يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 13:27
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
شهد اليوم الثلاثاء اختلالاً كبيراً بجسم نقابة الموظفين العموميين، ففي الوقت الذي أعلنت به النقابة الإضراب الشامل، سارعت الحكومة الى الإعلان عن خصم سيطال راتب كل موظف يتغيب عن عمله بذاك اليوم، ولم يقتصر الوضع على هذا الحد فقط، بل ظهرت أصداؤه جليا عبر وسائل الإعلام المحلية، فتارة يطلُ علينا رئيس النقابة مؤكداً التزام الموظفين بالإضراب، وتارةً أخرى يطل علينا بعض الرؤوساء الفرعيين للنقابة بالوزارات مؤكدين على دوام الموظفين وتواجدهم على مكاتبهم، الأمر الذي أقر بوجود خلافات داخل الجسم النقابي بين أطراف الهيئة الإدارية.
وهنا بالتأكيد لا رغبة لنا جميعا، بأن يتحطم هذا الجسم النقابي الذي تم بناؤه في أحلك الظروف على عتبة الخلافات الإدارية، بل يجب أن نكون حريصين كل الحرص على النهوض بهذا الجسم الذي يشكل بيت جميع الموظفين، وأن نضع الخلافات جانبا خاصةً وأن الظروف التي ما زلنا نعيشها من إنقسام بين شقي الوطن، وكذلك الغلاء الذي يجتاحنا والذي صَعّب من حياتنا، هذا ناهيك عن الاحتلال الجاثم على صدورنا جميعا. لذا فنحن الآن بحاجة الى التكاتف والتعاضد مع جميع أطياف المجتمع، لا الدخول في خصومات وتحديات وبالذات مع الحكومة، كما أننا بحاجة الى إعادة هيكلة النقابة من خلال انتخابات حرة نزيه لجميع المؤسسات، لأن مجرد وجود شروخات حتى ولو بسيطة بين أعضاء الهيئة الإدارية يضعف من قوتها وتماسكها، معلناً بأنني لستُ مع هذا ضد ذاك، أو العكس، ولكن ما يهمنا بالمقام الأول هو العمل النقابي الذي يسهم بحفظ حقوق الموظفين، وأن يكون بنفس الوقت داعم في بناء مؤسسات الدولة.
وبالتالي وحرصاً على المصلحة العامة، فأنه يجب إعادة النظر بجميع القرارات التي تحد وتعطل من حركة الحياة، خاصةً وأننا نعيش ظروفاً صعبة في ظل المفاوضات الجارية حالياً، والتي يمارس فيها الكثير من الضغوط على قيادتنا، التي تأبى أن تتنازل عن قيد أنملة من ثوابتنا الوطنية الراسخة، لذا يجب علينا جميعا حكومة ونقابات وموظفين وشعب الإلتفاف حول الهدف العام لنا جميعا، وهو تحقيق الحلم ببناء المؤسسات بشكل سليم لتكون المقدمة الحتمية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. فمن هذا المنطلق يجب التوافق حول المرحلة المقبلة، لا السير بإتجاهات متعددة.
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