تعقيب على مقالة الزميلة مكارم إبراهيم في حوريات

طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 00:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تعقيب على مقالة الزميلة مكارم إبراهيم في حوريات


الكاتبة....


يزعم رجال الدين بحقيقة خرافة دخولنا للجنة أوللنار كعقاب لنا بعد الموت الى جانب اصرارهم وتاكيدهم الاجرامي اللاخلاقي بان الشخص الانتحاري يفوز بالجنة والحوريات الحسناوات رغم ان الانتحاري الذي يفجر نفسه او يفجر سيارة في مكان عام ويقتل العديد من الابرياء اطفالا ونساءا ومرضى ومعاقين يقتلون لسبب واحد هوانهم تواجدوا في المكان والزمان الذي تواجد فيه ذلك الانتحاري والكارثة انه برغم قتله للابرياء انه متاكد حسب ماقاله له رجال الدين بانه شهيد وسيدخل الجنة وسيتستمتع ب 70 او 72 حورية عدا وصيفاتهن اي انه سيقضي الوقت كله لمارسة الجنس مع الحوريات الجميلات والسؤال هنا المثير للجدل لرجال الدين وهذه التوصيات الخرافية للانتحاريين حيث لم يخبرونا هل حوريات الجنة المزعومة بعد المو ت هي بنفس مواصفات الحورية للاديب الروائي الدنماركي(هانس كريستيان أندرسن؟ (1)
حيث وصف جسدها الحورية نصف سمكة من الاسفل ونصف امراة من الاعلى فاذا كانت حوريات الجنة المزعومة بنفس مواصفات الروائي الدنماركي اندرسن هذا يعني لن يستمتع الانتحاري بالجنس الكامل مع الحوريات الافتراضيات الا بالجنس الفموي؟ وبهذه الحالة ننصح الاخوة الانتحاريين قبل ان يفجروا انفسهم بالانتساب الى مدرسة روسية لاخذ كورسات تعليمية في الجنس الفموي وهي مدرسة افتتحت حديثا في روسيا ربما لهذا السبب افتتحت الان مع ارتفاع العمليات الانتحارية


تعقيب..


في تعليقي على مقالة السيدة مكارم إبراهيم عتب على تأثر اليسار التقدمي بأفكار التضليل الديني اليسوعي وخاصة عندما يصل التضليل الى عقول كوادر متقدمه كنا ننظر إليها نظره تقدميه لأنها ترى الأمور بعين العقل لا بل عين العاطفة والتغيب .. ومع كل أسف تتعرض الشعوب اليوم الى تضليل واسع عبر وسائل متقدمه كالفضائيات والانترنت اللذان ساهما في توسيع ونشر المفاهيم الرجعية الموروثة عن الدين والقومية بالوسائل الحديثة بدلا من أن تكون فرصه للتخلص منها...نعود الى الموضوع ... الجنة والنار ليس من مزاعم رجال الدين إنما هي حقيقية الدين الإسلامي ..فالنار أعدت للذين يفترون على الله الكذب..والجنة أعدت للذين اتقوا ربهم ...فالأنبياء والكتب هو تصحيح لما حرفته الأديان السياسية الأرضية والسماوية...لا ننكر عن وجود موساومات دينيه من قبل رجال الدين على نعيم الجنان و مكانة الشفيع الوثني ولكن هذه الموساومات مقصورة على السذج والعوام من الناس الذين مع كل أسف يمثلون الغالبية العظمى من سكان شعوب العالم... سواء أن كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود



منذ أن أسست الدولة العثمانية الفاسدة نظام الطوائف الدينية على غرار ما حصل في أوربا في فترة حكمها للولايات الإسلامية ....والشعوب العربية تتعرض الى ترويض قهري لتفكيك هيكلية الإسلام خوفا من عودته من جديد مما جعله عرضة للاستعمار والاحتلال والتقسيم والتسلط والدكتاتوريات ....فمنذ أكثر من ستة قرون والشعوب العربية تتصدى لتك التحديات .. الإسلام الأول نشر العدل بين شعوب العالم .. ولكن قل لي ماذا قدم لنا الغرب الديمقراطي غير التسلط والقهر في ضل حكام خونه فككوا الشعوب رغبة لما يخدم أمريكا وبريطانيه وإسرائيل..ظهور الجماعات المتشددة ..رد فعل على حجم المؤامرة التي يتعرض لها الوطن العربي ..لو أخذنا مشهد الساحة المصرية لوجدنا هناك تغير عقائدي في فكر الإخوان من الإسلام المعتدل الى الإسلام المتشدد كرد فعل على تهميشهم وسلب السلطة من أيديهم دون إكمال الفترة الدستورية لحكمهم ... لو أخذنا أيضا المشهد العراقي الذي لا يختلف شيء عن المشهد المصري بكثير..لوجدنا هناك تهميش لمكون أساسي من مكونات المجتمع العراقي هو المجتمع السني الذي كان له دور كبير في محاربة الإرهاب والقاعدة . للفترة ما بين 2006 الى 2008 بما يسمى الصحوات ..واليوم تحولت تلك العشائر التي كانت رافضه للفكر المتشدد حاضنه له كقوة يحتمون بها إمام التهميش الشيعي.. هذا سبب وأسباب أخرى كثير لها تأثير إقليمي والدولي على المنطقة ..الواقع العربي والإسلامي اليوم هو عبارة تكرار للأحداث منذ ستة قرون مجرد تغير في أسماء الحكام والطوائف


نأتي الى صلب الموضوع العمليات الانتحارية..حسب اطلاعي على الفكر المتشدد الذي هو احد فروع الإسلام السياسي لا توجد تعبئيه دينيه تحت شعار الحوريات .... العمليات الانتحارية هي عمليات عسكريه الإصابة الأهداف عندما تكون تلك الجماعات عاجزة عن موجهة العدو وجها لوجه .. وهذا الأسلوب اتبعته فصائل الكفاح المسلح الفلسطيني ضد الجيش الإسرائيلي والمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي .. ولكن من أسباب انحراف المقاومة من التصدي الى الإرهاب ديمقراطية أمريكا المزيفة ..سال بوش الابن نظيره الروسي قائلا له لماذا لا تجربون الديمقراطية.. قال له ..أن كانت الديمقراطية كالتي في العراق فلا حاجة لنا بها ..


لا يوجد أي ربط ديني عقائدي بين الحوريات وبين الاستشهاد كما لم يخصص الله الحوريات للذين قتلوا في سبيله وجاءت عبارة حور العين مع الآيات التي وصفت الجنة بشكل عام .. قال الله ..


مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ{54} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{55} فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ{56} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{57} كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ{58} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{59} هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ{60} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{61} وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ{62} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{63} مُدْهَامَّتَانِ{64} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{65} فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ{66} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{67} فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ{68} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{69} فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ{70} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{71} حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ{72} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{73} لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ{74} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{75} مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ{76} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ{77} تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ{78


لم يخصص الله الحوريات لقتلى المعارك وكتفا بهاتين الايتين ..

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169


{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ }محمد4




كلمه أخيره

أملنا بالله وبالشرفاء أصحاب الضمائر الحية الذين يسعون الى توعية الإنسان لإنقاذه من شر لا يحمد عقباه ....

#طلعت_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات