|
متّحدون ..ولحاف.. ملاّ عليوي ؟؟؟
جمال الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 12:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقال عن الفتاة أذا سلــّمت نفسها خارج منظومة الزواج انها ( سـَقـَطـَتْ ) ،واذا طاب لها الامر وأعادت الكرّة مرات اخرى يقال عنها ( ساقطة ) ، أمـّا اذا جعلت من جسدها سلعة تبيعها لمن يدفع الثمن فتـُسمـّى حينئذ ( عاهرة ) ،وهكذا ( السياسي ) اذا أخطأ مرة في موقف يـُقال عنها ( زلـّة ) واذا تكررّت اخطائه في مواقف أو تصريحات يقال عنه قليل خبرة أو حنكة ، أمــّا اذا كان من الطراز الذي يبيع مواقفه لمن يدفع مهما كانت نتيجة هذه المواقف وما تجرّه من اذى للوطن والشعب فذلك ما يسمى بــ ( العهر السياسي ) . في وقت من الاوقات كنـّا نظن ان العاهرة هي أحقر وأحـط ّ كائن اجتماعي .. ولكن ، وكما يقولون من يحيا يوما ً يتعلم شيئا ً جديدا ً ، فقد اكتشفنا ان هناك عهر أكثر قذارة وانحطاطا ً ودونية من عهر النساء الا وهو عهر بعض الساسة ، فالمرأة العاهرة رغم كل مساويء مهنتها فهي لا تؤذي سوى نفسها ومن يتردد عليها طائعا ً ، أمـّا السياسي اذا مارس عهره فهو يؤذي من انتخبوه وسلـّموه مسؤؤلية حياتهم ومستقبل اجيالهم لذلك فخطيئة السياسي هنا تفوق خطيئة العاهرة ملايين المرات !!! سقت مقدمتي هذه وانا أتابع ما يجري في محافظة الانبار منذ ايام ، ففي الوقت الذي اتفق فيه كل العالم شرقه وغربه ، طرفه الرأسمالي وجناحه الاشتراكي ، اتفق من لم يتفقوا على شيء يوما ً ، امريكا واوربا وروسيا ودول ماكان يسمى المعسكر الاشتراكي وتركيا وايران ، يعني بكل بساطة كل العالم ( عدا بعض العربان ) اتفق الجميع على ان من تحاربه القوات المسلحة العراقية في الانبار هي مجموعات ارهابية ، يقف العالم كله مع العراق في محاربتها ، مع كل ذلك تخرج علينا اصوات ( سياسية ) تهاجم الجيش وتدّعي ان العمليات في الانبار تجري ضد المواطنين ( المحتجـّين ) على الحكومة العراقية ( الطائفية ) كما يطيب لهم تسميتها!!! يتفق محافظ الانبار ومدير شرطتها ان مـَن أزال خيام الاعتصام هي الشرطة المحلية ، بل ونقلت الفضائيات صور مدير شرطة الانبار وهو يتجوّل مع قواته في الخيم بعد اخلاءها ويعرض الاسلحة المخزونة فيها ولوحات السيارات المزوّرة والسيارات المفخخة وبعد كل ذلك تخرج قائمة سياسية بكاملها لتقول ان ما يجري في الانبار هي ( انتفاضة ) عشائرية بسبب فضّ الحكومة لمخيمات الاعتصام واهانة العشائر هناك ، شخصيا ً لم أستوعب حتى اليوم سبب تسمية ساحات الاعتصام في الفلوجة والرمادي بساحات ( العزّة والكرامة ) ، فأية عزة وكرامة تحققها ساحات تهتف بقطع الرؤؤس وتفجير الابرياء ، اية كرامة او عزّة حققتها هذه الساحات اذا كانت قد رُفعت بعد عام من قيامها ولم يتحقق أي شيء من مطالب من انشئها ( حسب تصريح الساسة الذين تبنـّوا هذه الساحات ) ، أية عزّة وكرامة يحصل عليها من يقتل الجنود العزّل ويحرق جثثهم ومن يقطع الطريق الدولي ليقتل سواق الشاحنات ويمثل بهم ، اية عزة وكرامة لمن يغني مفتخرا ً من على منصاتها بانه من تنظيم يقطع الرؤؤس ويفجر ّ الاجساد ، اي عزة او كرامة أو دين لمن يطلب فتوى السماح للمجاهدين بالرقص والدبج على الطريقة الاسلامية على ضوء القمر وامام عدسات المعجبين !!! ومع ذلك فان هناك من يسمي هذه التجمعات بالثورة الوطنية وأحد رجال الدين يدعوا للوقوف بوجه ( جيش الاحتلال ) الصفوي القادم من بغداد !!، مـُقرف ٌ حقا ً طريقة تلاعبنا بالتاريخ وتشويهه ، نحن نفخر ومنذ تسعة عقود بوقفة اجدادنا ضد الجيش البريطاني يوم جاء ليحتل العراق ، يوم كانت بريطانيا هي الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس حين جاءت لاحتلال العراق البلد البسيط المنهك من الاحتلال العثماني وقف اجدادنا من عشائر الجنوب والوسط باسلحتهم البسيطة امام اعظم جيش في العالم انذاك ، ويكفي فخرا ً ان الجيوش الانكليزية استغرقت سنوات ( أكرر سنوات ) حتى استطاعت ان تصل من البصرة الى بغداد ،يكفي فخرا ً ان اجدادنا في معركة واحدة فقط وبابسط الاسلحة كبدوا الجيش الانكليزي ( الف قتيل ) وكانت تلك هي معركة الرارنجية التي خط ّ ذكراها