أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - تزوير مسيحية يسوع – 17 – الجزء الثاني















المزيد.....

تزوير مسيحية يسوع – 17 – الجزء الثاني


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 15:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ملاحظة: هذه المقالة تُعتبر كتكملة لسلسلة المقالات السابقة تحت عنوان (تزوير مسيحية يسوع – 1 إلى 17 الجزء الأول)، ويجب أن تُقرأ المقالات السابقة كمقدمة أساسية وضرورية لهذه المقالة.


(طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون) .... (هو متسربل بثوب مغموس بدم [...] ومن فمه يخرج سيف ماضٍ لكي يضرب به الأمم)
موعظة الجبل ليسوع الناصري [متى 5: 9]، ومن ثم يوحنا اللاهوتي يصف قدوم يسوع الناصري وما سيفعله بالأمم، [رؤيا يوحنا اللاهوتي 19: 13 و 15]


استعرضنا، كمقدمة، في الجزء الأول من هذه المقالة بعض أوجه التناقض الأخلاقي الكامن في (شخصية يسوع الإنجيلي وتعاليمه). هذا التناقض الأخلاقي الكامن، سواء نشأ من تزوير النص المسيحي المقدس أو كان يحمل بذرة من الحقيقة مموهة بكم هائل من الأسطرة، هو ناشئ أصلاً من محاولة اللاهوت المسيحي أن (يخلق) إلهاً متناقضاً في كل شيء تقريباً مع إله العهد القديم. فكل الصفات التي يطلقها اللاهوت المسيحي على إلهه (بأنواع آلهته الثلاث) هي (معاكسة جملة وتفصيلاً) لأفعال وصفات وتعاليم إله العهد القديم (يهوه). ومنشأ التناقض أن هذا اللاهوت المسيحي نفسه يُصر على أنهما، أي (يهوه) إله القبائل اليهودية الواحد في مقابل الآلهة الثلاثة المسيحية، هم شيء واحد ذوي انسجام أخلاقي - ديني - معرفي. هذه العقيدة المسيحية المخترعة، أي انسجام شخصية (يهوه) مع شخصيات (الأب – الأبن – الروح القدس)، والتي نشأت أصلاً لأن بولس بالتحديد أراد إثبات أن يسوع هو المسيح اليهودي فاضطر لاستخدام نصوص العهد القديم على أنها نص (إلهي) لهذا الغرض، هذه العقيدة أدت فيما أدت إليه إلى (تشوه إله العهد الجديد، يسوع، أخلاقياً) حتى وإن حاول اللاهوت المسيحي جاهداً اخفاء تلك الحقيقة بواسطة كم هائل من النصوص التبريرية والتأويلية مع دعاية صاخبة لنصوص (انتقائية) عن المحبة والسلام وذلك من خلال عزلها عن سياقها وفضائها الصحيحين. إذ ما يغيب عن أذهان (المؤمنين) أن العقيدة المسيحية في يسوع هي ناشئة أصلاً عن (تطور) زماني استمر لعدة قرون بعد الميلاد، ولم تستقر في شكلها الارثوذكسي إلا في نهايات القرن الرابع، ولكن بقيت آثار هذا التطور المتعسف في نص العهد الجديد ذاته. فمثلاً، يسوع يعترف صراحة بأنه (ليس صالحاً) كما تفترضه الذهنية الدينية المسيحية، بل إن له مرتبة تجعله أقل من (يهوه) في هذا الصلاح. فقد جاء في إنجيل مرقس، أول إنجيل كُتبَ من حيث التاريخ، قصة معبرة جداً عن عقيدة كاتبه في يسوع: (وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله: أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الابدية؟ فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحاً؟! ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله) [مرقس 10: 17-18]، إلا أنه عندما أتى كاتب إنجيل متّى، بعدما تطورت العقيدة في يسوع، تعمد (تعديل وتحوير) كلمات يسوع في إنجيل مرقس حتى يُلغي إشكالية (دونية الدرجة الإلهية ليسوع)، كما أن (المترجم المسيحي العربي اضطر لتزوير الترجمة لنص إنجيل متّى) حتى يُلغي التناقض، (وهذا سوف أتطرق له في مقالة قادمة لبيان ماذا فعل المترجم المسيحي العربي في نص متّى). هذه الدرجة الأخلاقية في معايير الصلاح التي وضعها يسوع لنفسه، والتي تنزل عن مرتبة (يهوه)، تجعله بجدارة عرضة للتناقضات الأخلاقية مع هذا الإله عندما أراد المسيحيون رفعه لتلك المرتبة، وليس كما (يُسوّق له اللاهوت المسيحي) والدعاية المسيحية المصاحبة له. فيسوع في النص الإنجيلي (إله قبلي – ذو معايير أخلاقية قبلية)، لأنه (ذو منشأ قبلي)، معياره الوحيد (الولاء الشخصي له) كما رأيناه في الجزء الأول من هذه المقالة، وتطوره عن (يهوه) كما تولاه التوصيف اللاهوتي المسيحي لا يعني أكثر من (تشوه هذا الإله الجديد أخلاقياً). هذا التشوه المؤدي للتناقض الأخلاقي بارز جداً إذا قارنا نصوص العهد القديم مع الجديد، ولكنه بارز أيضاً من خلال مقارنات نصوص العهد الجديد ذاتها. فمثلاً، يسوع يبدو أنه قد بالغ قليلاً في حماسه الدعوي لأنه وقف ليقول لمستمعيه: (جميع الذين أتوا قبلي هُم سُرّاق ولصوص) [يوحنا 10: 8]، ثم بعد ذلك نرى يسوع الإنجيلي يقول لمستمعيه: (من قال: يا أحمق، يكونُ مستوجبَ نار جهنم) [متى 5، 22]، ثم يقول لمن يدعوهم: (يا أغبياء) [لوقا 11: 40]، وهكذا دواليك عند مقارنة النص المقدس المسيحي مع بعضه البعض. بل إن تناقضات يسوع تسببت بردة فعل متوقعة: (فأجاب واحد من الناموسيين وقال له: يا مُعلم، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً) [لوقا 11: 45]، ولم يعترض يسوع على كلمة (شتيمة)، لأنه بالفعل كان يشتمهم.

