفكاره النهضوية واجتهاده الديني في روح النص.
كان دائماً ينتقد السياسات الخاطئة من قبل السلطة تجاه حقوق شعبه الكوردي في سوريا، وحقوق كافة القوميات والأقليات المتواجدة في سوريا، وعن المظالم التي يتعرض لها الشعب الكوردي نتيجة السياسات الشوفينية المنتهجة حياله، وكان مدافعاً صلباً وعنيداً عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وكرامة المواطن، والعلمانية وفصل الدين عن الدولة وتمكين المرأة ، وإدانة العنف والإرهاب، كان الشيخ الخزنوي يتبنى موقفاً متقدماً من مسألة تمكين المرأة حقوقها السياسية كافة في ظل الالتزام بقيم الإسلام وآدابه، كالرجل سواء بسواء، ولها الحق القيام بممارسة دورها في خدمة المجتمع، ولها حق التعليم وكل المهن المشروعة التي لا تناقض طبيعتها الفيزيولوجية.
وبشجاعة استثنائية دافع الشيخ معشوق عن الحكومة الفرنسية العلمانية في أخذ القرارات التي منعت المرأة ارتداء الحجاب في المدارس. وبشجاعة مماثلة أكد في خطبة له أن لا شيء في الإسلام يمنع إمامة المرأة.
لقد تميز الشيخ الجليل الخزنوي بالجرأة في مواقفه تجاه كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن، يناقش، يحاور، يستمع إلى وجهة نظر الآخر بكل احترام، حتى ولو اختلفت معه، كان حريصاً على الالتقاء مع سائر مكونات النسيج الوطني السوري.
مما لا شك فيه إن السلطة مسئولة مسئولية أخلاقية وسياسية وإدارية عن أمن مواطنيها، لأن حماية الوطن والمواطن من واجبات السلطة، وفي هذا المنحى أجمعت مواقف الحركة الكوردية في سوريا وذلك عبر بياناتها تحميل السلطة مسئولية اغتيال الشيخ محمد معشوق الخزنوي بغض النظر الجهة المختطفة.
إن الغاية من هذه العمليات مهما كانت هوية منفذيها، كم الأفواه ومصادرة الرأي وحرية التعبير والدعوة إلى الديمقراطية، وإن جميع هذه القضايا هي في صلب حاجات مجتمعاتنا الملحة.
إن هذا الإصرار من قبل قوى الظلام على تعطيل القلم الحر والكلمة الحرة ناتج عن مدى قصر نظرهم حيال القضايا والتطورات التي تجري في عالمنا اليوم، عليهم أن يدركوا بأن المستقبل للحرية والديمقراطية والحوار الوطني الحر سبيلا ً للازدهار والتقدم.



#سلمان_بارودو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح السياسي مسؤولية مَن ؟
- لنعمل من أجل التسامح واحترام الآخر
- الآخر في قول سربست نبي
- الحوار أساس التفاهم والتواصل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلمان بارودو - اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي اغتيال للفكر والسياسة معاً ...!؟