التاريخ بخطوط من ذهب في صدر صفحاته ، هذه يا سادتي هي الثورة الحقيقية وهكذا يقف الاشراف ضد جيوش الاحتلال حقا ً ، لا أن يسلــّموا مفاتيح مدنهم وهم مدججون بالسلاح للقوات الغازية دون ان يطلقوا طلقة واحدة قد يفاخرون بها يوما من الايام وبمن أطلقها كما نفاخراليوم بالشيخ عبد الكريم العواد والشيخ هادي كمونة وعبد المهدي القنبر وعشائر ال فتلة وعشائر ال ابراهيم وغيرها من العشائر والافراد التي وقفت بوجه الانكليز . قائمة ( ملحدون ) التي خالفت اجماع كل العالم تسمي ما يحدث في الانبار بالانتفاضة وأتسائل اين هذه ( الانتفاضة ) من انتفاضتنا الشعبانية ،يوم ثار ابناء الجنوب على حاكم جائر وتصدّوا بصدور عارية لدبابات وطائرات النظام وكل ما يكتنزه في ترسانته من سلاح وصواريخ ،لم يجلس المنتفضون حينذاك في خيم مكيفة يغنون ويدبجون ويهددون قوات صدام بقطع رؤؤسهم ، لم تكن الولائم تقام لهم يوميا ً ، لم يتسلم قادتهم ملايين الدولارات من دول الجوار ، ولم يلتقي المنتفضون وقادتهم باجهزة المخابرات الاجنبية التي تدربهم وتساعدهم ، ولم يكن احد من قادة الانتفاضة مقيم في دول الجوار بحرك المنتفضين باوامر يتلقاها من تلك الدول ،لم نتوعد المحافظات التي كانت تصدّر لنا جنود ( الامن الخاص ) والحرس الجمهوري والمخابرات والاستخبارات ، لم نصرخ بطائفية النظام والانظمة التي ساندته ضدنا وساعدته على النهوض فقط للانتقام منـّـا ، لم نهدد أو نتوعـّد لم نقطع الطرق على السيارات و( نأسر ) سائقيها ، لم نقطع رؤؤسا ً ولم نحرق جثثا ً ولم تـُغتصب النساء لكونهن من مدينة أو مذهب معيّن ، بعد كل ذلك أليس من الاجحاف أن تسمى تلك انتفاضة وهذه انتفاضة؟؟؟ اذا كنا حتى اليوم نتداول بفخر اسماء شهداء وابطال الانتفاضة الشعبانية ونطالب بمنحهم كل حقوقهم فهل تستطيع قائمة ( ملحدون ) التي عوّدتنا كما يقول الشاعر ..( أن تجعل من أقزامنا ابطالا .. ) أن تخبرنا بمن تباهي ومن هم قادة انتفاضتها ( عبد الله الجنابي أم رافع العيساوي ام علي حاتم السليمان أو ربما شاكر وهيّب وسعيد اللافي و أحمد العلواني ؟؟؟ ) قائمة ( متحدون ) وموقفها من الحكومة العراقية يذكرني بقصة ( ملا ّ عليوي ) الذي كان يعيش في دربونة في احدى مناطق بغداد الشعبية قبل حوالي قرن من الزمان ، وكان / ملا ّ عليوي رجلا ً طيبا ً محترما ً من قـِبل كل اهل المحلة يعبش مع زوجته العجوز في بيت صغير لا يحوي الا ضروريات الحياة البسيطة وبساط قديم ، وكان الملا يعتز ّ بلحاف من القطن يتدثر به مع زوجته أيام الشتاء القارس .. في احدى ليالي شهر كانون الشديدة البرودة وكان الملا ّ وزوجته يتغطيان بلحافهما الوحيد للحصول على قدر من الدفأ تحت كوم القطن ، سمعت العجوز صوت لغط وصراخ في الدربونة فأيقظت زوجها طالبة منه معرفة ما يحصل قرب بابهم الا انه طلب منها أن تنام وستختفي الاصوات بعد حين ، الا ان الاصوات لم تختفي والعجوز لم تنم بل زاد اصرارها عليه ان يخرج ليرى ما يحدث خارجا ً وهي تردد ان الجار للجار ولا يمكن ان ننام وعند جيراننا مشكلة تؤرقهم . لم تنفع اعتذارات الملا ّ لزوجته ان هؤلاء مجموعة سكارى وانهم سيتعبون وسيذهبون ، ذهبت كل اعذار ملا عليوي ادراج الرياح أمام اصرار زوجته، واخيرا ِاستعاذ بالله من شر الشيطان وتلـفـلف بلحافه وقام ليرى مايحدث في الدربونة ، ما أن فتح الملا ّ عليوي باب داره حتى هجم عليه مجموعة من الاشقياء ضربه احدهم وقام الاخرون بسرقة اللحاف منه ، أخذ الذهول والالم مأخذه من الملا ً لبضعة لحظات ولمــّا استعاد رباطته أغلق الباب وعاد ليتمدد قرب العجوز التي بادرته بالسؤال عن سبب ( العركة ) خارجا ً فقال لها : نامي حجية نامي.. ماكو شي هاي الهوسه كلها على مود اللحاف ...!!
#جمال_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علي ماما وجماعته !!!
-
ابتكار انتخابي عراقي جديد !!!
-
أيها المغتربون .. انهم قادمون !!!
-
الرياضة ، أخلاق .. اتحاد الكرة نموذجا ً !!
-
ماذا تسمّون هؤلاء ؟؟
-
عندما ( يكذب ) .. الرجال !!!
-
لا تظلموا حكيم شاكر !!
-
مبروك.. لشركات الهاتف النقال ...
-
وماذا بعد المائة يوم ؟؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|