إلا أن النقد اليهودي والعلماني كان لهما نقد مميز جداً فيما يخص مسألة يعتبرها الدين المسيحي في صُلب عقيدته، وهي (عقيدة الفداء) التي قام بها يسوع على الصليب. فالنقد اليهودي كان يُركز نقده على مسألة معارضة هذه العقيدة المسيحية لنصوص العهد القديم وللمفاهيم اليهودية الدارجة حتى في زمن يسوع، بينما النقد العلماني يُركز نقده على معارضة تلك العقيدة المسيحية للمبادئ الأخلاقية السامية ونبزها على أنها في ذاتها عقيدة (لا أخلاقية). وإنْ كان النقد العلماني قد سبق النقد اليهودي بكثير جداً، بسبب الاضطهاد المسيحي الشرس لليهود والذي استمر حتى منتصف القرن العشرين، إلا أن النقد اليهودي أكثر تدميراً للعقيدة المسيحية لأنه يرتكز على ذات النص المقدس الذي يستخدمه المسيحيون لإثبات إلههم الجديد يسوع وسبب صلبه والعقيدة فيه. وسوف أتناول هذا النقد بشيء من الاختصار في هذه المقالة.

يرتكز هذا النقد على هذا السؤال:

هل عملية التضحية بإنسان بريء، وذلك تحت اعتقاد أنه تكفير لذنوب أناس آخرين، هي عملية أخلاقية؟

ليست القضية هنا "عدم معقولية الفداء"، فهي على خرافية أصلها من دون شك، وعلى (منشأها الوثني ذو الصلة بالأضحيات البشرية) التي يتم تقديمها للآلهة الوثنية تكفيراً عن الذنوب، ليست بذات صلة في موضوع هذا النقد إطلاقاً. القضية كلها هنا تدور حول فكرة مجردة وهي (مدى أخلاقية فِعل الفداء بحيث يكون ضحيته إنسان بريء نيابة عن أناس آخرين مذنبين). طبعاً المقصود هو هل فِعلُ يسوع على الصليب، إذا كان قتله فداء لذنوب البشر كما يقول اللاهوت المسيحي، هو في ذاته فعل أخلاقي؟

كما ذكرت أعلاه، تصدى للاجابة على هذا السؤال فريقان، النقد اليهودي من وجهة النصوص اليهودية المقدسة التي يستخدمها المسيحيون أنفسهم لإثبات مسيحانية يسوع، وأيضاً النقد العلماني الفلسفي الذي ينظر للمسألة من وجهة نظر فلسفية أخلاقية بحتة.

يرتكز النقد اليهودي على عدة أدلة هي في ذاتها تهدم الفكرة المسيحية في الفداء. فالدين المسيحي يعتمد اعتماداً كاملاً على النصوص اليهودية لإثبات عقيدته في يسوع، وهذا هو نقطة ضعف المسيحية، إذ النصوص اليهودية إذا قُرأت بحياد وتجرد ومِن مصدرها العبري بعيداً عن تدخلات الترجمات المسيحية التي لا تتورع عن التلاعب في حرفية الكلمات، فإنها ستهدم تلك العقيدة لا محالة. إذ النقد اليهودي يُسرع إلى الإشارة إلى أن (مجرد التفكير بقربان، أو أضحية، بشرية هي في ذاتها فكرة غير أخلاقية إلى حدود الشناعة، دع عنك أن يمارسها أي أحد كان، حتى الله ذاته، لأنه حينها تتطور الفكرة إلى "جريمة"). نعم، هناك إشارات في العهد القديم إلى تلك الممارسة، إلا أن ذلك لا يعني إطلاقاً أن (يهوه) قد أقرها ووافق عليها، وإلا كان أولى أن تكون في شريعة موسى وضمن طقوس المعبد. بل الحقيقة أن الإله اليهودي نهى عن الذبيحة البشرية صراحة، وعاقب عليها بالقتل. ففي سفر اللاويين نقرأ (ولا تعط من زرعك للاجازة لمولك لئلا تدنس اسم الهك. انا الرب) [لاويين 18: 21]، وكالعادة (تلاعب المترجم المسيحي العربي بالنص هنا حتى يُخفي هذه الحقيقة المُحرجة)، فالترجمة الحرفية (لا تعط أياً من أطفالك أضحية لمولك) أو في بعض الترجمات (لا تعط أيا من نسلك وتجعلهم يمرون على نار مولك) [انظر أي ترجمة غربية حديثة لتحصل على الدليل، أو ارجع للنص العبري]، فتحريم الأضحية البشرية لا شك فيه في العقيدة اليهودية. هذا الوضوح جعل إله اليهود يكرر تحريمه عليهم مرة ثانية في أمر مباشر لموسى بحيث يشمل التحريم اليهود والغرباء معاً: (وتقول لبني إسرائيل: كل إنسان من بني إسرائيل ومن الغرباء النازلين في إسرائيل أعطى من زرعه لمولك فانه يُقتل. يرجمه شعب الأرض بالحجارة. واجعل أنا وجهي ضد ذلك الإنسان وأقطعه من شعبه لأنه أعطى من زرعه لمولك لكي ينجس مقدسي ويدنس اسمي القدوس) [لاويين 20: 2-3]، ويجب عليك بالطبع استبدال كلمة (زرع) بـ (أطفاله أضحية) أو (نسله أضحية) حتى تعاكس (التزوير المسيحي العربي) وتحصل على الترجمة الصحيحة. بل إن قصة إبراهيم وإسحاق هي في ذاتها دليل واضح على عدم رغبة (يهوه) بأضحية بشرية، إذ الله (لا يقتل بريء كقربان له) إطلاقاً وإلا (انتفت عنه صفة العدل مباشرة)، وأي غفران يُنتظر إذا كان ثمنه دم إنسان بريء؟! كما أن (الغفران) في العقيدة اليهودية، على عكس ما يعتقده المسيحيون، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ (التوبة) وليس بالأضاحي والدماء. هذا مذكور صراحة في [إرميا 18: 7-8]، وبوضح شديد في [حزقيال 18: 21-23]: (فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً فحياة يحيا. لا يموت. كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه. في بره الذي عمل يحيا. هل مسرة أسر بموت الشرير؟! يقول السيد الرب. ألا برجوعه عن طرقه فيحيا). بل إن السياق اليهودي يضيف نقداً هادماً لفكرة الفداء المسيحية ويصمها بـ (اللا أخلاقية) ومِن نصوص العهد القديم التي يصفهما المسيحيون بـ (الكتاب المقدس). إذ هذا النقد يشير إلى (انتفاء الأخلاقية) في جعل بريء يموت بالنيابة عن مذنب، أياً كان هذا المذنب. إذ نصوص العهد القديم تقول صراحة (النفس التي تخطئ هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون) [حزقيال 18: 20]، بل إن إله موسى يقول في توراته بكل وضوح (لا يُقتل الآباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيته يُقتل) [تثنية 24: 16]. فلا أحد إطلاقاً، ومن دون استثناء، وبنص العهد القديم المقدس عند المسيحيين، (لا أحد إطلاقاً يتحمل خطيئة إنسان آخر ولو كان أقرب قريب)، تلك قاعدة إلهية يهودية راسخة، وهو مبدأ مُقتَبَس مِن حضارات وأديان سابقة على اليهودية واقتُبِس مِن حضارات وأديان ودساتير لاحقة. فهو (مبدأ أخلاقي أصيل، راسخ في القِدَم)، اقتبستها حتى الدساتير العلمانية الحديثة تحت لفظ (العقوبة شخصية). فهي إذن واحدة من اثنتان: إما ما يقوله (يهوه) في العهد القديم هو (كذب وعمل لا أخلاقي) أو ما يقوله المسيحيون في عقيدة الفداء بيسوع البشري هو (كذب وعمل لا أخلاقي من جانب يسوع وإلهه)، ولا خيار ثالث إلا بـ (فذلكات) اللاهوت المسيحي الذي يقفز قفزاً على دلالة النصوص والمعايير الأخلاقية الواضحة. إلا أن النتيجة البديهية هي: عقيدة الفداء المسيحية هي (فكرة لا أخلاقية).

أما النقد العلماني فخير من يلخصه، ربما، بصورة مركزة جداً هو كريستوفر هتشنز (Christopher Hitchens) في أحد أعداد (Christianity From the Outside) (المسيحية من الخارج) وذلك في سؤال واحد والإجابة عليه. فهو يضع السؤال بصورة مباشرة: هل هو من الأخلاق أن تعتقد بأن ذنوبك مِنَ الممكن غفرانها بواسطة عقوبة إنسان آخر بريء منها ومن ثم التضحية به بالموت؟ ثم يجيب على هذا السؤال بأن "التضحية البشرية" أياً كان نوعها وسببها واعتقادها هو (عمل لا أخلاقي) بدون أدنى شك، وهي (عقيدة لا أخلاقية) أيضاً، تلك هي الخلاصة. ويستند هذا النقد العلماني الذي لخصه هتشنز بسؤاله السابق وجوابه عليه على مبدأ (المسؤولية الذاتية للفرد)، وهو مبدأ أصيل في كل إطار أخلاقي (متمدن) عرفته البشرية ولا يُستثنى من ذلك إلا (الأطر البدائية القبلية والوثنية للأخلاق). فالإنسان (قيمة أخلاقية في ذاته) لا تُنتهك (حقوقه الطبيعية، ومنها حق الحياة) إلا من خلال (مسؤولية ذاتية شخصية) عن (عمل اقترفه) وانتهك به حق طبيعي لفرد آخر أو المجتمع. وبالتالي إلقاء تبعات (ذنوب) أناس آخرين على شخص محدد بعينه، بغض النظر عمّا يعتقد أتباعه فيه [لاحظ أن المسيحيون ليسوا وحدهم في اعتقادهم هذا في يسوع، فكل المعتقدات التي تتبنى التضحية البشرية، ومنها أتباع السحرة في أفريقيا اليوم، يعتقدون نفس الاعتقاد تماماً في أضاحيهم البشرية بالأطفال] والتضحية به هو (عمل غير أخلاقي) بالضرورة. فمن (الطرافة) بمكان أن يؤمن المسيحيون (بقتل الأب لأبنه البشري كقربان له حتى يغفر خطاياهم) ومن ثم يستنكرون ما يفعله السحرة في قرى غابات أفريقيا مِن تقديم ضحايا بشرية لآلهتم للغرض ذاته. وأي (تناقض أخلاقي) هذا.

الخلاصة هي أن مشكلة (لا أخلاقية) عقيدة الفداء التي تمثل أساس الدين المسيحي هي مِن الوضوح الشديد بحيث أنها لا تُمثل فقط تناقض أخلاقي، ولكنها أيضاً تناقض نَصّي وتناقض منطقي. بل أن (التناقض الأخلاقي) هو الذي هيمن على (كل تاريخ) المسيحية ومن دون استثناء تقريباً. كما يجب علينا أن نؤكد حقيقة تاريخية تغيب سهواً، أو ربما تعمداً وهو الأرجح، عن بال كل من يتولى التسويق لفكرة تعالي المعيار الأخلاقي المسيحي، أو أن هذا الدين هو (دين محبة وسلام!!)، والذي نراه مكرراً في كتابات كثيرة إلى حد الملل. الحقيقة التاريخية هي أن الثورة الفرنسية ومناهج العلمانية في أوروبا هي التي قلمت أظفار وكسرت أنياب التوحش الأخلاقي في المحيط الديني المسيحي على عكس ما يدعيه أنصار هذه الديانة اليوم من أن الإطار الأخلاقي المسيحي قد وُلد معها. فعندما أصرّت الثورة الفرنسية على أن يعود رجل الدين إلى الكنيسة ويترك السياسة والتشريع، بدأ التهذيب في المعيار الأخلاقي المسيحي الذي رأينا توحشه على صفحات التاريخ، تارة سوداء وتارة أخرى حمراء قانية، قبل تلك الثورة. هذا التهذيب الإنساني العلماني اللاحق هو الذي نرى نتائجه على هذا الدين اليوم، ولا شأن له في كلياته بتعاليم يسوع المنسوبة إليه في الأناجيل الأربعة إلا على معنى الانتقائية غير الأمينة

... يتبع



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزوير مسيحية يسوع – 17 – الجزء الأول
- تزوير مسيحية يسوع - 16
- تزوير مسيحية يسوع - 15
- تزوير مسيحية يسوع - 14
- تزوير مسيحية يسوع - 13
- تزوير مسيحية يسوع - 12
- تزوير مسيحية يسوع - 11
- تزوير مسيحية يسوع - 10
- تزوير مسيحية يسوع - 9
- تزوير مسيحية يسوع - 8
- تزوير مسيحية يسوع - 7
- تزوير مسيحية يسوع - 6
- تزوير مسيحية يسوع - 5
- تزوير مسيحية يسوع - 4
- تزوير مسيحية يسوع - 3
- تزوير مسيحية يسوع - 2
- تزوير مسيحية يسوع -1
- العلم الطاهر
- الرواية الإباضية للإسلام - 2
- الرواية الإباضية للإسلام - 1


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - تزوير مسيحية يسوع – 17 – الجزء الثاني