إلى من يهمه الأمر

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 12:41
المحور: القضية الفلسطينية
    

إلى من يهمه الأمر
يوسف عودة

تنوعت وتعددت أشكال ومواضيع القضايا التي بدأت تظهر مؤخرا بالمجتمع، والتي مع ظهورها القوي استطاعت فرض واقع جديد، بحيث أخذت هذه القضايا الحيز الأكبر من تفكير الإنسان، وخاصةً الإنسان العادي، الذي لا يملك غير دخلٍ قليل يلائم بينه وبين متطلباته العائلية، وبالطبع لعل من أهم القضايا التي ظهرت في المجتمع، هي الغلاء الفاحش مع قلة الدخل، الأمر الذي دفع الكثير من الناس لاتخاذ منحى أخر بالتفكير والفعل، فبعد أن أستفحل الغلاء وإستشرى بين الناس، بدأت تظهر بعض الأمور التي تهدد حياة الناس وأمنهم، فكثرت الإضرابات وإنتشرت الإغلاقات وأصبحت الإعتصامات الصفة الأبرز لمجتمع يعاني العديد من الضربات في خاصرته.

وهنا لا نستطيع أن نضع اللوم كل اللوم على الناس وما يقومون به من أعمال إحتجاجية، فهم معذورن بذلك، بسبب احساس البعض منهم بالعجز عن تلبية متطلبات أبنائه اليومية الأساسية، وحتى على الأقل بسبب احساسه بالعجز عن شراء علبة سجائر نظراً لإرتفاع أسعارها، وبنفس الوقت الدولة معذورة بعض الشيء خاصة وأن الدخل العام لها أقل بكثير من المصروفات، وبالتالي فهي تعتمد اعتماد كبير على الأموال الخارجية، الأمر الذي أدى الى إرتباط إقتصادنا بالاقتصادي العالمي، مما يدخلنا في دوامة الغلاء التي تجتاح العالم، فيجعل العيش في رام الله مثلاً يضاهي دبي عربيا ولندن عالميا.

وهذا بالطبع لا يعطي عذرا للدولة، وأن تصم آذانها ولا تلتفت لما يحدث، ولا حتى الى أوضاع الناس ومتطلباتهم، بل واجبها البحث عن حلول تخفف من وطأة الناس وتريح قلوبهم وتسهل حياتهم، هذا هو دورها الحقيقي الذي وجدت من أجله، وإلا فما سر وجودها، يجب وبأقصى سرعة ان تبحث عن حلول وطروحات ترضي الناس، الذين وضعوا كل ثقتهم بها، وهنا أنا لست إقتصاديا حتى أضع مقترحات للحل، ولا حتى بصدد التحليل الاقتصادي للواقع الذي نحياه، وكل ما أدركه وأرغب بتحقيقه كباقي الناس، هو العيش بكرامة في أرض الاباء والاجداد، أعرف بأن علينا واجبات نعمل على أدائها على أكمل وجه، وبنفس الوقت لنا حقوق نرغب بأخذها والتمتع بها، نعم لنا حقوق، بأن تخفف الدولة عن كاهلنا أعباء الحياة من غلاء وبطالة...الخ، وأن تعمل على توفير الأمن والأمان لنا، والذي يشكل الركيزة الأساسية لحياتنا، فكل ما نريده هو الرضى بالحياة التي نحياها ببلدنا.

#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات